مواقف لا ينكرها البشر
سبق وان نشرت مقالا بعنوان (( عجيب يا ربي !!!! كدت ان لا اصدق نفسي )) في منتدى القصص ، وفكرت اليوم ان اتبعه بمقال اخر من واقع الحياة بعنوان : (( مواقف لا ينكرها البشر)) ، وامل ان ينال رضاكم يامزعجين ههههههههههههههههههههههههه هههههههههههههه مع تحياتي لكم جميعا.
قبل اكثر من عشرة سنوات ، حدثت ضجة ضد الكلاب في مختلف المدن الالمانية ، وخاصة في العاصمة برلين ، سببها امتلاء الطرق والشوارع بقاذورات الكلاب. لدرجة صار كل فرد يحذر اثناء مشيه في الطريق .الحدث الاول
انتقلت هذه الضجة الى البرلمان ، واخذت اشهرا من النقاش ، واخيرا وتحت ضغط المعارضين ، صدر قرار ، يجبر فيه صاحب الكلب ان يكون مسؤولا عن فضلات كلبه ، والا يحاسب قانونيا ويحكم بغرامة عالية.
بعد اشهر من صدور القرار ، وجدنا شوارع المدن وطرقاتها اصبحت خالية من فضلات الكلاب تماما ، وكأن لا وجود لكلب واحد وخاصة في العاصمة برلين ، وكل المدن الاخرى ، مع اننا نرى الشوارع لا تخلو منهم .
الذي دعاني الى العجب ، ان الكلب عند شعوره بالتبول ، او لافراغ ما في بطنه ، يتوجه االى مكان خاص ، نستطيع ان نقول دورة مياهه ، وهناك يقضي حاجته ، كيف تعلم هذا بسرعة ؟ والله غريب وعجيب ههههههههههههههههههههههههه هههههههه
الشيء الاخر ، الكل يعرف ، ان الالمان ، اكثرالشعوب الاوربية تمسكا وتطبيقا للقانون ، ولكن الاعجب ان كلابهم لا يمكن ان تعبرالشارع في الاشارة الحمراء ، بل ينتظر الكلب ، الى ان يرى الاشارة خضراء ، ويعبر ، مع ان عيون الكلاب ليست مجهزة لرؤية الالوان ، بل شعورهم يقودهم الى هذا. وكم من مرات عبرت الشارع في الاشارة الحمراء عندما لا اجد احدا ههههههههههههههههههههه
نقطة اخرى لا تخلو من اهميه:
ما يصرف على الكلاب سنويا في المانيا اربع ملياردات اورو !!!!!!! وهناك مستشفيات خاصة بالكلاب ، ومستشفيات خاصة بالقطط وعيادات للكلاب والقطط ليلا ونهارا ، وسيارات اسعاف شغالة ليلا ونهارا. حدثني احد معارفي أن قطته كانت تعبانة في الليل وحالا خابر الاسعاف وبعد وقت قصير حضر الطبيب وفحصها ونقلها الى المستشفى ، والحمد لله ان صحتها تحسنت وبعد يومين تغادر المستشفى.
تدليك الكلب في المانيا لاول مرة يكلف 50 اورو وبعدها كل تدليكة تكلف 30 اورو. شيء عجيب وغريب.سكتو وخلوها على الله ههههههههههههههههههههه
اصابه الارق من جراء الحادث ، اتصل بي في ساعة متاخرة من الليل يشكو لي حالته النفسية.
الحدث الثاني
لي صديق مصري عزيز علي ، يسكن وسط مدينة برلين ، المكتظة بالسيارات ، تذكرت حادثة جرت معه ، قبل اكثرمن أربع سنوات.
صديقي هذا ، يملك كلبا صغيرا ، سماه محروس ، ويحبه جدا. تحت ضغط زوجته ، ولصغرالبيت ، قرر ان يتخلص منه. وضعه في سلة كبيرة ، ووضع عليها غطاء ، واخذه بسيارته الى غابة تبعد اكثر من عشرة كيلومترات عن برلين ، وتركه هناك ورجع بسيارته باكيا وكئيبا ، وابان رجوعه ، وهو في الطريق ، ندم على عمله ، ورجع اليه ثانية ، وفتش عنه في انحاء الغابة ولم يجده ، واخيرا اصابه الياس ، ورجع لبيته كئيبا.
