دعاء اليوم الخامس عشر
«اللهم أرزقني فيه طاعة الخاشعين واشرح فيه صدري بإنابة المخبتين بأمانك يا أمان الخائفين»
حدث في الخامس عشر من شهر رمضان المبارك:
* في السنة الثانية للهجرة، وعلى قول البعض في السنة الثالثة ولد الإمام الحسن المجتبى عليه السلام، وجاءت به فاطمة عليها السلام إلى النبي صلى الله عليه وآله يوم السابع من مولده في خرقة من حرير الجنة كان جبرئيل عليه السلام نزل بها إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فسماه حسن المجتبى وعق عنه كبشاً، وكان الحسن عليه السلام أشبه الناس برسول الله صلى الله عليه وآله خلقاً وسؤدداً وهدياً.
عن أنس بن مالك قال: لم يكن أحد أشبه برسول الله صلى الله عليه وآله من الحسن بن علي عليهما السلام.
* زواج رسول الله صلى الله عليه وآله من زينب: وفي مثل هذا اليوم من السنة الثالثة للهجرة تزوج رسول الله صلى الله عليه وآله من زينب بنت خزيمة، وكانت من قبل عند (عبيدة بن الحارث) الذي استشهد في معركة بدر وظلت في بيت رسول الله صلى الله عليه وآله ثمانية أشهر، وتوفت في الربيع الثاني وكانت تلقب بأم المساكين لأنها كانت تكثر من الشفقة والرحمة بالمساكين.
* بعث مسلم: وفي هذا اليوم من سنة 60 للهجرة بعث الإمام الحسين عليه السلام مسلم بن عقيل إلى الكوفة ومعه جواب رسائل الكوفيين، وجاء في جوابه عليه السلام: (إني باعث إليكم أخي وابن عمي وثقتي من أهل بيتي مسلم بن عقيل وأمرته أن يكتب إلي بحالكم ورأيكم فإن كتب إلي أنه قد اجتمع رأي ملأكم وذوي الحجى والفضل منكم على مثل ما قدمت به رسلكم وقرأت في كتبكم أقدم عليكم وشيكاً إن شاء الله تعالى).
حكمة اليوم:وقائع الأيام: ص40 و41قال الإمام الحسن عليه السلام:
(مكارم الأخلاق عشرة: صدق اللسان، وصدق البأس، واعطاء السائل، وحسن الخلق، والمكافأة بالصنايع، وصلة الرحم، والترحم على الجار، ومعرفة الحق للصاحب، وقرى الضيف، ورأسهن الحياء).كلمة اليوم:
الإمام الحسن عليه السلام من قواعد الإشعاع الفكري، ومصادر الفكر الإسلامي، وقمم الحياة، التي استطالت حتى أحاطت بكل شيء، فلم يعزب عنه ما يعزب عن غير المعصومين عليهم السلام، من قمم الوجود الذين يسمون (مفكرين) وشعراء الطبيعة، الذين يسمون (ادباء).
فهو من أولئك الرجال الذين آثرهم الله بحاسة نفاذة تكتنه حقائق الأشياء، فلا تخفي عليهم خافية في الأرض ولا في السماء. إنهم يرون ما يرى الناس ـ جميعاً ـ ويدركون ـ وحدهم ـ كنه ما يرون وما لا يرون دون سائر الناس. وعندما ينظرون إلى نجوم السماء، ورمال الصحراء، ومياه البحار، وابراد الطبيعة، يشعرون بجمالها الآسر الخلاب، ويدركون صلتها ببقية عناصر الطبيعة وما وراء الطبيعة، من الأزل حتى الأبد.
هل تعلم أنّ:
* عروس القرآن هي سورة الرحمن.
