زهرة التوليب ... زهرة الأناقة والجمال
Tulip ... Flower Of Elegance & Beauty
زهرة التوليب نباتٌ من الفصيلة الزنبقية ، وهي جميلةٌ متعددة الألوان ، لا رائحة لها ومختلفة الطول ، لها 109 أنواع ، وعلى الرغم من أن الزئبق غالباً ما ترتبط
بهولندا إلا أن موطنها الأصلي هو تركيا ، وقد نقلت إلى أوروبا في القرن السادس عشر .
كلمة " توليب " مأخوذة من كلمة " تولبند " وهو مشتق من اللغة الفارسية وتعني عمامة
السلطان .
والتوليب من أكثر الأبصال إنتشاراً في عالمنا ، يُزرع بشكلٍ أساسي في جنوب أوروبا و شمال أفريقيا و في آسيا . موعد الزراعة يحين في أواخر الصيف و أول
الخريف ، في شهر تشرين الأول ( أكتوبر ) أو تشرين الثاني ( نوفمبر ) ، و يُزهر في الربيع . ينمو التوليب في المناطق المعتدلة المائلة إلى البرودة ، و يتميّز بسهولة
زراعته و بقدرته على تحمّل برد الشتاء القارص .
و التوليب من الأزهار المعمّرة ( Perennial ) ، أي أنه يعيش لأكثر من سنتين . يُزرع التوليب - مثل كثير من الأزهار - من الأبصال ، و هي حبّات تُشبه نبات
البصل من حيث الشكل ، و يمكن إعتبارها بمثابة البذور عند باقي النباتات . وتنمو أزهار التوليب بمختلف أنواعها على ساقٍ تتراوح طولها بين 10 و 70 سنتمتر .
تحمل الأزهار ما بين ورقتين و 6 أوراق خضراء تبدو و كأنها مغطاة بالشمع ، و منها أنواع تحمل 12 ورقة .
يتوفّر التوليب بألوان عديدة ، كالأبيض و الأحمر و الأصفر و البنفسجي و الأسود و البرتقالي . و أحياناً تكون الزهرة الواحدة بمزيج من لونين أو أكثر . إذن لوحتك
التي سترسمها بالتوليب لن تكون مقتصرة على لون واحد !
وقصة التوليب في كندا تعود إلى عام 1945 قبيل إنتهاء الحرب العالمية الثانية ، إذ استقبلت كندا في ذلك الوقت الملكة جوليا ملكة هولندا ، التي تركت بلدها إثر إندلاع الحرب
واستقبلها الكنديون في بلادهم ، ومنحوها مساحة من الأرض لتكون أرضاً هولندية ، حتى تستطيع أن تنجب ولي العهد في أراضٍ هولندية ، كما ساهموا في تحرير هولندا .
وعرفاناً منها بجميلهم أرسلت لهم الملكة مائة ألف زهرة من زهور التوليب ليزرعوها في بلادهم . وتحولت بالتالي إلى رمزٍ عالمي للصداقة بين الشعبين وللجمال في فصل الربيع .
ما جنون التوليب (Tulip mania) فهو اسم يشير إلىفقاعة اقتصاديةكبيرة أتت تسميتها أصلاً من مرحلةٍ في التاريخالهولنديتزايد فيها الطلب على أبصال زهرةالتوليبإلى حدٍ فظيع
. وقد وقعت أحداث هذه الجائحة الإقتصادية فيالقرن السابع عشر ، ما بين عامي 1635و1637 ميلادية ، فقد تعاظمت شعبيةالتوليبفيهولندا ، بعد أن تعرفت عليهأوروباعن
طريقالإمبراطورية العثمانيةفي منتصف القرن 16 ، وانطلق علية القوم في تنافس لامتلاك أكثر الأبصال ندرة ، وتعاظمت المنافسة حتى وصلت الأسعار حدوداً عالية .
