TODAY - March 15, 2011
التسونامي الذي ضرب البلاد أثار حساً قوياً بالهوية
التلاحم الإجتماعي سبب غياب أعمال النهب في اليابان
الصف الطويل أمام متجر بيع الدراجات
رغم أنه في المحن تتقدم الى الواجهة صفات ونوازع بشرية إيجابية تتبدى في التعاضد والتضامن الإنساني، وأخرى سلبية تعلن عن نفسها بأعمال النهب في غياب القانون. إلا أن التضامن الاجتماعي صفة قوية في اليابان التي تعاني من تداعيات التسونامي والزلازل التي تضربها تباعاً.
في المحن والخطوب تتقدم الى الواجهة صفات ونوازع بشرية إيجابية تتبدى في التعاضد والتضامن الإنساني، وأخرى سلبية تعلن عن نفسها بأعمال النهب في غياب القانون.
يبدو ان التضامن الاجتماعي صفة قوية في اليابان على الأخص التي تبدو مساحات شاسعة منها اليوم وكأنها خرجت لتوها من دمار الحرب العالمية الثانية. ولعل سمة التلاحم الإجتماعي هذه أشد مدعاة للإعجاب من قوة اليابان التكنولوجية. فالمخازن بادرت الى خفض أسعارها واصحاب آلات البيع أخذوا يوزعون المشروبات مجاناص. واللافت أكثر من كل هذه المظاهر التضامنية غياب أعمال النهب.
ويلاحظ ايد ويست في صحيفة الديلي تلغراف ان هذه ظاهرة غير مألوفة في الثقافات والحضارات الإنسانية مستبعدا حدوثها في بريطانيا مثلا. وأعاد ويست التذكير بأنه خلال فيضانات 2007 في المناطق الغربية من بريطانيا كُسرت سيارات تركها أصحابها وسُرقت قنان من الماء كانت فيها. وحدثت أعمال نهب في تشيلي بعد الزلزال الذي ضربها العام الماضي حتى ان قوات الجيش نزلت الى الشارع لحفظ النظام. وشهدت مدينة نيو اورليانز الاميركية بعد إعصار كاترينا اعمال نهب على نطاق مريع.
ويثير هذا السؤال عن السبب في ان بعض الثقافات ترد على الكارثة بالعودة الى قاعدة "كل واحد ونفسه" فيما تبدي ثقافات اخرى، لا سيما الثقافة اليابانية، اثرة ونكران ذات حتى في النوائب.
ويرى باحثون ان الحس القوي بالهوية الثقافية في اليابان ذات التجانس الثقافي والثقافة الواحدة قد يكون عاملا كبيرا في ذلك. لكن الثقافة الأحادية لا تعني بالضرورة احادية عرقية رغم التجانس العرقي في اليابان، والاحادية العرقية بالتالي لا تعني تفوق الآسيوي على الأعراق الأخرى.
ورغم ان الثقافية الاحادية تسهم في منع النهب فإنها تخلق إحساسا بالهوية القومية قد يكون خطرا. فاليابان القومية الامبراطورية لم تجد غضاضة في احتلال الصين ونهبها.
في غضون ذلك يتسابق سكان طوكيو على شراء الدراجات الهوائية بأسعار باهظة في أعقاب التسونامي الذي ضرب البلاد إثر زلزال بلغت قوته 8.9 درجة. ويفضل البعض من سكان العاصمة اليابانية الوقوف في طوابير طويلة على المشي، لا سيما وان سكان طوكيو معروفون بقطع مسافات طويلة للوصول الى مكان العمل. وبعد توقف قطارات الانفاق لم يكن المشي على الأقدام خيارا واردا للبعض فقرروا الوقوف أمام محلات بيع الدراجات الهوائية التي استغلت هذا الوضع لرفع الأسعار.
وعلى سبيل المثال اوردت صحيفة جابان تايمز الناطقة بالانكليزية ان فرع سلسلة مخازن ايون في منطقة خليج طوكيو باع 89 دراجة هوائية في غضون ثلاث ساعات يوم الجمعة الماضي علما بأن هذا المحل يبيع عادة 200 دراجة هوائية في الاسبوع. وبحلول الساعة الثامنة مساء نفد مخزون المحل من الدراجات الهوائية.
وقال موظف في المخزن ان الدراجات الهوائية تكون عادة هي التي تصطف امام المحل ولكن الزبائن اصبحوا يصطفون في طوابير طويلة بدلا منها. ويعيش بعض الزبائن الذين كانوا ينتظرون في مناطق تبعد 15 ساعة مشيا على الأقدام.