قصة اليوم:(لعل سيداً يرعاني)كان الحسن عليه السلام يحضر مجلس رسول الله صلى الله عليه وآله فيسمع الوحي ويحفظه، فيأتي أمه فيلقي إليها ما حفظه. فلما دخل علي عليه السلام وجد عندها علماً فسألها عن ذلك فقالت: من ولدك الحسن. فتخفى علي عليه السلام يوماً في الدار، وقد دخل الحسن عليه السلام، وقد سمع، فأراد أن يلقي اليها فأرتج عليه، فعجبت أمه من ذلك.
فقال عليه السلام: لا تعجبي يا أماه فإن كبيراً يسمعني واستماعه قد أوقفني ـ وفي رواية أخرى ـ يا أماه قل بياني وكل لساني لعل سيداً يرعاني، فخرج علي عليه السلام فقبّله.
كلمة الإمام الحسن عليه السلام ص230من حلم الإمام الحسن عليه السلام:إن شامياً رأى الإمام عليه السلام راكباً فجعل يلعنه والامام لا يرد، فلما فرغ أقبل الحسن عليه السلام فسلم عليه وضحك فقال: أيها الشيخ أظنك غريباً ولعلك شبهت، فلو استعتبتنا أعتبناك، ولو سألتنا أعطيناك، ولو استرشدتنا أرشدناك، ولو استحملتنا أحملناك، وان كنت جائعاً أشبعناك، وإن كنت عرياناً كسوناك، وإن كنت محتاجاً أغنيناك، وان كنت طريداً آويناك، وان كان لك حاجة قضيناها لك، فلو حركت رحلك الينا وكنت ضيفنا إلى وقت ارتحالك كان أعود عليك لان لنا موضعاً رحباً وجاهاً عريضاً ومالاً كثيراً.
فلما سمع الرجل كلامه بكى، ثم قال: أشهد أنك خليفة الله في أرضه، الله أعلم حيث يجعل رسالته، وكنت أنت وأبوك أبغض خلق الله الي والآن أنت أحب خلق الله إلي، وحول رحله إليه وكان ضيفه إلى أن ارتحل وصار معتقداً لمحبتهم.
منتهى الآمال : ص423من فوائد الصوم:
(العفة)الصوم، يحرك ـ في الانسان ـ الشعور بالعفة العامة، فتتحرك فيه عفة البطن، وعفة الجنس، وعفة الكلام.
فيتحرك فيه الشعور بالعفة، عن شهوة البطن، لأن الله قد أحل لعباده الطيبات من الرزق، وأباح لهم الأكل والشرب من غير سرف، فقال تعالى: (وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلاَ تُسْرِفُوا إِنَّهُ لاَيُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ) الاعراف:31، وأضاف عزوجل: (قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ) الأعراف:32، واندفاعاً مع هذه (الإباحة المطلقة) تعود المرء في حياته اليومية الرتيبة: ان يتناول ثلاث وجبات من الطعام ـ سحابة نهار ـ بكرة وظهيرة وعشياً، وأن يحتسي من ألوان المشروبات المباحة أكبر مقدار يريد في أي وقت يشاء، ولكن إذا صام يضرب عن الطعام والشراب، مهما لدغه الطوى وأحرقه الظمأ، وهو يجد كل ما لذ وطاب تحت إرادته، ثم يمسك عن ذلك كله، ويحبس نفسه عنه.
ويتحرك فيه الشعور بالعفة، من شهوة الجنس، لأن الله سبحانه، أحل مباشرة النساء ـ بشرائطها ـ متى شاء الرجل فقال: (فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُم مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ) النساء:2، (نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتوْا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ) ولكن هذه المتعة تضيق في حياته إذا صام، ولا تباح إلا في الليل، لقوله تعالى: (احل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم هن لباس لكم وأنتم لباس لهن) فيضطر طوال أيام رمضان، إلى أن يلجم هذه الشهوة العاتية. وإن طبيعة الصوم تكسر حدة الشبق، وتهذب الغريزة الجنسية، على هذا الضوء وجه النبي صلى الله عليه وآله العزاب الذين لا يستطيعون نكاحاً، إلى الصوم، فقال صلى الله عليه وآله: (من استطاع منكم البائة فليتزوج، فانه اغض للبصر، وأحصن للفرج، ومن لم يستطع، فعليه بالصوم، فانه له وجاء).
حديث رمضان ص140
(ميلاد النور)في ليلة النصف من شهر رمضان كان علي وفاطمة عليهما السلام ينتظران وليدهما الأول ما أشد فرحتهما به وهما يعلمان أنه وريث الإمامة وحامل لواء الرسالة وفي نهار اليوم التالي اطل الإمام الحسن عليه السلام إلى العالم الجديد وغمرة الفرحة والدته الطاهرة فاطمة عليها السلام وهكذا سر الإمام علي عليه السلام بولده وقرة عينه فحمله على صدره وضمه إليه بكل سرور، واوصلوا خبره إلى جده المصطفى صلى الله عليه وآله فجاء إلى بيت الإمام علي عليه السلام وحمل الحسن عليه السلام وطلب من فاطمة عليها السلام ان تناوله خرقة بيضاء جاء بها جبرئيل من الجنة فلفه بها وأذن في أذنه اليمنى وأقام في اليسرى وعق عنه كبشاً وقال: اسمه الحسن، لأن الله تعالى انتخب له هذا الاسم المبارك القليل التداول عند العرب.
وهكذا طار اسمه الشريف يصدع الاسماع وأقبل المسلمون يهنئون النبي صلى الله عليه وآله بحفيده الحسن ويباركون للإمام ولده الزكي فعاش الحسن سنواته القليلة مع جده في كنف الرسالة، يشم عبق النبوة واريج الجهاد المتواصل.
(من معاجز الإمام الحسن عليه السلام)1ـ روي عن ابي عبد الله الصادق عليه السلام قال: خرج الحسن بن علي بن أبي طالب عليهما السلام إلى العمرة ومعه رجل من ولد الزبير كان يقول بإمامته، فنزلوا في منهل (عين ماء) من تلك المناهل تحت نخل يابس.
ففرش للحسن عليه السلام تحت نخلة و لإبن الزبير تحت نخلة أخرى، فقال ابن الزبير بعد أن رفع رأسه: لو كان في هذا النخل رطب لأكلنا منه.
فقال له الحسن عليه السلام: وإنك لتشتهي الرطب؟
قال ابن الزبير: نعم
فرفع الامام الحسن عليه السلام يده إلى السماء فدعا بكلام لم يفهمه ابن الزبير فاخضرت النخلة ثم صارت الى حالها فأورقت وحملت رطباً، فقال له الجمال: سحر والله!!
فقال له الحسن عليه السلام: ويلك ليس بسحر ولكن دعوة ابن النبي صلى الله عليه وآله مجابة.
2ـ وعن أبي عبد الله الصادق عليه السلام قال: لما صالح الحسن بن علي عليهما السلام معاوية جلسا بالنخيلة فقال معاوية: يا أبا محمد بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وآله كان يخرص النخل فهل عندك من ذلك علم فان شيعتكم يزعمون أنه لا يعزب عنكم علم شيء في الأرض ولا في السماء؟
فقال الحسن عليه السلام: إن رسول الله صلى الله عليه وآله كان يخرص كيلاً وأنا أخرص عدداً.
فقال معاوية: كم في هذه النخلة؟
فقال الحسن عليه السلام: أربعة آلاف بسرة وأربع بسرات، فأمر معاوية بها فصرمت وعدت فجاءت أربعة آلاف وثلاث بسرات.
فقال الحسن عليه السلام: والله ما كذب ولا كذبت فاذا في يد عبد الله بن عامر بن كريز بسرة، كان قد سرقها من التمر، فجاء العدد مطابقاً لما أخبربه الإمام الحسن عليه السلام.