صفحة 4 من 6 الأولىالأولى ... 23 456 الأخيرةالأخيرة
النتائج 31 إلى 40 من 53
الموضوع:

موسوعة الامام الحسن بن علي (المجتبى) عليه السلام - الصفحة 4

الزوار من محركات البحث: 1303 المشاهدات : 6966 الردود: 52
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #31
    من المشرفين القدامى
    ابو منتظر
    تاريخ التسجيل: March-2013
    الدولة: نيبور
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 16,168 المواضيع: 4,113
    صوتيات: 164 سوالف عراقية: 2
    التقييم: 6186
    مزاجي: الحمدلله والشكرتمام
    المهنة: موظف حكومي
    أكلتي المفضلة: ارضئ بما قسم الله
    موبايلي: Nokia
    آخر نشاط: 1/September/2021
    الاتصال: إرسال رسالة عبر MSN إلى عماد الحمزاوي
    مقالات المدونة: 18
    توبيخه لأهل الكوفة
    - قال الراوندي : روى [ عن ] الحارث الهمداني قال : لما مات علي ، جاء الناس إلى الحسن بن علي فقالوا له : أنت خليفة أبيك ، ووصيه ، ونحن السامعون المطيعون لك ، فمرنا بأمرك . قال : كذبتم ، والله ما وفيتم لمن كان خيرا مني فكيف تفون لي ؟ ! أو كيف أطمئن إليكم ولا أثق بكم إن كنتم صادقين ؟ فموعد ما بيني وبينكم معسكر المدائن ، فوافوني هناك .
    فركب ، وركب معه من أراد الخروج ، وتخلف عنه خلق كثير لم يفوا بما قالوه ، وبما وعدوه ، وغروه كما غروا أمير المؤمنين من قبله . فقام خطيبا وقال : قد غررتموني كما غررتم من كان قبلي ، مع أي إمام تقاتلون بعدي ؟ ! مع الكافر الظالم ، الذي لم يؤمن بالله ، ولا برسوله قط ، ولا أظهر الإسلام هو ولا بنو أمية إلا فرقا من السيف ؟ ! ولو لم يبق لبني أمية إلا عجوز درداء لبغت دين الله عوجا ، وهكذا قال رسول الله .
    ثم وجه إليه قائدا في أربعة آلاف ، وكان من كندة ، وأمره أن يعسكر بالأنبار ولا يحدث شيئا حتى يأتيه أمره . فلما توجه إلى الأنبار ، ونزل بها ، وعلم معاوية بذلك بعث إليه رسلا ، وكتب إليه معهم . إنك إن أقبلت إلي وليتك بعض كور الشام ، أو الجزيرة ، غير منفس عليك ، وأرسل إليه بخمسمائة ألف درهم ، فقبض الكندي - عدو الله - المال ، وقلب على الحسن وصار إلى معاوية ، في مائتي رجل من خاصته وأهل بيته . وبلغ الحسن [ ذلك ] فقام خطيبا وقال : هذا الكندي توجه إلى معاوية وغدر بي وبكم ، وقد أخبرتكم مرة بعد أخرى إنه لا وفاء لكم ، أنتم عبيد الدنيا ، وأنا موجه رجلا آخر مكانه ، وأنا أعلم أنه سيفعل بي وبكم ما فعل صاحبه ، لا يراقب الله في ولا فيكم . فبعث إليه رجلا من مراد في أربعة آلاف وتقدم إليه بمشهد من الناس ، وتوكد عليه ، وأخبره إنه سيغدر كما غدر الكندي ، فحلف له بالأيمان التي لا تقوم لها الجبال إنه لا يفعل . فقال الحسن : إنه سيغدر .
    فلما توجه إلى الأنبار ، أرسل معاوية إليه رسلا ، وكتب إليه بمثل ما كتب إلى صاحبه وبعث إليه بخمسمائة ألف درهم ، ومناه أي ولاية أحب من كور الشام ، أو الجزيرة ، فقلب على الحسن ، وأخذ طريقه إلى معاوية ، ولم يحفظ ما أخذ عليه من العهود ، وبلغ الحسن ما فعل المرادي . فقام خطيبا وقال : قد أخبرتكم مرة بعد مرة إنكم لا تفون لله بعهود ، وهذا صاحبكم المرادي غدر بي وبكم ، وصار إلى معاوية .

  2. #32
    من المشرفين القدامى
    ابو منتظر
    تحريضه الناس وإرسالهم إلى حرب معاوية
    - قال ابن أعثم : وكتب الحسن بن علي إلى عماله يأمرهم بالاحتراس ، ثم ندب الناس إلى حرب معاوية ودعا بالمغيرة بن نوفل بن الحارث فاستخلفه على الكوفة وخرج في نيف عن أربعين ألفا حتى نزل بدير عبد الرحمن ، ثم دعا قيس بن سعد بن عبادة وضم إليه ألف رجل وجعله على مقدمته . قال : فمضى قيس وأخذ على الفرات يريد الشام ، وخرج الحسن بن علي حتى أتى ساباط المدائن ، فأقام بها أياما . فلما أراد الرحيل قام في الناس خطيبا ، فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : أيها الناس ! إنكم قد بايعتموني على أن تسالموا من سالمت وتحاربوا من حاربت ، والله لقد أصبحت وما أنا محتمل على أحد من هذه الأمة ضغنة في شرق ولا غرب ولما تكرهون في الجاهلية ، والألفة والأمن وصلاح ذات البين خير مما تحبون من الفرقة والخوف والتباغض والعداوة - والسلام .
    - قال أبو الفرج : ثم إن الحسن بن علي سار في عسكر عظيم وعدة حسنة حتى أتى دير عبد الرحمن فأقام به ثلاثا حتى اجتمع الناس ، ثم دعا عبيد الله بن العباس بن عبد المطلب فقال له : يا بن عم ، إني باعث معك إثنا عشر ألفا من فرسان العرب وقراء المصر ، الرجل منهم يزن الكتيبة فسر بهم ، وألن لهم جانبك ، وابسط وجهك ، وافرش لهم جناحك ، وأدنهم من مجلسك فإنهم بقية ثقة أمير المؤمنين ، وسر بهم على شط الفرات حتى تقطع بهم الفرات ، ثم تصير إلى مسكن ثم امض حتى تستقبل معاوية ، فإن أنت لقيته فاحبسه حتى آتيك فإني في أثرك وشيكا ، وليكن خبرك عندي كل يوم ، وشاور هذين ، يعني قيس ابن سعد ، وسعيد بن قيس ، فإذا لقيت معاوية فلا تقاتله حتى يقاتلك ، فإن فعل فقاتل ، فإن أصبت فقيس بن سعد على الناس ، وإن أصيب قيس فسعيد بن قيس على الناس ، ثم أمره بما أراد . وسار عبيد الله حتى انتهى إلى شينور حتى خرج إلى شاهي ، ثم لزم الفرات والفلوجة حتى أتى مسكن .

