قال : " السماء كئيبة ! " و تجهّما قلت : ابتسم يكفي التجهّم في السما ! قال : الصبا ولّى ! فقلت له : ابتسم
لن يرجع الصبا الاسف المتصرماقال : التي كانت سمائي في الهوى صارت لنفسي في الغرام جهنّما خانت عهودي بعدما ملّكتها قلبي ، فكيف أطيق أن أتبسّما ؟ قلت : ابتسم واطرب فلو قارنتها قضّيت عمرك كلّه متألّما ! قال : التّجارة في صراع هائل مثل المسافر كاد يقتله الظما أو غادة مسلولة محتاجه لدم ، و تنفث ، كلّما لهثت ، دما ! قلت : ابتسم ما أنت جالب دائها و شفائها ، فإذا ابتسمت فربّما ... أيكون غيرك مجرما ، و تبيت في وجل كأنّك أنت صرت المجرما ؟ *** قال : العدتى حولي علت صياحهم أأسرّ و الأعداء حولي في الحمى ؟ قلت : ابتسم ، لم يطلبوك بذمّهم لو لم تكن منهم أجلّ و أعظما ! *** قال : المواسم قد بدت أعلامها و تعرّضت لي في الملابس و الدمى و عليّ للأإحباب فرض لازم لكنّ كفّي ليس تملك درهما قلت : ابتسم ، يكفيك أنّك لم تزل حيّا ، و لست من الأحبّة معدما ! *** قال : اللّيالي جرّعتني علقما قلت : ابتسم و لئن جرعت العلقما فلعلّ غيرك إن رآك مرنّما طرح الكآبة جانبا و ترنّما أتراك تغنّم بالتّبرّم درهما أم أنت تخسر بالبشاشة مغنما ؟ يا صاح ، لا خطر على شفتيك أن تتثلّما ، و الوجه أن يتحطّما فاضحك فإنّ الشهب تضحك و الدجى متلاطم ، و لذا يحبّ الأنجما ! قال : البشاشة ليس تسعد كائنا يأتي إلى الدنيا و يذهب مرغما قلت : ابتسم ما دام بينك و الردى شبر ، فإنّك بعد لن تتبسّما !