TODAY - March 14, 2011
في خضم المنافسة على رئاسة الإتحاد الدولي لكرة القدم
ميشيل بلاتيني... المنافس الذي يخشى جوزيف بلاتر ترشحه
ينتظر السويسري جوزيف سيب بلاتر رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم نهاية الشهر الجاري على أحرّ من الجمر لأنه التاريخ الذي سيعرف فيه وبشكل رسميّ لائحة المرشحين لمنافسته على رئاسة الفيفا في الإنتخابات التي ستقام في غرة يونيو/حزيران 2011 في مدينة زيوريخ.
رغم أن بلاتر لا يمانع وجود مرشحين ضده على الأقل لإعطاء شرعية أكثر للعملية الانتخابية، لكنه لا يريد منافسين من العيار الثقيل ممن يهددون عرشه.
ويفضل بلاتر مرشحين في متناوله، كما حدث في انتخابات عام 1998 مع السويدي لينارت جوهانسن، وانتخابات سنة 2002 مع الكمروني عيسى حياتو، حيث تمكن من اكتساحها بفارق كبير من الأصوات.
لكن المعطيات تغيرت في السنوات الأخيرة ورياح التغيير بدأت تهب على الفيفا، والأصوات المنادية بذلك أصبحت علنية بعد الهزات العنيفة التي عرفها الاتحاد، خاصة في موضوع تنظيم نهائيات كأس العالم لدورتي 2018 و2022 وما رافقها من حديث عن الفساد الذي ينخر جسد الفيفا، وهي المعطيات التي لم تعد في مصلحة بلاتر، الذي فقد الكثير من حلفائه الذين تحولوا إلى ألدّ أعدائه المطالبين بإسقاطه بالضربة القاضية، وعلى رأسهم القطري رئيس الاتحاد الأسيوي محمد بن همام، الذي لعب دورًا محوريًا في فوزه بانتخابات 2002.
غير أن هؤلاء الذين غيروا جلدهم ومواقفهم بين عشية وضحاها يدركون جيدا أنهم لن يتمكنوا من هزم بلاتر، الذي رغم ما حدث له لا يزال يتوفر على حظوظ للمنافسة على تاجه، لذلك عمدوا إلى التنقيب عن أقوى مرشح يمكنه إزاحة بلاتر من رئاسة الفيفا بعد 13 سنة من خلافة البرازيلي جواو هافلانج، فوجدوا في الفرنسي رئيس الاتحاد الأوروبي ميشيل بلاتيني الحصان الذي يمكن المراهنة عليه من دون خوف من الهزيمة، التي حتى وإن حدثت فستكون بشرف.
وقبل إعلان نجم نادي جوفنتوس الايطالي لعشرية الثمانينات عن ترشحه رسميًا ناشدته جهات عدة بالإقدام على هذه الخطوة ومنحته صوتها قبل التصويت بدواع مختلفة، بعضها انتقامًا من بلاتر على غرار الاتحاد الانجليزي، وبعضها رغبة في التغيير.
والحقيقة التي ربما يجهلها الكثير من محبّي كرة القدم في العالم ويدركها بلاتر هي أن المراهنين على بلاتيني يراهنون على اسمه الذي يتمتع بصفات متميزة يفتقد إليها آخرون، صفات تجعله يدخل الانتخابات بصفة المرشح الأول أولاها التأييد المطلق له من قبل جل أعضاء الاتحاد الأوروبي واتحادات قارية أخرى بما فيها الأسيوي والأميركي الجنوبي، وأيضًا من قبل الإعلام واللاعبين القدامى منهم والحاليين، وعلى رأسهم الأسطورة البرازيلي بيليه، الذين يرون فيه رجل المرحلة المقبلة، وبصراحة أكثر فإن بلاتيني يجمع كل أعداء بلاتر من القارات الخمس. في المقابل فإن أي مرشح آخر، بما فيهم ابن همام، يميزه اختلاف المواقف بشأنه بسبب تزايد عدد خصومه منذ كونغرس ماليزيا عام 2009.
الصفة الثانية التي يتمتع بها بلاتيني هي قدرته على إحداث التغيير الذي يحتاجه الفيفا، وهي ميزة أثبتها بلاتيني في الاتحاد الأوروبي، إذ أقدم على خطوات جريئة عدة على مختلف الأصعدة، لقيت مساندة مطلقة مثل الاستعانة بخمسة حكام وتغيير يوم مباراة نهائي دوري أبطال أوروبا من الأربعاء إلى السبت، وغيرها من التغييرات التي ساهمت في رفع أسهمه.
الميزة الثالثة هي نظافة ذمته، فالرجل لم يسبق له أن تورط في قضايا فساد مالي أو إداري منذ كان لاعبًا والفيفا يحتاج من يزيل عنه قذارته.
أكثر من ذلك فإن الجميع يرغب حقًا في التخلص من بقايا هافلانج، ولا يريدون مرشحًا يعمل تحت عباءة آخر رئيس للفيفا، وبلاتيني في نظرهم هو الذي يمثل هذه النوعية، فهو مرشح الجميع، الذي لا يجامل أحدًا، ويريدون أيضًا رئيسًا شابًا، سبق له أن مارس كرة القدم على أعلى مستوى.