  3. #33
    من المشرفين القدامى
    ابو منتظر
    كتاب معاوية إليه
    - قال الراوندي : كتب معاوية إلى الحسن : يا ابن عم ، لا تقطع الرحم الذي بيني وبينك ، فإن الناس قد غدروا بك وبأبيك من قبلك . فقالوا : إن خانك الرجلان وغدرا ، فإنا مناصحون لك . فقال لهم الحسن : لأعودن هذه المرة فيما بيني وبينكم وإني لأعلم أنكم غادرون ، والموعد ما بيني وبينكم ، إن معسكري بالنخيلة ، فوافوني هناك ، والله لا تفون لي بعهد ، ولتنقضن الميثاق بيني وبينكم . ثم إن الحسن أخذ طريق النخيلة ، فعسكر عشرة أيام ، فلم يحضره إلا أربعة آلاف ، فانصرف إلى الكوفة فصعد المنبر وقال : يا عجبا من قوم لا حياء لهم ولا دين مرة بعد مرة ، ولو سلمت إلى معاوية الأمر فأيم الله لا ترون فرجا أبدا مع بني أمية والله ليسومنكم سوء العذاب حتى تتمنون أن يلي عليكم حبشيا ولو وجدت أعوانا ما سلمت له الأمر ، لأنه محرم على بني أمية ، فأف وترحا يا عبيد الدنيا .
    وكتب أكثر أهل الكوفة إلى معاوية بأنا معك ، وإن شئت أخذنا الحسن وبعثناه إليك ثم أغاروا على فسطاطه ، وضربوه بحربة ، فأخذ مجروحا .
    ثم كتب جوابا لمعاوية : " إن هذا الأمر لي والخلافة لي ولأهل بيتي ، وإنها لمحرمة عليك وعلى أهل بيتك ، سمعته من رسول الله ، لو وجدت صابرين عارفين بحقي غير منكرين ، ما سلمت لك ولا أعطيتك ما تريد " ، وانصرف إلى الكوفة .
    - روى ابن أبي الحديد : كان الحسن خرج إليهم وعليه ثياب سود ثم وجه عبد [ عبيد ] الله بن عباس ومعه قيس بن سعد بن عبادة مقدمة له في اثني عشر ألف إلى الشام وخرج وهو يريد المدائن فطعن بساباط وانتهب متاعه ودخل المدائن وبلغ ذلك معاوية فأشاعه وجعل أصحاب الحسن الذين وجههم مع عبد [ عبيد ] الله يتسللون إلى معاوية الوجوه وأهل البيوتات فكتب عبيد الله بن العباس بذلك إلى الحسن فخطب الناس ووبخهم وقال : خالفتم أبي حتى حكم وهو كاره ثم دعاكم إلى قتال أهل الشام بعد التحكيم فأبيتم حتى صار إلى كرامة الله ثم بايعتموني على أن تسالموا من سالمني وتحاربوا من حاربني وقد أتاني أن أهل الشرف منكم قد أتوا معاوية وبايعوه فحسبي منكم لا تغروني من ديني ونفسي وأرسل عبد الله بن الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب - وأمه هند بنت أبي سفيان بن حرب - إلى معاوية يسأله المسالمة واشترط عليه العمل بكتاب الله وسنة نبيه وألا يبايع لأحد من بعده وأن يكون الأمر شورى وأن يكون الناس أجمعون آمنين .
    - قال ابن أعثم : فلما سمع الناس هذا الكلام من الحسن كأنه وقع بقلوبهم أنه خالع نفسه من الخلافة ومسلم الأمر لمعاوية ، فغضبوا لذلك ، ثم بادروا إليه من كل ناحية فقطعوا عليه الكلام ونهبوا عامة أثقاله وخرقوا ثيابه . . . وتفرقت عنه عامة أصحابه فقال الحسن : لا حول ولا قوة إلا بالله .
    قال : فدعا بفرسه فركب وسار وهو مغموم لما قد نزل به من كلامه .
    وأقبل رجل من بني أسد يقال له سنان بن الجراح حتى وقف في مظلم ساباط المدائن ، فلما مر به الحسن بادر إليه فجرحه بمعول كان معه جراحة كادت تأتي عليه ، قال : فصاح الحسن صيحة وخر عن فرسه مغشيا عليه ، وابتدر الناس إلى ذلك الأسدي فقتلوه .
    قال : وأفاق الحسن من غشائه وقد ضعف ، فعصبوا جراحه وأقبلوا به إلى المدائن ، قال : وعامل المدائن يومئذ سعد بن مسعود الثقفي عم المختار بن أبي عبيدة ، قال : فأنزل الحسن في القصر الأبيض ، وأرسل إلى الأطباء فنظروا إلى جراحته وقالوا : ليس عليك بأس يا أمير المؤمنين . قال : فأقام الحسن بالمدائن يداوى .

  4. #34
    من المشرفين القدامى
    ابو منتظر
    شروط الإمام الحسن في الصلح
    حكى الصدوق عن كتاب الفروق بين الأباطيل والحقوق تاليف محمد بن بحر الشيباني عن أبي بكر محمد بن الحسن بن إسحاق بن خزيمة النيسابوري ثنا أبو طالب زيد بن اجزم ثنا أبو داود ثنا القاسم بن فضيل ثنا يوسف بن مازن الراسبي قال : بايع الحسن بن علي معاوية على أن لا يسميه أمير المؤمنين ولا يقيم عنده شهادة وأن لا يتعقب على شيعة علي شيئا ويؤمنهم ولا يتعرض لأحد منهم بسوء ويوصل إلى كل ذي حق منهم حقه وأن يفرق في أولاد من قتل مع أبيه يوم الجمل وصفين ألف ألف درهم وأن يجعل ذلك من خراج دار ابجرد من بلاد فارس اه وكان فيما شرطه أن يترك سب أمير المؤمنين والقنوت عليه في الصلاة . وقال ابن الأثير انه لم يجبه إلى الكف عن شتم علي فطلب أن لا يشتم وهو يسمع فاجابه إلى ذلك ثم لم يف له به أيضا اه وعاهد معاوية الحسن على ما تم بينهما من الشروط وحلف له بالوفاء وكتب بينه وبينه بذلك كتابا ثم لم يف له بشئ مما عاهده عليه .
    صورة كتاب الصلح بين الحسن ومعاوية ذكره ابن الصباغ المالكي في الفصول المهمة .
    بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما صالح عليه الحسن بن علي بن أبي طالب معاوية بن أبي سفيان صالحه على أن يسلم إليه ولاية المسلمين على أن يعمل فيهم بكتاب الله وسنة رسوله وليس لمعاوية أن يعهد إلى أحد من بعده عهدا على أن الناس آمنون حيث كانوا من أرض الله تعالى في شامهم ويمنهم وعراقهم وحجازهم وعلى أن أصحاب علي وشيعته آمنون على أنفسهم وأموالهم ونسائهم وأولادهم حيث كانوا وعلى معاوية بذلك عهد الله وميثاقه وعلى أن لا يبغي للحسن بن علي ولا لأخيه الحسين ولا لأحد من بيت رسول الله غائلة سوء سرا وجهرا ولا يخيف أحدا منهم في أفق من الآفاق شهد عليه بذلك فلان وفلان وكفى بالله شهيدا .
