ألا هل الى طول الحياة سبيل * واني وهذا الموت ليس يحول
واني وان اصبحت بالموت موقنا * فلي امل من دون ذاك طويل
وللدهر ألوان تروح وتغتدي * وانّ نفوسا بينهنّ تسيل
ومنزل حق ٌ لامعرّج دونه * لكل امرئ منها اليه سبيل
قطــّعت بأيام التعزّز ذكره * وكل عزيز ما هناك ذليل
أرى علل الدنيا عليّ كثيرة * وصاحبها حتى الممات عليل
واني لمشتاق الى من احبه * فهل لي الى من قد هويت سبيل
واني وان شطـــّت بي الدار نازحا * وقد مات قبلي بالفراق جميل
فقد قال في الامثال في البين قائل * أ ُ ضرّ به يوم الفراق رحيل
لكل اجتماع من خليلين فرقة * وكلّ الذي دون الفراق قليل
وكيف هناك العيش من بعد فقدهم * لعمرك شئ ما اليه سبيل
ستعرض عن ذكري وتنسى مودتي * ويظهر بعدي للخليل عديل
وليس خليلي بالملول ولا الذي * اذا غبت يرضاه سواي بديل
ولكن خليلي من يدوم وصاله * ويحفظ سري قلبه ودخيل
اذا انقطعت يوما من العيش مدتي * فان بكاء الباكيات قليل
يريد الفتى ان لا يموت حبيبه * وليس الى ما يبتغيه سبيل
وليس جليلا رزء مال وفقده * ولكن رزء الأكرمين جليل
لذلك جنبي لا يواتيه مضجع * وفي القلب من حر الفراق غليل