<b>بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
معجزة فاطمة الزهراء عليها السلام في البرتغال !!
</b>
السلام على الطهر و الصفاء , السلام على نور الضياء, السلام على ابنة سيد الأنبياء, السلام على السبب المتصل بين الأرض و السماء, السلام على سيدة النساء , السلام على الزهراء
هامت روحي بين أنواركِ و معاجزكِ الخالدة, سيدتي ,التي تعجز النفوس عن استيعابها و العقول على فهمها و حصرها, و كيف لا و أنت سيدة للعالمين من الأولين و الآخرين. و هاهو الغرب يسبقنا للتكرم بأنوارك القدسية و تتشرف أمه المسيح بتقديس أنفاسك الزكية التي منٌت عليهم بالسكينة و السلوان و أسسٌت النورانية و الطهر على ارض أصبحت ببركتك من بقاع الله المقدسة. بينما نحن نقف عاجزين أمام كيانك المحمدي و من ترابك محرومين و عن رياضك مهجٌرين.
"فاطمة" أو "فاتيما" اسم أطلق على مدينه بأسرها كرامة لسيدة نساء العالمين عليها السلام في بلاد تدين بدين غير دين محمد عليه و آله خير الصلاة و السلام, و ليس هذا بالكثير عليها روحي فداها و لكن العجب كل العجب من ان يكون الغرب سباقاً لتجسيد هذا المقام المحمود لها عليها السلام و نحن نقف مكتوفي الأيدي أمام القلوب الحاقدة التي تحاول إطفاء نورِ يأبى الله له إلا أن يكون وضاءاً و أكثر إشراقاً. فما ضرك مولاتي أن يقللوا من مقامك فمن عرفك عرفك و من لم يعرفكِ فذلك الخُسران المبين. فالسلام على التي لا حد لمقاماتها أو شمول.
فهذه هي نفسها الزهراء المحمدية التي أنبثق نورها في البرتغال ليتعدى حدود الأديان و الزمان و المكان ليبقى رمزاً لسمو الروح و تزكيتها. فأصبحت منارة و ركيزةً يحج اليها آلاف القلوب و الأبدان من كل مكان في بقعه يجلها أهل البرتغال جميعاً و سموها باسم سيدة الإسلام الأولى (فاطمة) عليها السلام.
في الثالث عشر من مايو في كل عام. آلاف من البشر يهرعون قاصدين قرع أبواب السيدة الجليلة, التي يطلقون عليها اسم ( السيدة ذات المسبحة). منهم طالب للشفاعة و الغفران و منهم طالب للشفاء و تقديم النذور و القربان تيمناً بابنة نبي الإسلام!! قد تتساءل كيف يجلونها هذه الجلالة!! و هم من الكاثوليك الذين ينكرون أساساُ الإسلام, بل كيف يتوافدون إليها كل عام زاحفين على ركبهم و كيف يعتقدون بها و يعلمون إنها عقيدة راسخة لا يشوبها عابثين و يلقنونها أجيالهم جيلاً تلو جيل!! إن هذا لا يلقي الضوء إلا على عظمة سيدة العالمين التي لم يقتصر نورها على دين أبيها المطهر فحسب , إنما تعدى ليشمل كل الأقطار.
و تعود هذه العقيدة الراسخة إلى واقعة تاريخية حدثت في عام 1917 م كما يرويها أهل البرتغال قاطبة. ففي تراثهم أن ثلاثة أطفال رأوا سيدة جليلة أسمها فاطمة, و وصفوها بأنها السيدة ذات المسبحة, و قالوا أنها ابنة نبي الإسلام. و بذا أصبحت هذه الرواية مصدراً تاريخياً لاعتقاد عميق و شفاف في حياة شعب البرتغال.