    قال المفيد : فلما تم الصلح سار معاوية حتى نزل النخيلة وهي معسكر الكوفة وكان ذلك يوم جمعة فصلى بالناس وخطبهم وقال أبو الفرج انه جمع الناس بالنخيلة فخطبهم قبل أن يدخل الكوفة خطبة طويلة لم ينقلها أحد من الرواة تامة وجاءت مقطعة فنذكر ما انتهى إلينا منها فقال : ما اختلفت أمة بعد نبيها إلا ظهر أهل باطلها على أهل حقها ثم انتبه فاستدرك وقال إلا هذه الأمة فإنها وانها .
    قال المفيد وأبو الفرج وقال في خطبته إني والله ما قاتلتكم لتصلوا ولا لتصوموا ولا لتحجوا ولا لتزكوا انكم لتفعلون ذلك ولكني قاتلتكم لأتأمر عليكم وقد أعطاني الله ذلك وأنتم كارهون إلا واني كنت منيت الحسن وأعطيته أشياء وجميعها تحت قدمي لا أفي بشئ منها .
    وفي رواية أبي الفرج أنه قال إن كل شئ أعطيته الحسن بن علي تحت قدمي هاتين لا أفي به قال أبو الفرج قال شريك في حديثه هذا هو التهتك .
    وقال المدائني : خطب معاوية أهل الكوفة فقال : أ تراني قاتلتكم على الصلاة والزكاة والحج وقد علمت أنكم تصلون وتزكون وتحجون ولكنني قاتلتكم لأتأمر عليكم وعلى رقابكم وقد آتاني الله ذلك وأنتم كارهون إن كل مال أو دم أصيب في هذه الفتنة لمطلول وكل شرط شرطته فتحت قدمي هاتين قال أبو الفرج : لما بويع معاوية خطب فذكر عليا فنال منه ونال من الحسن فقام الحسين ليرد عليه فاخذ الحسن بيده فأجلسه ثم قام فقال أيها الذاكر عليا انا الحسن وأبي علي وأنت معاوية وأبوك صخر وأمي فاطمة وأمك هند وجدي رسول الله وجدك حرب وجدتي خديجة وجدتك قتيلة فلعن الله أخملنا ذكرا والأمنا حسبا وشرنا قديما وأقدمنا كفرا ونفاقا .

    فقال طوائف من أهل المسجد : آمين قال يحيى بن معين ونحن نقول آمين قال أبو عبيد ونحن أيضا نقول آمين قال أبو الفرج وانا أقول آمين .

  5. #35
    من المشرفين القدامى
    ابو منتظر
    نصه على إمامة أخيه الحسين
    روى الكليني : عن محمد بن الحسن وعلى بن محمد ، عن سهل بن زياد ، عن محمد بن سليمان الديلمي ، عن بعض أصحابنا ، عن المفضل بن عمر ، عن أبي عبد الله قال : لما حضرت الحسن بن علي الوفاة قال : يا قنبر انظر هل ترى من وراء بابك مؤمنا من غير آل محمد فقال : الله تعالى ورسوله وابن رسوله أعلم به مني ، قال : أدع لي محمد بن علي ، فأتيته فلما دخلت عليه قال : هل حدث إلا خير قلت : أجب أبا محمد فعجل على شسع نعله فلم يسوه وخرج معي يعدو ، فلما قام بين يديه سلم . فقال له الحسن بن علي اجلس فإنه ليس مثلك يغيب عن سماع كلام يحيي به الأموات ويموت به الأحياء كونوا أوعية العلم ومصابيح الهدى فإن ضوء النهار بعضه أضوء من بعض أما علمت أن الله جعل ولد إبراهيم أئمة وفضل بعضهم على بعض وآتى داود زبورا وقد علمت بما استأثر به محمدا .
    يا محمد بن علي إني أخاف عليك الحسد وإنما وصف الله به الكافرين فقال الله عزوجل : ( كفارا حسدا من عند أنفسهم من بعد ما تبين لهم الحق ) ولم يجعل الله عزوجل للشيطان عليك سلطانا . يا محمد بن علي ألا أخبرك بما سمعت من أبيك فيك قال : بلى .
    قال : سمعت أباك يقول يوم البصرة من أحب أن يبرني في الدنيا والآخرة فليبر محمدا ولدي .
    يا محمد بن علي لو شئت أن أخبرك وأنت نطفة في ظهر أبيك لأخبرتك .
    يا محمد بن علي أما علمت أن الحسين بن على بعد وفاة نفسي ومفارقة روحي جسمي ، إمام من بعدي وعند الله جل اسمه في الكتاب وراثة من النبي أضافها الله عزوجل له في وراثة أبيه وأمه فعلم الله أنكم خيرة خلقه فاصطفى منكم محمدا واختار محمد عليا واختارني علي بالإمامة واخترت أنا الحسين .
    فقال له محمد بن على : أنت إمام وأنت وسيلتي إلى محمد والله لوددت أن نفسي ذهبت قبل أن أسمع منك هذا الكلام ألا وإن في رأسي كلاما لا تنزفه الدلاء ولا تغيره نغمة الرياح كالكتاب المعجم في الرق المنمنم أهم بابدائه فأجدني سبقت إليه سبق الكتاب المنزل أو ما جاءت به الرسل وأنه لكلام يكل به لسان الناطق ويد الكاتب حتى لا يجد قلما ويؤتوا بالقرطاس حمما فلا يبلغ إلى فضلك ، وكذلك يجزي الله المحسنين ولا قوة إلا بالله .
    الحسين أعلمنا علما وأثقلنا حلما وأقربنا من رسول الله رحما كان فقيها قبل أن يخلق وقرأ الوحي قبل أن ينطق ولو علم الله في أحد خيرا ما اصطفى محمدا فلما اختار الله محمدا واختار محمد عليا واختارك علي إماما واخترت الحسين سلمنا ورضينا من هو بغيره يرضى ومن غيره كنا نسلم به من مشكلات أمرنا .
