البعوض والإنسان
وما قد لا يعلمه البعض، أن ليس كل البعوض يلجأ إلى قرص الجلد كوسيلة للحصول على الدم، ولا أنه يريد بذلك الحصول على الغذاء. والحقيقة، أن البعوض لا يتغذى على الدم أصلا، ولكن تلجأ إناث بعض أنواع البعوض إلى قرص الجلد للحصول على كمية من الدم، الذي تحتاجه لإنتاج بويضات ملقحة وناضجة. ولذا فإن جوع البعوض ليس هو السبب، وذكور البعوض لا علاقة مباشرة لها بإزعاج البشر أو إصابتهم بقائمة من الأمراض التي يتسبب البعوض في نقلها عادة. وتشير المصادر العلمية إلى أن تاريخ البعوض في الأرض يمتد إلى أكثر من 170 مليون سنة مضت.
وإن كان البعض يراها حشرة ضعيفة، فإن المصادر العلمية تشير إلى أن للبعوضة قدرة على قطع مسافة ثلاثة كيلومترات في الساعة الواحدة، أي أنها لو شاءت لقطعت 72 كيلومترا في اليوم! وإناث البعوض حينما تنال وجبة من الدم ينشط جهازها التناسلي وتصبح قادرة في خلال بضعة أيام على وضع مئات البيضات، الذي يفقس خلال بضعة أسابيع بعوضا جديدا. وإن كان البعض يظن أن البشر يمتلكون ويستخدمون بكفاءة ما يمكّنهم من القضاء على البعوض، وبالتالي الأمراض الناجمة عن قرصه، فإن إحصائيات المنظمات الصحية العالمية تشير إلى أن الإصابات بأحد الأمراض التي ينقلها البعوض، وهو حمى الضنك، ارتفعت بنسبة 400 في المائة خلال الفترة من عام 1970 وحتى الآونة الأخيرة!
مغناطيس للبعوض
ويقول البروفسور جيري بتلر من جامعة فلوريدا: «واحد من كل عشرة أشخاص عالي الجاذبية للبعوض». وللعوامل الجينية دور في أكثر من 85 في المائة من قابلية البعض دون غيرهم للإصابة بقرص البعوض. إلا أن العلماء لم يستطيعوا تحديد تفاصيل العناصر التي تجعل البعوض يرى إنسانا ما «فريسة مفضَّلة». ويقول الدكتور جو كونلون، المستشار بالرابطة الأميركية للسيطرة على البعوض: «كمّ كبير من الأبحاث والدراسات العلمية التي حاولت معرفة المركبات أو الروائح أو المميزات التي توجد في جلد أو حتى دم البعض، والتي تجعل البعوض ينجذب نحوهم لقرصهم وشفط الدم منهم.
والعلماء بحثوا في أكثر من 400 مركَّب كيميائي لمعرفة أيها ذات علاقة بجاذبية البعوض. وتم التعرف على عدة عناصر كيميائية في الجسم، يشكل وجودها بشكل واضح على سطح الجلد، عامل جذب للبعوض. ويقول الدكتور بتلر: “إن البعوض ينجذب نحو الأشخاص الذين يوجد على جلدهم تركيز عالٍ للكولسترول والمركبات الستيرويدية. ولكن هذا لا يعني أن البعوض يفضّل مَن لديهم ارتفاع في نسبة كولسترول الدم، بل يرتبط الأمر بوجود الكولسترول والمركَّبات الكيميائية المرتبطة به على سطح الجلد، وهذا قد يحصل حتى لدى مَن نسبة الكولسترول في دمهم طبيعية”
ويضيف الدكتور جون إيدمن، الناطق باسم المجمع الأميركي لعلوم الحشرات: “إن البعوض ينجذب إلى جلد الأشخاص الذين ينتجون كميات زائدة من بعض أنواع الأحماض، مثل حمض اليوريكuric acid . ووجود هذه الأحماض على الجلد يثير حاسّة الشم لدى البعوض، ويغريه للهبوط على سطح الجلد”.
وعملية الجذب هذه تحصل قبل وقت طويل من الهبوط على الجلد، لأن البعوض يستطيع تمييز الرائحة من بعد 50 مترا. وهو ما لا يُعتبر جيدا بالنسبة إلى الأشخاص الذين ينتجون كميات عالية من ثاني أكسيد الكربون، حيث يقول الدكتور كونلون: “إن ثاني أكسيد الكربون جذاب للبعوض، حتى لو شعر به من مسافة بعيدة. وهذا ما يفسر لماذا غالبا ينجذب البعوض نحو الأشخاص البالغين، مقارنة بالأطفال”. ومعلوم أن البالغين ينتجون كميات أكبر من ثاني أكسيد الكربون. وكذلك الحوامل أكثر عرضة لقرص البعوض، لنفس السبب.
وزيادة حركة الجسم تزيد من إنتاج حمض اللكتيك lactic acid وإفرازه عبر الغدد العَرَقية. ولذا فإن المتحركين والنشطين أكثر عرضة من الأشخاص الساكنين والهادئين. كما تزيد الحركة في إنتاج حرارة الجسم.
ويلخّص الباحثون من «مايو كلينك» الأمريكي الرأي الطبي في تحديد الأشخاص الأكثر عرضة لقرص البعوض، وهو ما يفيد جدا في الوقاية من الأمراض الميكروبية التي ينقلها البعوض، إضافة إلى الوقاية من إزعاج القرص الجلدي نفسه. ويقولون: “ينتقي البعوض ضحاياه عبر تقييم الرائحة وكمية ثاني أكسيد الكربون والمواد الكيميائية الممتزجة بسائل العرَق على الجلد. والبعوض أكثر احتمالا لقرص الرجال، والأشخاص الذين فصيلة دمهم” O”، والبدينين. وكذلك ينجذب البعوض إلى الحرارة، ولذا فإن ارتداء ملابس غامقة اللون حافظة لحرارة الجسم عن التبخر يزيد من عرضة انجذاب البعوض.
كما ان للبعوضه ثلاث قلوب وثلاث سكاكين كى تخترق الجسم وعند ملامستها لجسدك تفرز ماده مخدره لمنطقه حتى لا تحس بها وتمتص منك الدم وعندما تنتهى تشعر بها كما ان لها مائه عين ليس لنا غير ان نقول سبحان من خلق فابدع
(ان الله لا يستحي ان يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها )