TODAY - March 18, 2011
اجتجاجات عراقية جديدة اليوم وسط تحذير من انجرار طائفي
أستفتاء الصدر: ثلاثة ملايين قالوا نعم للتظاهر ضد الحكومة


ايلاف
أظهر استفتاء نظمه التيار الصدري في عموم العراق حول رأي المواطنين بالخدمات المقدمة لهم انهم يؤيدون الخروج بتظاهرات ضد الحكومة اذا لم تتحسن هذه الخدمات بعد ستة أشهر في وقت تشهد بغداد ومحافظات أخرى احتجاجات اليوم الجمعة تحت شعار "مستمرون" وسط دعوات تحذر من جر المتظاهرين لمنحى طائفي على ضوء ما يجري في البحرين بينما اعلنت قيادة عمليات بغداد انها لم تفرض حظرا للتجوال وانما اتخذت اجراءات أمنية مشددة.
قالت قيادة عمليات إنها لم تفرض حظراً للتجوال على المركبات والأشخاص اليوم كما أنها لن تغلق الطرق في العاصمة. واشارت الى عدم منع سير المركبات مع الابقاء على الطرق والجسور مفتوحة . لكنها اشارت الى انه تم اتخاذ إجراءات أمنية لحماية المتظاهرين وكذلك المنشآت الحكومية والمؤسسات الخدمية.
ومن جهته قال مجلس إنقاذ الأنبار ان المئات من متظاهري المحافظة (110 كم غرب بغداد) سيتوجهون الى العاصمة العراقية للتظاهر ضد الفساد والمطالبة بإقالة المسؤولين في الأنبار وذلك نتيجة عرقلة قيادة عمليات الأنبار أي تجمع أو تظاهرة في مدينة الرمادي.
وتأتي تظاهرات اليوم وسط تقارير لم تؤكد بعد حول اقالة رئيس الوزراء نوري المالكي الفريق موحان الفهد الذي قاد القوات الأمنية لمواجهة المتظاهرين في بغداد والذي أصدر أمراً لعناصرها باطلاق النار على المتظاهرين يوم 25 من الشهر الماضي وتسبب في مقتل واصابة عدد من المتظاهرين .

استفتاء الصدر يجيز التظاهر ضد الحكومة اذا لم تتحسن الخدمات
فقد اعلن القائد البارز في التيار الصدري حازم الاعرجي ان نتائج الاستفتاء الشعبي الذي نظمه التيار الصدري على مدى اسبوع بطلب من زعيم التيار مقتدى الصدر.
وأضاف الاعرجي في مؤتمر صحافي الليلة الماضية أن نتائج الاستفتاء الشعبي الذي نظمه التيار "لمعرفة آراء الشعب العراقي فيما يخص خدماته الحياتية اليومية التي يعاني منها في كل لحظة وعلى الرغم من عدم دعم الحكومة العراقية الحالية له وسعي بعض الجهات فيها إلى إفشالة قد اظهر مشاركة واسعة من المواطنين".
واضاف أن ثلاثة ملايين و833 الف و465 مواطنا قد شاركوا في الاستفتاء اجابوا خلاله على ثلاثة اسئلة كما يلي : الاغلبية قالت ان الخدمات سيئة في البلاد .. كما رأت أغلبية أيضا وفق السؤال الثاني انه يجب مطالبة الحكومة بتحسينها .. وفي اجابتهم على السؤال الثالث حول تنظيم تظاهرات في حال عدم تحسن الخدمات بعد ستة أشهر اجاب 3 ملايين 723 الفا و512 مواطنا بنعم.
وكان التيار الصدري بدأ استبيانه في السابع من الشهر الحالي وأستمر اسبوعا في جميع محافظات بشأن سوء الخدمات ونقص البطاقة التموينية. وقد تم تقسيم المحافظات إلى قطاعات ومربعات ووحدات وشمل الاستفتاء إضافة إلى المواطنين السجون والجامعات وجميع دوائر الدولة في عموم المحافظات.
وكان زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر قد دعا إلى تنظيم هذا الاستفتاء لمدة اسبوع بشان سوء الخدمات ونقص البطاقة التموينية وتم خلاله طرح هذه الاسئلة على المواطنين حول رأيهم بالخدمات الحياتية وما إذا يوجهون طلباً للحكومة بتحسين الخدمات . كما تضمن الإستفتاء سؤالا يقول "في حال عدم استجابة الحكومة إلى طلبات الشعب بعد ستة أشهر هل تلجأ إلى التظاهر السلمي من دون الاعتداء على المال العام" وهو ما صوت له المستفتون بنعم.

تحذير من جر التظاهرات لمنحى طائفي
ووجه "شباب 25 شباط" نداء الى الشباب العراقيين حذروا فيه من محاولات سياسيين لجر التظاهرات نحو صبغة طائفية .
وقالوا "ياشباب ثورة العراق لقد حقتم هدفاً جوهرياً في ثورتكم المباركة هو إزاحة غشاوات الأمراض التي أراد أعداء الشعب زرعها من السياسيين والأحزاب وسواهم ونلاحظ هذه الأيام من يحاول جرجرة العراقيين من جديد الى إصطفافات طائفية وهذه المرة يلعبون على اوراق من خارج العراق" في اشارة الى ما يبدو الى جر التظاهرات العراقية الى احتجاجات حول ما يجري في البحرين من صدامات طائفية شيعية سنية" .
واكدوا على "شابات وشباب العراق" ضرورة "التمسك بمظاهراتكم بذات الشعارات والأهداف ولاتسمحوا لمن خاب وتعفن في دهاليز السياسة ان يجرجركم الى دهاليز الظلام والتفرقة" .

احتجاجات بشعار "جمعة مستمرون"
واعلنت مجموعة من الناشطين العراقيين تنظيم تظاهرات احتجاجت جديدة اليوم الجمعة في بغداد وبقية المدن الاخرى تحت شعار "جمعة مستمرون"، وبعدها "جمعة الإقالة والمحاسبة".
وقال "تجمع شباب نصب الحرية" مخاطبًا السلطات العراقية "اننا لم نخرج تحت هراوات قمعكم وانتهاككم حرمة شوارعنا وتعصيب أعين طرقاتنا وفصل جسد مدننا كي تبيعوننا في نهاية الأمر إلى خطابات جديدة عفنة ووعود كاذبة". وقال "نحن خرجنا في جمعنا السابقة، التي كانت مجرد تمارين للجمع المقبلة، ضد هذه الخطب التي أردتم منها إخفاء رائحة فسادكم ولصوصيتكم وخيانتكم للقسم .. ونحن مستمرون لأن العراق أوكل إلينا هذه المهمة، وأرادنا ان نستمر بتمثيل المحرومين من شعبنا بعدما خطفت اتفاقاتكم التحاصصية كل امل بالحياة".
واضاف شباب التجمع في بيان وصلت الى "ايلاف" نسخة منه "نحن الآن الشاهد والرقيب على جرائمكم.. جريمة التجهيل وانتشار الأمية وجريمة السرقات والتستر على الفاسدين وجريمة الجوع وترهل الدولة واتساع وتناسل السجون السرية والعلنية والمعتقلين المغيبين عن عدالة القانون والحقيقة.
واكد "نحن مستمرون لأن الأمس الذي مرت فيه هراواتكم وعصيكم الكهربائية على أجساد أخواتنا في ساحة التحرير لم يغادر الذاكرة بعد .. ضربتم وشتمتم نساءنا أمام أيادينا العزلاء إلا من سلمية شعاراتنا وفقدتم بذلك شرف الائتمان على الوطن .. لذلك فنحن قد قسمنا اليوم في ساحة التحرير وفي فضاء الفيس بوك بأننا لن نقبل باهانة أخواتنا فنحن شباب العراق اليوم نقسم بشرف كل دمعة سالت على وجه العراقية المتعب الحزين .. إننا مستمرون ولن نسكت حتى نرد لهن وللشهداء اعتبارهم وحقهم وان يساق المجرمون الى العدالة والمحاكم العلنية .
سنجعل هذا الليل أكثر حلكة مما تتصورون .. مستمرون فلا تفرحوا أو تتبادلوا التهاني، فقد عاهدنا الله والوطن أننا سنستمر .. فأنكم لم تروا عاصفتنا بعد ولم تعرفوا من هم شباب العراق .. مستمرون سنخرج من كافة أزقة بغداد من الثورة والعبيدي والشعلة والاعظيمة والمنصور والكرادة والكفاح والفضل والكاظمية والشعب والحسينية وكل مكان في عراقنا الحبيب .. مستمرون هناك في ساحة التحرير وليس تحت قبة برلمانكم مستمرون .. مستمرون حتى تتحقق كافة المطالب والجمعة موعدنا تحت سماء نصب الحرية" .