    وروى أيضا : عن علي بن محمد ، عن بعض أصحابنا ذكر اسمه ، قال : حدثنا محمد بن إبراهيم ، قال : أخبرنا موسى بن محمد بن إسماعيل بن عبيد الله بن العباس بن على ابن أبي طالب ، قال : حدثني جعفر بن زيد بن موسى ، عن أبيه عن آبائه قالوا : جاءت أم أسلم يوما إلى النبي وهو في منزل أم سلمه فسألتها عن رسول الله فقالت خرج في بعض الحوائج والساعة يجيء فانتظرته عند أم سلمه حتى جاء فقالت أم أسلم : بأبي أنت وأمي يا رسول الله إني قد قرأت الكتب وعلمت كل نبي ووصي فموسى كان له وصي في حياته ووصي بعد موته وكذلك عيسى فمن وصيك يا رسول الله فقال لها يا أم أسلم وصيي في حياتي وبعد مماتي واحد ثم قال لها : يا أم أسلم من فعل فعلي هذا فهو وصيي ثم ضرب بيده إلى حصاة من الأرض ففركها بإصبعه فجعلها شبه الدقيق ثم عجنها ثم طبعها بخاتمه ثم قال : من فعل فعلي هذا فهو وصيي في حياتي وبعد مماتي .
    فخرجت من عنده فأتيت أمير المؤمنين فقلت بأبي أنت وأمي أنت وصي رسول الله قال : نعم يا أم أسلم ثم ضرب بيده إلى حصاة ففركها فجعلها كهيئة الدقيق ثم عجنها وختمها بخاتمه ثم قال : يا أم أسلم من فعل فعلي هذا فهو وصيي .
    فأتيت الحسن وهو غلام فقلت له : يا سيدي أنت وصي أبيك فقال : نعم يا أم أسلم فضرب بيده وأخذ حصاة ففعل بها كفعلهما .
    فخرجت من عنده فاتيت الحسين وإني لمستصغرة لسنه فقلت له بأبي أنت وأمي أنت وصى أخيك فقال نعم يا أم أسلم ايتيني بحصاة ثم فعل كفعلهم فعمرت أم أسلم حتى لحقت بعلي بن الحسين بعد قتل الحسين في منصرفه فسألته أنت وصي أبيك فقال نعم ثم فعل كفعلهم صلوات الله عليهم أجمعين .

  6. #36
    من المشرفين القدامى
    ابو منتظر
    وصية الحسن بن علي إلى أخيه الحسين
    رواها الشيخ الطوسي في أماليه عن ابن عباس : هذا ما أوصى به الحسن بن علي إلى أخيه الحسين أوصى أنه يشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأنه يعبده حق عبادته لا شريك له في الملك ولا ولي له من الذل وأنه خلق كل شئ فقدره تقديرا وأنه أولى من عبد وأحق من حمد من أطاعه رشد ومن عصاه غوى ومن تاب إليه اهتدى فاني أوصيك يا حسين بمن خلفت من أهلي وولدي وأهل بيتك أن تصفح عن مسيئهم وتقبل من محسنهم وتكون لهم خلفا ووالدا وأن تدفنني مع رسول الله فاني أحق به وببيته فان أبوا عليك فأنشدك الله بالقرابة التي قرب الله عز وجل منك والرحم الماسة من رسول الله ان لا تهريق في أمري محجمة من دم حتى نلقى رسول الله فنختصم إليه ونخبره بما كان من الناس إلينا . وروى الحاكم في المستدرك أنه لما توفي أقام نساء بني هاشم النوح عليه شهرا ، وعن أبي جعفر قال مكث الناس يبكون على الحسن بن علي وعطلت الأسواق ، قال الشيخ الطوسي في الأمالي : فلما توفي دعا الحسين ابن عباس وعبد الرحمن بن جعفر وعلي بن عبد الله بن عباس فأعانوه على غسله وحنطوه والبسوه أكفانه وخرجوا به إلى المسجد فصلوا عليه وقال المفيد : لما مضى لسبيله غسله الحسين وكفنه وحمله على سريره ولم يشك مروان ومن معه من بني أمية أنهم سيدفنونه عند رسول الله فتجمعوا لذلك ولبسوا السلاح فلما توجه به الحسين إلى قبر جده رسول الله ليجدد به عهدا أقبلوا إليهم في جمعهم ولحقتهم عائشة على بغل وهي تقول ما لي ولكم تريدون أن تدخلوا بيتي من لا أحب وجعل مروان يقول : يا رب هيجا هي خير من دعة .
    أيدفن عثمان في أقصى المدينة ويدفن الحسن مع النبي لا يكون ذلك أبدا وأنا أحمل السيف ، وكادت الفتنة أن تقع بين بني هاشم وبني أمية ، وقال سبط ابن الجوزي : قال ابن سعد عن الواقدي لما احتضر الحسن قال ادفنوني عند أبي يعني رسول الله فأراد الحسين ان يدفنه في حجرة رسول الله فقامت بنو أمية ومروان بن الحكم وسعيد بن العاص وكان واليا على المدينة فمنعوه وقامت بنو هاشم لتقاتلهم فقال أبو هريرة أ رأيتم لو مات ابن لموسى أ ما كان يدفن مع أبيه قال ابن سعد ومنهم أيضا عائشة وقالت لا يدفن مع رسول الله ص أحد .
    وقال أبو الفرج الأصبهاني : قال يحيى بن الحسن : سمعت علي بن طاهر بن زيد يقول لما أرادوا دفنه ركبت عائشة بغلا واستعونت بني أمية ومروان ومن كان هناك منهم ومن حشمهم وهو قول القائل : فيوما على بغل ويوما على جمل .
    قال المفيد في تتمة الخبر السابق : فبادر ابن عباس إلى مروان فقال له إرجع يا مروان من حيث جئت ما نريد دفن صاحبنا عند رسول الله لكنا نريد أن نجدد به عهدا بزيارته ثم نرده إلى جدته فاطمة بنت أسد فندفنه عندها بوصيته بذلك إلى آخر كلامه وقال الحسين : والله لولا عهد الحسن بحقن الدماء وإن لا أهريق في أمره محجمة دم لعلمتم كيف تأخذ سيوف الله منكم مأخذها وقد نقضتم العهد بيننا وبينكم وأبطلتم ما اشترطنا عليكم لأنفسنا .
    ومضوا بالحسن فدفنوه بالبقيع عند جدته فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف .
    ولما بلغ معاوية موت الحسن سجد وسجد من حوله وكبر وكبروا معه ، ذكره الزمخشري في ربيع الأبرار وابن عبد البر في الاستيعاب وغيرهما فقال بعض الشعراء : - أصبح اليوم ابن هند شامتا * ظاهر النخوة إذ مات الحسن - - يا ابن هند ان تذق كأس الردى * تك في الدهر كشئ لم يكن - - لست بالباقي فلا تشمت به * كل حي للمنايا مرتهن - ولما أتى نعيه إلى البصرة وذلك في أمار زياد بن سمية بكى الناس فسمع الضجة أبو بكرة أخو زياد وكان مريضا فقال ما هذا فقالت له زوجته وكانت ثقفية مات الحسن بن علي والحمد لله الذي أراح الناس منه فقال اسكتي ويحك فقد أراحه الله من شر كثير وفقد الناس بموته خيرا كثيرا يرحم الله حسنا .
    ذكره المدائني .
