TODAY - March 17, 2011
سؤال وجواب: مخاطر الإشعاع النووي
معدل الإشعاع يعود للارتفاع في مجمع فوكوشيما النووي
السلطات اليابانية تسحب العاملين من مفاعل فوكوشيما بعد ارتفاع مستويات الاشعاع مجددا وصعود اعمدة الدخان من المفاعل رقم 3 في الموقع النووي الذي تضرر من زلزال الجمعة.
قالت السلطات اليابانية إن مستويات الإشعاع في منشأة فوكيشيما النووية قد تراجعت بعد ارتفاع وجيز يوم الثلاثاء.
وقد أقيمت منطقة عازلة حول المنشأة المنكوبة تبلغ مساحتها 20 كيلومترا، كما نصحت السلطات سكان المنطقة الذين يعيشون داخل مجال مساحته 30 كيلومترا، بالمغادرة، أو بالتزام بيوتهم وإحكام منافذها.
ويؤكد الخبراء ضرورة المبادرة في اتخاذ إجراءات عاجلة للتقليل من كل مفعول على الصحة البشرية.
الإشعاع النووي
الإشعاع النووي هو ظاهرة فيزيائية تحدث في الذرات الغير مستقرة للعناصر ، وفيه تفقد النواة الذرية بعض جسيماتها وتتحول ذرة العنصر إلى عنصر آخر أو إلى نظير آخر من العنصر ذاته.
تاريخ الاشعاع النووي
كان العالم فيرمي ( Enrico Fermi) في العام 1934 يقوم ببعض التجارب للحصول على نظائر العناصر عن طريق قذف النوى بالنيوترونات . وعندما وصل إلى عنصر اليورانيوم ( العنصر الأخير في الجدول الدوري في ذلك الوقت ) . توقع أن قذف العنصر بالنيوترونات سيؤدي إلى وجود نواة غير مستقرة تقوم بإطلاق جسيمات بيتا وبالتالي ازدياد العدد الذري من 92 إلى 93 وإنتاج عنصر جديد في الجدول الدوري ، ولكنه لم يحصل على ما توقعه ولم يستطع التعّرف على نواتج التفاعل.
واستمرت الأبحاث والدراسات من العام 1935 إلى العام 1938 حيث قام عالم كيميائي ألماني يسمى إدا نوداك ( Ida Noddack) بالتعرف على نواتج التفاعل وأوضح أن نواة اليورانيوم انشطرت إلى نواتين متوسطتي الكتلة . وقد أكدت الدراسات صحة ما افترضه هذا العالم . وبذلك يكون الإنشطار النووي " انقسام نواة ثقيلة إلى نواتين متوسطتي الكتلة ، وانتاج كميات هائلة من الطاقة نتيجة تفاعل نووي " ولإحداث الإنشطار تقذف النواة الثقيلة مثل اليورانيم /ذري92\ كتلي235 يوارانيوم ـ 235 بجسيمات خفيفة نسبياً مثل النيوترونات التي تعد أفضل القذائف لأنها لا تحمل شحنة
التفاعل النووي
ظاهرة كونية غير مستقرة ينتج عنها طاقة كبيرة يمكن ان تستغل سلباً أو ايجاباًالإشعاع النووي ينقسم إلى :
أشعة ألفا ( أيون الهليوم) He
أشعة غاما ( أشعة كهرومغناطيسية ) ولها مسمى اخر الأشعة الكونية
أشعة بيتا وتنقسم إلى :
إلكترون (السالبة )
بوزوترون (الموجبة)
ما هي آثار التعرض للإشعاع الفورية على الصحة؟
إن التعرض لجرعات منخفضة المستوى من الإشعاع قد يؤدي إلى وعكة إشعاعية، التي تظهر على شكل مجموعة من الأعراض.
ففي غضون ساعات من التعرض إلى الإشعاع، غالبا ما يبدأ المصاب في التقيؤ، وقد يصاب بالإسهال وبالصداع والحمى.
