صفحة 5 من 6 الأولىالأولى ... 34 56 الأخيرةالأخيرة
النتائج 41 إلى 50 من 53
الموضوع:

موسوعة الامام الحسن بن علي (المجتبى) عليه السلام - الصفحة 5

الزوار من محركات البحث: 1303 المشاهدات : 6964 الردود: 52
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #41
    من المشرفين القدامى
    ابو منتظر
    تاريخ التسجيل: March-2013
    الدولة: نيبور
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 16,168 المواضيع: 4,113
    صوتيات: 164 سوالف عراقية: 2
    التقييم: 6186
    مزاجي: الحمدلله والشكرتمام
    المهنة: موظف حكومي
    أكلتي المفضلة: ارضئ بما قسم الله
    موبايلي: Nokia
    آخر نشاط: 1/September/2021
    الاتصال: إرسال رسالة عبر MSN إلى عماد الحمزاوي
    مقالات المدونة: 18
    قوله في شجاعة أبيه
    روى الراوندي : بإسناده عن موسى بن جعفر ، عن آبائه قال : قال الحسن بن علي : كان علي يباشر القتال بنفسه ولا يأخذ السلب . فضائل علي
    عن التفسير المنسوب إلى الإمام العسكري : قال الإمام : وقال الحسن بن علي : من دفع فضل أمير المؤمنين على جميع من بعد النبي فقد كذب بالتوراة والإنجيل والزبور وصحف إبراهيم وسائر كتب الله المنزلة ، فإنه ما نزل شيء منها إلا وأهم ما فيه بعد الأمر بتوحيد الله تعالى والإقرار بالنبوة : الاعتراف بولاية علي والطيبين من آله .
    قال ابن شهر آشوب : وطاف الحسن بن علي بالبيت فسمع رجلا يقول : هذا ابن فاطمة الزهراء فالتفت إليه فقال : قل علي بن أبي طالب فأبي خير من أمي .
    قال الإربلي : روى زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب عن أبيه قال : لما آخى رسول الله بين أصحابه آخى بين أبي بكر وعمر ، وبين طلحة والزبير ، وبين حمزة بن عبد المطلب وبين زيد بن حارثة ، وبين عبد الله بن مسعود وبين المقداد بن عمرو ، فقال علي : آخيت بين أصحابك وأخرتني ؟ فقال : ما أخرتك إلا لنفسي .
    اسم علي بن أبي طالب في القرآن

    روى المجلسي : عن الحسن بن علي إنه قال للوليد : كيف تشتم عليا وقد سماه الله مؤمنا في عشر آيات وسماك فاسقا .

