TODAY - March 16, 2011
الأزمة النووية في اليابان تزرع الذعر في آسيا
باريس أ. ف. ب.
حاولت السلطات الصحية في دول آسيا المطلة على المحيط الهادىء تخفيف حالة الذعر بعد التهافت على شراء الادوية المضادة لمفاعيل الاشعاعات النووية. وعاشت بورصة طوكيو واحدا من اسوأ الايام في تاريخها بتراجع مؤشر نيكاي الذي يضم اسهم ابرز 225 شركة مدرجة بنسبة 10.55%، في اجواء من الهلع في اوساط المستثمرين مع تفاقم الازمة النووية في اليابان.
واغلق مؤشر نيكاي 225 الرئيسي على خسارة 1015.34 نقطة ليستقر عند 8605.15 نقطة في ثالث اسوأ تراجع بالنسبة المئوية، منذ انشئت البورصة قبل اكثر من نصف قرن. اما مؤشر توبيكس الاوسع الذي يضم جميع شركات الصف الاول وتعكس اسهمه بشكل افضل اداء القطاعات فاغلق على خسارة مماثلة بلغت 80.23 نقطة (9.47%) مستقرا عند 766.73 نقطة.
وبلغت قيمة التبادلات رقما قياسيا ناهز 5.78 مليارات سهم تم تبادلها في البورصة الاولى، ما يشكل نشاطا اكبر بثلاثة اضعاف عن الجلسات العادية. وتأثرت البورصات الاوروبية على الفور بهذا الانخفاض منذ الافتتاح وواصلت تراجعها بعد ذلك.
ولم تنج بورصة نيويورك التي حدت من خسائرها الاثنين، من الصدمة بعد افتتاح الجلسة وخسر مؤشر داو جونز فيها 2.42 بالمئة بينما تراجع مؤشر ناسداك 2.89 بالمئة بينما كانت الاخبار القادمة من اليابان تزيد من قلق المستثمرين. وفي طوكيو لم ينج اي قطاع من هذا التراجع.
فقد مني قطاع صناعة السيارات بخسائر فادحة. وتراجع مؤشر شركة تويوتا 7.40 بالمئة ليبلغ سعر سهمها 3065 ينا بينما سجلت نيسان خسائر اقل (3.32 بالمئة) وبلغ سعر سهمها 698 ينا. كما انخفض سعر سهم هوندا 3.90 بالمئة ليبلغ 2974 ينا.
وبالنسبة الى شركات الالكترونيات خسر سهم سوني 8.86% ليبلغ 2324 ينا وباناسونيك 13.62%. وحتى اسهم مجموعة بي تي بي التي ارتفع سعرها بسبب توقع بدء اشغال واسعة لاعادة اعمار شمال شرق البلاد المدمر بزلزال وتسونامي، تراجعت بشكل كبير مثلها مثل قطاع العقارات.
وانخفض سعر سهم شركة الكهرباء اليابانية (تيبكو) التي تستثمر محطات فوكوشيما 1 في جلستي الاثنين والثلاثاء 42.2 بالمئة في بورصة طوكيو. وقال يوسوكي شيميزو مدير المحافظ لدى ريتيلا كريا سيكيوريتيز بحسب ما نقلت عنه وكالة داو جونز الاقتصادية ان "هذه موجة ذعر، وليس فقط لدى المستثمرين الاجانب. الجميع يريد التخلص من اسهمه".
وشهدت اسواق المال الاخرى في المنطقة تراجعا واضحا اذ اغلقت بورصة هونغ كونغ على تراجع قدره 2.86 بالمئة وخسرت بورضة شنغهاي 1.41 بالمئة وسيدني 2.11 بالمئة وسيول 2.40 بالمئة وسنغافورة 2.49 بالمئة.
ووسط هذا التوجه فتحت البورصات الاوروبية جلساتها على انخفاض كبير وسجلت خسائر كبيرة حتى الظهر مع تراجع اسهم القطاع النووي وارتفاع اسهم الطاقات البديلة. ويعد ظهر اليوم راوحت خسائر هذه الشركات بين 4.02 بالمئة و5.15 بالمئة.
وتماما بعد افتتاح وول ستريت، سجلت بورصة فرانكفورت تراجعا نسبته 4.79 بالمئة ولندن 2.43 بالمئة وباريس 3.80 بالمئة. والامر نفسه سجل في ميلانو (-3.45 بالمئة) ومدريد (-2.70 بالمئة) وامستردام (-3.22 بالمئة).
وانخفضت بورصة سويسرا 4.24 بالمئة وبورصات الشمال (فنلندا 3.07 بالمئة والنروج 2.87 بالمئة والسويد 3.07 بالمئة) ايضا. وتهاوت اسعار النفط بسرعة اذ انخفض سعر البرميل خمسة دولارات في فترة الظهر في لندن كما هبط اكثر من اربعة دولارات في نيويورك وسط ازدياد المخاوف في الاسواق بفعل تفاقم الازمة النووية في اليابان.
وقرابة الساعة 12.00 تغ، انخفض سعر برميل النفط برنت من بحر الشمال تسليم نيسان/ابريل الى 107.88 دولارات في سوق لندن، بتراجع 5.79 دولارات بالنسبة الى اقفال الاثنين. وارتفع السعر قليلا في الدقائق التي تلت مسجلا 109.32 دولارات قرابة الساعة 12.15 تغ (-4.35 دولارات). وهذه هي المرة الاولى منذ 23 شباط/فبراير التي ينزل فيها سعر البرميل الى ما دون 110 دولارات.
وفي نيويورك، هبط سعر النفط الخام الاميركي الخفيف في الفترة نفسها مسجلا 96.71 دولارا اي بتراجع 4.48 دولارات في ادنى مستوى له منذ اسبوعين. وتاثرت اسعار النفط بعودة المخاوف بسبب الازمة النووية في اليابان في اعقاب الزلزال المدمر الذي ضرب الارخبيل الجمعة.
وعلق بيارن شييلدروب المحلل من مصرف سيب قائلا ان "السوق تخشى ان نصل الى وضع من التسربات الاشعاعية الكبيرة، ما قد يعوق على الارجح اعادة اعمار البلاد وسيؤثر على النشاط الاقتصادي ما يخفض اكثر استهلاك النفط في اليابان".
ويبدو ان الضغط على الاسواق لن يتراجع نظرا الى تفاقم الازمة النووية في اليابان بعد انفجار جديد وحريق في محطة فوكوشيما-1 حيث تتوالى الحوادث منذ الزلزال العنيف الذي قد يكون عدد ضحاياه اكثر من عشرة آلاف قتيل.
وفي محاولة لتهدئة الاسواق واصل بنك اليابان ضح اموال في الدورة المصرفية ورفع الى 23 الف مليار ين (202 مليار يورو) المبلغ الاجمالي الذي طرح في السوق خلال يومين وهو رقم لا سابق له. واكد وزير السياسة الاقتصادية كاورو يوسانو انه "ليس قلقا"، مؤكدا ان بورصة طوكيو شهدت في الماضي صدمات من هذا النوع "اربع او خمس مرات" بعد افلاس بنك ليمان براذرز.