    وكانت وفاته ع بالمدينة يوم الخميس لليلتين بقيتا من صفر وقيل في السابع منه وقيل لخمس بقين من ربيع الأول وفي رواية الحاكم لخمس خلون منه سنة خمسين من الهجرة أو خمس وأربعين أو تسع وأربعين أو إحدى وخمسين أو أربع وأربعين أو سبع وأربعين أو ثمان وخمسين وله سبع وأربعون سنة أو ست وأربعون وأربعة أشهر وثلاثة عشرة يوما وقيل غير ذلك ووقع هنا اشتباهات من أعاظم العلماء مثل الكليني والمفيد والطبرسي بيناها في الجزء الخامس من المجالس السنية ، وقبض رسول الله ص وله سبع سنين وستة أشهر وقيل ثمان سنين وقام بالامر بعد أبيه وله سبع وثلاثون سنة وأقام إلى أن صالح معاوية ستة أشهر وخمسة أيام أو ثلاثة أيام على الخلاف في وفاة أمير المؤمنين ع أنها ليلة إحدى وعشرين أو ثلاث وعشرين من شهر رمضان وقيل غير ذلك كما تقدم وبقي بعد الصلح تسع سنين وتسعة أشهر وثلاثة عشرة يوما وقيل غير ذلك والله أعلم .

  7. #37
    من المشرفين القدامى
    ابو منتظر
    وصايا الإمام الحسن
    روى الكليني : عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن بكر بن صالح وعدة من أصحابنا ، عن سهل ، عن محمد بن سليمان ، عن هارون بن الجهم ، عن محمد بن مسلم قال : سمعت أبا جعفر يقول : لما احتضر الحسن بن علي قال للحسين : يا أخي إني أوصيك بوصية فاحفظها ، فإذا أنا مت فهيئني ثم وجهني إلى رسول الله لأحدث به عهدا ثم اصرفني إلى أمي فاطمة ثم ردني فادفني بالبقيع ، واعلم أنه سيصيبني من الحميراء ما يعلم الناس من صنيعها وعداوتها لله ولرسوله وعداوتها لنا أهل البيت ، فلما قبض الحسن [ و ] وضع على سريره فانطلقوا به إلى مصلى رسول الله الذي كان يصلي فيه على الجنائز فصلى على الحسن فلما ان صلى عليه حمل فأدخل المسجد ، فلما أوقف على قبر رسول الله بلغ عائشة الخبر وقيل لها : إنهم قد أقبلوا بالحسن بن علي ليدفن مع رسول الله فخرجت مبادرة على بغل بسرج - فكانت أول امرأة ركبت في الإسلام سرجا - فوقفت وقالت : نحوا ابنكم عن بيتي ، فإنه لا يدفن فيه شيء ولا يهتك على رسول الله حجابه ، فقال لها الحسين بن علي قديما هتكت أنت وأبوك حجاب رسول الله وأدخلت بيته من لا يحب رسول الله قربه ، وإن الله سائلك عن ذلك يا عائشة إن أخي أمرني أن أقربه من أبيه رسول الله ليحدث به عهدا واعلمي أن أخي أعلم الناس بالله ورسوله وأعلم بتأويل كتابه من أن يهتك على رسول الله ستره ، لأن الله تبارك وتعالى يقول : ( يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم ) وقد أدخلت أنت بيت رسول الله الرجال بغير إذنه وقد قال الله عزوجل : ( يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ) ولعمري لقد ضربت أنت لأبيك وفاروقه عند أذن رسول الله المعاول ، وقال الله عزوجل : ( إن الذين يغضون أصواتهم عند رسول الله أولئك الذين امتحن الله قلوبهم للتقوى ) ولعمري لقد أدخل أبوك وفاروقه على رسول الله بقربهما منه الأذى ، وما رعيا من حقه ما أمرهما الله به على لسان رسول الله ، إن الله حرم من المؤمنين أمواتا ما حرم منهم أحياء ، وتالله يا عائشة لو كان هذا الذي كرهتيه من دفن الحسن عند أبيه رسول الله جائزا فيما بيننا وبين الله لعلمت أنه سيدفن وإن رغم معطسك . قال : ثم تكلم محمد بن الحنفية وقال : يا عائشة يوما على بغل ، ويوما على جمل ، فما تملكين نفسك ولا تملكين الأرض عداوة لبني هاشم ، قال : فأقبلت عليه فقالت : يا ابن الحنفية هؤلاء الفواطم يتكلمون فما كلامك ؟ فقال لها الحسين وأنى تبعدين محمدا من الفواطم ، فوالله لقد ولدته ثلاث فواطم : فاطمة بنت عمران ابن عائذ بن عمرو بن مخزوم ، وفاطمة بنت أسد بن هاشم ، وفاطمة بنت زائدة بن الأصم بن رواحة بن حجر بن عبد معيص بن عامر ، قال : فقالت عائشة للحسين نحوا ابنكم واذهبوا به فإنكم قوم خصمون قال : فمضى الحسين إلى قبر أمه ثم أخرجه فدفنه بالبقيع .

  8. #38
    من المشرفين القدامى
    ابو منتظر
    كلماته في جده
    قال اليعقوبي : مر الحسن يوما وقاص يقص على باب مسجد رسول الله ، فقال الحسن : ما أنت ؟ فقال : أنا قاص يا بن رسول الله . قال : كذبت ، محمد القاص ، قال الله عزوجل : ( فاقصص القصص ) . قال : فأنا مذكر قال : كذبت محمد المذكر ، قال الله عزوجل : ( فذكر إنما أنت مذكر ) قال : فما أنا ؟ قال : المتكلف من الرجال .
    قال الدولابي : حدثني إسحاق بن يونس ، حدثنا محمد بن سليمان ، حدثنا حديج بن معاوية عن أبي إسحاق ، عن شقيق بن سلمة ، عن الحسن بن علي ، قال : جاءت امرأة إلى النبي ومعها إبناها ، فسألته ، فأعطاها ثلاث تمرات ، فأعطت كل واحد منهما تمرة ، فأكلاها ، ثم نظرا إلى أمهما فشقت التمرة باثنتين فأعطت كل واحد منهما شق تمرة .
    فقال رسول الله : رحمها الله برحمتها إبنيها .
    قال الطبرسي : [ روي ] عن الحسن قال : كان النبي إذا شرب اللبن قال : اللهم بارك لنا فيه وزدنا منه . . . وإن رسول الله قال : ذاك الأطيبان يعني التمر واللبن وإن رسول الله كان لما شرب لبنا يتمضمض وقال : إن له لدسما وفي رواية : قال : إذا شربتم اللبن فتمضمضوا فإن له دسما .
    قال المجلسي : قال مولانا الحسن : إن الله عزوجل أدب نبيه أحسن الأدب فقال : ( خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين ) فلما وعى الذي أمره قال تعالى : ( وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا ) فقال لجبرئيل : وما العفو ؟ قال : أن تصل من قطعك ، وتعطي من حرمك ، وتعفو عمن ظلمك ، فلما فعل ذلك أوحى الله إليه : ( وإنك لعلى خلق عظيم ) .
