صفحة 2 من 6 الأولىالأولى 1 234 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 11 إلى 20 من 53
الموضوع:

موسوعة الامام الحسن بن علي (المجتبى) عليه السلام - الصفحة 2

الزوار من محركات البحث: 1303 المشاهدات : 6960 الردود: 52
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #11
    من المشرفين القدامى
    ابو منتظر
    تاريخ التسجيل: March-2013
    الدولة: نيبور
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 16,168 المواضيع: 4,113
    صوتيات: 164 سوالف عراقية: 2
    التقييم: 6186
    مزاجي: الحمدلله والشكرتمام
    المهنة: موظف حكومي
    أكلتي المفضلة: ارضئ بما قسم الله
    موبايلي: Nokia
    آخر نشاط: 1/September/2021
    الاتصال: إرسال رسالة عبر MSN إلى عماد الحمزاوي
    مقالات المدونة: 18
    أدبه
    روى المجلسي : من بعض كتب المناقب المعتبرة بإسناده ، عن نجيح قال رأيت الحسن بن علي يأكل وبين يديه كلب كلما أكل لقمة طرح للكلب مثلها فقلت له : يا بن رسول الله ألا أرجم هذا الكلب عن طعامك قال : دعه إني لأستحيي من الله عزوجل أن يكون ذو روح ينظر في وجهي وأنا آكل ثم لا أطعمه . قال الخوارزمي : ( وقيل ) كان للحسن بن علي شاة تعجبه فوجدها يوما مكسورة الرجل فقال للغلام : من كسر رجلها قال : أنا قال : لم ؟ قال : لأغمنك قال الحسن : لأفرحنك أنت حر لوجه الله تبارك وتعالى .
    ( وفي رواية ) أخرى قال : لأغمن من أمرك بغمي ، يعني إن الشيطان أمره أن يغمه .


  2. #12
    من المشرفين القدامى
    ابو منتظر
    الإمام الحسن في الأخلاق
    الخلق الحسن روى الصدوق : عن أبي الحسن علي بن عبد الله الأسواري ، عن أحمد بن محمد بن قيس ، عن عبد العزيز بن علي السرخسي ، عن أحمد بن عمران البغدادي قال : حدثنا أبو الحسن قال : حدثنا أبو الحسن قال : حدثنا أبو الحسن قال : حدثنا الحسن ، عن الحسن بن أبي الحسن البصري ، عن الحسن : أن أحسن الحسن الخلق الحسن .
    ثم قال الصدوق : فأما أبو الحسن الأول : فمحمد بن عبد الرحيم التستري .
    وأما أبو الحسن الثاني : فعلي بن أحمد البصري التمار .
    وأما أبو الحسن الثالث : فعلي بن محمد الواقدي .
    وأما الحسن الأول : فالحسن بن عرفة العبدي .
    وأما الحسن الثاني : فالحسن بن أبي الحسن البصري .
    وأما الحسن الثالث : فالحسن بن علي بن أبي طالب .
    قال ابن عساكر : أخبرنا أبو القاسم ابن السمرقندي ، أنبأنا محمد بن علي بن الحسين بن سكينة ، أنبأنا محمد بن فارس بن محمد الغوري ، أنبأنا محمد بن جعفر بن أحمد العسكري ، أنبأنا عبد الله بن محمد القرشي ، أنبأنا يوسف بن موسى ، أنبأنا أبو عثمان ، عن سهل ابن شعيب : عن قنان النهمي ، عن جعيد بن همدان أن الحسن بن علي قال له : يا جعيد بن همدان إن الناس أربعة : فمنهم من له خلاق وليس له خلق ، ومنهم من له خلق وليس له خلاق ، ومنهم من ليس له خلق ولا خلاق - فذاك أشر الناس - ومنهم من له خلق وخلاق فذاك أفضل الناس .
    أخلاق المؤمنين
    قال السبزواري : قال الحسن بن علي : إن من أخلاق المؤمنين : قوة في دين ، وكرما في لين ، وحزما في علم وعلما في حلم ، وتوسعة في نفقة ، وقصدا في عبادة ، وتحرجا في طمع ، وبرا في استقامة ، لا يحيف على من يبغض ولا يأثم فيمن يحب ، ولا يدعى ما ليس له ولا يجحد حقا هو عليه ، ولا يهمز ولا يلمز ولا يبغي ، متخشع في الصلاة ، متوسع في الزكاة ، شكور في الرخاء ، صابر عند البلاء ، قانع بالذي له ، لا يطمح به الغيظ ولا يجمح به الشح ، يخالط الناس ليعلم ويسكت ليسلم ، يصبر إن بغي عليه ليكون إلهه الذي يجزيه ينتقم له .
    صفات المتقين

    روى الكليني : عن أحمد بن محمد بن خالد البرقي ، عن بعض أصحابه من العراقيين رفعه قال : خطب الناس الحسن بن علي فقال : أيها الناس أنا أخبركم عن أخ لي كان من أعظم الناس في عيني ، وكان رأس ما عظم به في عيني صغر الدنيا في عينه ، كان خارجا من سلطان بطنه فلا يشتهي ما لا يجد ولا يكثر إذا وجد ، كان خارجا من سلطان فرجه فلا يستخف له عقله ولا رأيه ، كان خارجا من سلطان الجهالة فلا يمد يده إلا على ثقة لمنفعة ، كان لا يتشهى ولا يتسخط ولا يتبرم ، كان أكثر دهره صماتا فإذا قال بذ القائلين ، كان لا يدخل في مراء ولا يشارك في دعوى ولا يدلي بحجة حتى يرى قاضيا ، وكان لا يغفل عن إخوانه ولا يخص نفسه بشيء دونهم ، كان ضعيفا مستضعفا فإذا جاء الجد كان ليثا عاديا ، كان لا يلوم أحدا فيما يقع العذر في مثله حتى يرى اعتذارا ، كان يفعل ما يقول ويفعل ما لا يقول ، كان إذا ابتزه أمران لا يدرى أيهما أفضل نظر إلى أقربهما إلى الهوى فخالفه ، كان لا يشكو وجعا إلا عند من يرجو عنده البرء ولا يستشير إلا من يرجو عنده النصيحة ، كان لا يتبرم ولا يتسخط ولا يتشكى ولا يتشهى ولا ينتقم ولا يغفل عن العدو ، فعليكم بمثل هذه الأخلاق الكريمة إن أطقتموها فإن لم تطيقوها كلها فأخذ القليل خير من ترك الكثير ولا حول ولا قوة إلا بالله .
    قال الإربلي : ومن كلامه : يا بن آدم عف عن محارم الله تكن عابدا ، وارض بما قسم الله سبحانه تكن غنيا ، وأحسن جوار من جاورك تكن مسلما ، وصاحب الناس بمثل ما تحب أن يصاحبوك به تكن عدلا ، إنه كان بين أيديكم أقوام يجمعون كثيرا ويبنون مشيدا ويأملون بعيدا ، أصبح جمعهم بوارا وعملهم غرورا ومساكنهم قبورا .
    يا بن آدم إنك لم تزل في هدم عمرك منذ سقطت من بطن أمك فخذ مما في يديك لما بين يديك فإن المؤمن يتزود والكافر يتمتع وكان يتلو بعد هذه الموعظة ( وتزودوا فإن خير الزاد التقوى ) .
    قال الراوندي : قال الحسن بن على : عجب لمن يتفكر في مأكوله كيف لا يتفكر في معقوله فيجنب بطنه ما يؤذيه ويودع صدره ما يرديه .
    أهمية التفكر

    قال الديلمي : قال الحسن بن علي : المصائب مفاتيح الأجر .
    وقال : تجهل النعم ما أقامت فإذا ولت عرفت .

    وقال : عليكم بالفكر فإنه حياة قلب البصير ، ومفاتيح أبواب الحكمة .

    وقال : أوسع ما يكون الكريم بالمغفرة إذا ضاقت بالمذنب المعذرة .

  3. #13
    من المشرفين القدامى
    ابو منتظر
    تواضعه واصفرار لونه عند الوضوء
    إصفرار لونه عند الوضوء وقال أيضا : إن الحسن بن علي كان إذا توضأ إرتعدت مفاصله ، واصفر لونه ، فقيل له في ذلك فقال : حق على كل من وقف بين يدي رب العرش أن يصفر لونه وترتعد مفاصله .
    تواضعه
    روى ابن شهر آشوب : عن كتاب " الفنون " عن أحمد بن المؤدب " ونزهة الأبصار " ، عن ابن مهدي أنه مر الحسن بن علي على فقراء وقد وضعوا كسيرات على الأرض وهم قعود يلتقطونها ويأكلونها فقالوا له : هلم يا بن بنت رسول الله إلى الغداء ، قال : فنزل وقال : إن الله لا يحب المستكبرين ، وجعل يأكل معهم حتى اكتفوا والزاد على حاله ببركته ثم دعاهم إلى ضيافته وأطعمهم وكساهم .
    قال الخوارزمي : أخبرنا الإمام سيف الدين أبو جعفر الجمحي كتابة ، أخبرنا الشيخ الإمام أبو الحسين زيد بن الحسن بن علي البيهقي ، أخبرنا السيد الإمام علي بن محمد الحسيني ، حدثنا السيد الإمام زين الإسلام أبو جعفر محمد بن جعفر بن علي الحسيني ، حدثنا السيد الإمام أبو طالب يحيى بن الحسين بن هارون الحسني ( رحمه الله ) ، أخبرنا محمد بن زيد الحسيني ، حدثنا الناصر للحق الحسن بن علي ، حدثنا بشر ابن عبد الوهاب ، حدثنا عبيد الله بن موسى ، حدثنا قطري الخشاب ، عن مدرك بن راشد ، قال : كنا في حيطان لابن عباس فجاء الحسن والحسين فطافا بالبستان فقال الحسن : أعندك غداء يا مدرك ؟ فقلت له : طعام الغلمان ، فجئته بخبز وملح جريش وطاقات بقل ، فأكل ثم جيء بطعامه وكان كثير الطعام طيبة فقال : يا مدرك إجمع غلمان البستان فجمعتهم فأكلوا ولم يأكل فقلت له في ذلك فقال : ذاك كان عندي أشهى من هذا ثم توضأ ثم جيء له بدابته فأمسك ابن عباس له بالركاب وسوى عليه ثم مضى فقلت لابن عباس : أنت أسن منهما أفتمسك لهما ؟ قال يا لكع أما تدري من هذان ؟ هذان ابنا رسول الله ، أو ليس مما أنعم الله علي أن أمسك لها وأسوي عليهما .

  4. #14
    من المشرفين القدامى
    ابو منتظر
    نقش خاتمه
    قال ابن عساكر : أخبرنا أبو القاسم محمود بن أحمد بن الحسن التبريزي بها ، أنبأنا أبو الفضائل محمد بن أحمد بن عمر بن الحسن بن يونس بإصبهان ، أنبأنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ ، أنبأنا محمد بن محمد بن عبد الله ، أنبأنا عيسى بن سليمان الوراق ، أنبأنا داود بن عمرو الضبي : أنبأنا موسى بن محمد بن جعفر الصادق ، عن أبيه ، عن جده قال : قال الحسن بن علي بن أبي طالب : رأيت عيسى بن مريم في النوم ، فقلت : يا روح الله إني أريد أن أنقش على خاتمي فما أنقش عليه ؟ قال : أنقش عليه " لا إله إلا الله الحق المبين " فإنه يذهب الهم والغم .