.. ومجموعة ثوار شباط
ومن جهتها اشارت مجموعة "ثوار شباط" الى انه بمناسبة مرور شهر على جمعة الإصلاح في 25 شباط (فبراير) الماضي وما رافقها من تداعيات وتحولات مصيرية تقرر ان تكون التظاهرة المقبلة يوم 25 من الشهر الحالي جمعة (الاإقالة والمحاسبة) انطلاقًا "من الحرص على نوع تظاهراتنا السلمية الداعية إلى إصلاح النظام الذي ثبتته العملية السياسية بشكله المشوه الذي لا يليق بعراقنا الجديد الذي ننشد".
ودعت إلى اقالة ما اسمته "ثلاثي بغداد : امين العاصمة رئيس مجلس المحافظة، المحافظ، وفتح ملفات الفساد المتمثل بدوائرهم ومحاسبة الفاسدين والفاشلين وان تكون التطمينات فعلية لا يشوبها الاستهزاء والاقوال المنمقة غير المقبولة.. والاعتراف الصريح بحق التظاهر الذي كفله الدستور العراقي ضمن باب الحريات وعدم التضييق باي شكل من الاشكال وفسح الحرية كاملة امام الاعلام لتغطية تفاصيل التظاهرة، باستثناء الفضائية العراقية، لكونها فقدت ثقة الشعب بتمثيلها الحكومة فقط".
وقالت المجموعة "نحن لا نطالب بحلول سحرية تتناقض مع واقع ما نفهمه من امكانيات، لكننا لا نقبل باي تبريرات تأتي من فاقد الشيء، لكون الصراع الذي تبنته الكتل الفائزة في الانتخابات خير دليل على عدم جدية الترقيعات والوعود التي تطلقها الجهات الحكومة، وتتنصل عنها بقية مفاصلها، بل وترفضها بعض الوزارات مستندة الى المحاصصة سيئة الوقع في توفير الحماية لبقاء هذه الحكومة العرجاء على قيد الحياة".
ودعت الى محاسبة كل من ساهم واشترك في "اعتقال المتظاهرين وتعذيبهم ومحاسبتهم عن فعلهم غير القانوني والمنافي لحقوق الإنسان، وان يتم الاعتذار الرسمي لهم، لكوننا في بلد يدّعي بأنه من افضل البلدان حرية وديمقراطية!".

شباب نصب الحرية: تحذير أخير للحكومة وللقضاة
وحذر "شباب نصب الحرية" ومعهم الناشطين من منظمات المجتمع المدني الحكومة من استمرارها في قمع الحريات والذين قالوا انه يتجسد الآن بإصدار مذكرات إلقاء قبض على بعض رواد الحراك الشعبي من الاعلاميين والمثقفين الذين تصدوا لمحاربة الفساد وكشف الحقائق للعراقيين عبر مقالاتهم واصواتهم الغير مسيسة .
واضافوا "في الوقت الذي ندين فيه موقف القضاء العراقي وتعاون بعض القضاة الذين ارتضوا اهانة العدالة بالتواطؤ مع الأجهزة الأمنية والمسؤولين عليها من خلال توقيعهم لهذه المذكرات فإننا نحذر من هذه الأساليب البوليسية للتعامل مع المتظاهرين وذلك بتحويل شكل الاحتجاجات هذه من التظاهرات السلمية الى اعتصامات حضارية مفتوحة واضرابات عن العمل ستصل مسامعها الى العالم الحر والمناصر للحرية والأحرار والذي لن يتوقف على إدانة هذه الممارسات وحسب بل إننا واثقون من ان المجتمع الدولي سيقف ضدها ويحاسب المتورطين فيها والمسؤولين عنها" .
واشاروا الى انه "لم يعد منه عمليات البث التلفزيوني المباشر للتظاهرات في ساحة التحرير ولا اكاذيب قناة العراقية ولا الاعتداءات على الصحفيين وتحديد عملهم بقادر على حجب الحقيقة بل على العكس كل ذلك هو تأكيد على تفرد هذه الحكومة بإعادة أساليب الدكتاتورية بأبشع صورها الى ذاكرة العراقيين وشوهت جوهر الديمقراطية راعية الرأي الاخر المعارض والمدافعة عنه؟ .
واكدوا في بيان قائلين "نحن مستمرون من اجل كل هذا يوم غد وبعد غد وفي كل جمعة لنا معكم وقفة للمحاسبة التي ينتظرها الشعب كله ولن يفلت اي قاتل وسارق من احكام وعدالة ساحة التحرير" .

.. وتظاهرة لذوي المعتقلين
ومن جهتهم ينظم ناشطون في مجال حقوق الإنسان وأعضاء في مواقع التواصل الاجتماعي (الفيس بوك وتويتر) وذوو المعتقلين تظاهرة في ساحة التحرير اليوم للمطالبة بإطلاق سراح المعتقلين الأبرياء.
وقال ناشطون انه "تم تحديد اليوم الجمعة موعدا لتنظيم تظاهرة شعبية خاصة حول المطالبة بإطلاق سراح المعتقلين الأبرياء في سجون وزارات الدفاع والداخلية والعدل وضرورة حسم ملف المعتقلين في العراق بشكل نهائي". واشاروا الى انهم سيرفعون شعارات تقول "بغداد لن تكون قندهار" و"الثورة الزرقاء" ودعوا المواطنين في انحاء البلاد لتنظيم تظاهرات مماثلة من اجل إطلاق سراح المعتقلين الأبرياء.
وقال الناشطون "من أجل عشرات الآلاف من المعتقلين الأبرياء ممن يقبعون خلف القضبان منذ سنوات طوال كل ذنبهم أن مخبرا سريا قد وشى بهم و ينتظرون أن يأتي دورهم لترفع أوراقهم لدى القاضي ومن أجل عشرات الآلاف من العراقيين ممن تعرضوا للتعذيب والتهديد والتنكيل لانتزاع أي اعتراف ندعو إلى التظاهر" .
يذكر ان الاحتجاجات التي يشهدها العراق قد اطاحت لحد الان بستة مسؤولين محليين حيث اعلن الاربعاء رئيس مجلس محافظة كركوك زركار علي ومحافظها عبد الرحمن مصطفى استقالتهما بسبب ما قالا إنه عجزهما عن إرضاء كل مكونات المحافظة، وذلك بعد استقالة أربعة مسؤولين اخرين في محافظات عدة منذ اندلاع تظاهرات الاحتجاج قبل أسابيع، حيث سبقهما في التنحي عن مناصبهم محافظ واسط لطيف حمد الطرفة ومحافظ بابل سلمان ناصر الزركاني ومحافظ البصرة شلتاغ عبود علي، إضافة الى استقالة أمين بغداد صابر العيساوي.
يذكر أن لجنة برلمانية مكلفة بالنظر في المطالب المشتركة للمواطنين في المحافظات كافة قد سلمت المالكي الخميس توصيات موحدة خرجت بها فرق نيابية قضت عشرة أيام في المحافظات التي تمثلها، وتعرفت إلى مطالب المحتجين، وإلتقت بالمجالس المحلية، لتقويم المعوقات والأسباب التي أدت الى عدم تنفيذ هذه المطالب.
وتتضمن هذه التوصيات التي جاءت في تقرير موحد أعدته لجنة نيابية يترأسها النائب المسيحي يونادم كنا 23 فقرة تدور حول حل مجالس المحافظات والمجالس البلدية وإجراء إنتخابات مبكرة لمجالس جديدة والمطالبة بتوفير الطاقة الكهربائية وتوفير مفردات البطاقة التموينية ووضع برنامج عملي وزمني للقضاء على البطالة والحد من الفقر وإتخاذ إجراءات عملية لمكافحة الفساد المالي والإداري في كل مؤسسات الدولة وإدامة وتفعيل مشروع المصالحة الوطنية وإطلاق سراح المعتقلين الذين لم تثبت ادانتهم.
وشهدت محافظات العراق يومي الجمعة الماضيين تظاهرات طالبت بالإصلاح والتغيير والقضاء على الفساد المستشري في مفاصل الدولة، نظمها شباب من طلبة الجامعات ومثقفون مستقلون عبر مواقع التواصل الاجتماعي في شبكة الإنترنت.