TODAY - March 14, 2011
ثوار ليبيا يخشون نصف المليون قتيل مع تقدم القوات الموالية للنظام
سوريا متهمة بتزويد القذافي بسفينتين محملتين بالسلاح الثقيل
مصطفى عبد الجليل
حذّر ثوار ليبيا من كارثة إنسانية غير مسبوقة قد يدفع فيها نصف المليون شخص أرواحهم في معارك قوات العقيد القذافي للاستيلاء على بنغازي في الشرق ومصراتا في الغرب، وحمّلوا الإسرة الدولية مسؤولية تقاعسها عن حماية الشعب.
لندن_ ايلاف
بعد استرجاع القوات الموالية للقذافي عددا من المدن والبلدات "المحررة"، صارت هذه القوات تضع نصب أعينها أكبر وأهم المدن بعد طرابلس وهي بنغازي في الشرق وأيضا مصراتا في الغرب.
لكن الثوار في بنغازي التي قدّم تحريرها الأمل الأكبر في إنهاء 41 عاما من حكم العقيد، يحذرون من ان سقوطها قد يعني مجزرة تاريخية. وقد أقر قادنهم بانسحابهم من مدن وبلدات استراتيجية مهمة لارتباطها بالصناعات النفطية مثل الزاوية وراس لانوف والبريقة.
وحدث هذا لأن الثوار يتألفون رئيسيا من مدنيين شباب بلا خبرة عسكرية أو معدات حربية تذكر أمام جيش العقيد النظامي ومدفعيته ودباباته وطائراته ومروحياته المقاتلة. وقالت تقارير إعلامية يوم الاثنين إن هذا القوات صارت على بعد أقل من 30 كليلومترا من بنغازي.
وتبعا لهذه التقارير فقد حذر مصطفي عبد الجليل. وزير العدل السابق المنشق على العقيد والذي يترأس المجلس الوطني الاننتقالي حاليا، من أن دخول قوات القذافي المدينة الواقعة في شرق البلاد "قد يوقع أكثر من نصف المليون شخص قتيلا في أكبر مجزرة من نوعها في تاريخ البلاد".
ثوار ليبيا يقصفون قوات العقيد
وقد أعلن المجلس الوطني أنه يناشد الدول الأوروبية شن هجمات جوية من أجل وقف تقدم قوات القذافي وتمكين الثوار من استعادة المدن والبلدات المحررة. وطالب أيضا بتحقيق دولي في ما يسميه وصول سفينتين من دولة عربية مشرقية (تقول وسائل الإعلام الغربية إنها سوريا) الى طرابلس محملتين بالسلاح "السوفياتي" الثقيل لتزويد نظام القذافي به.
ويشق جزء آخر من قوات العقيد طريقه الى مصراتا الواقعة على بعد حوالي 200 كيلومتر من طرابلس ويقطنها نحو 300 ألف شخص. ويذكر أن هذه المدينة الصغيرة هي الوحيدة التي لا تزال تخضع ليسطرة الثوار في القسم الغربي من البلاد، بعد هزيمتهم المريرة في الزاوية. ويقول هؤلاء إن القوات الحكومية تحاصرها الآن بالدبابات والمدفعية.
ونقل مراسل "غارديان" البريطانية عن ثائر في مصراتا، يدعى محمد أحمد، قوله: "حاليا نتهيأ لمذبحة. فمقابل دبابات العقيد وأسلحته الثقيلة، لا سلاح لنا غير الإيمان بالله. والثوار والمواطنون في مصراتا يحمّلون الأسرة الدولية مسؤولية سقوط الزاوية وقتلاها بالمئات وربما الآلاف. صحيح أن القذافي هو المسؤول عن كل هذا، لكن الأسرة الدولية، بامتناعها عن التحرك ضده، متواطئة معه".
ومن جهته قال مصطفى عبد الجليل في أعقاب موافقة الجامعة العربية على السماح للقوى الغربية بحظر الطيران فوق الأجواء الليبية: "إذا تقاعست الأسرة الدولية أو وقفت مكتوفة الأيدي عن حظر الطيران وحظر الملاحة العسكرية فستشهد ليبيا كارثة لا مثيل لها".
وقد عبر المجلس الوطني الانتقالي عن إحباطه إزاء أن الاتحاد الأوروبي أخفق في اجتماع قادته يوم الجمعة في الاتفاق بالإجماع على مسألة الحظر الجوي على الأقل، وأيضا إزاء أن الرئيس الأميركي باراك اوباما يبدو مترددا في هذا الشأن ومكتفيا فقط بالاستعداد لفرض عقوبات اقتصادية وضغوط دبلوماسية على نظام القذافي.
ويقول عبد الجليل: "نحن محبطون بالطبع. فمع كل يوم يمر تقتل قوات القذافي مئات المدنيين أو تصيبهم بجراح بمختلف أنواع الأسلحة من الدبابات والمدفعية الى الطائرات المقاتلة". لكنه يضيف إن المجلس الوطني قادر على تجنيد أعداد أخرى يضيفها الى اولئك الذين يقاتلون القوات الحكومية. كما رفض أي حوار مع العقيد أو أي من رموز نظامه.