    أدعية الإمام الحسن وبعض الأعمال
    قال ابن طاووس : دعاء الحسن : اللهم إني أتقرب إليك بجودك وكرمك ، وأتقرب إليك بمحمد عبدك ورسولك ، وأتقرب إليك بملائكتك المقربين وأنبيائك ورسلك أن تصلي على محمد عبدك ورسولك وعلى آل محمد وأن تقيلني عثرتي وتستر علي ذنوبي وتغفرها لي وتقضي لي حوائجي ، ولا تعذبني بقبيح كان مني ، فإن عفوك وجودك يسعني ، إنك على كل شيء قدير . وقال أيضا : دعاء لمولانا الحسن بن علي : يا من إليه يفر الهاربون وبه يستأنس المستوحشون صل على محمد وآله واجعل أنسي بك فقد ضاقت عني بلادك واجعل توكلي عليك فقد مال علي أعداؤك ، اللهم صل على محمد وآل محمد واجعلني بك أصول وبك أحول وعليك أتوكل وإليك أنيب اللهم وما وصفتك من صفة أو دعوتك من دعاء يوافق ذلك محبتك ورضوانك ومرضاتك فأحيني على ذلك وأمتني عليه وما كرهت من ذلك ، فخذ بناصيتي إلى ما تحب وترضى ، أتوب إليك ربي من ذنوبي وأستغفرك من جرمي ولا حول ولا قوة إلا بالله لا إله إلا هو الحليم الكريم وصلى الله على محمد وآله واكفنا مهم الدنيا والآخرة في عافية يا رب العالمين .
    وقال أيضا : دعاء لمولانا الحسن بن علي بن أبي طالب : اللهم إنك الخلف من جميع خلقك وليس في خلقك خلف منك إلهي من أحسن فبرحمتك ومن أساء فبخطيئته فلا الذي أحسن استغنى عن رفدك ومعونتك ولا الذي أساء استبدل بك وخرج من قدرتك إلهي بك عرفتك وبك اهتديت إلى أمرك ، ولولا أنت لم أدر ما أنت فيا من هو هكذا ولا هكذا غيره صل على محمد وآل محمد وارزقني الإخلاص في عملي والسعة في رزقي ، اللهم اجعل خير عمري آخره ، وخير عملي خواتمه ، وخير أيامي يوم ألقاك إلهي أطعتك ولك المن علي في أحب الأشياء إليك ، الإيمان بك والتصديق برسولك ، ولم أعصك في أبغض الأشياء الشرك بك والتكذيب برسولك فاغفر لي ما بينهما يا أرحم الراحمين ويا خير الغافرين .
    تسبيحه

    قال الراوندي : تسبيح الحسن بن علي في اليوم الرابع : سبحان من هو مطلع على خوازن القلوب ، سبحان من هو محصي عدد الذنوب ، سبحان من لا يخفى عليه خافية في السماوات والأرض ، سبحان المطلع على السرائر عالم الخفيات ، سبحان من لا يعزب عنه مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء ، سبحان من السرائر عنده علانية والبواطن عنده ظواهر ، سبحان الله بحمده .
    حجابه

    قال ابن طاووس : حجاب الحسن بن علي : اللهم يا من جعل بين البحرين حاجزا وبرزخا وحجرا محجورا يا ذا القوة والسلطان يا علي المكان كيف أخاف وأنت أملي وكيف أضام وعليك متكلي ، فغطني من أعدائك بسترك وأظهرني على أعدائي بأمرك وأيدني بنصرك ، إليك اللجأ ونحوك الملتجأ ، فاجعل لي من أمري فرجا ومخرجا ، يا كافي أهل الحرم من أصحاب الفيل والمرسل عليهم طيرا أبابيل ، ترميهم بحجارة من سجيل ، إرم من عاداني بالتنكيل ، اللهم إني أسئلك الشفاء من كل داء والنصر على الأعداء والتوفيق لما تحب وترضى يا إله من في السماء والأرض وما بينهما وما تحت الثرى بك أستشفي وبك أستعفي وعليك أتوكل ( فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم ) .
    حرزه

    وقال أيضا : حرز للإمام الحسن : بسم الله الرحمن الرحيم اللهم إني أسئلك بمكانك ومعاقد عزك وسكان سمواتك وأنبيائك ورسلك أن تستجيب لي فقد رهقني من أمري عسر اللهم إني أسئلك أن تصلي على محمد وآل محمد وأن تجعل لي من عسري يسرا .
    دعاؤه عند ورود المسجد

    قال ابن شهر آشوب : وكان الحسن إذا بلغ باب المسجد رفع رأسه ويقول : إلهي ضيفك ببابك ، يا محسن قد أتاك المسي ، فتجاوز عن قبيح ما عندي بجميل ما عندك يا كريم .
    دعاؤه في قنوته

    قال ابن طاووس : ودعا في قنوته : اللهم إنك الرب الرؤوف الملك العطوف ، المتحنن المألوف وأنت غياث الحيران الملهوف ، ومرشد الضال المكفوف ، تشهد خواطر أسرار المسرين كمشاهدتك أقوال الناطقين ، أسألك بمغيبات علمك في بواطن اسرار المسرين ، إليك أن تصلي على محمد وآله صلاة يسبق بها من اجتهد من المتقدمين ويتجاوز فيها من يجتهد من المتأخرين وأن تصل الذي بيننا وبينك صلة من صنعته لنفسك واصطنعته لغيبك فلم تتخطفه خاطفات الظنن ولا واردات الفتن حتى نكون لك في الدنيا مطيعين وفي الآخرة في جوارك خالدين .
    وقال أيضا : قنوت سيدنا الحسن : يا من بسلطانه ينتصر المظلوم ، وبعونه يعتصم المكلوم ، سبقت مشيتك وتمت كلمتك وأنت على كل شيء قدير ، وبما تمضيه خبير ، يا حاضر كل غيب ، وعالم كل سر ، وملجأ كل مضطر ، ضلت فيك الفهوم ، وتقطعت دونك العلوم ، وأنت الله الحي القيوم الدائم الديموم ، قد ترى ما أنت به عليم وفيه حكيم وعنه حليم ، وأنت بالتناصر على كشفه ، والعون على كفه غير ضائق ، وإليك مرجع كل أمر كما عن مشيتك مصدره وقد أبنت عن عقود كل قوم وأخفيت سرائر آخرين وأمضيت ما قضيت وأخرت ما لا فوت عليك فيه وحملت العقول ما تحملت في غيبك ليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حي عن بينة وإنك أنت السميع العليم الأحد البصير وأنت الله المستعان وعليك التوكل وأنت ولى من توليت لك الأمر كله تشهد الانفعال وتعلم الاختلال وترى تخاذل أهل الخبال وجنوحهم إلى ما جنحوا إليه من عاجل فان ، وحطام عقباه حميم آن ، وقعود من قعد وارتداد من ارتد وخلوي من النصار ، وانفرادي من الظهار ، وبك اعتصم ، وبحبلك أستمسك ، وعليك أتوكل ، اللهم فقد تعلم أني ما ذخرت جهدي ولا منعت وجدي حتى أنفل حدي وبقيت وحدي فأتبعت طريق من تقدمني في كف العادية وتسكين الطاغية عن دماء أهل المشايعة وحرست ما حرسه أوليائي من أمر آخرتي ودنياي فكنت ككظمهم أكظم وبنظامهم أنتظم ولطريقهم أتسنم وبميسهم أتسم ، حتى يأتي نصرك وأنت ناصر الحق ، وعونه وإن بعد المدى من المرتاد ونأى الوقت عن إفناء الأضداد ، اللهم صل على محمد وآله وأمرجهم مع النصاب في سرمد العذاب وأعم عن الرشد أبصارهم وسكعهم في غمرات لذاتهم حتى تأخذهم بغته وهم غافلون ، وسحرة وهم نائمون بالحق الذي تظهره واليد التي تبطش بها والعلم الذي تبديه إنك كريم عليم .
    قال الدولابي : حدثني الفضل بن العباس - أبو العباس الحلبي - حدثنا أبو صالح الفراء ، حدثنا أبو إسحاق الفزاري ، عن الحسن بن عبيد الله ، عن بريد بن أبي مريم ، عن أبي الحوراء قال : قلت للحسن بن على : مثل من كنت في عهد رسول الله ؟ وماذا عقلت عنه ؟ قال : عقلت عنه إني سمعت رجلا يسأل رسول الله فسمعت رسول الله يقول : دع ما يريبك إلى ما لا يريبك ، فإن الشر ريبة والخير طمأنينة .
    وعقلت عنه الصلاة الخمس ، وكلمات علمنيهن قال : قل : " اللهم اهدني فيمن هديت ، وعافني فيمن عافيت ، وتولني فيمن توليت ، وبارك لي فيما أعطيت ، وقني شر ما قضيت ، فإنك تقضي ولا يقضى عليك ، وإنه لا يذل من واليت ، تباركت ربنا وتعاليت " .
    قال بريد بن أبي مريم : فدخلت على محمد بن علي في الشعب فحدثته بهذا الحديث عن أبي الحوراء ، فقال : صدق ، هن كلمات علمناهن ، يقولهن في القنوت .
    وقال أيضا : حدثنا محمد بن إسحاق أبو بكر البكائي ، حدثنا عبد الله بن موسى ، عن إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن بريد بن أبي مريم ، عن أبي الحوراء ، عن الحسن بن علي ، قال : علمني رسول الله كلمات أقولهن في القنوت : " اللهم اهدني فيمن هديت ، وعافني فيمن عافيت وتولني فيمن توليت وبارك لي فيما أعطيت وقني شر ما قضيت ، إنك تقضي ولا يقضى عليك ، وإنه لا يذل من واليت ، تباركت ربنا وتعاليت .
    دعاؤه في الاستسقاء

    روى الحميري : عن أبي البختري وهب بن وهب القرشي عن الصادق عن أبيه عن جده قال : اجتمع عند على بن أبي طالب قوم فشكوا إليه قلة المطر وقالوا يا أبا الحسن ادع لنا بدعوات الاستسقاء قال فدعا علي الحسن والحسين ، فقال للحسن : ادع لنا بدعوات في الاستسقاء فقال الحسن : اللهم هيج لنا السحاب تفتح الأبواب بماء عباب ورباب بانصباب وإسكاب يا وهاب اسقنا مغدقة مونقة بروقة فتح أغلاقها ويسر أطباقها وسهل اطلاقها وعجل سياقها بالأنديه في بطون الأوديه بصوب الماء يا فعال اسقنا مطرا قطرا طلا مطلا مطبقا طبقا عاما معما دهما بهما رحيما رشا مرشا واسعا كافيا عاجلا طيبا مريئا مباركا سلاطحا بلاطحا يناطح الأباطح مغدودقا مطبوبقا مغرورقا واسق سهلنا وجبلنا وبدونا وحضرنا حتى ترخص به أسعارنا وتبارك لنا في صاعنا ومدنا أرنا الرزق موجودا والغلاء مفقودا آمين رب العالمين .
    دعاؤه عند الركن

    قال المجلسي : وقيل إن الحسن بن علي بن أبي طالب التزم الركن فقال : إلهي أنعمت علي فلم تجدني شاكرا وإبتليتني فلم تجدني صابرا فلا أنت سلبت النعمة بترك الشكر ولا أنت أدمت الشدة بترك الصبر إلهي ما يكون من الكريم إلا الكرم .
    آداب طلب الولد

    قال الطبرسي : عن الحسن بن على أنه وفد على معاوية ، فلما خرج تبعه بعض حجابه وقال : إني رجل ذو مال ولا يولد لي فعلمني شيئا لعل الله يرزقني ولدا ؟ فقال : عليك بالاستغفار ، فكان يكثر الاستغفار حتى ربما استغفر في اليوم سبعمائة مرة ، فولد له عشرة بنين ، فبلغ ذلك معاوية فقال : هلا سألته مم قال ذلك ؟ فوفده وفدة أخرى .