يعتقد أن زراعة التوليب بدأت فيهولنداالتي كانت تعرف آنذاك باسم ( الأقاليم المتحدة ) في عام 1593 ميلادية ، عندما تمكنتشارلز دي لوكلوسمن تحسين نوعية
التوليب لتصبح قادرةٍ على تحمل صعوبة المناخ في المناطق المنخفضة اعتماداً على أبصالٍ أرسلها إليه منتركياأوجير دي بوسبيق . وسرعان ما تحولت الزهرة إلى
موضوع تفاخرٍ ورمزٍ للرفعة . وهنالك أصناف محددة من النبتة حملت أسماءً خاصة مميزة اشتق بعضها من أدميرالات البحرية الهولندية . وقد ظهرت أكثرها روعة
بما حملته من ألوان حية ، وخطوط ، بدت كألسنة اللهب ، وذلك بعد أن تعرضت بعض أنواعها لعدوى فيروس خاصٍ بأبصال التوليب .
فلو رغبت بشراء نوعٍ محدد من أبصال التوليب في عام 1623 م ، أو بالأحرى بصلةٍ واحدة منها ، فذلك سيكلفك نحو ألف فلورينة ، وهي العملة المستخدمة آنذاك في
المنطقة ، ولتقدر ذلك يكفي أن تعرف أن متوسط الدخل السنوي للفرد آنذاك كان يعادل 150 فلورينة . ولم يقتصر تداول التوليب على النقود ، بل تمت مقايضتها
بالأراضي والمواشي والبيوت . ويزعم بأن المتداول الجيد كان يحقق أرباحاً تصل إلى 60 ألف فلورينة في الشهر الواحد .
وسجل في العام 1635 م ، صفقة تم من خلالها تداول 40 بصلة مقابل 100.000 فلورينة . وللمقارنة نذكر بأن طناً من الزبدة لا يكلف سوى 100 فلورينة ، أما
240 فلورينة فيمكنها شراء ثمانية خنازير سمينة ، وسجل رقم قياسي ببيع بصلة شهيرة باسم " سمبر أوغسطين " مقابل 6.000 فلورينة .
مع حلول عام 1636 ميلادية ، دخلت الأبصالالسوق الماليفي كثير من بلدات هولندا ليتم تداولها هناك ، مما شجع كافة فئات المجتمع على الدخول بأموالهم أو
بممتلكاتهم للمضاربة عليها . وحقق بعض المضاربين أرباحاً ضخمة . وآخرون خسروا كل أو ما يزيد على ما كانوا يملكونه . لقد قام البعض ببيع أبصال التوليب التي
زرعوها للتو ، وباع آخرون أبصال التوليب التي ينوون زراعتها !! فيما يشبه تداول العقود الآجلة، وقد وصفت هذه الظاهرة بأنها ( قبض ريح ) أو " تداول الهواء " .
في شباط / فبراير من عام 1637 ميلادية ، لم يعد متداولو البصل يحصلون على عروض شراء أعلى مقابل البصل ، وبدؤوا البيع . لقد انفجرت الفقاعة . وأخذ الشك
يراود الناس بأن الطلب على بصل التوليب سيختفي ، وهذا ولد ذعراً عارماً . أصحاب العقود الآجلة باتوا يحملون عقوداً لا يساوي سعرها الحالي عشر ما نصت عليه
العقود ، وكثيرون آخرون ما لبثوا أن وجدوا أنفسهم يحملون أبصالاً لا تساوي قيمتها جزءاً صغيراً من السعر الذي دفعوه للحصول عليها . وحسب ما زعم ، فإن آلاف
الهولنديين ، بمن فيهم رجال الأعمال وأصحاب المناصب ، انهاروا مالياً .
وقد بذلت محاولات لتصحيح الوضع بما فيه مصلحة كل الأطراف لكنها باءت بالفشل . بعض الأفراد تورطوا بالأبصال بعد أن حصل الانهيار ، وما من محكمة ستجبر
أحداً على تسديد قيمة العقود الآجلة ، فالقضاة اعتبروها عقود مقامرة ، لا تحظى بحماية القانون .
نسخٌ مشابهة من جنون التوليب اجتاحت باقي مناطق أوروبا ، لكنها لم تبلغ ما بلغته الأمور في هولندا . ففيإنجلتراعام 1800 كان من الشائع أن يشتري المرء بصلة
توليب واحدة بمبلغ يكفي عاملاً وعائلته حاجتهم من الطعام والشراب والملبس طوال 6 أشهر .
____________
المصدر