: جمال المحبة وقدسيتها






قال تعالى:{ ‏قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى} صدق الله العلي العظيم.


من القيم الجمالية التي تمثلت في مدرسة كربلاء(قيمة الحب)هذه القيمة التي عبر عنها عابس بن أبي شبيب الشاكري أحد أنصار الإمام الحسين(عليه السلام)عندما قال:"حب الحسين اجنني"حديثنا في هذه الليلة عن قيمة الحب وذلك من خلال عدة محاور:


المحور الأول:حقيقة الحب وأقسامه .


المحور الثاني:حاجة الإنسانية لمبدأ الحب.


المحور الثالث:أهمية حب آل البيت (صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين).


المحور الأول:حقيقة الحب وأقسامه .


عندنا هنا أسئلة نجيب عليها ما هي حقيقة الحب؟وما هو الفرق بين حب الإنسان للإنسان؟! وحب الله للإنسان؟!وما هو الفرق بين عنوان المحبة وعنوان المودة؟!


السؤال الأول ما هو حقيقة الحب؟!


الفلاسفة يقولون:الحب علقة وجودية بين المستكمل والمكمل هناك طرفان مستكمل ومكمل وبينهما علقة وجودية تسمى بالحب مثلاً:الإنسان عندما يحب الطعام يميل إلى الطعام لماذا؟!إذا أحس الإنسان بنقص غذائي أحب الطعام لأن هنا مستكمل ومكمل, المستكمل هو:الإنسان الذي يشعر بالنقص الغذائي ,المكمل هو:الطعام لأنه يعوض النقص الغذائي وهذه الميول وهذا النزوع بين الإنسان المستكمل وبين الطعام المكمل هذه النزوع يعبر عنه بالحب فالحب علقة وجودية بين مستكمل ومكمل .


مثال أخر:الإنسان يجب المرأة, متى يحب المرآة؟!الإنسان بطبيعته يشعر بأن هناك اضطراباً عاطفياً وأن هناك ناقصاً عاطفياً لا يمكن تعويضه إلا بالمرآة ,المرأة تزيل الاضطراب العاطفي المرأة تكمل النقص العاطفي لأجل ذلك الإنسان يحب المرأة فالرجل:مستكمل لأنه يعيش نقصاً عاطفياً والمرأة:مكمل لأنها تشبع هذا النقص العاطفي والميول بينهما يسمى بالحب .


إذن الحب علقة وجودية بين مستكمل ومكمل هذا يعبر عنه بالحب ,لذلك يقسم الفلاسفة الحب إلى:


1/حب طبعي .


2/حب عقلي.


3/حب خيالي,لماذا؟!


الفلاسفة يقولون:الإنسان يحب شيء واحد ولا يحب أشياء متعددة أنت تفكر الإنسان يحب أشياء متعددة يحب المرأة ويحب الطعام ويحب العلم ويحب المنصب (لا) يحب لإنسان شيء واحداً وهوالكمال)ولكن إذا أصيب بنقص مادي أحب الطعام لأن في الطعام كمال مادي ,إذا أحس بنقص عاطفي أحب المرأة لأن في المرأة كمال عاطفي ويحب المال قال تعالى:{وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا}لأن في المال كمال لثروته ولوجوده المادي فهو يحب أولاً وبالذات(الكمال)ولأجل حبه للكمال يحب هذه الأشياء ,ذلك هناك حب طبعي:الرجل يحب المرأة بطبعه لأنه يعيش نقص طبيعي تشبعه المرأة ,وهناك حب عقلي:أحب العلم ,العلم كمال عقلي فحبه حب عقلي وليس حب طبعي ,هناك حب خيالي:الإنسان أحياناً يحب المنصب مع أن المنصب لا أثر له وأحياناً لا يحصل الإنسان من المنصب على أي منفعة وعلى أي أثر ومع ذلك يحب المنصب لماذا؟!لأنه يتوهم أن في المنصب كمال لذلك حب المنصب حب خيالي حب وهمي .


الإنسان يحب الكمال فيحب كل ما يوفر له الكمال ,إذن الحب علقة وجودية بين مستكمل:وهو إنسان يحب الكمال وبين مكمل:وهو شيء يعطيه الكمال سواء كان كمال مادي ,كمال غذائي , كمال عاطفي,كمال عقلي إلى غير ذلك.


السؤال الثاني ما هو الفرق بين حب الإنسان وحب الله؟!حب الإنسان للإنسان وحب الله للإنسان؟!