    قال أيضا : وروى عن الحسن بن علي في كلام له : وأعز به العرب عامة ، وشرف من شاء منهم خاصة ، فقال : ( وإنه لذكر لك ولقومك ) .
    في التفسير المنسوب إلى الإمام العسكري : قال الحسن بن علي : محمد وعلي أبوا هذه الأمة فطوبى لمن كان بحقهما عارفا ولهما في كل أحواله مطيعا ، يجعله الله من أفضل سكان جنانه ويسعده بكراماته ورضوانه .
    عن التفسير المنسوب إلى الإمام العسكري : قال الحسن بن علي : عليك بالإحسان إلى قرابات أبوي دينك محمد وعلي وإن أضعت قرابات أبوي نسبك وإياك وإضاعة قرابات أبوي دينك بتلافي قرابات أبوي نسبك فإن شكر هؤلاء إلى أبوي دينك : محمد وعلي أثمر لك من شكر هؤلاء إلى أبوي نسبك ، إن قرابات أبوي دينك إذا شكروك عندهما بأقل قليل نظرهما لك ، يحط ذنوبك ولو كانت مل ما بين الثرى إلى العرش ، وإن قرابات أبوي نسبك إن شكروك عندهما وقد ضيعت قرابات أبوي دينك لم يغنيا عنك فتيلا .

  9. #39
    من المشرفين القدامى
    ابو منتظر
    كلماته في أهل البيت وشيعتهم
    قال فرات الكوفي : حدثني علي بن الحسين : عن الأصبغ بن نباتة ! قال : كتب عبد الله بن جندب إلى علي بن أبي طالب : جعلت فداك إني [ ب : إن ] في ضعف فقوني : قال : فأمر علي الحسن ابنه أن اكتب إليه كتابا قال : فكتب الحسن : إن محمدا كان أمين الله في أرضه فلما أن قبض محمد وكنا أهل بيته فنحن أمناء الله في أرضه ، عندنا علم المنايا والبلايا ، وإنا لنعرف الرجل إذا رأيناه بحقيقة الايمان وحقيقة النفاق ، وإن شيعتنا لمعروفون بأسمائهم وأنسابهم ، أخذ الله الميثاق علينا وعليهم يردون مواردنا ويدخلون مداخلنا ، ليس على ملة أبينا إبراهيم غيرنا وغيرهم ، إنا يوم القيامة آخذين بحجزة نبينا وإن نبينا آخذ بحجزة النور ، وإن شيعتنا آخذين بحجزتنا . من فارقنا هلك ومن اتبعنا لحق بنا ، والتارك لولايتنا كافر والمتبع لولايتنا مؤمن ، لا يحبنا كافر ولا يبغضنا مؤمن ، ومن مات وهو محبنا كان حقا على الله أن يبعثه معنا .
    نحن نور لمن تبعنا وهدى لمن اقتدى بنا ومن رغب عنا فليس منا ، ومن لم يكن منا فليس من الإسلام في شيء . بنا فتح الله الدين وبنا يختمه وبنا أطعمكم الله عشب الأرض وبنا من الله عليكم من الغرق وبنا ينقذكم الله في حياتكم وفي قبوركم وفي محشركم وعند الصراط والميزان وعند ورود الجنان .
    وإن مثلنا في كتاب الله كمثل المشكاة والمشكاة هي القنديل وفينا المصباح والمصباح محمد وأهل بيته والمصباح في زجاجة ( الزجاجة كأنها كوكب درى يوقد من شجرة مباركة ) علي بن أبي طالب .
    ( لا شرقية ولا غربية ) معروفة لا يهودية ولا نصرانية ( يكاد زيتها يضئ ولو لم تمسسه نار نور على نور يهدي الله لنوره من يشاء ) .
    وحقيق على الله أن يأتي ولينا يوم القيامة مشرقا وجهه نيرا برهانه عظيمة عند الله حجته .
    وحقيق على الله أن يجعل ولينا رفيق الأنبياء والشهداء والصديقين والصالحين وحسن أولئك رفيقا .
    وحقيق على الله أن يجعل عدونا والجاحد لولايتنا رفيق الشياطين والكافرين وبئس أولئك رفيقا .
    ولشهيدنا فضل على شهداء غيرنا بعشر درجات ولشهيد شعيتنا فضل على شهيد غير شيعتنا بسبع درجات .
    فنحن النجباء ، ونحن أفراط الأنبياء ونحن خلفاء الأرض ، ونحن المخصوصون في كتاب الله ، ونحن أولى الناس بنبي الله ، ونحن الذين شرع الله لنا الدين فقال في كتابه : ( شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه ) وكونوا على جماعة محمد ( كبر على المشركين ) .
    إطاعة أهل البيت
    قال المسعودي : ومن خطب الحسن ( رضي الله عنه ) في أيامه في بعض مقاماته إنه قال : نحن حزب الله المفلحون وعترة رسول الله الأقربون ، وأهل بيته الطاهرون الطيبون ، وأحد الثقلين اللذين خلفهما رسول الله ، والثاني كتاب الله ، فيه تفصيل كل شيء ، لا يأتيه الباطل من بين يديه ، ولا من خلفه ، والمعول عليه في كل شيء ، لا يخطئنا تأويله ، بل نتيقن حقائقه ، فأطيعونا ؛ فإن طاعتنا مفروضة إذ كانت بطاعة الله والرسول وأولي الأمر مقرونة ( فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول ) .
    ( ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ) وأحذركم الإصغاء لهتاف الشيطان إنه لكم عدو مبين ؛ فتكونون كأوليائه الذين قال لهم : ( لا غالب لكم اليوم من الناس وإني جار لكم فلما تراءت الفئتان نكص على عقبيه وقال إني بريء منكم إني أرى ما لا ترون ) فتلقون للرماح أزرا ، وللسيوف جزرا ، وللعمد خطأ ، وللسهام غرضا ثم لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا ، والله أعلم .
    الأبرار هم أهل البيت
    روى ابن شهر آشوب : عن الشيرازي في كتابه بالإسناد عن الهذيل ، عن مقاتل ، عن محمد بن الحنفية ، عن الحسن بن علي ، قال : كل ما في كتاب الله عزوجل : إن الأبرار فوالله ما أراد به إلا على بن أبي طالب وفاطمة وأنا والحسين ، لأنا نحن أبرار بآبائنا وأمهاتنا ، وقلوبنا علت بالطاعات والبر وتبرأت من الدنيا وحبها وأطعنا الله في جميع فرائضه ، وآمنا بوحدانيته وصدقنا برسوله .
    قال الطوسي : [ روي ] عن الحسن بن علي إنه قال : سمعت جدي رسول الله يقول : خلقت من نور الله عزوجل وخلق أهل بيتي من نوري ، وخلق محبوهم من نورهم وسائر الخلق في النار .