وبعد هذه الجولة الأولى من الأعراض قد تمر فترة وجيزة من الوقت دون أي عارض خطير، لكن قد تأتي بعد ذلك مرحلة تظهر فيها أعراض أخطر.
أما إذا كان مستوى التعرض للإشعاع مرتفعا فإن هذه الأعراض قد تظهر فورا، كما قد يستفحل مفعولها المتلف –وربما القاتل- في الأعضاء الداخلية للجسم.
أما التعرض إلى مستوى من الإشعاع تبلغ درجته 4 جراي، فيعني في الغالب الأعم وفاة نصف عدد البالغين الأصحاء.
وللمقارنة فإن جرعات علاج السرطان بالأشعة تتراوح ما بين جراي واحد و7 جراي، كل مرة. لكن هذه الجرعات متحكم فيها بشكل بالغ الدقة كما تستهدف جزءا محددا ومحدودا من الجسم البشري.
كيف تعالج الوعكة الإشعاعية؟
أو إجراء ينبغي القيام به هو محاولة التقليل من مخاطر التعرض إلى مزيد من الإشعاع النووي بخلع الملابس والحذاء، وغسل البشرة بلطف بالماء والصابون.
وتوجد عقاقير تساعدة الدم على إنتاج مزيد من الخلايا البيضاء، التي تساهم في الحيلولة دون الإضرار بالنخاع العظمي، وتقلل من مخاطر استفحال العدوى الناجمة عن تضرر نظام المناعة.
كما هناك عقاقير خاصة قد تساعد على خفض حدة الضرر الذي قد يلحق الأعضاء الداخلية جراء الجزيئات المشعة.
كيف يؤثر الإشعاع على الصحة؟
تنتج المواد الإشعاعية التي تضمحل تلقائيا أشعة مؤينة ionising radiation التي تمتلك القدر على ألحاق أضرار جسيمة بالكيمياء الداخلية بتكسيرها للروابط الكيميائية بين الذرات والجزيئات التي تتكون منها أنسجتنا.
ويحاول الجسم أن يرد بإصلاح ما تضرر، لكن الضرر قد يكون من الجسامة أو الانتشار بحيث يصعب تداركه.
وهناك أيضا إحتمال الخطأ في عملية الإصلاح الطبيعية.
ومن المناطق الأكثر عرضة للعطب بسبب الإشعاع يُذكر الخلايا التي تبطن المصارين والمعدة، خلايا الدم التي تنتج خلايا نقي العظام.
مدى الضرر الذي تسبب فيه الإشعاع مرتبط بمدة التعرض ومستوى الجرعات.
ماهي الآثار الصحية طويلة المدة للإشعاع؟
يأتي السرطان في مقدمة آثار الإشعاع طويلة المدى على صحة الكائن العضوي. عندما تسير العملية العضوية مسارها الطبيعي، "تنتحر" الخلايا حين نهاية مدة عمرها.
في حال الإصابة بالسرطان تفقد الخلايا هذه القدرة، وتصير نوعا ما "أبدية"، وتستمر في التكاثر بشكل غير متحكم فيه.
وقد طور الجسم عدة آليات للحيلولة دون أن تتحول الخلايا إلى خلايا سرطانية، وكذا لتعويض الأنسجة المتضررة.
ويمكن للإشعاع أن يعطل آليات التحكم هذه، مما يجعل من الإصابة بالسرطان احتمالا كبيرا.
ولا تتوقف الآثار بعيدة المدى للإشعاع عند شخص المُصاب فقد تنتقل إلى الأجيال القادمة من أبناء أو أحفاده.
وإذا لم تعالج الآثار في المراحل الأولى من الإصابة فقد ينجم عن الإشعاع عاهات خلقية في الأجيال اللاحقة، من قبيل مواليد برؤوس صغيرة، أو أدمغة ضامرة، أوعيون غير مكتملة، أو يعانون من صعوبات في التعلم وذلك لأن الإشعاع قد قد يدخل تغييرات أو تحولات على الجهاز الوراثي للجسم.