أولاً حب الإنسان للإنسان أمر انفعالي أي نتيجة علاقة بيني وبينك أحبك فالحب انفعال عن العلاقة, الله تبارك وتعالى لا يعرض عليه الانفعال الله فاعل وليس منفعل ,الله مؤثر وليس متأثر الله مجرد قوة تفيض الوجود قوة حكيمة عالمة تفيض الوجود فلا يتأثر بشيء ولا ينفعل بشيء ,إذن الله منزه عن الانفعالات لذلك حب الله يعني ثناؤه الله لا يوجد عنده ميل نفسي ولا يوجد عنده انفعال نفسي حب الله للمؤمن يعني ثناؤه على المؤمن حب الله لذاته يعني ثناؤه على ذاته قال تعالى:{مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكافِرِينَ}.


وقال رسول الله(صلى الله عليه وآله)يوم خيبر:"لأعطينا الراية غداَ رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله، كرار غير فرار ، لا يرجع حتى يفتح الله على يديه"يقول بن عباس فشرئبت أعناق القوم أيهم يعطاها فما أصبح الصباح نادي أين علي بن أبي طالب فقيل أرمل العين فسقاه بريقه فشفاها وقدمه لخيبر ففتحها بيديه المباركتين"


حب الله للإنسان يعني ثناؤه,لكن لماذا يحب الله الإنسان؟!لماذا يحب الله المؤمن؟!لماذا يحب الله الأنبياء والمؤمنين لماذا؟!


نفس الشيء مثل ما شرحنا في الإنسان يأتي في الله الإنسان لا يحب إلا شيء واحد وهو(الكمال)الله كذلك يحب شيء واحد وهو(الكمال)الله يحب ذاته لأن ذاته عين الكمال ,مصدر الكمال,محض الكمال الله يحب ذاته لأن ذاته عين الكمال ويحب ما يشبه ذاته كل مخلوق فيه كمال يحبه الله لأن المخلوق الذي يحمل الكمال فهو مسانخ لله مشابه لله في صفة الكمال وأن كان كماله تعالى لا محدود وكمال المخلوق محدود لكن الله يحب المخلوق إذا حمل المخلوق كمالاً متى ما حمل المخلوق كمالاً أحبه الله قال تعالى:{قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ}


السؤال الثالث ما هو الفرق بين المحبة والمودة؟!


ربما يختلط على الناس أن المحبة هي المودة (لا)هناك فرق بين المودة والمحبة ,الفرق بين المحبة والمودة هو الفرق بين المؤثر وأثره ,كيف يكون الفرق بين المؤثر وأثره؟!


مثلاً:ما هو الفرق بين الخضوع والخشوع قال تعالى:{قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ(1)الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ} ما هو الفرق بين الخشوع والخضوع؟!الخشوع:مؤثر ,الخضوع:اثر يعني إذا خشع قلبي خضعت جوارحي فالخشوع صفة للقلب والخضوع صفة للبدن فالخشوع أولاً والخضوع ثانياً ,الإمام أمير المؤمنين(عليه السلام)نظر إلى رجل يصلي وهو يبعث بلحيته قال:"لو خشع قلبك لخضعت جوارحك"إذن خشوع أولاً خضوع ثانياً.


نفس الشيء المودة والمحبة ,المحبة:صفة نفسية ,والمودة:صفة عملية من أحب شخص وده ,فالحب:هو المؤثر ,المودة:هو أثر للحب ,المحبة لابد من ورآها المودة علامة الحب هو المودة ,إذن الحب صفة نفسية عاطفة قلبية وأما المودة فهي أثر سلوكي أثر عملي متفرع على الحب , لذلك لاحظ القرآن عندما تحدث عن علاقة الزوج بالزوجة لم يعبر بالمحبة وإنما عبر بالمودة قال تعالى:{وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً}لماذا؟ يريد أن يقول علاقة الزوجة ليست علاقة عاطفية محضة بل علاقة سلوكية ليس مجرد حب الزوجة حرارة عاطفية داخلية حب الزوجة عاطفة وعمل ,عاطفة وسلوك حب الزوجة لزوجها أيضاً ليس مجرد حرارة عاطفية حب الزوجة لزوجها عمل وسلوك ,إذن المودة سلوك متبادل بين الزوجة والزوج.


أيضاً لما تحدث القرآن عن علاقة المسلم بأهل البيت عبر بالمودة ولم يعبر بالمودة قال تعالى: { ‏قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى} لبيان ماذا؟!يريد أن يقول ليس المطلوب من المسلم اتجاه أهل البيت مجرد حرارة عاطفيه مجرد إقبال عاطفي,المطلوب من المسلم اتجاه أهل البيت أكثر من ذلك سلوك عملي تبادل عملي المطلوب هو المودة وليس مجرد المحبة .