    أهل البيت هم الحجة
    قال الخزاز القمي : حدثني علي بن الحسين بن محمد ، قال حدثنا عتبة بن عبد الله الحمصي بمكة قراءة عليه سنة ثمانين وثلاثمائة [ قال حدثنا موسى القطقطاني ، قال حدثنا أحمد ابن يوسف ] قال حدثنا حسين بن زيد بن علي ، قال حدثنا عبد الله بن حسين بن حسن ، عن أبيه ، عن الحسن قال : خطب رسول الله يوما فقال بعد ما حمد الله وأثنى عليه : معاشر الناس كأني أدعى فأجيب ، وإني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي ما إن تمسكتم بهما لن نتضلوا ، فتعلموا منهم ولا تعلموهم فإنهم أعلم منكم ، لا يخلو الأرض منهم ، ولو خلت إذا لساخت بأهلها . ثم قال : اللهم إني أعلم أن العلم لا يبيد ولا ينقطع ، وأنك لا تخلي أرضك من حجة لك على خلقك ظاهر ليس بالمطاع أو خائف مغمور لكيلا تبطل حجتك ولا تضل أولياؤك بعد إذ هديتهم ، أولئك الأقلون عددا الأعظمون قدرا عند الله .
    فلما نزل عن منبره قلت : يا رسول الله أما أنت الحجة على الخلق كلهم ؟ قال : يا حسن إن الله يقول : ( إنما أنت منذر ولكل قوم هاد ) فأنا المنذر وعلي الهادي .
    قلت : يا رسول الله فقولك إن الأرض لا تخلو من حجة ؟ قال : نعم علي هو الإمام والحجة بعدي وأنت الحجة والإمام بعده والحسين الإمام والحجة بعدك و . . . .
    حب أهل البيت
    قال المفيد : أخبرني الشريف أبو محمد الحسن بن حمزة قال : حدثنا أحمد بن عبد الله ، جده أحمد بن عبد الله قال : حدثني أبي ، عن داود بن النعمان ، عن عمرو بن أبي المقدام ، عن أبيه ، عن الحسن بن علي انه قال : من أحبنا بقلبه ونصرنا بيده ولسانه فهو معنا في الغرفة التي نحن فيها ، ومن أحبنا بقلبه ونصرنا بلسانه فهو دون ذلك بدرجة ، ومن أحبنا بقلبه وكف بيده ولسانه فهو في الجنة .
    منزلة أهل البيت
    قال ابن شهر آشوب : [ روي ] عن ابن سنان عن رجل من أهل الكوفة إن الحسن بن علي كلم رجلا فقال : من أي بلد أنت ؟ قال : من الكوفة . قال : لو كنت بالمدينة لأريتك منازل جبرئيل ( عليه السلام ) من ديارنا .
    غصب حق أهل البيت
    قال المفيد : أخبرني أبو حفص عمر بن محمد قال : حدثنا أبو عبد الله جعفر بن محمد قال : حدثنا عيسى بن مهران قال : حدثنا مخول قال : حدثنا الربيع بن المنذر ، عن أبيه قال : سمعت الحسن بن علي يقول : إن أبا بكر وعمر عمدا إلى هذا الأمر وهو لنا كله ، فأخذاه دوننا وجعلا لنا فيه سهما كسهم الجدة ، أما والله لتهمنهما ( 1 ) أنفسهما يوم يطلب الناس فيه شفاعتنا .
    لزوم المعرفة بما أصاب أهل البيت
    قال الخوارزمي : ( وقال ) الحسن : من لم يعرف سوء ما أتينا كان شريك من أساء إلينا .
    كفالة يتيم من أهل البيت
    قال ابن أبي جمهور : قال الشيخ أبو الفضائل الطبرسي المفسر بإسناده حدثني السيد أبو جعفر مهدي ابن أبي حرب الحسني المرعشي ، عن الشيخ أبو عبد الله جعفر بن محمد الدوريسي ، قال : حدثني أبي محمد بن أحمد ، عن الشيخ أبو جعفر ، محمد بن علي ابن الحسين بن بابويه ، عن أبي الحسن محمد بن القاسم الأسترآبادي ، قال : حدثني أبو يعقوب يونس بن محمد بن زياد ، وأبو الحسن علي بن محمد بن سيار ، عن الإمام الحسن العسكري قال : قال الحسن بن علي : من كفل لنا يتيما ، قطعته عنا محنتنا باستتارنا ، فواساه من علومنا التي سقطت إليه .
    حتى أرشده وهداه ، قال الله عزوجل : يا أيها العبد الكريم المواسي أنا أولى بالكرم منك ، إجعلوا له ملائكتي في الجنان بعدد كل حرف علمه ألف ألف قصر ، وضموا إليها ما يليق بها من سائر النعم .

  10. #40
    من المشرفين القدامى
    ابو منتظر
    كلماته في أبيه علي بن ابي طالب
    ذكره قول كعب الأحبار أعلم الأمة ووصي الرسول قال فرات الكوفي : حدثني عبيد بن كثير معنعنا : عن الحسن بن علي بن أبي طالب قال : شهدت أبي عند عمر بن الخطاب وعنده كعب الأحبار وكان رجلا قد قرأ التوراة وكتب الأنبياء فقال له عمر : يا كعب من كان أعلم بني إسرائيل بعد موسى ؟ قال كان أعلم بني إسرائيل بعد موسى بن عمران يوشع بن نون وكان وصي موسى بن عمران بعده وكذلك كل نبي خلا من قبل موسى ومن بعده كان له وصي يقوم في أمته من بعده . فقال له عمر : فمن وصي نبينا وعالمنا ؟ أبو بكر ؟ قال : وعلي ساكت لا يتكلم ، فقال كعب : مهلا فان السكوت عن هذا أفضل ، كان أبو بكر رجلا حظى بالصلاح فقدمه المسلمون لصلاحه ، ولم يكن بوصي ، فإن موسى لما توفى أوصى إلى يوشع بن نون فقبله طائفة من بني إسرائيل وأنكرت فضله طائفة فهي التي ذكر الله في القرآن : ( فآمنت طائفة من بني إسرائيل وكفرت طائفة فأيدنا الذين آمنوا على عدوهم فأصبحوا ظاهرين ) وكذلك الأنبياء والأمم الخالية لم يكن نبي إلا وقد كان له وصي يحسده قومه ويدفعون فضله .
    فقال : ويحك يا كعب فمن ترى وصي نبينا ؟ قال كعب : معروف في جميع كتب الأنبياء والكتب المنزلة من السماء علي أخو النبي العربي يعينه على أمره [ يؤازره ] ويبارز على من ناواه ، له زوجة مباركة وله منها ابنان يقتلهما أمته من بعده ويحسد وصيه كما حسدت الأمم أوصياء أنبيائها ، فيدفعونه عن حقه ويقتلون ولده من بعده كحذو الأمم الماضية . قال : فأفحم عمر عندها وقال يا كعب لئن صدقت في كتاب الله المنزل قليلا لقد كذبت كثيرا .