تحدثت معه وهدأته. في اليوم الثاني التقيت به واخبرني قائلا:
بعد مكالمتنا ليلا بقليل ، رن جرس بيته ، رفع السماعة مستغربا ، ليعرف من الذي في هذا الوقت المتاخر من الليل يزوره؟! واندهش عندما سمع صوت كلبه ( الكلب سبق وان تعود ان يقفز ويضغط على جرس الباب ) اسرعت زوجته ، وفتحت الباب واذا بالكلب محروس يقفزمرحا اليهما ، لا يعوي وانما يبكي كالطفل (( كيف استطاع ان يعبر الشوارع المزدحمة بالسيارات؟ !!!! شيء مدهش )) فرحا به جدا ، وقدما له الطعام ، فامتنع ولم ياكل محتجا. وكان يدور حولهما ويقوم بحركات يعبر بها عن حبه وشجوه. كان يدور في البيت ويشم كل ما فيه ، وصوته الباكي لا ينقطع . بقي على هذا الحال وقتا طويلا ، ثم تركاه في محل نومه وذهبا لغرفة نومهما بعد ان انهكهما السهر. بعد قليل شاهدا الكلب محروس يدخل غرفة النوم ولاول مرة ، اذ لم يسبق له ان دخلها. وصارا يراقبانه دون ان تبدي حركة منهما. كان في فمه كرة تنس تعود ان يلعب بها عندما يصطحبانه معهما لجنينة قريبة من البيت. وضع الكرة قرب سريرهما ، وصار يدور حول السرير ، ويشم الفراش من كل اطرافه بكل هدوء وعلى غير عادته ، دون ان يعرفا السبب ، ثم ترك الغرفة لوحده.استيقظا صباحا فلم يجداه. اخذهما الهلع. محروس محروس ، ولكن لا اثر لمحروس. فتشا البيت كله ولكن لم يجداه. اطل صديقي من الشباك وهو يسكن الطابق الثالث ، فراعه المنظرعندما وجد كلبه محروس قد انتحر.
هذا الكلب المسكين شعر انهما لا يريدانه ، فرجع ليلقي نظرته الاخيرة عليهما بدافع حبه لهما ، رجع ليقول لهما وداعا وداعا يا احبائي، بعد ان ابى ان يكون ثقيلا عليهما. ترك لهما كرته الصغيرة ليذكرهما بايام سعادته معهما. انتحر محروس تاركا شجوا وحزنا والما وذكريات لا تنسى.
الحدث الثالث
زوجة احداصدقائي الاعزاء ، رات فرخا لحمام وعيناه مغلقتان ، اي منذ بضعة ساعات قد خرج من البيضة ، قد يكون قد سقط من عشه ولا معين له. المهم عطفت عليه واخذته للبيت ، وبدات تزق له الطعام كامه ، وعندما رايته ما كنت اتوقع انه سيعيش. كبر الفرخ واصبح حمامة. هذه الحمامة اصبحت متعلقة بزوجة صديقي ، ولا تستطيع ان تفارقها. تذهب بها الى الخارج، وتطلق سراحها عطفا عليها ، لكي لاتبقى سجينة بيتها. تطير مع الحمام ، وبعد اقل من نصف ساعة ، ترجع وتقف على راسها. رايت بعيني اشياء لا يصدقها العقل ، عن هذه الحمامة الصغيرة ، واذكر احداها.
كانت تترك لها ماء ، وطعاما ، وعندما تبغي الذهاب لعملها ، تلاقي صعوبة لتتخلص منها ، لانها تريد ان تصحبها معها.
وظهرا ترجع الى البيت لتزورها ، وتقدم لها طعاما ، فتفرح الحمامة جدا بلقياها. تبقى معها حوالي نصف ساعة ثم ترجع ثانية لعملها. وحدث مرة انها ما تمكنت أن تزورها ظهرا ، وتوقعت منها الغضب. لذا اتصلت بي هاتفيا ، تطلبني ان ارى منظرا غريبا وعجيبا عن هذه الحمامة. ذهبت بصحبة ابنها ، وكانت تنتظرنا قرب البيت.ودخلناه سوية.