مثلاً:أنت ترى كثير من المسلمين تتحدث معهم ويقولون لك ليس فقط أنتم الشيعة تحبون أهل البيت نحن أيضاً نحب أهل البيت طيب أين السلوك العملي؟!من يحب أهل البيت يحمل مودة لأهل البيت ما هي المودة التي تحملها اتجاه أهل البيت؟!أنا أحضر مواليدهم و أحضر وفياتهم أذكر فضائلهم أزور قبورهم أما أني أقول أنا أحبهم وأنا لا ازور قبورهم ولا أحي وفياتهم ولا أحي مواليدهم ولا أذكر فضائلهم لا اذكر مناقبهم أذن أين المودة؟!


من الغريب جداً إنسان تلفته هذه الظاهرة أغلب كتب التاريخ المقررات المدرسية في علم التاريخ في الدول العربية خاليه عن ذكر أهل البيت تتحدث بتفصيل عن التاريخ الأموي وعن التاريخ العباسي كأن الفضيلة والقيم هي في الخلافة الأموية والخلافة العباسية فإذا لقيت مسلم تقول له هل تعرف الحسن؟!قال لا أعرف الحسن ولا أعرف الحسين لم أسمعه إلا منك هل تعرف من السجاد ومن الباقر؟!لا اعرفهم ,هذه معذور لأن الثقافة التي يتعامل معها لا تتحدث عن أهل البيت كأن أهل البيت ليسوا موجودين ولم يمروا في التاريخ ,إذن أين المودة؟!ليست المسألة مسألة محبة المطلوب هو المودة ,والمودة يعني عمل أنشر تاريخ أهل البيت أحث الناس على حب آل البيت أذكر فضائلهم ومناقبهم حتى يتطور ويتجسد الحب ويتحول إلى مودة هذا تمام كلامنا في المحور الأول إلا وهو البحث عن حقيقة الحب وأقسامه.


المحور الثاني:حاجة الإنسانية لقيمة الحب.


هنا أيضاً نطرح ثلاثة أسئلة ونجيب عنها, ما هي حاجة الإنسانية لقيمة الحب؟!وما هو الفرق بين الشخصية السوية والشخصية المتوترة؟!وما دخل الحب في السلم الاجتماعي والأمن الاجتماعي؟!


السؤال الأول هل نحن نحتاج إلى الحب؟هل أحتاج أن أحبك وتحتاج أن تحبني أم لا؟!


نطرح السؤال بطريقة فلسفية:لماذا خلق الله الإنسان عاطفياً ولم يخلقه عقلانياً؟! نحن عندما نقارن بين الإنسان وبين الملك ,الملك:عقلاني لا توجد عنده عاطفة ,بينما الإنسان:خلق مركب من عقل وعاطفة ,لماذا خلق الإنسان عاطفي ولم يخلق كالملك عقلاني محضاًً؟!سؤال فلسفي نحن نجيب عليه بوجهين:


الوجه الأول:


اختلاف الهدف هو الذي فرض اختلاف التركيب واختلاف الجهاز ,ما هو الهدف من خلق الملك وما هو الهدف من خلق الإنسان؟!


الهدف من خلق الملك:التدبير الملك دوره دور بسيط الملك مجرد واسطة مثل ساعي البريد واسطة بين المرسل والمرسل إليه الملك مثل ساعي البريد واسطة في الخلق واسطة في الرزق واسطة في الأحياء واسطة في الإماتة بما أن الملك دوره دور الواسطة في التدبير الواسطة لا تحتاج إلا إلى عنصر واحد إلا وهو عنصر العقل فملك مخلوق عقلاني.


الهدف من خلق الإنسان:الهدف من وجود الإنسان أن يصنع الحياة دور الإنسان أكبر بكثير من دور الملك, الملك أصلاً الملك خادم للإنسان :


قيل لي أنت أوحد الناسِ طراً ....في فنونٍ من الكلامِ النبيهِ


فعلام تركت مدح ابن موسى....والخصالِ التي تجمعنَ فيهِ


قلت لا اهتدي لمدحِ إمام....كان جبريل خادماً لأبيهِ


دور الإنسان أعظم من دور الملك الإنسان خلق لكي يبدع الحياة لكي يصنع الحياة لاحظ القرآن كيف يعبر عن الإنسان وكيف يعبر عن الملك القرآن عندما يذكر الملك يقول:{بَلْ عِبَادٌ مُّكْرَمُونَ (26) لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُم بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ},وقال تعالى:{قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} هذا دور الملك.


أما الإنسان قال تعالى:{الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً } الهدف أن تبدع الأحسن وليس الهدف أن تعمل الحسن لا المطلوب منك الأحسن أن تبدع الأحسن وأن تصنع الحياة الهدف من الإنسان أن يصنع الحياة ولأجل ذلك لا يمكن للإنسان أن يبدع الحياة إلا بعنصرين:1/عقل 2/وعاطفة ,لا يكفي في صنع الحياة العقل لماذا؟!


