آهات .. في وداعك يا أبا الأيتام
دَعْها تـجـوبُ فَدافـدُ الأنـجادِ وتَشُقّ أزيـاقَ الـرُّبى ووِهـادِ
أغرى لها شوقُ الغَريّ فلن ترى مَرأى ومَرعى غير ذاكَ الوادي
إذ كـان لـم يَـعرفْه إلاّ ربُّـهُ ونـبيُّه.. ربُّ الفَـخارِ البـادي
بيـنا عزيـمتُه تـدانـى دونَـهُ أعلا العُلاةِ وشـامـخَ الأطـوادِ
ويُشَجّ في الشهر الـكريم كريمَهُ في وِرْدِه ظُلْماً بسيـف مُـرادي
قد غاله وسْطَ الصـلاةِ مُـناجياً للهِ في المحرابِ شـرُّ مُـعادي
لهفـي له لمّا عـلاهُ بضـربةٍ نجلاء.. قـد سُقيت بسَمٍّ عِـنادِ!
قد أَمَّه وهو الإمامُ فخَضّب الشَّ يـبَ الكـريـمَ بـدمّهِ المـدّادِ
وبَقِي ثـلاثاً مُدنَفاً، لا شـاكـياً بل شـاكراً، إذْ حـاز خيرَ مَفادِ
متـبتِّـلاً، ومُحَمـدِلاً، ومُـهَلِّلاً ومُكبِّراً، قـد فـزتُ بآسـتشهادِ
فتشرّفت أرضُ الغَـريِّ بقـبرهِ فاخـتار منها التُرْبَ نوراً بـادي
وبكـى جميعُ الـعالمين لِـرُزْئهِ والنـيـرِّاتُ تجـلّلتْ بـسَـوادِ
اليومَ عِقْدُ الديـنِ حُـلّ نظـامُهُ وهَوَتْ نجومُ العـلْمِ والإرشـادِ
اليومَ أركـانُ الـمعالـي والعُلا فُلّت بسيـف البغـيِ والأحـقادِ