[IMG][/IMG]


ولد الامام الحسن (عليه السلام) في نصف شهر رمضان سنة ثلاث من الهجرة قاله ابن سعد وابن البرقي وغير واحد، وقيل في شعبان منها، وقيل ولد سنة أربع وقيل خمس، والأول أثبت(الإصابة لابن حجر، ترجمة الحسن بن علي).وللنصف من شهر رمضان كان مولد الحسن بن علي (عليه السلام)، أي من السنة الثالثة (التنبيه والإشراف: ص210). وفي إرشاد المفيد (ص191) ولد بالمدينة ليلة النصف من شهر رمضان سنة ثلاث من الهجرة.


وأخرج الحافظ عن سودة بنت سرج قالت: كنت ممّن حضر فاطمة حين ضربها المخاض، فأتانا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فقال: ابنتي فديتها! قلنا: إنها لتجهد، قال: فإذا وضعت فلا تحدثي شيئا حتى تؤذنيني! قالت: فلما وضعته سررته (يعني قطعت سرته) ولففته في خرقة صفراء، فجاء رسول الله، فقال: ما فعلت ابنتي فديتها وما حالها وكيف هي؟ قلت: يا رسول الله! قد وضعت غلاما وأخبرته بما صنعت، فقال: لقد عصيتني! قلت: أعوذ بالله من معصية الله ورسول الله، سررته يا رسول الله ولم أجد من ذلك بداً، فقال: ائتني به، فأتيته به، فألقى عنه الخرقة الصفراء ولفه في خرقة بيضاء وتفل في فيه وألباه بريقه (يعني أرضعه إيّاه)، ثم قال: ادعي لي عليا، فدعوته، فقال: ما سميته يا علي، فقال: سميته جعفرا، قال: لا، ولكنه حسن، وبعده حسين وأنت يا علي أبو الحسن الحسين(تهذيب ابن عساكر: ج4، ص201).
استقبال النبي صلى الله عليه وآله وسلم له بعد ولادته (عليه السلام) عن أم أيمن قالت: «رأيت رسول الله صلى الله عليه ــ وآله ــ وسلم أذَّنَ في أُذُن الحسن بن علي حين ولدته فاطمة بالصلوة»( سنن أبي داود: ج2، ص314). قال الإمام علي عليه السلام: لما حضرت ولادة فاطمة، قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم لأسماء بنت عميس وأمّ سلمة: «أحضراها فإذا وقع ولدها واستهلّ صارخا فأذّنا في أذنه اليمنى وأقيما في اليسرى، فإنه لا يفعل بمثله إلا عصم من الشيطان»، فلما كان يوم السابع سمّاه النبي صلى الله عليه وآله وسلم حسنا.
وعن أم الفضل قالت: رأيت كأنّ في بيتي عضواً من أعضاء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، قالت: فجزعت من ذلك، فأتيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فذكرت ذلك له، فقال: خيراً، تلد فاطمة غلاما فتكفلينه بلبن ابنك قثم، قالت: فولدت حسنا فأعطيتنيه فأرضعته حتى تحرك أو فطمته.
قال النسفي: لمّا ولدت فاطمة الحسن، قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم لعلي عليه السلام سمّه! فقال: ما يسميه إلا جده فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: ما كنت لأسبق بتسميته ربي، فجاءه جبرئيل وقال: يا محمد! إن الله يهنئك بهذا المولود ويقول لك سمّه باسم ابن هارون شبر، ومعناه حسن، ولمّا ولد الحسين قال: يا محمد! إن الله يهنئك بهذا المولود ويقول لك سمّه باسم ابن هارون شبير، ومعناه حسين(مستدرك الحاكم: ج4، ص277).
عن الإمام علي عليه السلام: «لمّا ولد الحسن جاء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فقال: أروني ابني ما سميتموه؟ قلت: سميته حربا، قال: بل هو حسن»( الاستيعاب: ج1، ص384).
الاستيعاب (الحسن بن علي) يروي مثلها، وفيها: فلما ولد الحسين، قال: أروني ما سميتموه؟ قلت: سميته حربا، قال: بل هو حسين، فلما ولد الثالث جاء النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فقال: أروني ما سميتموه؟ قلت: حربا، قال: بل هو محسن، زاد أسد: ثم قال: إني سميتهم بأسماء ولد هارون شبر وشبير ومشبر.
ويروى عن علي عليه السلام: «إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عق عن الحسن بشاة، وقال: يا فاطمة! احلقي رأسه وتصدقي بزنة شعره فضة، فوزنته فكان وزنه درهما وبعض درهم». وعق عنه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوم سابعه بكبش، وحلق رأسه وأمر أن يتصدق بزنة شعره فضة. عن محمد بن علي عليه السلام قال: «وزنت فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم شعر حسن وحسين وزينب وأم كلثوم فتصدقت بزنة ذلك فضة»( سنن البيهقي: ج9، ص304). وعن أبي رافع قال: لمّا ولدت فاطمة حسنا، قالت: ألا أعق عن ابني بدم؟ قال: لا، ولكن احلقي رأسه وتصدقي بوزن شعره من فضة على المساكين... ففعلت ذلك، قالت: فلمّا ولدت الحسين فعلت مثل ذلك(مسند أحمد: ج6، ص390). وعق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عنه يوم سابعه وحلق شعره، وأمر أن يتصدق بزنة شعره فضة، وهو خامس أهل الكساء(تاريخ الخلفاء: ص72).
عن ابن عباس: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يعوّذ الحسن والحسين، يقول: «أعيذكما بكلمات الله التامة من كل شر شيطان وهامة ومن كل عين لامة، ويقول: هكذا كان إبراهيم يعوّذ إسحاق وإسماعيل»( سنن الترمذي: ص301).وروي أيضا أنه كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يعوّذ الحسن والحسين عليهما السلام بهذه الكلمات: «أعيذكما بكلمات الله التامة من كل عين لامة ومن كل شيطان وهامة»( العقد الفريد: ج2، ص155).
عن علي عليه السلام قال: «الحسن أشبه برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ما بين الصدر إلى الرأس، والحسين أشبه برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ما كان أسفل من ذلك»( جامع الترمذي: رقم 3868؛ ملحقات إحقاق الحق،: ج26، ص321؛ ترجمة الإمام الحسين عليه السلام من تاريخ دمشق، لابن عساكر: ص26؛ الفصول المهمة لابن الصباغ: ص152؛ التاج الجامع للأصول: ج3، ص358؛ الاستيعاب، المطبوع في هامش الإصابة: ج1، ص369).
درر من مواعظه وحكمه عليه السلام
1. لا تعاجل الذنب بالعقوبة واجعل بينهما للاعتذار طريقا.
2. المزاح يأكل الهيبة، وقد أكثر من الهيبة الصامت.
3. الفرصة سريعة الفوت، بطيئة العودة.
4. هلاك المرء في ثلاث: الكبر والحرص والحسد، فالكبر هلاك الدين، وبه لعن إبليس، والحرص عدو النفس، وبه أخرج آدم من الجنة، والحسن رائد السوء، ومنه قتل قابيل هابيل.
5. فوت الحاجة خير من طلبها إلى غير أهلها(الحسن بن علي لعبد القادر أحمد اليوسف، ص60).
6. ما رأيت ظالما أشبه بمظلوم من الحاسد(مطالب السؤول: ص69، ط1).
7. علم الناس علمك، وتعلم علم غيرك، فتكون قد أتقنت علمك، وعلمت ما لم تعلم(كشف الغمة: ص170).
8. إرض بما قسم الله سبحانه لك تكن غنيا.
زيارته عليه السلام
(السلام عليك يابن رسول ربّ العالمين، السلام عليك يابن أمير المؤمنين، السلام عليك يابن فاطمة الزهراء، السلام عليك يا حبيب الله، السلام عليك يا صفوة الله، السلام عليك يا صراط الله، السلام عليك يا بيان حكم الله، السلام عليك يا ناصر دين الله، السلام عليك أيها السيد الزكي، السلام عليك أيها البرّ الوفي، السلام عليك أيها القائم الأمين، السلام عليك أيها العالم بالتأويل، السلام عليك أيها الهادي المهدي، السلام عليك أيها الطاهر الزكي، السلام عليك أيها التقي النقي، السلام عليك أيها الحق الحقيق، السلام عليك أيها الشهيد الصديق، السلام عليك يا أبا محمد الحسن بن علي ورحمة الله وبركاته).....( مفاتيح الجنان للشيخ عباس القمي رحمه الله)