اطلق لساني
أطلِق لسـاني فان الشعـر ينحسـر**** وكن لـه مـدداً ان عـزت الغـرر
وهـب لقولي قـولا منـك مبـدؤه****وتنـتهي عـندك الأقـوال والفكـر
أعن بيـاني فهول الخـطب ألجـمه****وتـاه عنـي حـتى كـاد يـندثـر
أبا الحسـين وما في الكون من جلل**** كيوم فقـدك والأحـزان تـنهـمر
قد باء أشقـى الورى بالوزر منخذلا**** وفزت بالخلـد لما كنـت تحـتضـر
واستقبلت روحك الأفـلاك معلـنة**** بشرى الشهادة محـفوفـا بها الظـفر
وكيف لا وعلى فوديـك من دمهـا**** أزكى الدمـاء تلقّـى فيـضها القدر
أبا الحسـين وما في القول من حرج**** لولا حسامك يـوم الروع ما نُـصروا
أقحَمتَ مهرك نحو المـوت تدفـعه**** والمشركون لزحف الموت قـد ذُعروا
وأنت في سـوحه ليث غـضنـفرة**** فـي حد سيفـك عـزرائـيل ينتظر
قـد أرعب الموت إقـداماً ومقـدرةً**** والموت مـن هوله الأكـباد تنفطـر
ولاذ بعـض ببعـض من جـموعهم**** كأنـها الطـير يعـلو فوقها الصـقر
وراح كل كميٍّ مـنك فـي هلـعٍ**** يحاذر المـوت لـو أبـقى له الحـذر
يخـير النفـس في أمرين أهونـها****عـلى النفوس لقـاء كلـه خـطـر
أو الفـرار وذل العـار يـلحـقـه**** أنـىّ تـوجـه يعلو وجهـه القـتر
وأنـت تنظـر في أمـرين كلهـما****حسنى وفخـر إذا مـا جئت تفتخـر
ففي الشهـادة عز خـالـد أبـداً****والنصر عرس على الدنـيا بـه اثـر
أبا الحسـين لقد حاولت مدحـكم**** فما وفـيت وانـي منك اعـتـذر
منقول