تسونامي اليابان يلحق الضرر بصناعة تكنولوجيا المعلومات
منها شركتي "أبل" و"سوني"
تشهد اليابان خسائر فادحة لا مثيل لها في البنى التحيتة لصناعة تكنولوجيا المعلومات، وذلك نتيجة المد البحري "تسونامي" الذي ضرب البلاد يوم الجمعة الماضي.
وضمن هذا الإطار، سيطال الضرر شركة "أبل" ومنتجها الجديد من "آي باد"، والذي استقطب شريحة كبيرة من العملاء اليابانيين، وتوقع محللون عدم القدرة للوصول للنسبة المتوقعة لمبيعات أجهزة الكمبيوتر اللوحية من آبل.
وأفاد الخبراء بوجود احتمالات نقص في كل من أجهزة الكمبيوتر اللوحية "آي باد" والهواتف الذكية وغيرها من الأجهزة، ولكن بمعدلات متباينة، وذلك بسبب إغلاق وتعليق معظم المصانع اليابانية المختصة بصناعة رقاقات إليكترونية أولية تدخل في عدة صناعات سواء يابانية أو غيرها، مثل أجهزة الحواسيب والهواتف الذكية.
ومن جانبها، أعلنت شركة "سوني للإلكترونيات" وهي أبرز الشركات الإلكترونية باليابان، عن عدم إمكانية جميع فروعها بصيانة أجهزة "بلاي ستيشن 3"، نتيجة انقطاع التيار الكهربائي، ناهيك عن توقف العمل تماماً داخل ورشتين تابعتين لـ"سوني" على الأقل، إحداهما تُصنع بطاريات "ليثيوم آيون"، والأخرى تختص بصناعة "الليزر ديود" موصلات ليزر ثنائية خاصة بـ"بلو راي".
ومع ذلك، قدمت "سوني" مساعدات مالية عاجلة لإنقاذ ضحايا ومنكوبي تسونامي تفوق 3.6 مليون دولار أمريكي، وهناك تنبؤات بارتفاع أسعار شرائح الذاكرة المستخدمة في كل من الهواتف المحمولة وكاميرات التصوير وأجهزة تسجيل الفيديو، جراء النقص الحاد الذي ستشهده عدة صناعات في القطع والمكونات.
وفضلاً عن القلق الشديد الذي ينتاب الأمريكيون في الوقت الحالي حول حال الصناعة اليابانية، وما سيطرأ عليها جراء هذه الكارثة الفادحة، فحوالي 15 في المئة من جميع السيارات المباعة داخل الولايات المتحدة الأمريكية يتم تصنيعها في اليابان، فضلاً عن اعتمادها على الأجهزة الإلكترونية اليابانية.
وبالتالي لن تقتصر الخسارة على مستوردي سيارات "تويوتا" و"هوندا" فحسب، بل تتأثر أيضاً وبشكل كبير الشركات الأمريكية العملاقة، مثل "جنرال موتورز" و"فورد" و"كريسلر" لما ستواجهه من صعوبات، بسبب اعتماد مثل هذه الشركات على قطع ومكونات يابانية الصنع.
وتعد اليابان من الناحية الاقتصادية واحدة من أكثر الدول تقدماً في العالم، ويحتل الناتج القومي الإجمالي (قيمة السلع والخدمات المنتجة في اليابان خلال عام واحد) المرتبة الثانية على مستوى العالم.
وتُعتبر الصناعة الإلكترونية اختصاص ياباني وأحد رموز التفوق والنجاح لهذا البلد، فاليابان هي أول بلد منتج للإلكترونيات في العالم، بما في ذلك أجهزة التلفزيون ومسجلات الفيديو وأجهزة التسجيل، ويحتل اليابان المركز الثاني في مجال الاتصالات والتكنولوجيا الحيوية والسعي إلى تطوير مواد جديدة.