و القصة كما يرويها الأطفال الثلاثة و هم (جاسيتا البالغه من العمر 7 سنوات, فرانسيسكو البالغ من العمر 9 سنوات و لوسيان ذات العشر سنوات) و قد كانت لوسيان الشاهدة الرئيسية لهذه لواقعة كما نقلها الأطفال الثلاثة. حيث يروون: في عام 1916 م و قبل عام واحد من لقاءنا بالسيدة تجلى أمامنا ملك قال لنا هذه الكلمات الثلاثة:
«لا تخافون فأنا ملك السلام, يا إلهي إنني أؤمن بك, و أعتقد بك و أعشقك, و إني أستغفر لؤلائك الذين لا يصدقون و لا يعشقون و لا يؤمنون» . و قد تجلى أمامنا هذا الملك مرتين في الصيف و الخريف, و في كل مرة يطلب منا شيئاً, كأن نقدم قرباناً, و نستغفر للمذنبين و ندعو له. و حقيقة كانت هذه المرات الثلاث بمثابة تهيئة لنا للقاء السيدة ذات المسبحة, و في الثالث عشر من مايو عام 1917 م. شاهدنا نوراً وضاء, ثم شاهدنا فوق شجرتي الزيتون و البلوط نوراً عظيماً و ظهرت لنا سيدة أكثر وهجاً من نور الشمس, تسمى فاطمة, بنت النبي, قالوا لها: من أين جئت؟ قالت: جئت من الجنة. قالوا لها: ماذا تريدين؟ قالت: جئت لأطلب منكم الحضور لهذا المكان مرة أخرى, ثم أخبركم فيما بعد ماذا أريد منكم. و قد كانت هذه السيدة ذات المسبحة تظهر في كل شهر منذ مايو و حتى أكتوبر و في آخر لقاء حصلت المعجزة الكبيرة أمام أنظار سبعين ألف مشاهد اجتمعوا لرؤية السيدة ذات الم سبحة, فقد وقفت هذه السيدة أمام الحشد الكبير و أدارت الشمس في كبد السماء, ثم أوقفتها ثم أدارتها من جديد حتى خالها الناس ستقع عليهم, ثم أعادت الشمس كما كانت
إلى هنا تقف الرواية لتي يتداولها البرتغاليون, و قد كان لهذه الواقعة صدى كبير في الأوساط السياسية و الدينية و الاجتماعية, حيث طبعت اول صورة لهذا الحدث في صحيفة (لشبونة) في العام نفسه, و قد لفتت هذه الحادثه أنظار الناس الى صدق دعوى هؤلاء الأطفال الذين لم يعرفوا الكذب في حياتهم. أما الأطفال فقد غيٌب الموت اثنين, و قد كان لهذا الحدث دعم لصدق كلامهم, حيث انهم بينوا سلفا أن هذه السيدة قادمة مرة أحرى لأخذهم للجنة, أما لوسيان التي ما زالت على قيد الحياة فقد نذرت نفسها من أجل الحياة الدينية و خدمة هذه السيدة العظيمة, خصوصا بعد ما أوكلت اليها هذه المهمة و حملتها مسؤولية هداية الناس.
لقد غيٌرت هذه الحادثة العديد من معالم الحياة في البرتغال, ففي عام 1919م بني معبد في مدينة فاطمة يختص بالسيدة العظيمة و بذكرها و رغم تدمير بعض المبغضين له عقب ثلاث سنوات من بنائه, إلا أن أهل هذه القرية أعادوا ترميمه و إصلاحه, و في عام 1930م أجاز الأسقف الأكبر وضع مراسم خاصة لهذا المعبد, و أخيراً في عام 1953م سمحت الكنيسة بإقامة عبادة خاصة و طقوس معينة لهذا المعبد و كما وضع الإطار الرسمي لهذا المزار و أصبح مكانا تحج إليه أفواج من البشر كل عام.
و لم تكن زيارة قادة كنائس الكاثوليكيه بأمر عجيب فها هي قرية فاطمة أضحت بقعة مباركة قد لا تختلف عن أي مزارمقدس أخر. و ها نحن نرى الناس و هم يتوافدون افواجاً إلى هذا المزار جاثمين على ركبهم صابرين رغم الجروح و القروح, ممسكين بمسبحة بيضا ء, يخالونها تقربهم من السيدة المتألقة, و هم موقنون و معتقدون أشد الاعتقاد أن مسعاهم لن يذهب أدراج الرياح, أليس عجيبا هذا الجسد, و هذه الإراده و هذا الاستعداد للاحتفاء بذكرى رؤية السيدة العظيمة؟
اللهم صل على محمد وعلى آل محمد
ترى.. أليست كنزاً..هذه الزهراء؟؟