المثال الأول:ما هي علاقة المعلم بالطالب؟!بعض الأخوة من المدرسين يضن أن علاقة المعلم بالطالب علاقة آلية ميكانيكية يدخل الفصل ويشرح المادة ويخرج هذه العلاقة ,إذن ما هو الفرق بينك وبين الكمبيوتر! امثل الطالب يجلس أمام الكمبيوتر ويأخذ المعلومات إذن لا يوجد فرق بينك وبين الكمبيوتر (لا)ليس دور المعلم أن يزرق معلومات وإلا لم يكن هناك فرق بينه وبين الأجهزة الكمبيوترية ,دور المعلم أن يصنع الحياة يعني يبني حياة ثقافية في شخصية الطالب,دور المعلم صنع الحياة ولأجل ذلك مستحيل أنت يبنيك معلم ما لم تكن بينك وبينه علاقة نفسية ,المعلم لا يربي حتى يحبه الطالب المعلم لا يستطيع أن يبني الطالب حياة ثقافية حتى تكون بينه وبين الطالب محبة تبادلية وحتى تكون بينه وبين الطلاب علاقة نفسية وإلا لا يمكنه أن يبني في الطالب حياة علمية أبداً, بناء الحياة يحتاج إلى (عقل وعاطفة).


القرآن الكريم عندما تحدث عن المعلم عن النبي قال:{هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ}.


لاحظ أمير الشعراء أحمد شوقي:


قُـمْ للمعلّمِ وَفِّـهِ التبجيلا ....كادَ المعلّمُ أن يكونَ رسولا


سبحانكَ اللهمَّ خيرَ معلّمٍ ....علَّمتَ بالقلمِ القـرونَ الأولى


أرسلتَ بالتـوراةِ موسى مُرشداً ....وابنَ البتـولِ فعلَّمَ الإنجيـلا


وفجـرتَ ينبـوعَ البيانِ محمّداً.... فسقى الحديثَ وناولَ التنزيلا


المثال الثاني:نأتي إلى العلاقة بين الزوج والزوجة هل هي آلية ميكانيكية (لا)علاقة الزوج بالزوجة علاقة بناء يبنيان أسرة يبنيان حياة يبنيان أجيال لأن علاقتهم علاقة بناء لذلك تعتمد هذه الحياة على عنصرين(عقل وعاطفة)لا يمكن للزوج والزوجة أن يبنيان أسرة مستقرة مؤهلة للعلم والمعرفة إلا إذا كان هناك عنصرين(عقل وعاطفة)إذن هناك حاجة ماسة للعاطفة لم يخلق الله الإنسان عقلانياً لو خلقه عقلانياً لم يستطع بناء الحياة ولم يستطيع تحديد الهدف لوجوده.


الوجه الثاني:


الإنسان جبله على حب الذات, خلق وعنده غريزة وهي غريزة حب الذات لماذا؟!لو لم يعطي الإنسان غريزة حب الذات لم يتمكن من جلب المنافع ودفع المفاسد الإنسان يخوض الحياة لماذا يخوض الحياة يدرس ويتخصص ويشتغل لماذا؟!ليجلب المنافع ويدفع المفاسد لو لم تكن عنده غريزة حب الذات ما استطاع جلب المنافع ودفع المفاسد.


بما أن الإنسان أعطي حب الذات فهو يحب الآخرين مستحيل هناك ملازمه(من أحب ذاته أحب الآخرين)لا يمكن للإنسان أن يحب ذاته دون أن يحب الآخرين هناك ملازمة ,إذن كما أن الإنسان مجبول على حب ذاته فالإنسان مجبول على حب الآخرين يعني مضطراً إلى حب الآخرين لماذا؟!لأن الآخرين يوفرون لك راحة واستقراراً .


يقسمون الحب إلى :


1/حب تبادلي.


2/حب أحادي.


حب أحادي:


حب الأم لطفلها حب أحادي لأن الطفل لا يستطيع أن يبادل الأم ما دام رضيعاً هذه(حب أحادي)الأم تحب الطفل كما يحب الإنسان الطبيعية الجميلة الطبيعية لا تعطيك حب أنت تحب الطبيعية حبك لطبيعية(حب أحادي)حب الأم لطفلها الرضيع حب أحادي لأنها تراه ضلع من أضلعها وعرق من عروقها وجزء من جسمها فهي كمل تحب ذاتها تحب هذا الطفل .


حب تبادلي:


كذلك الحب التبادلي بين الزوج والزوجة بينهم حب تبادلي والصديق وصديقه بينهما حب تبادلي أنا أحب صديقي وهو يحبني لماذا؟!لأنه يخدم ذاتي وأنا أخدم ذاته حبي لذاتي فرض عليّ أن أحب صديقي لأن صديقي يريح ذاتي وكذلك صديقي .


إذن بالنتيجة:حب الإنسان لذاته هو الذي فرض عليه حب الآخرين يوفرون استقرار لذاته ولذلك ورد عن