من المعروف في مجال العلوم أن قناديل البحر تموت مباشرة بعد أن تتكاثر و لكن هذه الفصيلة من قناديل البحر المعروفة بـ Turritopsis nutricula تصبح “غير ناضجة” جنسيا بعد وصولها لمرحلة البلوغ أي أنه قادر على تجديد نفسه و الرجوع بها الى مرحلة الشباب ولا تمر خلايا هذه الفصيلة بمرحلة الشيخوخة وهرم الخلايا المسبب للوفاة لدى جميع الكائنات الحية أبدا.
هذا المخلوق العجيب الذي لا يتجاوز قطره الـ 4 إلى 5 مليميتر، تصنيفه العلمي “هدرواني” أو hydrozoan و يتكاثر بشكل لا جنسي Asexually (أي دون الحاجة الى وجود ذكر و أنثى) و هو المخلوق الوحيد المعروف حتى الان بخاصية الرجوع الى مرحلة ما قبل البلوغ من خلال تطور معين في الخلايا يطلق عليه اسم Transdifferentiation وهي عملية تحدث بشكل طبيعي عند هذا النوع من قنديل البحر و لأن هذه العملية يمكن لهذه الكائنات أن تفعلها مرارا وتكرارا إلى أجل غير مسمى فإن هذا المخلوق يمكن اعتباره “خالدا” أي لا يموت لأسباب طبيعية.
يعيش هذا النوع من قناديل البحر في المياه الاستوائية الدافئة و هو سريع التكاثر و الانتشار بشكل استحوذ على اهتمام علماء الحياة المائية الذين أصبحوا يخشون هجوما صامتا لهذا النوع من القناديل لمحيطات العالم، طبعا لأنه لا يموت أو يفنى من تلقاء نفسه (الا عن طريق مؤثر خارجي). الآن، يعكف العلماء بشكل كبير على دراسة هذا النوع من المخلوقات المائية و سرعملية “استرجاع الشيخوخة” التي تميزه عن باقي المخلوقات.
وطبعا نحب أن نشير هنا أن طول العمر لا ينفي أن هذا المخلوق العجيب ينفى ويموت في نهاية المطاف حاله كحال بقية المخلوقات على وجه البسيطة كما ذكر في القرآن الكريم في سورة الرحمن: (كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فانٍ (26) وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإكْرَامِ) وهو شيء تتقف عليه أيضا الديانات السماوية الأخرى (المسيحية واليهودية).