"ياماخذين الولف"
أحبها حـُبَ النهر والنخل والقمح. سمراء طويلة عربية أصيلة. يشمها يستنشقُ منها رائحة اُمهِ وأخواتهِ. ينظرُ في عيونها يجد عيون ابيهِ. إذا إبتسمتْ إبتسم قلبه وإذا سعدتْ إبتهجت روحه. سألَ نفسه مرة ً؛ هل هذا هو الحب الذي تغني بهِ الاغاني وینشده الشعراءُ؟ وحضنها بيديهِ، مسكها من خصرها صعودا الی عنقها الشفاف الطويل...قبـّلها على فمها وركضا نحو السهول والحقول بين النخيل والانهار والمزارع...
لم تدم سعادة المرء ابدا. قبل أيام حدث إشتباكٌ عنيفٌ بين قبيلتهِ وقبيلتها و قـُتل العشرات من رجال القبيلتين في هذه المركة التي تشبه الملحمة...بمجرد وصول الخبر هجمت النساء على "زينب" فضربنها ضرباً مبرحا. وما ذنبها؟ ذنبها أن أبناء قبيلتها قتلوا رجالا منا...وعليها أن ترحل من هنا بأسرع وقت...
هذا امرُ أب الاسرة ولا يستطيع "حسب" أن يعارضه وإن فعل فلسوف يضرب وينفى ويصبح عارا لانه خالف ابيه من اجل زوجتهِ...طلب من أبيهِ أن يرجع من قراره و قبـّل يده...قبل رجله...بكى...إلتمس...ولكن لم يسمع من أبيه سوى الشتم والسباب...
ظل حسب طوال الليل يبكي...ويعانقها...يقبلها...يش ها...ويبكي....تلك كانت ليلة لا ليلة قبلها ولا ليلة بعدها...ليلة حزن و وداع وفراق...ليلة الموت العسير الذي جربه ولم يمت بل بقى ليبكي...و...
صباح تلك الليلة ركبت زينب فرساً...و مشت خلف فرس حمد الاخ الاكبر لحسب...ومشت الظعينة بلا لقاء...ولا وصال......
ودعها حسب ...بعد فترة ندم ...قصدها ولكن أهلها لم يقبلوا...طردوه و هددوا؛ لسوف يقتلوه لانه من قبيلة الاعداء ....وهام على وجههِ بعدما سمع أنها تزوجت قسرا...
هام حسب على وجههِ في الصحارى ولم يرجع ابدا...هناك ناس رأته، تقول أنه لا يتكلم معهم الا باُغنية شجية حزينة لـــ "داخل حسن" تقول...
يا ماخذين الولف
ولفي واريد اوياه
الکاتب علی عبد الحسین