  2. #42
    من المشرفين القدامى
    ابو منتظر
    كلماته في أمه فاطمة الزهراء
    روى الصدوق : عن علي بن محمد بن الحسن القزويني ، عن محمد بن عبد الله الحضرمي ، عن جندل بن والق عن محمد بن عمر المازني ، عن عباد الكلبي ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن علي بن الحسين عن فاطمة الصغرى ، عن الحسين بن علي ، عن أخيه الحسن بن أبي طالب قال : رأيت أمي فاطمه قامت في محرابها ليلة جمعتها فلم تزل راكعة ساجدة حتى اتضح عمود الصبح وسمعتها تدعو للمؤمنين والمؤمنات وتسميهم وتكثر الدعاء لهم ولا تدعو لنفسها بشيء فقلت لها : يا أماه لم لا تدعين لنفسك كما تدعين لغيرك ؟ فقالت : يا بني الجار ثم الدار . قال الحر العاملي : [ روي ] عن الحسن بن علي : إن عليا غسل فاطمة .
    قال ابن عبد ربه : وفد الحسن بن علي على معاوية ، فقال عمرو لمعاوية ، يا أمير المؤمنين ، إن الحسن لفة ، فلو حملته على المنبر فتكلم وسمع الناس كلامه عابوه وسقط من عيونهم . ففعل ، فصعد المنبر وتكلم وأحسن ؛ ثم قال : أيها الناس ، لو طلبتم ابنا لنبيكم ما بين لابتيها لم تجدوه غيري وغير أخي . ( وإن أدري لعله فتنة لكم ومتاع إلى حين ) . فساء ذلك عمرو وأراد أن يقطع كلامه ، فقال له : أبا محمد ، اتصف الرطب ؟ فقال : أجل ، تلقحه الشمال وتخرجه الجنوب ، وتنضجه الشمس ، ويصبغه القمر .
    قال : يا أبا محمد ، هل تنعت الخراءة ؟ قال : نعم ، تبعد المشي في الأرض الصحصح حتى تتوارى من القوم ، ولا تستقبل القبلة ولا تستدبرها ولا تستنج بالقمة والرمة - يريد الروث والعظم - ولا تبل في الماء الراكد .
    قال الإربلي : وقيل له فيك عظمة ، قال : لا بل في عزة قال الله تعالى : ( ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ) .
    وفي رواية إنه قال رجل للحسن إن فيك كبرا فقال : كلا ، الكبر لله وحده ولكن في عزة .
    وقال أيضا : أتاه رجل فقال : إن فلانا يقع فيك ؟ فقال : ألقيتني في تعب أريد الآن أن أستغفر الله لي وله .
    قال اليعقوبي : قال معاوية : ما تكلم عندي أحد كان أحب إلي إذا تكلم أن لا يسكت من الحسن بن علي ، وما سمعت منه كلمة فحش قط إلا مرة ، فانه كان بين الحسن بن علي وبين عمرو بن عثمان بن عفان خصومة في أرض ، فعرض الحسن بن علي أمرا لم يرضه عمرو ، فقال الحسن : ليس له عندنا إلا ما أرغم أنفه فهذه أشد كلمة فحش سمعتها منه قط .

  3. #43
    من المشرفين القدامى
    ابو منتظر
    كلامه في المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف
    قال الخزاز القمي : حدثنا علي بن محمد ، قال حدثنا محمد بن عمر القاضي الجعابي ، قال حدثني أحمد بن واقد ، عن إبراهيم بن عبد الله بن عبد الحميد ، عن أبي ضمرة ، عن عباية ، عن الأصبغ قال : سمعت الحسن بن علي يقول : الأئمة بعد رسول الله إثنا عشر ، تسعة من صلب أخي الحسين ، ومنهم مهدي هذه الأمة . وقال أيضا : حدثنا الحسين بن علي [ قال حدثنا هارون بن موسى ، قال حدثنا محمد بن همام ] قال حدثني جعفر بن مالك الفزاري ، قال : حدثني الحصين ، علي بن فرات ابن أحنف ، عن جابر بن يزيد الجعفي ، عن محمد بن علي الباقر ، عن علي بن الحسين زين العابدين ، قال : قال الحسن بن علي : الأئمة عدد نقباء بني إسرائيل ، ومنا مهدي هذه الأمة .
    ذكره علائم ظهور المهدي
    روى الطوسي : عن الفضل بن شاذان ، عن عبد الله بن جبلة ، عن أبي عمار ، عن علي بن أبي المغيرة ، عن عبد الله بن شريك العامري ، عن عميرة بنت نفيل ، قالت : سمعت الحسن بن علي يقول : لا يكون هذا الأمر الذي تنتظرون حتى يبرأ بعضكم من بعض ، ويلعن بعضكم بعضا ويتفل بعضكم في وجه بعض ، وحتى يشهد بعضكم بالكفر على بعض .
    قلت : ما في ذلك خير ؟ قال : الخير كله في ذلك ، عند ذلك يقوم قائمنا ، فيرفع ذلك كله .


  4. #44
    من المشرفين القدامى
    ابو منتظر
    الأحاديث الواردة عن الإمام الحسن في الأحكام
    باب الطهارة آداب الوضوء قال الدولابي : حدثني أحمد بن يحيى الصوفي ، حدثنا عبد الله بن سالم ، حدثنا حسين بن زيد ، عن أبيه ، عن الحسن بن علي : إن النبي كان إذا توضأ اتصل بموضع سجوده ما يسيله على موضع السجود .
    مبطلات الوضوء

    قال الدولابي : حدثنا أحمد بن يحيى ، حدثنا ضرار بن صرد ، حدثنا ابن فضيل ، عن محمد بن إسحاق ، عن أبيه ، عن الحسن بن علي : إن النبي دخل على فاطمة فناولته كتفا فأكل منها ولم يتوضأ .
    قال الطبراني : حدثنا محمد بن عبدوس بن كامل البغدادي ، حدثنا عبد الله بن عمرو بن أبان ، حدثنا محمد بن فضيل ، عن محمد بن إسحاق ، عن أبيه ، عن الحسن بن علي إنه دخل على رسول الله في بيت فاطمة ، فناولته كتف شاة مطبوخة ، فأكلها ثم قام يصلي ، فأخذت ثيابه فقالت : ألا توضأ يا رسول الله ؟ قال : " مم يا بنية ؟ " قالت : قد أكلت مما مسته النار قال : " إن أطهر طعامكم لما مسته النار " .
    دخوله الماء بثوب

    قال ابن شهر آشوب : [ روي ] عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال : دخل الحسن بن علي الفرات في بردة كانت عليه ، قال : فقلت له : لو نزعت ثوبك ، فقال لي : يا أبا عبد الرحمن إن للماء سكانا .
    آداب الكفن

    روى الكليني عن سهل بن زياد ، عن أيوب بن نوح عمن رواه عن أبي مريم الأنصاري ، عن أبي جعفر أن الحسن بن علي كفن أسامة بن زيد ببرد أحمر حبرة وأن عليا كفن سهل بن حنيف ببرد أحمر حبرة .
    القيام عند مرور الجنازة

    روى الحميري : عن الحسن بن ظريف ، عن الحسين بن علوان ، عن جعفر ، عن أبيه أن الحسن بن علي كان جالسا ومعه أصحاب له فمر بجنازة فقام بعض القوم ولم يقم الحسن ، فلما مضوا بها قال بعضهم : ألا قمت عافاك الله ؟ فقد كان رسول الله يقوم للجنازة إذا مروا بها عليه ، فقال الحسن : إنما قام رسول الله مرة واحدة ، وذلك أنه مر بجنازة يهودي وقد كان المكان ضيقا فقام رسول الله وكره أن تعلو رأسه .
    قال الدولابي : حدثنا الربيع بن سليمان المرادي ، أخبرنا عبد الله بن وهب ، أخبرني سليمان بن بلال ، حدثني جعفر بن محمد ، عن أبيه ، قال : كان الحسن بن علي جالسا في نفر فمر عليه بجنازة فقام الناس حين طلعت . فقال الحسن بن علي : إنه مر بجنازة يهودي ، وكان النبي على طريقها فقام حين طلعت ، كراهية أن تعلو رأسه .
    قال الطبراني : حدثنا إسحاق بن إبراهيم الدبري ، عن عبد الرزاق ، عن معمر ، عن أيوب ، عن محمد بن سيرين أن الحسن بن علي وابن عباس رضى الله عنهما كانا جالسين ، فمرت جنازة ، فقام أحدهما ولم يقم الآخر ، فقال أحدهما : ألم يقم رسول الله ؟ فقال الآخر : بلى ، ثم قعد .
    وقال أيضا : حدثنا علي بن عبد العزيز ، حدثنا عارم أبو النعمان ، حدثنا حماد بن زيد عن أيوب ، عن محمد بن سيرين ، قال : مرت جنازة بابن عباس والحسن بن علي فقام الحسن وقعد ابن عباس ، فقال الحسن : أليس قد قام النبي لجنازة يهودي أو يهودية مرت به ؟ فقال ابن عباس : بلى وجلس .
    باب الصلاة الصلاة خلوة بين الرب والعبد