  5. #15
    من المشرفين القدامى
    ابو منتظر
    احتجاج الإمام الحسن عليه السلام
    احتجاجه على عمرو بن العاص
    قال ابن أبي الحديد : روى المدائني قال : لقى عمرو بن العاص الحسن في الطواف ، فقال له : يا حسن ، زعمت أن الدين لا يقوم إلا بك وبأبيك ، فقد رأيت الله أقامه بمعاوية ، فجعله راسيا بعد ميله ، وبينا بعد خفائه ، أفرضى الله بقتل عثمان ، أو من الحق أن تطوف بالبيت كما يدور الجمل بالطحين ، عليك ثياب كغرقئ البيض ، وأنت قاتل عثمان ، والله إنه لألم للشعث وأسهل للوعث ، أن يوردك معاوية حياض أبيك ؛ فقال الحسن : إن لأهل النار علامات يعرفون بها ، إلحادا لأولياء الله ؛ وموالاة لأعداء الله ، والله إنك لتعلم أن عليا لم يرتب في الدين ، ولا يشك في الله ساعة ولا طرفة عين قط ، وأيم الله لتنتهين يا بن أم عمرو أو لأنفذن حضنيك بنوافذ أشد من القعضبية : فإياك والتهجم علي ، فإني من قد عرفت ؛ لست بضعيف الغمزة ، ولا هش المشاشة ؛ ولا مري الماكلة ، وإني من قريش كواسطة القلادة يعرف حسبي ، ولا أدعى لغير أبي ، وأنت من تعلم ويعلم الناس ، تحاكمت فيك رجال قريش ، فغلب عليك جزاروها ، ألأمهم حسبا ، وأعظمهم لؤما ، فإياك عني ، فإنك رجس ، ونحن أهل بيت الطهارة ، أذهب الله عنا الرجس وطهرنا تطهيرا . فأفحم عمرو وانصرف كئيبا .

    احتجاجه على عمرو بن العاص وأبي الأعور
    قال الطبراني : حدثنا محمد بن عون السيرافي ، حدثنا الحسن بن على الواسطي ، حدثنا يزيد ابن هارون أنبأنا حريز بن عثمان ، عن عبد الرحمن بن أبي عوف ، قال : قال : عمرو ابن العاص وأبو الأعور السلمي لمعاوية : ان الحسن بن على (رضي الله عنهما) رجل عيي فقال معاوية : لا تقولا ذلك ، فان رسول الله قد تفل في فيه ، ومن تفل رسول الله في فيه فليس بعيي . فقال الحسن بن علي (رضي الله عنه) : أما أنت يا عمرو فإنه تنازع فيك رجلان ، فانظر أيهما أباك ؟ وأما أنت يا أبا الأعور فإن رسول الله لعن رعلا وذكوانا وعمرو بن سفيان .


    احتجاجه مع عمرو بن العاص والمغيرة
    قال الطبراني : حدثنا زكريا بن يحيي الساجي ، حدثنا محمد بن بشار بندار ، حدثنا عبد الملك ابن الصباح المسمعي ، حدثنا عمران بن حدير أظنه ، عن أبي مجلز ، قال : قال : عمرو بن العاص والمغيرة بن شعبة لمعاوية : إن الحسن بن على عيي ، وان له كلاما ورأيا وأنه قد علمنا كلامه فيتكلم كلاما فلا يجد كلاما ، فقال : لا تفعلوا فأبوا عليه ، فصعد عمرو المنبر فذكر عليا ووقع فيه ، ثم صعد المغيرة بن شعبة فحمد الله وأثنى عليه ، ثم وقع في علي ، ثم قيل للحسن بن على : أصعد . فقال لا أصعد ولا أتكلم حتى تعطوني إن قلت حقا أن تصدقوني ، وإن قلت باطلا أن تكذبوني .
    فأعطوه ، فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ، فقال : بالله يا عمرو وأنت يا مغيرة تعلمان أن رسول الله قال : " لعن الله السائق والراكب " أحدهما فلان ؟ قالا : اللهم نعم بلى ، قال : أنشدك الله يا معاوية ويا مغيرة أتعلمان أن رسول الله لعن عمرو بكل قافية قالها لعنة ؟ قالا : اللهم بلى ، قال : أنشدك الله يا عمرو وأنت يا معاوية بن أبي سفيان أتعلمان أن رسول الله لعن قوم هذا ؟ قالا : بلى قال الحسن : فإني أحمد الله الذي وقعتم فيمن تبرأ من هذا [ وذكر الحديث ] .



    احتجاجه مع مروان
    قال الفقيه الأندلسي : أن مروان بن الحكم ، قال : للحسن بن علي بين يدي معاوية : أسرع الشيب إلى شاربك يا حسن ، ويقال إن ذلك من الخرق فقال : ليس كما بلغك ، ولكنا معشر بني هاشم طيبة أفواهنا عذبة شفاهنا ، فنساءنا يقبلن علينا بأنفاسهن وقبلهن ؛ وأنتم معشر بني أمية فيكم بخر شديد ، فنساءكم يصرفن أفواههن وأنفاسهن إلى أصداغكم فإنما يشيب منكم موضوع العذار من أجل ذلك . قال مروان : إن فيكم يا بني هاشم خصلة سوء ، قال : وما هي ؟ قال : الغلمة قال : أجل نزعت الغلمة من نساءنا ووضعت في رجالنا ، ونزعت الغلمة من رجالكم ووضعت في نساءكم فما قام لأموية إلا هاشمي ! فغضب معاوية وقال : قد كنت أخبرتكم فأبيتم حتى سمعتم ما أظلم عليكم بيتكم وأفسد عليكم مجلسكم فخرج الحسن وهو يقول : ومارست هذا الدهر خمسين حجة * وخمسا أرجى قابلا بعد قابل فلا أنا في الدنيا بلغت جسيمها * ولا في الذي أهوى كدحت بطائل وقد أشرعت في المنايا أكفها * وأيقنت أني رهن موت بعاجل . قال ابن عساكر : أنبأنا الفضل بن دكين ، أنبأنا مسافر الجصاص ، عن رزيق بن سوار ، قال : كان بين الحسن بن علي وبين مروان كلام فأقبل عليه مروان فجعل يغلظ له وحسن ساكت ، فامتخط مروان بيمينه فقال له الحسن : ويحك : أما علمت أن اليمين للوجه والشمال للفرج ؟ أف لك فسكت مروان .
    قال ابن كثير : قال له [ أي لمروان بن الحكم ] الحسن بن على : لقد لعن الله أباك الحكم وأنت في صلبه على لسان نبيه فقال : لعن الله الحكم وما ولد .



    احتجاجه على ابن حديج
    قال الطبراني : حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، وحدثنا عبد الرحمن بن سلم الرازي ، قالا : حدثنا عباد بن يعقوب الأسدي ، حدثنا علي بن عابس ، عن بدر بن الخليل أبي الخليل ، عن أبي كبير قال : كنت جالسا عند الحسن بن علي ، فجاءه رجل فقال : لقد سب عند معاوية عليا سبا قبيحا رجل يقال له معاوية يعني ابن حديج ، تعرفه ؟ قال : نعم ، قال : إذا رأيته فائتني به ، قال : فرآه عند دار عمرو بن حريث ، فأراه إياه قال : أنت معاوية بن حديج ؟ فسكت فلم يجبه ثلاثا ، ثم قال : أنت السباب عليا عند ابن آكلة الأكباد ، أما لئن وردت عليه الحوض ، وما أراك ترده ، لتجدنه مشمرا حاسرا ذراعيه يذود الكفار والمنافقين عن حوض رسول الله كما تذاد غريبة الإبل عن صاحبها قول الصادق المصدوق أبي القاسم .





  6. #16
    من المشرفين القدامى
    ابو منتظر
    خطب الإمام الحسن عليه السلام

    خطبته وسماع أبيه
    الفرات : روى أبو جعفر الحسني ، والحسن بن حباش معنعنا عن جعفر بن محمد قال : قال علي بن أبي طالب للحسن يا بني قم فاخطب حتى أسمع كلامك قال : يا أبتاه كيف أخطب وأنا أنظر إلى وجهك أستحيي منكم قال : فجمع علي بن أبي طالب أمهات أولاده ثم توارى عنه حيث يسمع كلامه فقام الحسن فقال : الحمد لله الواحد بغير تشبيه ، الدائم بغير تكوين ، القائم بغير كلفة ، الخالق بغير منصبة ، الموصوف بغير غاية ، المعروف بغير محدودية ، العزيز لم يزل قديما في القدم ، ردعت القلوب لهيبته ، وذهلت العقول لعزته ، وخضعت الرقاب لقدرته ، فليس يخطر على قلب بشر مبلغ جبروته ، ولا يبلغ الناس كنه جلاله ، ولا يفصح الواصفون منهم - لكنه - عظمته ، ولا تبلغه العلماء بألبابها ، ولا أهل التفكر بتدبير أمورها ، أعلم خلقه به الذي بالحد لا يصفه ، يدرك الأبصار ولا تدركه الأبصار وهو اللطيف الخبير . أما بعد : فإن عليا باب من دخله كان مؤمنا ومن خرج منه كان كافرا أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم .
    فقام علي بن أبي طالب وقبل بين عينيه ثم قال : ( ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم ) .

    خطبته في بداية خلافة أبيه
    قال الصدوق : حدثنا الشيخ الفقيه أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي ، قال : حدثنا أحمد بن الحسن القطان وعلي بن أحمد بن موسى الدقاق ومحمد بن أحمد السنائي ، قالوا : حدثنا أبو العباس أحمد بن يحيى بن زكريا القطان ، قال : حدثنا محمد بن العباس ، قال : حدثني محمد بن أبي السري ، قال : حدثنا أحمد بن عبد الله بن يونس ، عن سعد بن طريف الكناني ، عن الأصبغ بن نباتة ، قال : لما جلس علي في الخلافة وبايعه الناس خرج إلى المسجد متعمما بعمامة رسول الله لابسا بردة رسول الله متنعلا نعل رسول الله متقلدا سيف رسول الله فصعد المنبر فجلس عليه متحنكا ثم شبك بين أصابعه فوضعها أسفل بطنه ثم قال : يا معشر الناس سلوني قبل أن تفقدوني هذا سفط العلم هذا لعاب رسول الله هذا ما زقني رسول الله زقا زقا ، سلوني فإن عندي علم الأولين والآخرين . . . . فلم يقم إليه أحد فحمد الله واثنى عليه وصلى على نبيه ، ثم قال للحسن : يا حسن قم فاصعد المنبر فتكلم بكلام لا يجهلك قريش من بعدي فيقولون إن الحسن لا يحسن شيئا قال الحسن : يا أبه كيف أصعد وأتكلم وأنت في الناس تسمع وترى ، قال له بأبي وأمي أواري نفسي عنك وأسمع وأرى ولا تراني . فصعد الحسن المنبر فحمد الله بمحامد بليغة شريفة وصلى على النبي وآله صلاة موجزة ثم قال : أيها الناس سمعت جدي رسول الله يقول أنا مدينة العلم وعلي بابها ، وهل تدخل المدينة إلا من بابها ثم نزل ، فوثب إليه علي فتحمله وضمه إلى صدره ثم قال للحسين يا بني قم فاصعد فتكلم بكلام لا يجهلك قريش من بعدي ، فيقولون إن الحسين بن علي لا يبصر شيئا وليكن كلامك تبعا لكلام أخيك ، فصعد الحسين فحمد الله وأثنى عليه وصلى على نبيه وآله صلاة موجزة ، ثم قال : معاشر الناس سمعت رسول الله وهو يقول : إن عليا مدينة هدى فمن دخلها نجى ومن تخلف عنها هلك ، فوثب إليه علي فضمه إلى صدره وقبله .

    ثم قال : معاشر الناس اشهدوا إنهما فرخا رسول الله وهو سائلكم عنهما .


    خطبته في الجمعة
    قال الصدوق : أخبرنا أبو عبد الله محمد بن محمد ، قال : أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد الكاتب ، قال : حدثنا الحسن بن علي الزعفراني ، قال : حدثنا إبراهيم بن محمد الثقفي ، قال : حدثنا أبو الوليد العباس بن بكار الضبي ، قال : حدثنا أبو بكر الهذلي ، قال : حدثنا محمد بن سيرين ، قال : سمعت غير واحد من مشيخة أهل البصرة يقولون : لما فرغ علي بن أبي طالب من الجمل ، عرض له مرض ، وحضرت الجمعة ، فتأخر عنها ، وقال لابنه الحسن : انطلق يا بني فجمع بالناس . فأقبل الحسن إلى المسجد ، فلما استقل على المنبر حمد الله وأثنى عليه وتشهد وصلى على رسول الله وقال : أيها الناس ، إن الله اختارنا بالنبوة ، واصطفانا على خلقه ، وأنزل علينا كتابه ووحيه ، وأيم الله لا ينتقصنا أحد من حقنا شيئا إلا تنقصه الله في عاجل دنياه وآجل آخرته ، ولا يكون علينا دولة إلا كانت لنا العاقبة ( ولتعلمن نبأه بعد حين ) .
    ثم جمع الناس ، وبلغ أباه كلامه ، فلما انصرف إلى أبيه نظر إليه وما ملك عبرته أن سالت على خديه ، ثم استدناه إليه فقبل بين عينيه وقال : بأبي أنت وأمي ( ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم ) .
    روى المسعودي : وقد كان علي كرم الله وجهه اعتل ، فأمر ابنه الحسن أن يصلي بالناس يوم الجمعة ، فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : إن الله لم يبعث نبيا إلا اختار له نقيبا ورهطا وبيتا ، فوالذي بعث محمدا بالحق نبيا لا ينتقص من حقنا أهل البيت أحد إلا نقصه الله من عمله مثله ، ولا تكون علينا دولة إلا وتكون لنا العاقبة ، ( ولتعلمن نبأه بعد حين ) .


    خطبته بعد بيعة الناس له
    - قال الطوسي : أخبرنا أبو عبد الله محمد بن محمد ، قال : قال : أخبرني أبو القاسم إسماعيل بن محمد الأنباري الكاتب ، قال : حدثنا أبو عبد الله إبراهيم بن محمد الأزدي ، قال : حدثنا شعيب بن أيوب ، قال : حدثنا معاوية بن هشام ، عن سفيان ، عن هشام بن حسان ، قال : سمعت أبا محمد الحسن بن علي يخطب الناس بعد البيعة له بالأمر ، فقال : نحن حزب الله الغالبون ، وعترة رسوله الأقربون ، وأهل بيته الطيبون الطاهرون ، وأحد الثقلين اللذين خلفهما رسول الله في أمته ، والثاني كتاب الله ، فيه تفصيل كل شيء ، لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، فالمعول علينا في تفسيره ، لا نتظنى تأويله ، بل نتيقن حقائقه ، فأطيعونا فإن طاعتنا مفروضة ، إذا كانت بطاعة الله عزوجل ورسوله مقرونة ، قال الله عزوجل : ( يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول ) ، ( ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ) وأحذركم الإصغاء لهتاف الشيطان ، فإنه لكم عدو مبين فتكونوا أولياءه الذين قال لهم : ( لا غالب لكم اليوم من الناس وإني جار لكم فلما تراءت الفئتان نكص على عقبيه وقال إني برئ منكم إني أرى ما لا ترون ) فتلقون إلى الرماح وزرا ، وإلى السيوف جزرا ، وللعمد حطما ، وللسهام غرضا ، ثم ( لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا ) . - قال ابن الجوزي : ذكر هشام بن محمد الكلبي ، عن محمد بن إسحاق قال : بعث مروان بن الحكم وكان واليا على المدينة رسولا إلى الحسن فقال له : يقول لك مروان أبوك الذي فرق الجماعة ، وقتل أمير المؤمنين عثمان ، وأباد العلماء والزهاد - يعني الخوارج - وأنت تفجر بغيرك فإذا قيل لك من أبوك تقول خالي الفرس فجاء الرسول إلى الحسن فقال له : يا أبا محمد إني أتيتك برسالة ممن يخاف ويحذر سيفه فإن كرهت لم أبلغك إياها ووقيتك بنفسي فقال الحسن : لا بل تؤديها ونستعين عليه بالله فأداها فقال له : تقول لمروان : إن كنت صادقا فالله يجزيك بصدقك وإن كنت كاذبا فالله أشد نقمة .
    فخرج الرسول من عنده فلقيه الحسين فقال من أين أقبلت ؟ فقال من عند أخيك الحسن فقال : وما كنت تصنع ؟ قال أتيت برسالة من عند مروان فقال : وما هي ؟ فامتنع الرسول من أدائها فقال لتخبرني أو لأقتلنك فسمع الحسن فخرج وقال لأخيه : خل عن الرجل فقال : لا والله حتى أسمعها فأعادها الرسول عليه فقال : قل له يقول لك الحسين بن علي بن فاطمة ، يا بن الزرقاء الداعية إلى نفسها بسوق ذي المجاز ، صاحبة الراية بسوق عكاظ ، ويا بن طريد رسول الله ولعينه اعرف من أنت ومن أمك ومن أبوك ، فجاء الرسول إلى مروان فأعاد عليه ما قالا فقال له : ارجع إلى الحسن وقل له : أشهد أنك ابن رسول الله وقل للحسين : أشهد أنك ابن علي بن أبي طالب فقال للرسول قل له كلاهما لي ورغما .
    خطبته في ساباط ومواقف أصحابه في الصلح
    - روى أبو الفرج : وأخذ الحسن على حمام عمر ، حتى أتى دير كعب [ ثم بكر ] فنزل ساباط دون القنطرة فلما أصبح نادى في الناس : الصلاة جامعة ، فاجتمعوا ، وصعد المنبر ، فخطبهم ، فحمد الله فقال : الحمد لله كلما حمده حامد ، وأشهد أن لا إله إلا الله كلما شهد له شاهد ، وأشهد أن محمدا رسول الله أرسله بالحق ، وائتمنه على الوحي . أما بعد ، فوالله إني لأرجو أن أكون قد أصبحت بحمد الله ومنه وأنا أنصح خلق الله لخلقه ، وما أصبحت محتملا على مسلم ضغينة ولا مريدا له سوءا ولا غائلة ، ألا وإن ما تكرهون في الجماعة خير لكم مما تحبون في الفرقة ، ألا وإني ناظر لكم خيرا من نظركم لأنفسكم ، فلا تخالفوا أمري ، ولا تردوا علي رأيي ، غفر الله لي ولكم وأرشدني وإياكم لما فيه المحبة والرضا .
    قال : فنظر الناس بعضهم إلى بعض ، وقالوا : ما ترونه ، يريد [ بما قال ؟ ] قالوا : نظنه والله يريد أن يصالح معاوية ويسلم الأمر إليه ، فقالوا : كفر والله الرجل ثم شدوا على فسطاطه فانتهبوه حتى أخذوا مصلاه من تحته ، ثم شد عليه عبد الرحمن بن عبد الله بن جعال الأزدي ، فنزع مطرفه عن عاتقه ، فبقى جالسا متقلدا السيف بغير رداء ، ثم دعا بفرسه فركبه ، وأحدق به طوائف من خاصته وشيعته ، ومنعوا منه من أراده ، ولاموه وضعفوه لما تكلم به .
    فقال : ادعوا لي ربيعة وهمدان ، فدعوا له ، فأطافوا به ، ودفعوا الناس عنه ، ومعهم شوب من غيرهم ، فقام إليه رجل من بني أسد من بني نصر بن قعين يقال له الجراح بن سنان ، فلما مر في مظلم ساباط قام إليه فأخذ بلجام بغلته وبيده معول ، فقال : الله أكبر يا حسن ، أشركت كما أشرك أبوك [ من قبل ] ، ثم طعنه ، فوقعت الطعنة في فخذه ، فشقته حتى بلغت أربيته فسقط الحسن إلى الأرض بعد أن ضرب الذي طعنه بسيف كان بيده واعتنقه ، وخرا جميعا إلى الأرض ، فوثب عبد الله بن الخطل فنزع المعول من يد [ جراح بن سنان ] فخضخضه به ، وأكب ظبيان ابن عمارة عليه ، فقطع أنفه ثم أخذوا الأجر [ الآخر ] فشدخوا وجهه ورأسه ، حتى قتلوه .
    وحمل الحسن على سرير إلى المدائن ، وبها سعد بن مسعود الثقفي واليا عليها من قبله ، وكان علي ولاه فأقره الحسن بن علي [ فأقام عنده يعالج بنفسه ] قال : ثم إن معاوية وافى حتى نزل قرية يقال لها الحبوبية بمسكن ، فاقبل عبيد الله بن العباس حتى نزل بإزائه [ فلما كان من غد وجه معاوية بخيله إليه فخرج إليهم عبيد الله بن العباس فيمن معه ، فضربهم حتى ردهم إلى معسكرهم ] ، فلما كان الليل أرسل معاوية إلى عبيد الله بن العباس أن الحسن قد راسلني [ أرسلني ] في الصلح وهو مسلم الأمر إلي ، فإن دخلت في طاعتي الآن كنت متبوعا ، وإلا دخلت وأنت تابع ، ولك إن جئتني الآن أن أعطيك ألف ألف درهم ، يعجل [ لك ] في هذا الوقت النصف ، وإذا دخلت الكوفة النصف الآخر ، فانسل عبيد الله ليلا فدخل عسكر معاوية ، فوفى بما وعده ، فأصبح الناس ينتظرون أن يخرج فيصلي بهم فلم يخرج حتى أصبحوا فطلبوه فلم يجدوه فصلى بهم قيس بن سعد [ بن عباده ] . . . ثم بعث معاوية إلى الحسن للصلح فأجابه الحسن إلى ذلك .


    خطبته في الصلح أو الحرب وخياره أصحابه
    قال الديلمي : من كلام الحسن بن علي لأصحابه بعد وفاة أبيه ، وقد خطب فحمد الله وأثنى عليه [ ثم قال : ] " أما والله ما ثنانا عن قتال أهل الشام ذلة ولا قلة . ولكن كنا نقاتلهم بالسلامة والصبر ، فشيبت السلامة بالعداوة ، والصبر بالجزع ، وكنتم تتوجهون معنا ودينكم أمام دنياكم ، وقد أصبحتم الآن ودنياكم أمام دينكم ، فكنا لكم وكنتم لنا ، وقد صرتم اليوم علينا ، ثم أصبحتم تعدون قتيلين : قتيلا بصفين تبكون عليه ، وقتيلا بالنهروان تطلبون بثاره فأما الباكي فخاذل ، وأما الطالب فثائر .
    وإن معاوية قد دعا إلى أمر ليس فيه عز ولا نصفة ، فإن أردتم الحياة قبلناه منه ، وأغضضنا على القذى ، وإن أردتم الموت بذلناه في ذات الله وحاكمناه [ إلى ] الله " .

    فنادى القوم بأجمعهم : بل البقية والحياة .






  7. #17
    من المشرفين القدامى
    ابو منتظر
    من كلام الإمام الحسن عليه السلام
    كلامه في أبي موسى
    قال الدينوري : تشاتم أبو موسى ، وعمرو ثم انصرف عمرو إلى معاوية ، ولحق أبو موسى بمكة وانصرفت القوم إلى علي فقال عدي : أما والله يا أمير المؤمنين ، لقد قدمت القرآن ، وأخرت الرجال ، وجعلت الحكم لله . فقال علي : أما إني قد أخبرتكم أن هذا يكون بالأمس وجهدت أن تبعثوا غير أبي موسى ، فأبيتم علي ، ولا سبيل إلى حرب القوم حتى تنقضي المدة ، فصعد المنبر ، فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : قم يا حسن فتكلم في أمر هذين الرجلين : أبي موسى وعمرو . فقام الحسن ، فتكلم فقال : أيها الناس ، قد أكثرتم في أمر أبي موسى وعمرو ، وإنما بعثا ليحكما بالقرآن دون الهوى ، فحكما بالهوى دون القرآن ، فمن كان هكذا لم يكن حكما ، ولكنه محكوم عليه ، وقد كان من خطأ أبي موسى أن جعلها لعبد الله بن عمر ، فأخطأ في ثلاث خصال .
    خالف - يعني أبا موسى - أباه عمر ، إذ لم يرضه لها ، ولم يره أهلا لها ، وكان أبوه أعلم به من غيره ، ولا أدخله في الشورى إلا على أنه لا شيء له فيها ، شرطا مشروطا من عمر على أهل الشورى ، فهذه واحدة . وثانية : لم تجمع عليه المهاجرون والأنصار ، الذين يعقدون الإمامة ، ويحكمون على الناس . وثالثة : لم يستأمر الرجل في نفسه ، ولا علم ما عنده من رد أو قبول . ثم جلس .
    ثم قال علي لعبد الله بن عباس : قم فتكلم .
    فقام عبد الله بن عباس ، وقال : أيها الناس ، إن للحق أناسا أصابوه بالتوفيق والرضا ، والناس بين راض به ، وراغب عنه ، وإنما سار أبو موسى بهدى إلى ضلال ، وسار عمرو بضلالة إلى هدى ، فلما التقيا رجع أبو موسى عن هداه ، ومضى عمرو على ضلاله ، فو الله لو كانا حكما عليه بالقرآن لقد حكما عليه ، ولئن كانا حكما بهواهما على القرآن ، ولئن مسكا بما سارا به ، لقد سار أبو موسى وعلي إمامه ، وسار عمرو و معاوية إمامه ثم جلس .
    فقال علي لعبد الله بن جعفر : قم فتكلم .
    فقام وقال : أيها الناس هذا أمر كان النظر فيه لعلي ، والرضا فيه إلى غيره ، جئتم بأبي موسى ، فقلتم قد رضينا هذا ، فارض به ، وأيم الله ما أصلحا بما فعلا الشام ولا أفسدا العراق ولا أماتا حق علي ، ولا أحييا باطل معاوية ، ولا يذهب الحق قلة رأي ولا نفخة شيطان ، وإنا لعلي اليوم كما كنا أمس عليه . ثم جلس

    قوله في مكان قبر هود
    نصر بن مزاحم : عن عمر بن سعد ، حدثني سعد بن طريف ، عن الأصبغ بن نباتة ، عن علي ، قال : قال علي : ما يقول الناس في هذا القبر ؟ - وفي النخيلة قبر عظيم يدفن اليهود موتاهم حوله - فقال الحسن بن علي : يقولون هذا قبر هود النبي لما أن عصاه قومه جاء فمات هاهنا . قال : كذبوا ، لأنا أعلم به منهم ، هذا قبر يهودا بن يعقوب ابن إسحاق بن إبراهيم ، بكر يعقوب .
    ثم قال : هاهنا أحد من مهرة ؟ قال : فأتى بشيخ كبير ، فقال : أين منزلك ؟ قال : على شاطئ البحر . قال :
    أين من الجبل الأحمر ؟ قال : [ أنا ] قريب منه .
    قال : فما يقول قومك فيه ؟ قال يقولون : قبر ساحر .
    قال : كذبوا ، ذاك قبر هود ، وهذا قبر يهودا بن يعقوب بكره .
    ثم قال : يحشر من ظهر الكوفة سبعون ألفا على غرة الشمس يدخلون الجنة بغير حساب

    كلامه لابن ملجم
    قال المجلسي : قال الشعبي . . . فلما جاؤوا به [ ابن ملجم ] أوقفوه بين يدي أمير المؤمنين فلما نظر إليه الحسن قال له : يا ويلك يا لعين يا عدو الله أنت قاتل أمير المؤمنين ومثكلنا إمام المسلمين هذا جزاؤه منك حيث آواك وقربك وأدناك وآثرك على غيرك ؟ وهل كان بئس الإمام لك حتى جازيته هذا الجزاء يا شقي ؟ قال : فلم يتكلم بل دمعت عيناه ! فانكب الحسن على أبيه يقبله ، وقال له : هذا قاتلك يا أباه قد أمكن الله منه ، فلم يجبه وكان نائما ، فكره أن يوقظه من نومه ، ثم التفت إلى ابن ملجم وقال له : يا عدو الله هذا كان جزاؤه منك بوأك وأدناك وقربك وحباك وفضلك على غيرك ؟ هل كان بئس الإمام لك حتى جازيته بهذا الجزاء يا شقي الأشقياء ؟ فقال له الملعون : يا أبا محمد أفأنت تنقذ من في النار ؟ فعند ذلك ضجت الناس بالبكاء والنحيب ، فأمرهم الحسن بالسكوت ، ثم التفت الحسن إلى الذي جاء به حذيفة ( رضي الله عنه ) ، فقال له : كيف ظفرت بعدو الله وأين لقيته ؟ فقال : يا مولاي إن حديثي معه لعجيب ، وذلك إني كنت البارحة نائما في داري وزوجتي إلى جانبي وهي من غطفان ، وأنا راقد وهي مستيقظة ، إذ سمعت هي الزعقة وناعيا ينعي أمير المؤمنين وهو يقول : " تهدمت والله أركان الهدى وانطمست والله أعلام التقى ، قتل ابن عم محمد المصطفى ، قتل علي المرتضى ، قتله أشقى الأشقياء " . فأيقظتني وقالت لي : أنت نائم وقد قتل إمامك علي بن أبي طالب ؟ ! فانتبهت من كلامها فزعا مرعوبا وقلت لها : يا ويلك ما هذا الكلام رض الله فاك لعل الشيطان قد ألقى في سمعك هذا أو حلم ألقي عليك ، يا ويلك إن أمير المؤمنين ليس لأحد من خلق الله تعالى قبله تبعة ولا ظلامة ، وإنه لليتيم كالأب الرحيم ، وللأرملة كالزوج العطوف ، وبعد ذلك فمن ذا الذي يقدر على قتل أمير المؤمنين وهو الأسد الضرغام والبطل الهمام والفارس القمقام ؟ فأكثرت علي وقالت : إني سمعت ما لم تسمع وعلمت ما لم تعلم . . . فقال الحسن [ بعد الإتيان بابن ملجم إلى حضرته ] .
    الحمد لله الذي نصر وليه وخذل عدوه ، ثم انكب الحسن على أبيه يقبله وقال له : يا أباه هذا عدو الله وعدوك قد أمكن الله منه ، فلم يجبه وكان نائما ، فكره أن يوقظه من نومه ، فرقد ساعة ثم فتح عينيه وهو يقول : إرفقوا بي يا ملائكة ربي فقال له الحسن : هذا عدو الله وعدوك ابن ملجم قد أمكن الله منه وقد حضر بين يديك قال : ففتح أمير المؤمنين عينيه ونظر إليه وهو مكتوف وسيفه معلق في عنقه ، فقال له بضعف وانكسار صوت ورأفة ورحمة : يا هذا لقد جئت عظيما وارتكبت أمرا عظيما وخطبا جسيما أبئس الإمام كنت لك حتى جازيتني بهذا الجزاء ؟ ألم أكن شفيقا عليك وآثرتك على غيرك وأحسنت إليك وزدت في إعطائك ؟ ألم يكن يقال لي فيك كذا وكذا فخليت لك السبيل ومنحتك عطائي وقد كنت أعلم أنك قاتلي لا محالة ؟ ولكن رجوت بذلك الاستظهار من الله تعالى عليك يا لكع وعل أن ترجع عن غيك ، فغلبت عليك الشقاوة فقتلتني يا شقي الأشقياء ، قال : فدمعت عينا ابن ملجم لعنه الله تعالى وقال : يا أمير المؤمنين أفأنت تنقذ من في النار ؟ قال له : صدقت ثم التفت إلى ولده الحسن وقال له : إرفق يا ولدي بأسيرك وارحمه ، وأحسن إليه وأشفق عليه ، ألا ترى إلى عينيه قد طارتا في أم رأسه ، وقلبه يرجف خوفا ورعبا وفزعا ، فقال له الحسن : يا أباه قد قتلك هذا اللعين الفاجر وأفجعنا فيك وأنت تأمرنا بالرفق به ؟ ! فقال له : نعم يا بني نحن أهل بيت لا نزداد على الذنب إلينا إلا كرما وعفوا . . .
    كلام علي له في قاتله
    قال غياث الدين : أخبرني الوزير السعيد خاتم العلماء نصير الدين الطوسي . . . عن والده عن السيد الإمام فضل الله الحسني الراوندي ، عن ذي الفقار ابن معبد ، عن الطوسي ، ومن خطه نقلت عن محمد بن النعمان ، عن أحمد بن محمد بن الحسن الطوسي ، عن محمد بن داود ، عن محمد بن بكار النقاش ، عن الحسن بن محمد الفزاري ، عن الحسن بن علي النحاس ، عن جعفر بن محمد الرماني ، عن يحيى الحماني ، عن محمد بن عبيد الطيالسي ، عن مختار التمار ، عن أبي مطر ، قال لما ضرب ابن ملجم الفاسق لعنه الله أمير المؤمنين قال له الحسن أقتله ؟ قال : لا ولكن احبسه فإذا مت فاقتلوه ، وإذا مت فادفنوني في هذا الظهر في قبر أخوي هود وصالح .

    كلامه مع الناس بعد ضربة ابن ملجم
    قال المجلسي : [ روى ] عن الأصبغ بن نباتة أنه قال : لما ضرب أمير المؤمنين الضربة التي كانت وفاته فيها اجتمع إليه الناس بباب القصر ، وكأن يراد قتل ابن ملجم لعنه الله ، فخرج الحسن فقال : معاشر الناس إن أبي أوصاني أن أترك أمره إلى وفاته ، فإن كان له الوفاة وإلا نظر هو في حقه ، فانصرفوا يرحمكم الله . قال : فانصرف الناس ولم انصرف ، فخرج ثانية وقال لي : يا أصبغ أما سمعت قولي عن قول أمير المؤمنين ؟ قلت : بلى ولكني رأيت حاله فأحببت أن أنظر إليه فأسمع منه حديثا ، فاستأذن لي رحمك الله فدخل ولم يلبث أن خرج فقال لي : ادخل ، فدخلت فإذا أمير المؤمنين معصب بعصابة وقد علت صفرة وجهه على تلك العصابة وإذا هو يرفع فخذا ويضع أخرى من شدة الضربة وكثرة السم . . . .


    نقل وصية أبيه
    قال الطوسي : حدثنا أبو عبد الله محمد بن محمد بن النعمان في شهر رمضان سنة تسع وأربعمائة ، قال : حدثنا أبو حفص عمر بن محمد بن علي الصيرفي ، المعروف بابن الزيات ، قال : حدثنا أبو علي محمد بن همام الإسكافي ، قال : حدثنا جعفر بن محمد بن مالك ، قال : حدثنا أحمد بن سلامة الغنوي ، قال : حدثنا محمد بن الحسين العامري ، قال : حدثنا أبو معمر ، عن أبي بكر بن عياش ، عن الفجيع العقيلي ، قال : حدثني الحسن بن علي بن أبي طالب ، قال : لما حضرت والدي الوفاة أقبل يوصي ، فقال : هذا ما أوصى به علي بن أبي طالب أخو محمد رسول الله وابن عمه وصاحبه ، أول وصيتي إني أشهد ان لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسوله وخيرته اختاره بعلمه وارتضاه لخيرته ، وأن الله باعث من في القبور ، وسائل الناس عن أعمالهم عالم بما في الصدور . . . .
    قوله في عمر أبيه عند شهادته
    قال الطبري : وحدثت عن مصعب بن عبد الله ، قال : كان الحسن بن علي يقول : قتل أبي وهو ابن ثمان وخمسين سنة . 1 - الأمالي : 7 ح 8 ، كشف الغمة 1 : 535 ، الفصول المهمة : 128 وفيه تفصيل وصيته ، وسائل الشيعة 3 : 90 ح 19 و 18 : 331 ح 42 ، مستدرك الوسائل 1 : 130 ح 176 مع اختلاف يسير
    2 - تاريخ الطبري 3 : 160 والمشهور انه استشهد وهو ابن ثلاث وستين سنة .
    3 - بحار الأنوار 42 : 294 .



  8. #18
    من المشرفين القدامى
    ابو منتظر
    معجزاته
    قال الصفار القمي : حدثنا الهيثم النهدي ، عن إسماعيل بن مروان ، عن عبد الله الكناسي ، عن أبي عبد الله قال : خرج الحسن بن علي بن أبي طالب في بعض عمره ومعه رجل من ولد الزبير كان يقول بإمامته قال فنزلوا في منهل من تلك المناهل ، قال نزلوا تحت نخل يابس فقد يبس من العطش قال : ففرش للحسن تحت نخلة وللزبيري بحذائه تحت نخلة أخرى قال : فقال الزبيري : ورفع رأسه لو كان في هذا النخل رطب لأكلنا منه قال : فقال له الحسن : وإنك لتشتهي الرطب قال نعم فرفع الحسن يده إلى السماء فدعا بكلام لم يفهمه الزبيري فاخضرت النخلة ثم صارت إلى حالها وفارقت وحملت رطبا قال : فقال له الجمال الذي اكتروا منه ، سحر والله قال : فقال له الحسن : ويلك ليس بسحر ولكن دعوة ابن النبي مجابة قال : فصعدوا إلى النخلة حتى يصرموا مما كان فيها فأكفاهم . إخراجه ثمانين ناقة من الأرض
    قال الطبري : قال أبو جعفر : حدثنا أبو محمد سفيان ، عن أبيه ، عن الأعمش ، عن إبراهيم ، عن منصور ، قال : رأيت الحسن بن علي بن أبي طالب وقد خرج مع قوم يستسقون ، فقال للناس : أيما أحب إليكم : المطر أم البرد أم اللؤلؤ ؟ فقالوا : يا بن رسول الله ، ما أحببت .
    فقال : على أن لا يأخذ أحد منكم لدنياه شيئا فأتاهم بالثلاث . ورأيناه يأخذ الكواكب من السماء ، ثم يرسلها ، فتطير كما تطير العصافير إلى مواضعها .
    روى ابن شهر آشوب : عن محمد الفتال النيسابوري في " المؤنس الحزين " بالإسناد ، عن عيسى بن الحسن عن الصادق : قال بعضهم : للحسن بن علي في إحتماله الشدائد عن معاوية فقال : كلاما معناه : لو دعوت الله تعالى لجعل العراق شاما والشام عراقا وجعل المرأة رجلا والرجل امرأة فقال الشامي : ومن يقدر على ذلك ؟ فقال : إنهضي ألا تستحين أن تقعدي بين الرجال ، فوجد الرجل نفسه امرأة ثم قال : وصارت عيالك رجلا وتقاربك وتحمل عنها وتلد ولدا خنثى فكان كما قال ، ثم إنهما تابا وجاءا إليه فدعا الله تعالى فعادا إلى الحالة الأولى .
    قال ابن حمزة : وجدت في بعض كتب أصحابنا الثقات رضي الله عنهم إن رجلا من أهل الشام أتى الحسن ومعه زوجته ، فقال : يا ابن أبي تراب - وذكر بعد ذلك كلاما نزهت عن ذكره - إن كنتم في دعواكم صادقين فحولني امرأة وحول امرأتي رجلا ، كالمستهزىء في كلامه ، فغضب ، ونظر إليه شزرا [ وحرك شفتيه ] ودعا بما لم يفهم ، ثم نظر إليهما ، وأحد النظر ، فرجع الشامي إلى نفسه وأطرق خجلا ووضع يده على وجهه ، ثم ولى مسرعا وأقبلت امرأته ، وقالت : والله إني صرت رجلا .
    وذهبا حينا من الزمان ، ثم عادا إليه وقد ولد لهما مولود ، وتضرعا إلى الحسن تائبين ومعتذرين مما فرطا فيه ، وطلبا منه انقلابهما إلى حالتهما الأولى ، فأجابهما إلى ذلك ، ورفع يده ، وقال : أللهم إن كانا صادقين في توبتيهما فتب عليهما ، وحولهما إلى ما كانا عليه فرجعا إلى ذلك لا شك فيه ولا شبهة .
    قال الصفار القمي : حدثنا محمد بن عيسى ، عن محمد بن سنان ، عن عمار بن مروان ، عن سماعة قال : دخلت على أبي عبد الله وأنا أحدث نفسي فرآني فقال : مالك تحدث نفسك تشتهي أن ترى أبا جعفر قلت : نعم قال : قم فأدخل البيت فإذا هو أبو جعفر .
    قال : أتى قوم من الشيعة الحسن بن علي بعد قتل أمير المؤمنين فسألوه فقال : تعرفون أمير المؤمنين إذا رأيتموه ؟ قالوا : نعم .
    قال : فارفعوا الستر فعرفوه فإذا هم بأمير المؤمنين لا ينكرونه وقال أمير المؤمنين : يموت من مات منا وليس بميت ، ويبقى من بقي منا حجة عليكم .
    قال الطبري : حدثنا إسماعيل بن جعفر بن كثير ، قال حدثنا محمد بن محرز بن يعلى ، عن أبي أيوب الواقدي ، عن محمد بن هامان ، قال : رأيت الحسن بن علي ينادي الحيات فتجيبه ويلفها على يده وعنقه ويرسلها ، قال : فقال رجل من ولد عمر : أنا أفعل ذلك فأخذ حية فلفها على يده فهرمته حتى مات .
    وقال أيضا : وروى علي بن أبي حمزة ، عن علي بن معمر ، عن أبيه ، عن جابر ، عن أبي جعفر ، قال : جاء أناس إلى الحسن فقالوا له : أرنا ما عندك من عجائب أبيك التي كان يريناها .
    قال : وتؤمنون بذلك ؟ قالوا كلهم : نعم ، نؤمن به والله .
    قال : فأحيا له ميتا بإذن الله ( تعالى ) ، فقالوا بأجمعهم : نشهد أنك ابن أمير المؤمنين حقا وأنه كان يرينا مثل هذا كثيرا .
    روى الراوندي : عن سعد بن عبد الله : حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى : حدثنا علي بن محمد ، عن علي بن معمر ، عن أبيه ، عن جابر الجعفي ، عن أبي جعفر قال : جاء ناس إلى الحسن بن علي فقالوا : أرنا بعض ما عندك من عجائب أبيك الذي كان يريناها .
    فقال : أتؤمنون بذلك ؟ قالوا : نعم ، نؤمن به والله .
    قال : أليس تعرفون أمير المؤمنين ؟ قالوا : بلى كلنا نعرفه .
    قال : فرفع لهم جانب الستر وقال : أتعرفون [ هذا الجالس ] ؟ قالوا بأجمعهم : هذا - والله - أمير المؤمنين ، ونشهد أنك ابنه ، وأنه [ كان ] يرينا مثل ذلك كثيرا .
    وروى أيضا : عن فرات بن أحنف ، عن يحيى بن أم الطويل ، عن رشيد الهجري ، قال : دخلنا على أبي محمد بعد مضي أبيه أمير المؤمنين فتذاكرنا له شوقنا إليه فقال الحسن : أتريدون أن تروه ؟ قلنا : نعم وأنى لنا بذلك وقد مضى لسبيله ! فضرب بيده إلى ستر كان معلقا على باب في صدر المجلس ، فرفعه فقال : أنظروا من في هذا البيت .
    فإذا أمير المؤمنين جالس كأحسن ما رأيناه في حياته فقال : هو هو .
    ثم خلى الستر من يده فقال بعضنا : هذا [ الذي رأيناه ] من الحسن كالذي نشاهد من دلائل أمير المؤمنين ومعجزاته .
    قال الطبري : حدثنا سفيان ، عن أبيه ، عن الأعمش ، عن سويد الأزرق ، عن سعد بن منقذ ، قال : رأيت الحسن بن علي بمكة وهو يتكلم بكلام ، وقد رفع البيت - أو قال : حول - فتعجبنا منه ، فكنا نحدث ولا نصدق ، حتى رأيناه في المسجد الأعظم بالكوفة ، فحدثناه : يا بن رسول الله ألست فعلت كذا وكذا ؟ ! فقال : لو شئت لحولت مسجدكم هذا إلى فم بقة وهو ملتقى النهرين : نهر الفرات ، والنهر الأعلى .
    فقلنا : افعل ففعل ذلك ، ثم رده ، فكنا نصدق بعد ذلك بالكوفة بمعجزاته .
    وقال أيضا : حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد ، والليث بن محمد بن موسى الشيباني ، قالا : أخبرنا إبراهيم بن كثير ، عن محمد بن جبرئيل ، قال : رأيت الحسن ابن علي وقد استسقى ماء ، فأبطأ عليه الرسول ، فاستخرج من سارية المسجد ماء فشرب وسقى أصحابه ، ثم قال : لو شئت لسقيتكم لبنا وعسلا .
    فقلنا : فاسقنا .
    فسقانا لبنا وعسلا من سارية المسجد ، مقابل الروضة التي فيها قبر فاطمة .
    وأيضا : حدثنا سفيان ، عن وكيع ، عن الأعمش ، عن قدامة بن رافع ، عن أبي الأحوص مولى سلمة ، قال : إني مع الحسن بعرفات ، ومعه قضيب وهناك اجراء يحرثون ، فكلما هموا بالماء أجبل عليهم ، فضرب بقضيبه إلى الصخرة ، فنبع لهم منها ماء ، واستخرج لهم طعاما .
    وقال أيضا : حدثنا أبو محمد سفيان ، عن وكيع ، عن الأعمش ، عن سهل بن أبي إسحاق ، عن كدير بن أبي كدير ، قال : شهدت الحسن بن علي وهو يأخذ الريح فيحبسها في كفه ، ثم يقول : أين تريدون أن أرسلها ؟ فيقولون : نحو بيت فلان وفلان . فيرسلها ثم يدعوها فترجع .
    وقال أيضا : حدثنا أبو محمد ، قال : حدثنا وكيع ، عن الأعمش ، عن مروان ، عن جابر ، قال : رأيت الحسن بن علي وقد علا في الهواء ، وغاب في السماء فأقام بها ثلاثا ثم نزل بعد الثلاث وعليه السكينة والوقار فقال : بروح آبائي نلت ما نلت .
    وقال أيضا : حدثنا سفيان ، عن أبيه ، عن الأعمش ، عن أبي بريدة ، عن محمد بن حجارة ، قال : رأيت الحسن بن علي ( عليهما السلام ) وقد مرت به صريمة من الظباء ، فصاح بهن فأجابته كلها بالتلبية حتى أتت بين يديه .
    فقلنا : يا بن رسول الله ، هذا وحش ، فأرنا آية من أمر السماء .
    فأومأ نحو السماء ، ففتحت الأبواب ، ونزل نور حتى أحاط بدور المدينة ، وتزلزلت الدور حتى كادت أن تخرب . فقلنا : يا بن رسول الله ردها .
    فقال لي : نحن الأولون والآخرون ، ونحن الآمرون ، ونحن النور ، ننور الروحانيين ، ننور بنور الله ونروح بروحه ، فينا مسكنه ، وإلينا معدنه ، الآخر منا كالأول والأول كالآخر .
    روى ابن حمزة : عن علي بن رئاب ، قال : سمعت أبا عبد الله يحدث عن آبائه إنه أتى آت الحسن بن علي ، فقال : ما عجز عنه موسى من مسألة الخضر ، فقال : من الكنز الأعظم .
    ثم ضرب بيده على منكب الرجل فقال : " ايه " ثم ركض ما بين يديه ، فانفلق عن إنسانين على صخرة ، يرتفع منهما بخار أشد نتنا من الخبال وفي عنق كل واحد منهما سلسلة وشيطان مقرون به ، وهما يقولان : يا محمد ، يا محمد . والشيطانان يردان عليهما : كذبتما .
    ثم قال : " انطبقي عليهما إلى الوقت المعلوم الذي لا يقدم ولا يؤخر " وهو خروج القائم المنتظر ، فقال الرجل : سحر .
    ثم ولى على أن يخبر بضد ذلك فخرس .

  9. #19
    من المشرفين القدامى
    ابو منتظر
    استنفاره الناس إلى صفين
    روى ابن أبي الحديد : قال نصر : خطب علي في الجهاد واستنفار الناس إلى الصفين ، ثم قام ابنه الحسن بن علي ، فقال : الحمد لله لا إله غيره ولا شريك له . ثم قال : إن مما عظم الله عليكم من حقه ، وأسبغ عليكم من نعمه ما لا يحصي ذكره ؛ ولا يؤدي شكره ، ولا يبلغه قول ولا صفة ؛ ونحن إنما غضبنا لله ولكم ؛ إنه لم يجتمع قوم قط على أمر واحد إلا إشتد أمرهم ، واستحكمت عقدتهم . فاحتشدوا في قتال عدوكم معاوية وجنوده ، ولا تخاذلوا ، فإن الخذلان يقطع نياط القلوب ؛ وإن الاقدام على الأسنة نخوة وعصمة ، لم يتمنع [ يمتنع ] قوم قط إلا رفع الله عنهم العلة ، وكفاهم جوائح الذلة ، وهداهم إلى معالم الملة ، ثم أنشد : والصلح تأخذ منه ما رضيت به * والحرب يكفيك من أنفاسها جرع دوره في صفين . - روى الطبرسي : إن أمير المؤمنين يطوف بين الصفين بصفين في غلالة قال له الحسن ابنه : ما هذا زي الحرب ، فقال : يا بني إن أباك لا يبالي وقع على الموت أو وقع الموت عليه .
    - قال الإربلي : وكان لعثمان مولى اسمه أحمر فخرج يطلب البراز فخرج إليه كيسان مولى علي فحمل عليه فقتله ، فقال علي : قتلني الله إن لم أقتلك ، ثم حمل عليه فاستقبله بالسيف فاتقى علي ضربته بالحجفة ، ثم قبض ثوبه وأقلعه من سرجه وضرب به الأرض فكسر منكبيه وعضديه ، ودنا منه أهل الشام فما زاده قربهم اسراعا فقال له ابنه الحسن : ما ضرك لو سعيت حتى تنتهي إلى أصحابك ؟ فقال : يا بني إن لأبيك يوما لن يعدوه ولا يبطئ به عنه السعي ، ولا يعجل به إليه المشي وإن أباك والله لا يبالي أوقع على الموت أم وقع الموت عليه .
    - قال الخوارزمي : في واقعة صفين : وقتل الأشتر من [ قوم ] عك خلقا كثيرا ، وفقد أهل العراق أمير المؤمنين وساءت الظنون وقالوا : لعله قتل ، فعلا البكاء والنحيب ، ونهاهم الحسن من ذلك وقال : إن علمت الأعداء ذلك منكم ، اجترؤا عليكم وأن أمير المؤمنين أخبرني بأن قتله يكون بالكوفة ، وكانوا على ذلك إذ أتاهم شيخ يبكي وقال : قتل أمير المؤمنين وقد رأيته صريعا بين القتلى ، فكثر البكاء والإنتحاب ، فقال الحسن : يا قوم هذا الشيخ يكذب فلا تصدقوه وإن أمير المؤمنين قال : يقتلني رجل من مراد في كوفتكم هذه .
    - قال ابن سعد : أخبرنا محمد بن عمر قال : حدثني عمر بن محمد بن عمر ، عن عبد الله بن محمد ابن عقيل ، عن سعد أبي الحسن مولى الحسن بن علي قال : خرجت مع الحسن بن علي ليلة بصفين في خمسين رجلا من همدان يريد أن يأتي عليا ، وكان يومنا يوما قد عظم فيه الشر بين الفريقين ، فمررنا برجل أعور من همدان يدعى مذكورا قد شد مقود فرسه برجل رجل مقتول فوقف الحسن بن علي على الرجل فسلم ثم قال : من أنت ؟ فقال : رجل من همدان ، فقال له الحسن : ما تصنع ها هنا ؟ فقال : أضللت أصحابي في هذا المكان في أول الليل فأنا أنتظر رجعتهم . قال : ما هذا القتيل ؟ قال : لا أدري غير أنه كان شديدا علينا يكشفنا كشفا شديدا وبين ذلك يقول أنا الطيب بن الطيب ، وإذا ضرب قال : أنا ابن الفاروق ، فقتله الله بيدي . فنزل الحسن إليه فإذا عبيد الله بن عمر وإذا سلاحه بين يدي الرجل فأتى به عليا فنفله على سلبه وقومه أربعة آلاف .

  10. #20
    من المشرفين القدامى
    ابو منتظر
    أجوبته لملك الروم ، والشامي
    قال علي بن إبراهيم : حدثني الحسين ، عن عبد الله السكيني ، عن أبي سعيد البجلي ، عن عبد الملك بن هارون عن أبي عبد الله ، عن آبائه قال : لما بلغ أمير المؤمنين أمر معاوية وأنه في مائة ألف قال : من أي القوم ؟ قالوا : من أهل الشام قال : لا تقولوا من أهل الشام ولكن قولوا من أهل الشوم من أهل مصر لعنوا على لسان داود فجعل الله منهم القردة والخنازير . ثم كتب إلى معاوية لا تقتل الناس بيني وبينك ولكن هلم إلى المبارزة فإن أنا قتلتك فإلى النار أنت وتستريح الناس منك ومن ضلالتك وإن أنت قتلتني فأنا في الجنة وتغمد عنك السيف الذي لا يسعني غمده حتى أرد مكرك وخديعتك وبدعتك وأنا الذي ذكر الله اسمه في التوراة والإنجيل بموازرة رسول الله وأنا أول من بايع رسول الله تحت الشجرة في قوله تعالى : ( لقد رضى الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة ) .
    فلما قرأ معاوية كتابه وعنده جلساؤه قالوا : قد والله أنصفك قال معاوية : والله ما أنصفني والله لأرمينه بمائة ألف سيف من أهل الشام من قبل أن يصل إلي ، والله ما أنا من رجاله ولقد سمعت رسول الله يقول : والله يا علي لو بارزك أهل المشرق والمغرب لقتلتهم أجمعين . فقال رجل من القوم : فما يحملك يا معاوية على قتال من تعلم وتخبر فيه عن رسول الله بما تخبر ما أنت ونحن في قتاله إلا على ضلالة فقال : إنما هذا بلاغ من الله ورسالاته والله ما أستطيع أنا وأصحابي رد ذلك حتى يكون هو ما كائن ( ما كان - خ ) قال : وبلغ ذلك ملك الروم وأخبر أن رجلين قد خرجا يطلبان الملك فسأل من أين خرجا ؟ فقيل له : رجل بالكوفة ورجل بالشام فأمر الملك وزراءه فقال تخللوا هل تصيبون من تجار العرب من يصفهما لي فأتي برجلين من تجار الشام ورجلين من تجار مكة فسألهم من صفتهما فوصفوهما له ثم قال لخزان بيوت خزائنه اخرجوا إلي الأصنام فأخرجوها فنظر إليها فقال الشامي ضال والكوفي هاد .
    ثم كتب إلى معاوية أن ابعث إلي أعلم أهل بيتك وكتب إلى أمير المؤمنين أن ابعث إلي أعلم أهل بيتك فأسمع منهما ثم أنظر في الإنجيل كتابنا ثم أخبركما من أحق بهذا الأمر وخشي على ملكه فبعث معاوية يزيد ابنه وبعث أمير المؤمنين ، الحسن ابنه فلما دخل يزيد على الملك أخذ بيده فقبلها ثم قبل رأسه ثم دخل عليه الحسن بن علي صلوات الله عليهما فقال : الحمد لله الذي لم يجعلني يهوديا ولا نصرانيا ولا مجوسيا ولا عابد الشمس والقمر ولا الصنم والبقر وجعلني حنيفا مسلما ولم يجعلني من المشركين تبارك الله رب العرش العظيم والحمد لله رب العالمين . ثم جلس لا يرفع بصره فلما نظر ملك الروم إلى الرجلين أخرجهما ثم فرق بينهما ثم بعث إلى يزيد فأحضره ثم أخرج من خزائنه ثلاثمائة وثلاث عشر صندوقا فيها تماثيل الأنبياء وقد زينت بزينة كل نبي مرسل فأخرج صنما فعرضه على يزيد فلم يعرفه ثم عرضه عليه صنما صنما فلا يعرف منها شيئا ولا يجيب منها بشيء ثم سأله عن أرزاق الخلائق وعن أرواح المؤمنين أين تجتمع وعن أرواح الكفار أين تكون إذا ماتوا فلم يعرف من ذلك شيئا .
    ثم دعا الحسن بن علي فقال : إنما بدأت بيزيد بن معاوية كي يعلم أنك تعلم ما لا يعلم ويعلم أبوك ما لا يعلم أبوه فقد وصف لي أبوك وأبوه فنظرت في الإنجيل فرأيت فيه محمدا رسول الله والوزير عليا ونظرت في الأوصياء فرأيت فيها أباك وصي محمد .
    فقال له الحسن : سلني عما بدا لك مما تجده في الإنجيل وعما في التوراة وعما في القرآن أخبرك به إن شاء الله تعالى فدعا الملك بالأصنام فأول صنم عرض عليه في صفة القمر فقال الحسن : صفة آدم أبو البشر ، ثم عرض عليه آخر في صفة الشمس فقال الحسن : هذه صفة حواء أم البشر ، ثم عرض عليه آخر في صفة حسنة فقال : هذه صفة شيث بن آدم وكان أول من بعث وبلغ عمره في الدنيا ألف سنة وأربعين عاما ، ثم عرض عليه صنم آخر فقال : هذه صفة نوح صاحب السفينة وكان عمره ألفا وأربعمائة سنة ولبث في قومه ألف سنة إلا خمسين عاما ، ثم عرض عليه صنم آخر فقال : هذه صفة إبراهيم عريض الصدر طويل الجبهة ، أخرج إليه صنم آخر فقال : هذه صفة إسرائيل وهو يعقوب ، ثم أخرج إليه صنم آخر فقال : هذه صفة إسماعيل ، ثم أخرج إليه صنم آخر فقال : هذه صفة يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم ، ثم أخرج إليه صنم آخر فقال : هذه صفة موسى بن عمران وكان عمره مائتين وأربعين سنة وكان بينه وبين إبراهيم خمسمائة عام ، ثم أخرج إليه صنم آخر فقال : هذه صفة داود صاحب الحرب ، ثم أخرج إليه صنم آخر فقال : هذه صفة شعيب ثم زكريا ثم يحيى ثم عيسى بن مريم روح الله وكلمته وكان عمره في الدنيا ثلاثة وثلاثون سنة ثم رفعه الله إلى السماء ويهبط إلى الأرض بدمشق وهو الذي يقتل الدجال ، ثم عرض عليه صنم صنم فيخبر باسم نبي نبي ، ثم عرض عليه الأوصياء والوزراء فكان يخبرهم باسم وصي وصي ووزير وزير ، ثم عرض عليه أصنام بصفة الملوك فقال الحسن : هذه أصنام لم نجد صفتها في التوراة ولا في الإنجيل ولا في الزبور ولا في القرآن فلعلها من صفة الملوك فقال الملك : أشهد عليكم يا أهل بيت محمد إنكم قد أعطيتم علم الأولين والآخرين وعلم التوراة والإنجيل والزبور وصحف إبراهيم وألواح موسى ، ثم عرض عليه صنم يلوح فلما نظر إليه بكى بكاء شديدا فقال له الملك : ما يبكيك فقال : هذه صفة جدي محمد كث اللحية عريض الصدر طويل العنق عريض الجبهة أقنى الأنف أفلج الأسنان حسن الوجه قطط الشعر طيب الريح حسن الكلام فصيح اللسان كان يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر بلغ عمره ثلاث وستين سنة ولم يخلف بعده إلا خاتما مكتوب عليه لا إله إلا الله محمد رسول الله وكان يتختم بيمينه وخلف سيفه ذو الفقار وقضيبه وجبة صوف وكساء صوف كان يتسرول به لم يقطعه ولم يخطه حتى لحق بالله .
    فقال الملك : إنا نجد في الإنجيل أنه يكون له ما يتصدق على سبطيه فهل كان ذلك فقال له الحسن : قد كان ذلك فقال الملك : فبقى لكم ذلك ؟ فقال : لا ، فقال الملك : لهذه أول فتنة هذه الأمة عليها ثم على ملك نبيكم واختيارهم على ذرية نبيهم منكم القائم بالحق الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر قال : ثم سأل الملك الحسن عن سبعة أشياء خلقها الله لم تركض في رحم فقال الحسن : أول هذا آدم ، ثم حواء ، ثم كبش إبراهيم ثم ناقة صالح ثم إبليس الملعون ثم الحية ثم الغراب التي ذكرها الله في القرآن . ثم سأله عن أرزاق الخلائق فقال الحسن : أرزاق الخلائق في السماء الرابعة تنزل بقدر وتبسط بقدر .
    ثم سأله عن أرواح المؤمنين أين يكونون إذا ماتوا ؟ قال : تجتمع عند صخرة بيت المقدس في كل ليلة الجمعة وهو عرش الله الأدنى منها يبسط الله الأرض وإليه يطويها ومنها المحشر ومنها استوى ربنا إلى السماء والملائكة . ثم سأله عن أرواح الكفار أين تجتمع قال : تجتمع في وادي حضرموت وراء مدينة اليمن ثم يبعث الله نارا من المشرق ونارا من المغرب ويتبعهما بريحين شديدتين فيحشر الناس عند صخرة بيت المقدس فيحشر أهل الجنة عن يمين الصخرة ويزلف الميعاد وتصير جهنم عن يسار الصخرة في تخوم الأرضين السابعة وفيها الفلق والسجين فتفرق الخلائق من عند الصخرة فمن وجبت له الجنة دخلها ومن وجبت له النار دخلها وذلك قوله : ( فريق في الجنة وفريق في السعير ) .
    فلما أخبر الحسن بصفة ما عرض عليه من الأصنام وتفسير ما سأله التفت الملك إلى يزيد بن معاوية وقال : أشعرت أن ذلك علم لا يعلمه إلا نبي مرسل أو وصي موازر قد أكرمه الله بموازرة نبيه أو عترة نبي مصطفى وغيره المعادي فقد طبع الله على قلبه وآثر دنياه على آخرته أو هواه على دينه وهو من الظالمين .
    قال : فسكت يزيد وخمد ، قال : فأحسن الملك جائزة الحسن وأكرمه وقال : له أدع ربك حتى يرزقني دين نبيك فإن حلاوة الملك قد حالت بيني وبين ذلك وأظنه شقاء مرديا وعذابا أليما .
    قال : فرجع يزيد إلى معاوية وكتب إليه الملك أنه يقال من آتاه الله العلم بعد نبيكم وحكم بالتوراة وما فيها والإنجيل وما فيه والزبور وما فيه والفرقان وما فيه فالحق والخلافة له . وكتب إلى علي أن الحق والخلافة لك وبيت النبوة فيك وفي ولدك فقاتل من قاتلك يعذبه الله بيدك ثم يخلده الله نار جهنم فإن من قاتلك نجده في الإنجيل أن عليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين وعليه لعنة أهل السماوات والأرضين .
    - قال الحراني : بعث معاوية رجلا متنكرا يسأل أمير المؤمنين عن مسائل سأله عنها ملك الروم فلما دخل الكوفة وخاطب أمير المؤمنين أنكره فقرره فاعترف له بالحال فقال أمير المؤمنين : قاتل الله ابن آكلة الأكباد ما أضله وأضل من معه ، قاتله الله لقد أعتق جارية ما أحسن أن يتزوجها ، حكم الله بيني وبين هذه الأمة قطعوا رحمي وصغروا عظيم منزلتي وأضاعوا أيامي .
    علي بالحسن والحسين ومحمد ، فدعوا ، فقال : يا أخا أهل الشام هذان ابنا رسول الله وهذا ابني فأسئل أيهم أحببت ، فقال الشامي : أسئل هذا ، يعني الحسن ثم قال : كم بين الحق والباطل ؟ وكم بين السماء والأرض ؟ وكم بين المشرق والمغرب ؟ وعن هذا المحو الذي في القمر وعن قوس قزح ، وعن هذه المجرة ، وعن أول شيء انتضح على وجه الأرض ، وعن أول شيء اهتز عليها وعن العين التي تأوي إليها أرواح المؤمنين والمشركين وعن المؤنث [ الخنثى ] وعن عشرة أشياء بعضها أشد من بعض ؟ فقال الحسن : يا أخا أهل الشام بين الحق والباطل أربع أصابع ؛ ما رأيت بعينيك فهو الحق وقد تسمع بأذنيك باطلا كثيرا .
    وبين السماء والأرض دعوة المظلوم ومد البصر فمن قال غير هذا فكذبه وبين المشرق والمغرب يوم مطرد للشمس تنظر إلى الشمس حين تطلع وتنظر إليها حين تغرب من قال غير هذا فكذبه . وأما هذه المجرة فهي أشراج السماء مهبط الماء المنهمر على نوح .
    وأما قوس قزح : فلا تقل : قزح فإن قزح شيطان ولكنها قوس الله وأمان من الغرق .
    وأما المحو الذي في القمر فإن ضوء القمر كان مثل ضوء الشمس فمحاه الله .
    وقال في كتابه : ( فمحونا آية الليل وجعلنا آية النهار مبصرة ) .
    وأما أول شيء انتضح على وجه الأرض فهو وادي دلس .
    وأما أول شيء اهتز على وجه الأرض فهي النخلة . وأما العين التي تأوي إليها أرواح المؤمنين فهي عين يقال : لها سلمى .
    وأما العين التي تأوي إليها أرواح الكافرين فهي عين يقال لها : برهوت .
    وأما المؤنث فإنسان لا يدري امرأة هو أو رجل فينتظر به الحلم ، فإن كانت امرأة بانت ثدياها وإن كان رجلا خرجت لحيته وإلا قيل له يبول على الحائط فإن أصاب الحائط بوله فهو رجل وإن نكص كما ينكص بول البعير فهي امرأة .
    وأما عشرة أشياء بعضها أشد من بعض : فأشد شيء خلق الله الحجر وأشد من الحجر الحديد وأشد من الحديد النار وأشد من النار الماء وأشد من الماء السحاب وأشد من السحاب الريح وأشد من الريح الملك وأشد من الملك ملك الموت وأشد من ملك الموت الموت وأشد من الموت أمر الله . قال الشامي : أشهد أنك ابن رسول الله وأن عليا وصي محمد ثم كتب هذا الجواب ومضى به إلى معاوية وأنفذه معاوية إلى ابن الأصفر فلما أتاه قال : أشهد أن هذا ليس من عند معاوية ولا هو إلا من معدن النبوة .
    قال ابن شهر آشوب : كتب ملك الروم إلى معاوية يسأله عن ثلاث ، عن مكان بمقدار وسط السماء وعن أول قطرة دم وقعت على الأرض وعن مكان طلعت فيه الشمس مرة ؟ فلم يعلم ذلك فاستغاث بالحسن بن علي فقال : ظهر الكعبة ودم حواء وأرض البحر حين ضربه موسى .
    وعنه في جواب ملك الروم ما لا قبلة له فهي الكعبة وما لا قرابة له فهو الرب تعالى ، وسأل شامي الحسن بن علي فقال : كم بين الحق والباطل ؟ فقال : أربع أصابع فما رأيت بعينك فهو الحق وقد تسمع بأذنيك باطلا كثيرا وقال : كم بين الإيمان واليقين ؟ فقال : أربع أصابع الإيمان ما سمعناه واليقين ما رأيناه قال : وكم بين السماء والأرض ؟ قال دعوة المظلوم ومد البصر قال : كم بين المشرق والمغرب ؟ قال : مسيرة يوم للشمس .

صفحة 2 من 6 الأولىالأولى 1 234 ... الأخيرةالأخيرة
تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال