يرتبط اسم سريلانكا ببلد المعجزات فهي لملمت جراحها بعد الحروب التي عصفت فيها، وإنتصرت على الجوع والفقر لتصبح اليوم من أقوى البلدان السياحية للعام 2012.
هي التي كانت تسمى سابقاً سيلان، تعرف اليوم بالجزيرة الكبيرة في المحيط الهندي، تبعد حوالي 31 كيلومتراً عن الساحل الجنوبي للهند، وتعتبر غنية جداً من الناحية الثقافية.
تشتهر سريلانكا باعتدال مناخها الرائع معظم أيام السنة ودرجة حرارتها التي لا تزيد على 31 درجة مئوية حتى في اكثر الفصول حرارة، وبهذا المناخ الجميل انتشرت في ارجاء الجزيرة حقول خضراء زاهية وجبال شاهقة وغابات فيها تشكيلة رائعة من النباتات والزهور والحيوانات بالاضافة الى العديد من الشواطئ الرملية والشلالات الرائعة ومزارع
جوز الهند والشاي، وهذا ما جعلها تصنف على لائحة الأونيسكو العالمية للأماكن الطبيعية.
قارعو الطبول
يمكن للزائر أن يختبر تجارب فريدة على جزيرة، مثل مشاهدة الفيلة وهي تسير على ايقاع قارعي الطبول أو رؤية السكان المحليين وهم يرقصون احدى رقصاتهم الشعبية مرتدين اقنعة غريبة، كما ان لهواة السياحة الثقافية موعداً مع اثار قديمة لا مثيل لها في العالم.
تجارة الأحجار الكريمة
ارتبط العرب لسنوات طويلة بجزيرة سريلانكا بفضل الرحلات التجارية البحرية العديدة التي كانوا يرسلونها الى هناك وكانت تعرف لديهم باسم "سيرانديب". واشتهرت فيها تجارة الأحجار الكريمة واللآلئ والعاج والبهارات، وتتميز الجزيرة ايضاً بزراعة الشاي الفاخر.
يمكن اكتشاف بقايا الماضي الإستعماري في سريلانكا بمجرد السير في شوارعها، وخاصة في كونترتوب القديمة والموانىء، فضلاً عن العديد من المعابد البوذية.
تنتقل سيريلانكا بشكل سريع وتدريجي الى الإقتصاد السريع، وتشتهر بإنتاج وتصدير الشاي، البن، المطاط، وجوز الهند.
أكثر ما يميز هذا البلد هو جمال الطبيعة حيث الغابات الإستوائية والشواطىء، والمناظر الخلابة التي تمتزج مع تراث ثقافي ثري يعود الى الحضارات القديمة. وكل ما يمكن مشاهدته في هذه الجزيرة لا يمكن رؤيته في بقعة اخرى من الكرة الأرضية، حيث إعتبرها جميع الكتّاب أعجوبة من عجائب الدنيا التي لم يتوصل علماء الآثار الى تحديد مواصفاتها الجمالية الطبيعية بعد.
الراحة والإستجمام
كل من يزور الجزيرة يقصدها للراحة والإستجمام، والعديد من العوامل بدأت تجذب السواح اليها، منها موقعها الجغرافي، وتنوع حضارتها ومعالمها الأثرية، وطبيعتها، بالإضافة الى مناخها الإستوائي الذي يجذب العرب وبشكل كبير. كما ان سريلانكا بدأت حديثاً بتوفير عاملين في مكاتب السفريات يتحدثون العربية لتسهيل التعامل مع السواح العرب.
أول عبارة تسمع في سريلانكا هي Ayubowan، وهي تمثل التحية الرسمية في الجزيرة، يعتمدها السريلانكيون للترحيب بالزوّار مع رفع أيديهم وترداد العبارة، وتعني التمني بالحياة المديدة.
تبدأ الرحلة من العاصمة كولومبو، المليئة بأكبر واجمل مراكز التسوق، يمتزج فيها العمران الحديث بالعمران التراثي القديم ابان حقبة الإستعمارات التي توالت على الجزيرة وآخرها الإستعمار البريطاني. إضافة الى ان العاصمة تشتهر ايضاً بالمطاعم التي تقدم ليس فقط اطباقًا محلية، بل عالمية مقتبسة من الدول المجاورة، وحتى مأكولات عربية لإرضاء السواح.
وتضم كولومبو العديد من الفنادق الفاخرة مثل فندق "سينامون غراند كولومبو" الذي يقع في وسط غابة من الحدائق الجميلة في وسط المدينة. الى جانبه مركز تسوق يتألف من ثلاثة طوابق تشمل 75 متجراً فاخراً وسوبر ماركت ومطاعم، يبعد مسافة 37 كيلومترا فقط عن مطار بندرامايكا الدولي.وأما فندق "هيلتون كولومبو" فيقع في مجمع إيشولون سكوير ويوفر اطلالة رائعة على بحيرة بيرا والمحيط الهندي وميناء المدينة ويبعد 35 كيلومترا عن المطار.
ثاني اكبر مدينة: كاندي
المحطة التالية تكون في كاندي، ثاني اكبر مدينة في سريلانكا، وتوصف بعاصمة الإسترخاء. إنها محاطة بتلال خضراء من كافة جوانبها، وفيها بحيرة شاسعة، رائعة الجمال. وعلى مدار السنة تنظم في كاندي مهرجانات من الرقص التقليدي، يتم خلالها عروض تشارك فيها الفيلة، يمكن القول ان الفيل هو ملك الجزيرة. ومن غير المنطقي الذهاب الى سريلانكا وعدم المشاركة في المهرجانات لأنها تضفي اجواء من الفرح، والمتعة على الرحلة الى بلاد العجائب الطبيعية.
ديمبولا والمعبد الذهبي
المحطة الثالثة تقع في المنطقة الوسطى من سريلانكا وهي ديمبولا، وتشتهر هذه المنطقة بالكهوف التي تحتوي على تماثيل ولوحات.
وفي المدينة المعبد الذهبي المقصود من كل الزوار، وهو مدرج عالمياً على قائمة المواقع الأثرية للأونيسكو.يقع المعبد على قمة جبل مرتفع جداً يطل على مناظر خلابة وغاية في الروعة، حيث توجد ايضاً العديد من المعابد محفورة في الصخور.
ويقع المعبد على صخرة كبيرة تسمى "صخرة الأسد" او "القلعة السماوية" يعود تاريخ نحتها الى القرن الخامس ميلادي في عصر الملك كاسابا. ترتفع نحو 200 متر في وسط غابة خضراء، اتخذها الناس مسكناً لهم لمدة 18 عاما. وتمتلئ هذه الصخرة بالكهوف العديدة التي ترتسم على جدرانها لوحات فنية عديدة.
تُعدّ المنطقة من أجمل المنتجعات الهادئة وتقع في منتصف الجزيرة جغرافيا. وتحتوي المدينة على العديد من الأسواق التقليدية والمتاجر التي تبيع أنواعاً عديدة من الفواكه الغريبة وجوز الهند.
ومن ديمبولا الى نوراليا، التي تبعد عن العاصمة كولمبو 190 كلم، مشهورة بشلالاتها وبحيراتها الجميلة، بالإضافة الى جبالها الخضراء التي تكسوها مزارع الشاي.
نصل الى بنتوته التي سميت تيمناً بالرحالة العربي ابن بطوطة، وتبعد عن العاصمة 60 كلم، تكثر فيها الفنادق الفخمة والمنتجعات السياحية الجميلة على الشواطىء الجميلة التي تجعل كل من يزورها يسكن في ارض الأحلام.
والى مدينة صيد الأسماك ناغمبو، التي تعتمد على السياحة لقربها من المطار، اذ تحافظ على جمال طبيعتها، وعلى بقايا الإستعمار ومنها القلعة الهولندية التي بنيت في العام 1672. وهذا ما يجعلها المحطة الأولى للسيّاح، حيث يمكن ان يجدوا في المدينة كل ما يحلو لهم للتمتع والإستجمام بروعة ناغمبو الإسطورية.
المأكولات في سريلانكا لها طعم فريد، ويشتهر البلد بالخضار والفاكهة منها الباباي، الأناناس والموز، المانغا، وجوز الهند. ويعتبر "الأرز والكاري" الطبق التقليدي الرئيسي في سريلانكا ويقدم هذا الطبق باشكال عدة.
هناك العديد من الأمور التي يمكن ان نجلبها من سريلانكا مثل الأحجار الكريمة،المجوهرات، المنحوتات الخشبية، الأقنعة، والبضائع الجلدية. ولكن حذاري من إختيار اي شيء أثري او يعود الى العصور القديمة لأن هذا الأمر مرفوض تماما، ومن يخرق هذا القانون يدفع غرامة مالية.
هدوء نفسي
الرحلة الى الجزيرة العجائبية لا مفر منها، فكل شيء موجود ومقدم على طبق من فضة للزائر. هي التي تعد من اكثر البلدان فقراً، ولكن سريلانكا أضحت بإرثها الثقافي، الحضاري، وتراثي، من أغنى دول العالم.
رد مع اقتباس