    فقال كعب : والله ما كذبت في كتاب الله قط ولكن سألتني عن أمر لم يكن لي بد من تفسيره والجواب فيه ، فإني لأعلم أن أعلم هذه الأمة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب بعد نبيها لأني [ إلا أني ] لم أسأله عن شيء إلا وجدت عنده علما تصدقه به التوراة وجميع كتب الأنبياء .
    فقال له عمر : أسكت يا ابن اليهودية فوالله إنك لكثير التخرص بالكذب فقال كعب : والله ما علمت أني كذبت في شيء من كتاب الله منذ جرى لله علي الحكم ، ولئن شئت لألقين عليك [ إليك ] شيئا من علم التوراة فإن فهمته فأنت أعلم منه وإن فهمه فهو أعلم منك .
    فقال له عمر : هات بعض هناتك .
    فقال كعب : أخبرني عن قول الله [ تعالى ] : ( وكان عرشه على الماء ) فأين كانت الأرض وأين كانت السماء وأين كان جميع خلقه ؟ فقال عمر : ومن يعلم غيب الله منا إلا ما سمعه رجل من نبينا .
    قال : ولكن أخاك أبا حسن لو سئل عن ذلك لشرحه بمثل ما قرأناه في التوراة ، فقال له عمر : فدونكه إذا اختلف [ اختلا ] المجلس .
    قال : فلما دخل على عمر أصحابه أراد إسقاط أمير المؤمنين علي بن أبي طالب فقال كعب : يا أبا الحسن أخبرني عن قول الله عزوجل : ( وكان عرشه على الماء ليبلوكم أيكم أحسن عملا ) قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب نعم ، كان عرشه على الماء حين لا أرض مدحية ولا سماء مبنية ، ولا صوت يسمع ، ولا عين تنبع ، ولا ملك مقرب ، ولا نبي مرسل ، ولا نجم يسري ، ولا قمر يجري ، ولا شمس تضيء ، وعرشه على الماء ، غير مستوحش إلى أحد من خلقه يمجد نفسه ويقدسها كما شاء أن يكون .
    ثم بدأ أن يخلق الخلق فضرب بزارخ [ بأمواج ] البحور فثار منها مثل الدخان كأعظم ما يكون من خلق الله فبنى بها سماء رتقا ، ثم دحى [ انشق ] الأرض من موضع الكعبة وهي وسط الأرض فطيقت [ فطبقت ] إلى البحار ، ثم فتقها بالبنيان وجعلها سبعا بعد إذ كانت واحدة ثم استوى إلى السماء وهي دخان من ذلك الماء الذي أنشأه من تلك البحور فخلقها سبعا طباقا بكلمته التي لا يعلمها غيره ، وجعل في كل سماء ساكنا من الملائكة خلقهم معصومين من نور من بحور عذبة وهو بحر الرحمة ، وجعل طعامهم التسبيح والتهليل والتقديس . فلما قضى أمره وخلقه استوى على ملكه فمدح كما ينبغي له أن يمدح [ يحمد ] ، ثم قدر ملكه فجعل في كل سماء شهب معلقة كواكب كتعليق القناديل من المساجد ما لا يحصيها غيره تبارك وتعالى ، والنجم من نجوم السماء كأكبر مدينة في الأرض .
    ثم خلق الشمس والقمر فجعلهما شمسين فلو تركهما تبارك وتعالى كما كان في ابتدائهما في أول مرة لم يعرف خلقه الليل من النهار ولا عرف الشهر ولا السنة ولا عرف الشتاء من الصيف ولا عرف الربيع من الخريف ، ولا علم أصحاب الدين متى يحل دينهم ، ولا علم العامل متى ينصرف في معيشته ، ومتى يسكن لراحة بدنه ، فكان الله تبارك أرأف بعباده وأنظر لهم ، فبعث جبرئيل إلى إحدى الشمسين فمسح بها جناحه فأذهب منها الشعاع والنور وترك فيها الضوء فذلك قوله : ( وجعلنا الليل والنهار آيتين فمحونا آية الليل وجعلنا آية النهار مبصرة لتبتغوا فضلا من ربكم ولتعلموا عدد السنين والحساب وكل شيء فصلناه تفصيلا ) وجعلهما يجريان في الفلك ، والفلك يجري فيما بين السماء والأرض مستطيل في السماء استطالته .
    ثلاثة فراسخ يجري في غمرة الشمس والقمر ، كل واحد منهما يقودهما ثلاثمائة ملك بيد كل ملك منها عروة يجرونها في غمرة ذلك البحر . لهم زجل بالتهليل والتسبيح والتقديس ، لو يدان [ لو برز ] واحد منها [ منهما ] من غمر ذلك البحر لاحترق كل شيء على وجه الأرض حتى الجبال والصخور وما خلق الله من شيء .
    فلما خلق الله السماوات والأرض والليل والنهار والنجوم والفلك جعل الأرضين على ظهر حوت أثقلها فاضطربت فأثبتها بالجبال .
    فلما استكمل خلق ما في السماوات - والأرض يومئذ خالية ليس فيها أحد - قال للملائكة : ( إني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إني أعلم ما لا تعلمون ) ، فبعث الله جبرئيل فأخذ من أديم الأرض قبضة فعجنه بالماء العذب والمالح وركب فيه الطبائع قبل أن ينفخ فيه الروح فخلقه من أديم الأرض فلذلك سمى آدم لأنه لما عجن بالماء استأدم فطرحه في الجبل ! كالجبل العظيم وكان إبليس يومئذ خازنا على السماء الخامسة يدخل في منخر آدم ثم يخرج من دبره ثم يضرب بيده فيقول لأي أمر خلقت لئن جعلت فوقي لا أطعتك ولئن جعلت أسفل مني لا أبقيتك فمكث في الجنة ألف سنة ما بين خلقه إلى أن ينفخ فيه الروح فخلقه من ماء وطين ونور وظلمة وريح ، والنور من نور الله ، فأما النور فيورثه الإيمان ، وأما الظلمة فتورثه الضلال والكفر ، وأما الطين فيورثه الرعدة والضعف والقشعريرة عند إصابة الماء فينبعث به على أربع الطبائع على الدم والبلغم والمرار والريح فذلك قوله تبارك وتعالى : ( أولا يذكر الانسان أنا خلقناه من قبل ولم يك شيئا ) .
    قال : فقال كعب : يا عمر بالله أتعلم كعلم علي ؟ فقال : لا . فقال كعب : علي بن أبي طالب وصي الأنبياء ومحمد خاتم الأنبياء الأوصياء وليس على الأرض اليوم منفوسة إلا وعلي بن أبي طالب أعلم منه ، والله ما ذكر من خلق الإنس والجن والسماء والأرض والملائكة شيئا إلا وقد قرأته في التوراة كما قرأت .
    قال : فما رئي عمر غضب قط مثل غضبه ذلك اليوم .

صفحة 4 من 6 الأولىالأولى ... 23 456 الأخيرةالأخيرة
تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال