تَمَرُّ عَلِيُّنَا اللَّحْظَاتِ بَطِيئةَ..
نَشْعُرُ بِالْأَرَقِ..
يُغَادَرُنَا الْكَرَى..
وَتُغْتَالُ الْمَرَارَةَ أَعْمَاقَنَا..
تُطَاوَعُنَا دُموعَنَا حَيِّنَا وَتَخُونُنَا حَيَّنَا أُخْرَى
لِتَزِيدُ مِنْ حُرْقَةِ الْآلاَمِ دَاخِلَنَا..
وَمَا يَزِيدُ مِنْ مَتَاعِبِنَا عَنْدَمَا يَجِبُ أَنْ نَتَأَلَّمَ بِصَمْتِ..
حَتَّى لَا نَشْعُرَ مِنْ س يُغَادِرُنَا بِمُعاناتِنَا..
مَا أَشَدُّ مَا تُتَأَلَّمُ الرَّوْحَ عَنْدَمَا تُكَبَّلُ الْأحْزَانَ دَاخِلَهَا..
حَتَّى لَا نَبْكِي عَلَى مِنْ نَحْبِهُمْ بِمَا نَحْمِلَهُ مِنْ خَوْفِ وَهُمْ..
وَيَكُونُ بِمَثَابَةِ قَتْلِ لِلْرَوْحِ عَنْدَمَا نُخْفِي دُموعَنَا ونستبدلهابابتسامة..
نُحَاوِلُ أَنَّ نَزْرَعَ بِهَا بَعْضُ مِنْ السَّعَادَةِ فِي قَلْبِ مِنْ سَيُغَادِرُنَا فِي لَحْظَاتِ الْوَدَاعِ الْأَخِيرَةَ !!
لَكِنَّ بِالرَّغْمِ مِنْ غِيَابِ الْأَحْبابِ وَفَقْدَهُمْ إلّا اِنْهَمْ يَظِلُّونَ فِي قَلُوبِنَا لَا يَغِيبُونَ أَبَدًا ؟!
تُحَيِّي صُورَتَهُمْ فِي وِجْدَانِنَا الذُّكْرِيَاتِ الَّتِي جمعتُنَا وَتَزِيدُ مِنْ بَريقِهَا كُلُّ لَحْظَةِ صَادِقَةٍ
آزرونا فِيهَا وَاُلْتُحِمْتِ مَشَاعِرَنَا فِيهَا مَعَ مَشَاعِرِهُمْ..
نُشْتَاقُ إِلَيهُمْ..
يُتْعَبُنَا الْوَجْدَ..
تَزُورُنَا أَطْيَافَهُمْ فِي أحْلاَمِنَا تَارَةً وَفِي يَقِظَتِنَا تَارَةً..
أُخْرَى لِتَزِيدُ مِنْ شَوْقِنَا إِلَيهُمْ وَلِتَزَيُّدِ مِنْ بُغْضِنَا لِذِكْرَى ذَلِكَ الْوَدَاعَ حَتَّى لِيَبْدُو لِي
أَحَيَّانَا أَنَّ مَرَارَةَ الذُّكْرِيَاتِ تُشْتَرَكُ مَعَ تَرَقُّبِ الْحَدَثِ
فِي كَوْنِهَا أكثرمرارة مِنْ الْحَدَثِ ذاته..
نُتَمَنَّى النِّسْيَانَ فَلَا نَسْتَطِيعُ..
يَبْدُو لَنَا أَنَّه لَا أَمَلَ فِي النِّسْيَانِ..
لَا أَمَلَ فِي اللِّقَاءِ..
وَلَا طَرِيقَ إلّا التَّنَاسِي..
فَنُخْدَعُ أَنَفْسُنَا وَنُوَهِّمُهَا بِالنِّسْيَانِ حَتَّى نَضْمُدَ وَلَوْ ظاهِرِيَّا الْجُرْحِ !!
كَمَنْ يَتَنَاوَلُ الْمُسَكِّنَاتُ لِتَسْكُنَ الْألَمُ مؤقتا..
فَلَا الْألَمُ أُنْتَهَى وَلَا الْمُسَكِّنَاتِ سَاهَمْتِ فِي شفائه..
يَظِلُّ فِي الْقَلْبِ أَمَنِيَّةَ أَنَّ لَا يُفَارِقَنَا عَزِيزَ وَلَوْ اِضْطَرَرْنَا
أَنَّ نِكُونَ نَحْنُ مِنْ نغادرأحبابنا فِي وَدَاعِ وَاحِدِ
وَنَبْتَعِدُ حَتَّى لَا نَفْجَعَ كُلُّ يَوْمِ بِمَنْ يُغَادَرُنَا..
هَلْ الْحَلُّ عَدَمُ التَّعَمُّقِ فِي عَلاَّقَاتِنَا مَعَ الآخرين وَاِنْتِهاجُ طَرِيقَةُ جَدِيدَةُ فِي التَّعَامُلِ
السَّطْحِيُّ بِدونِ أَنْ يَكُونُ لِلْمَشَاعِرِ طَرَفَ فِي عَلاَّقَاتِنَا ؟!!
هَلْ نُكْبَحُ مَشَاعِرَنَا مَعَ الْبَعْضِ الَّذِينَ نَعْرُفُ أَنَّنَا سنغادر هُمْ لَا مَحَالَةَ
حَتَّى لانتألم عَنْدَمًا نفارقهم وَنُطْلِقُ لَهَا الْعَنَانَ مَعَ الْبَعْضِ الْآخِرِ ؟!
هَلْ مِنْ الْجُنُونِ أَنْ نَتَمَنَّى فِي لَحْظَةِ أَنَّ نِكُونَ أَشِبْهُ بِالْإِنْسانِ الْآلِيِّ
الَّذِي لَا يَفْقَهُ مُعَنّى الْمَشَاعِرِ وَالْحُبِّ وَالْغَلا وَأُلَمُّ الْفِرَاقَ ؟!!
كَلِمَاتُ مِنْ الْوِجْدَانِ..
أَعْمَاقُنَا بَحْرُ مِنْ الذُّكْرِيَاتِ تَهِيجُهَا جَمِيعًا أَيُّ ريحِ خَفِيفَةِ لِذِكْرَى مُوجِعَةٍ..
يُخْطَأُ مِنْ يُظَنُّ أَنَّ تُوَقِّفَ دُموعَنَا دَليلِ عَلَى أَنَّنَا أُلِّفَنَا فَقَدْ مِنْ فُقْدَانِهُمْ..
كَمْ هُوَ مُؤْلِمُ أَنَّ لَا نَسْتَطِيعُ الْبُوحَ بِمَا فِي دَاخِلِنَا وَتُصْمَتُ الْكَلِمَاتِ
عَلَى شِفَاهِنَا بِالرَّغْمِ مِنْ الْحَنِينِ وَالشَّوْقِ..
قَدْ يُسَكِّنَ التَّنَاسِي الْألَمُ مؤقتا لَكِنَّه رُبَّما يَضَعُنَا بَعْدَ ذَلِكَ أَمَامَ مَرَارَةِ
وَجَرَّاحُ لَا تَبْرَأُ وَلَا يَتَنَاقَصَ ألَمُهَا..
جَمِيلُ جِدَا أَنَّ تَزُورَنَا أَطْيَافَ مِنْ فَقِدْنَاهُمْ فِي أحْلاَمِنَا لَكِنَّ قِمَّةَ الْمَرَارَةِ
أَنْ تَكْتَشِفَ بَعْدَ ذَلِكَ أَنَّه كَانَ حُلْمُ.. ..!!
تحياااااااتي