TODAY - March 17, 2011
في ظل ترقب شعبي واسع للظهور الملكي النادر:
ما الذي يمكن أن يقوله الملك عبد الله بن عبد العزيز الجمعة؟


ايلاف
في الوقت الذي تمتلئ فيه سماء الرياض بالإشاعات، حول ما يمكن أن يحويه خطاب العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز، بعد ظهر يوم الجمعة، من قرارات، فإن رجلا واحداً فقط، هو من يعلم ما يمكن أن يقوله الملك عبد الله، في الساعة الثانية من ظهر الغد: إنه الملك نفسه.
وأعلن الديوان الملكي السعودي أن الملك عبدالله بن عبدالعزيز سيلقي عند الساعة الثانية من ظهر يوم الجمعة خطاباً موجهاً إلى "أبنائه وبناته شعب المملكة العربية السعودية، يعقبه عدد من الأوامر الملكية الكريمة"، حسب ما ذكر البيان الرسمي دون تحديد لطبيعة الخطاب والأوامر الملكية التي ستعقبه.
وهذا الظهور النادر للملك يوم الجمعة، في خطاب ملكي يوجه للشعب لأول مرة منذ أحداث حرب الخليج الثانية أوائل التسعينات، يتوقع له أن يكون علامة تاريخية من تاريخ البلاد، إذ أن بعض المعلومات تحدثت عن حزمة من قرارات مهمة، عمل الملك عليها منذ عدة أشهر، برفقة فريقه الحكومي ومستشاريه، لكنه فضّل أن ينتظر الوقت المناسب للإعلان عنها.
وحين سألت "إيلاف" مسؤولاً سعودياً حول توقيت هذا الخطاب، وأسباب انتظار الملك كل هذا الوقت ليخرج القرارات من درج مكتبه، قال إنها "تأتي في وقت شهدت فيه البلاد نجاحين، الأول داخلي بعد فشل التظاهرات التي دعت إليها جهات غير معروفة، والثاني خارجي بعد أن أرسلت المملكة وبلدان الخليج رسالة قوية لإيران لإبعادها عن البحرين".
ويتوقع أن يبدأ الخطاب الملكي بالحديث عن الشأن الخارجي، والأحداث الدولية، ومن ثم يلقي الملك رسالته إلى الشعب، خصوصاً بعد عدم تجاوب السعوديين مع الدعوة ليوم الغضب الذي كان مقررا أن يكون في الحادي عشر الماضي.
ولا يريد السعوديون مطالب سياسية ثورية كما حدث في تونس ومصر وليبيا، بل أن مطالبهم كلها تتركز حول تعزيز الرقابة على المال العام، ومكافحة الفساد، وتحسين مستوى المعيشة، في الوقت الذي تسجل فيها أسعار البترول أعلى معدلاتها، وزيادة نسبة المشاركة السياسية في صنع القرار من خلال تفعيل مجلس الشورى وزيادة عدد أعضاءه.
وتحكم أسرة آل سعود المملكة منذ ثلاثة قرون، وثقت خلالها الصلة والتواصل والاتصال، مع سكان شبه الجزيرة العربية، وقبائلها المتعددة، ما جعلها بعيدة كل البعد عن رياح الثورة التي تهب على الشرق الأوسط، وتدحرج الدول، ورؤوسها، ورؤساءها.
ومما تقوله إشاعات الرياض، وهي لا تخطئ إلا قليلا، أن غداً سيكون موعداً للتعديل الوزاري، حيث مضى على عمر الحكومة عدة أسابيع دون التمديد لها، وتعيين مسؤولين جدداً، وقرارات هيكلية تستهدف بنية الدولة نفسها، فضلاً عن بضعة من القرارات التي تستهدف تحسين مستوى المعيشة للمواطنين.