هل الأطفال هو الأكثر عرضة للمخاطر؟
من المحتمل جدا أن يكون الجواب بالإيجاب لأنهم يكبرون بسرعة أكبر، ما يعني أن عددا كبيرا من الخلايا تتوالد، لهذا فإن احتمال أن تسير الأمور على غير ما يرام كبير جدا.
فبعد كارثة تشيرنوبيل في أوكرانيا عام 1986، سجلت منظمة الصحة العالمية ارتفاعا مهولا في عدد الإصابة بسرطان الغدة الدرقية لدى الأطفال في المنطقة المنكوبة.
والسبب في ذلك أن المواد المشعة المنبعثة من المفاعل كانت تحتوي على مقادير كبيرة من مادة الأيودين المشعة، وهي المواد التي تتجمع في الغدة الدرقية.
ما هي مخاطر مفاعل فوكوشيما حاليا؟
لقد ناهز معدل الانبعاث الإشعاعي من المنشأة النووية ما يربو عن 400 ميليسيفرت في الساعة حسب السلطات اليابانية.
ويعادل سيفرت مقياس غراي، لكنه يُستخدم عادة لقياس معدلات الانبعاث الإشعاعي في مستوياتها الدنيا، ولتقييم المخاطر على المدى البعيد، وليس الخطر الآني.
ويقول البروفيسور ريتشارد ويكفورد، الخبير في التعرض إلى الإشعاع بجامعة مانشستر، إن التعرض إلى جرعة من 400 ميليسيفرت قد لا يتسبب في الإصابة بوعكة إشعاعية، التي لا تصير ممكنة إلا إذا تعرض الشخص إلى ضعف هذا العدد.
ولكن هذا المعدل قد يؤدي إلى خفض إنتاج الخلايا الدموية في نفي العظام، وقد يرفع بالتالي نسبة خطر الإصابة بالسرطان بما يتراوح بين 2 و4 في المئة. علما بأن اليابانيين عُرضة للإصابة بالسرطان بنسبة تتراوح ما بين 20 و25 في المئة.
ويؤكد ويكفورد أن عمال الطوارىء هم الأكثر عرضة لهذا القدر من الإشعاع، وفقط لمدد قصيرة للتقليل من المخاطر التي تتهددهم.
أما السكان المقيمين قرب المنشأة فإن خطر تعرضهم للإشعاع ضعيف ولا خطر على باقي اليابان.
ما هي أوحه المقارنة بين فوكوشيما وتشيرنوبيل؟
يقول البروفيسور جيري توماس الذي درس انعكاسات كارثة تشيرنوبيل: "من المستبعد أن تتحول [فوكوشيما] إلى شيء شبيه بتشيرنوبيل".
ويوضح توماس قائلا: " في تشيرنوبيل وقع انفجار بسبب تجمع البخار كشف عن قلب المفاعل، ما أدى إلى ترسب إشعاعي كبير إلى الأجواء".
ويضيف توماس قائلا إن آثار كارثة تشيرنوبيل لم تشمل سوى السكان المقيمين في مناطق قريبة من المفاعل في أوكرانيا وروسيا البيضاء وروسيا، كما يرتفع معدل الإصابة بسرطان الغدة الدرقية سوى في صفوف من كانوا أطفالا صغارا وقت وقوع الكارثة.
كارثة زلزال اليابان(عدد القتلى يتجاوز عشرة آلاف قتيل)
توقعت السلطات ان يتجاوز عدد قتلى الزلزال المدمر الذي ضرب اليابان عشرة آلاف قتيل بينما خلف ملايين الاشخاص بلا غذاء وعشرات الالاف بلا ماوى.
صور مفاعل فوكوشيما دايتشي الياباني بعد الزلزال وتسونامي