والله وقفت مذهولا مما رايته: الحمامة تهز بجناحيها وتخرج صوتا كئيبا وكانها ( طفل اعادوه االى ابويه) تبكي وتدور حولها محتجة على اهمالها لها. اخذتها بيدها وهي تبكي بصوت ويص ويص ، كفرخ صغير. حاولت تهدئتها عبثا ، واستغرق المنظر اكثر من نصف ساعة ، الى ان عادت الى وضعها الطبيعي. امر لا يصدقه العقل.
الحالة الرابعة
والدي رحمه الله عليه ، كان من هواة الفروسية ، وعنده فرس عربية اصيلة ، يحبها جدا ، وقد بنى لها غرفة ، تتوفر فيها كل وسائل الراحة. الفرس تسرح لوحدها ، في احدى حقولنا تارة ، وفي بستاننا الجميل اخرى . نناديها ، وتاتي الينا فرحة ، ونلعب معها فرحين ونحن اطفال. توفي والدي رحمة الله عليه ، ولم نجد الا والدموع تسيل من عيني الفرس ، بحيث جلبت انتباهنا جميعا. قررت والدتي ان لا نبيع الفرس ، احتراما لمشاعر والدي اولا ، ولحبنا كاطفال لها ثانيا.
كما قلت الدموع كانت بدون انقطاع تسيل بغزارة من عيني هذه الحيوانة ، وامتنعت منذ وفاة والدي عن الطعام.
اتينا بطبيب بيطري وفحصها ووجدها سالمة ، الا انها ابت ان تذوق الطعام. اطلقنا سراحها لتسرح في الحقل
كما هو الحال في عهد والدي رحمة الله عليه وبعد وقت قصير ناديناها ولم نجد لها اثرا. نناديها باسمها ولا نتلقى منها جوابا. دب فينا القلق وسالنا عنها المعارف واخبرنا احدهم انه راها قرب قبر والدي بشكل يدعو للعجب. ذهبنا مسرعين جميعا ورايت منظرا لا انساه ابدا. كانت تصهل وتضرب بحافرها الارض والدموع تجري من عينيها.بصعوبة اخذناها للبيت والحزن مخيم علينا وصرنا نبكي معها. موقف لا انساه ابدا. اظربت المسكينة عن الطعام حتى الموت وفاء لوالدي وحزنا عليه.ماتت المسكينة تعبيرا لوفائها تاركة وراءها ذكرى مؤلمة لا ننساها
الحالة الخامسة
قبل مدة كنت اتخطى مع صديق لي ، وشاهدنا ونتيجة الصدف ، امراة توبخ كلبها لانه اراد ان يعبر الشارع في الضوء الاحمر . كانت تكلمه وكانه طفل يدرك. تكلمه بحدة وبعصبية. وقفنا بقرب منها ننتظر الاشارة الخضراء لعبور الشارع. وصرنا ننظر للكلب مبتسمين ، لجدية وغرابة الموقف. الكلب صار ينظر الينا مستغربا في الوقت الذي هي كانت توبخه ، لم نجد الا وصاحت به قائلة: انظر الي يا قليل الادب ، انا الذي اكلمك لا هما ، وادار الكلب في الحال وجهه لها ، معبرا عن أسفه وصار لا يعيرنا اهتماما ، اسمعه صديقي كلمات ، ولم ينظر اليه ، ولا يعيره انتباها و كانه غير موجود ، وكان يصغي بكل جوارحه لصاحبته !!!!! والله غطس كلانا بالضحك. اكتب لكم وانا اضحك للمشهد الذي رايته ههههههههههههههههههههههههه هههههههههههه
دونت لكم مشاهداتي ، والتي لا تخلوا من عجب ، مع سلامات معسلة لكم جميعا.
اخوكم ابن بغداد الجريحة:عراقي مجهول