اعد اكتشاف نفسك ...
الدرس الاول ........
العاقل الفهم اذا فكر في العالم العلوي , واشتاقة نفسه للصعود , والى القرب الالهي , ولكن لا يمكن الصعود والنظر الى ما هناك بهذا الجسد الثقيل الكثيف , بل النفس اذا فارقت هذه الجثه ولم يعقها شيء من سوء افعالها , او فساد آرائها , وتراكم جهالاتها , او رداءة اخلاقها , فهي ستكون هناك في اقل من طرفة عين بلا زمان , لان كونها حيث همتها ومحبوبها , كما تكون نفس العاشق حيث معشوقه , فاذا كان عشقها هو الكون مع هذا الجسد , ومعشوقها هذه اللذات المحسوسه , وشهواتها هذه الزينه الجسمانيه , فهي لا تبرح من هاهنا ولا تشتاق الصعود الى العالم العلوي , ولا تفتح لها ابواب السموات , ولا تدخل الجنه مع زمر الملائكه ,بل تبقى تحت فلك القمر سائحه في قعر هذه الاجسام المستحيله المتضاده , المتغيره الى الفساد { كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودآ غيرها ليذوقوا العذاب } ..لا بثين فيها احقابآ ما دامت السموات والارض , لا يذوقون فيها برد عالم الارواح الذي هو الروح والريحان , ولا يجدون لذة شراب الجنان المذكوره في القران { ونادى اصحاب النار اصحاب الجنه ان افيضوا علينا من الماء او مما رزقكم الله ,,, قالوا : ان الله حرمهما على الكافرين } .. الظالمين لا نفسهم , الكافرين لحقائق الاشياء , ويحكى في الحكمه القديمه انه من قدر على خلع جسده ورفض حواسه وتسكين وساوسه , وصعد الى الفلك , جوزي هناك باحسن الجزاء , قال رسول الله _ صل الله عليه واله _ لاصحابه في خطبه طويله : { انا واقف لكم على الصراط , وانكم ستردون على الحوض غدآ , فاقربكم مني منزلآ يوم القيامه , من خرج من الدنيا على هيئة ما تركته , الا لا تغيروا بعدي , الا لا تبدلوا بعدي , } .. فهذه الحكايات والاخبار كلها دليل على بقاء النفس بعد مفارقة الجسد , وان الانسان العاقل اذا استبصر نفسه في هذه الدنيا وصفت من درن الشهوات والمآثم , وزهدت في الكون هاهنا فانها عند مفارقة الجسد لا يعوقها شيء عن الصعود الى السماء , ودخول الجنه والكون هناك مع الملائكه .. والحمد لله رب العالمين