يستعمل الأنسولين لعلاج مرض يسمى داء البول السكري، و عندما يصاب الإنسان بهذا المرض يحدث خلل في جسمه يمنعه من استخدام النشأ و السكر لإنتاج الطاقة.
و توجد في جسم الإنسان غدة كبير اسمها البنكرياس تصنع مادة اسمها الأنسولين يحتاجها الجسم لحرق النشأ و السكر فيه، و جسم المصاب بداء البول السكري إما أنه لا يصنع كمية كافية من الأنسولين أو أنه لا يستخدم الأنسولين الذي يصنعه. و إذا استمر هذا المرض دون علاج يعاني المصاب به من العطش الشديد، و يفقد وزنه، و يشعر بالضعف، و ربما يؤدي به المرض في نهاية المطاف إلى فقدان الوعي ثم الموت.
غير أن هذه المضاعفات يجب ألا تحدث لأي إنسان في الوقت الحاضر بعد أن تم تصنيع الأنسولين، إذ أصبح بإمكان المريض بالبول السكري أخذ الأنسولين الصناعي بالحقن يوميا، و أصبح في وسعه حقن الأنسولين و تنظيم غذائه أن يعيش حياة عادية.
لقد عرف الأطباء منذ بعض لوقت بأنه ليس في وسع من يعاني من داء البول السكري أن يستخدم السكر الموجود في جسمه، و كانت المشكلة تكمن في كيفية تزويد الجسم بالأنسولين، و اعتقد العلماء بأنهم عرفوا الحل لهذه المشكلة عندما فكروا في إعطاء المريض أنسولين مأخوذا من بنكرياس حيوان سليم الجسم، و لكن لم يستطع أي منهم استخراج الأنسولين من الحيوانات.
و قد استطاع الطبيب و العالم الكندي فردريك غرانت بانتينغ المولود في سنة 1891 قرب اليسون بمقاطعة اونتاريو الكندية، و كان فردريك يعلم في مدينة لندن بأونتاريو. و في مساء أحد الأيام، و بينما كان يعد محاضرة عن البنكرياس، أدرك فجأة كيف يستطيع استخراج الأنسولين، فذهب إلى جامعة تورنتو و طلب من مدير مختبر كبير فيها أن يساعده، و سمح له ذلك المدير و هو البروفسور جون ماكلود باستعمال المختبر لبضعة أسابيع.
و في شهر أيار/مايو 1921، و بمساعدة خريج جامعة شاب اسمه شارلز بيست، بدأ فردريك العمل، و عمل الإثنان ليلا و نهارا و تمكنا خلال عدة أسابيع من الحصول على أول أنسولين من بنكرياس أحد الكلاب. و بحلول شهر كانون الثاني/يناير من عام 1922، و بعد إجراء تجارب و اختبارات كثيرة، تمكنا من حقن صبي، كان قريبا من الموت و مصابا بداء البول السكري، بالأنسولين، فتحسنت حالته على الفور. و تحسنت حالة مرضى آخرين حقنوا بالأنسولين أيضا، و بذلك ثم إنجاز خطوة هامة إلى الأمام في تاريخ الطب