المهندس المعماري هو الشخص الذي تتدخل أفكاره في حياة كل إنسان على وجه الأرض فهو الذي يشكل الفراغ الذي يعيش فيه أي إنسان في الوجود, فهو يشكل فراغ المنزلوالمدرسةوالمستشفى والمكتب والنادي والمطار والمحلات التجارية وحتى السجون. فالإنسان لا يكاد يخرج من مبنى صممه مهندس معماري إلا ليدخل مبنى أخر صممه مهندس معماري أخر, فالمهندس المعماري هو الذي يشكل فراغ المباني من الداخل وشكلها من الخارج ويحدد ويرسم ويوجه حركة الناس بها وحركة مستخدمي هذه المباني فإذا كان تصميم المدرسة مثلا جيدا من حيث الإضاءة الطبيعية والتهوية والارتفاعات مناسبة لسن الطلاب مستعملي المبنى ولحركتهم فيه فإن ذلك سينعكس بالإيجاب على تحصيلهم العلمي والعكس صحيح تماما, فإذا كان تصميم المستشفى مثلا غير مناسب لراحة المرضى أو حركة الأطباء وسرعة وصول الخدمات الطبية للمرضى فيكون ذلك سببا في عدم شفاء المرضى بسرعة أو نجاح علاجهم ولذلك فإن خبرة وكفاءة المهندس المعماري المصمم لأي مشروع تنعكس مباشرة على المجتمعات البشرية والإنسانية، بل إن المهندس المعماري هو الذي يصنعحضارة الشعوب ورقيها وتمدنها لأن الفرد عندما يزور أي دولة لأول مرة في حياته فإنه يحكم مباشرة على حضارة هذا البلد أو تخلفه من شكل وتنسيق مبانيها ومطارها وشوارعها وذلك من قبل أن يتعامل مع أهله أو حتى يتكلم كلمة واحدة مع أي من مواطنيها.