تفسير الشيخ القمّي رحمه الله: وأما الرقيم فهما لوحان من نحاس مرقوم أي مكتوب فيهما أمر الفتية وأمر إسلامهم وما أراد منهم دقيانوس الملك وكيف كان أمرهم وحالهم.
تفسير التبيان للشيخ الطوسي رحمه الله: واختلفوا في معنى { الرقيم } فقال قوم: هو اسم قرية ـ ذهب اليه ابن عباس ـ وفى رواية أخرى عنه: أنه واد بين غضبان، وايلة، دون فلسطين، وهو قريب من ايلة. وقال عطية: { الرقيم } واد. وقال قتادة: { الرقيم } اسم الوادي الذي فيه اصحاب الكهف. وقال مجاهد: { الرقيم } كتاب تبيانهم. وفي رواية ايضاً عن ابن عباس أن { الرقيم } هو الكتاب. وقال سعيد بن جبير: هو لوح من حجارة كتبوا فيه قصص اصحاب الكهف ثم وضعوه على باب الكهف، وهو اختيار البلخي والجبائي وجماعة. وقيل: جعل ذلك اللوح في خزائن الملوك، لانه من عجائب الامور. وقيل بل جعل على باب كهفهم. وقال ابن زيد: { الرقيم } كتاب، ولذلك الكتاب خبر، فلم يخبر الله عن ذلك الكتاب وما فيه. وقرأ قوله: { وما أدراك ما عليون كتاب مرقوم يشهده المقربون }. وقال: هو اسم جبل اصحاب الكهف، روى ذلك عن ابن عباس. وقيل: إن اسم ذلك الجبل (تيحلوس) وقيل تياحلوس. وقد روي عن ابن عباس أنه قال: كل القرآن أعلمه إلا (حنان) و(الأواه) و{ الرقيم }. واختار الطبري أن يكون ذلك اسماً لكتاب أو لوح أو حجر كتب فيه. والرقيم (فعيل) أصله مرقوم، صرف الى فعيل مثل جريح بمعنى مجروح وقتيل بمعنى مقتول يقال: رقمت الكتاب أرقمه إذا كتبته ومنه الرقيم في الثوب لأنه خط يعرف به ثمنه. وقيل للحبة أرقم لما فيها من الآثار، وتقول العرب عليك بالرقمة [بمعنى عليك برقمة الوادي حيث الماء] ودع الضفة أي الجانب. والضفتان جانبا الوادي، ولعل من ذهب الى أن الرقيم الوادي: ذهب الى رقمة الوادي.
تفسير مجمع البيان للشيخ الطبرسي رحمه الله: واختلف في معنى الرقيم فقيل إنه اسم الوادي الذي كان فيه الكهف عن ابن عباس والضحاك، وقيل الكهف غار في الجبل والرقيم الجبل نفسه عن الحسن، وقيل الرقيم القرية التي خرج منها أصحاب الكهف عن كعب والسدي، وقيل هو لوح من حجارة كتبوا فيه قصة أصحاب الكهف ثم وضعوه على باب الكهف عن سعيد بن جبير واختاره البلخي والجبائي، وقيل جعل ذلك اللوح في خزائن الملوك لأنه من عجائب الأمور، وقيل الرقيم كتاب ولذلك الكتاب خبر فلم يخبرالله تعالى عما فيه عن ابن زيد، وقيل إن أصحاب الرقيم هم النفر الثلاثة الذين دخلوا في غار فانسد عليهم فقالوا ليدعوا الله تعالى كل واحد منا بعمله حتى يفرج الله عنا ففعلوا فنجاهم الله ورواه النعمان بن بشير مرفوعاً.