    قال الديلمي : وكان الحسن يقول : يا ابن آدم من مثلك وقد خلى ربك بينه وبينك متى شئت أن تدخل إليه توضأت وقمت بين يديه ولم يجعل بينك وبينه حجابا ولا بوابا ، تشكو إليه همومك وفاقتك وتطلب منه حوائجك وتستعينه على أمورك . وكان يقول : أهل المسجد زوار الله وحق على المزور التحفة لزائره ، وروى إن المنتخم في المسجد يجد بها خزيا في وجهه يوم القيامة ، وكان الناس في المساجد ثلاثة أصناف : صنف في الصلاة ، وصنف في تلاوة القرآن ، وصنف في تعلم العلوم ، فأصبحوا : صنف في البيع والشراء ، وصنف في غيبة الناس ، وصنف في الخصومات وأقوال الباطل . وقال : ليعلم الذي ينتخم في القبلة أنه يبعث وهي في وجهه .
    وقال : يقول الله تعالى : المصلي يناجيني والمنفق يقرضني في الغنا والصائم يتقرب إلي .
    وقال : إن الرجلين يكونان في صلاة واحدة وبينهما مثل ما بين السماء والأرض من فضل الثواب .
    استحباب الصلاة في الثوب الجديد

    قال العياشي : عن خيثمة بن أبي خيثمة قال : كان الحسن بن علي إنه كان إذا قام إلى الصلاة لبس أجود ثيابه فقيل له يا بن رسول الله لم تلبس أجود ثيابك فقال : إن الله جميل يحب الجمال فأتجمل لربي وهو يقول : ( خذوا زينتكم عند كل مسجد ) فأحب أن ألبس أجمل ثيابي .
    صلاة النهار عجماء

    وقال الصدوق : أخبرنا أبو الحسين محمد بن هارون الزنجاني ، قال : حدثنا على بن عبد العزيز ، عن القاسم بن سلام إنه ، قال : العجماء هي البهيمة وإنما سميت عجماء لأنها لا تتكلم وكل من لا يقدر على الكلام فهو عجم ومستعجم ومنه قول الحسن " صلاة النهار عجماء " .
    ثواب الجلوس بعد صلاة الصبح

    روى الطوسي : عن محمد بن علي بن محبوب ، عن أحمد ، عن أبيه ، عن عبد الله بن المغيرة ، عن السكوني ، عن أبي عبد الله ، عن أبيه عن الحسن بن على إنه ، قال : من صلى فجلس في مصلاه إلى طلوع الشمس كان له سترا من النار .
    الصلاة بين يدي الطائفين
    قال الطبراني : حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي ، حدثنا مصرف بن عمرو اليامي ، حدثنا عبد الرحمن بن محمد بن طلحة ، عن أبيه ، عن ياسين الزيات أبي معاذ ، عن أبي عبد الله المكي ، عن عبد الله بن الحسن بن الحسن عن أبيه عن جده : إن رسول الله صلى والرجال والنساء يطوفون بين يديه بغير سترة مما يلي الحجر الأسود .
    قرائته سورة إبراهيم في خطبة الجمعة

    قال ابن عساكر : أخبرنا أبو بكر الأنصاري ، أنبأنا أبو محمد العدل ، أنبأنا محمد بن العباس ، أنبأنا أبو الحسن الخشاب ، أنبأنا الحسين بن محمد ، أنبأنا محمد بن سعد ، أنبأنا الفضل ابن دكين ، أنبأنا شريك عن عاصم ، عن أبي زرين ، قال : خطبنا الحسن بن علي يوم الجمعة فقرأ [ سورة ] إبراهيم على المنبر حتى ختمها .
    - قال سيد بن طاووس : ذكر صلاة لمولانا الحسن بن مولانا علي بن أبي طالب في يوم الجمعة : وهي أربع ركعات مثل صلاة أمير المؤمنين ، صلاة أخرى للحسن يوم الجمعة وهي أربع ركعات كل ركعة بالحمد مرة والإخلاص خمس وعشرون مرة .
    صلاة التراويح
    روى الطوسي : عن علي بن الحسن بن فضال ، عن أحمد بن الحسن ، عن عمرو بن سعيد المدائني ، عن مصدق بن صدقة ، عن عمار ، عن أبي عبد الله قال : سألته عن الصلاة في رمضان في المساجد قال : لما قدم أمير المؤمنين الكوفة أمر الحسن ابن على أن ينادي في الناس لا صلاة في شهر رمضان في المساجد جماعة ، فنادى في الناس الحسن بن على بما أمره به أمير المؤمنين فلما سمع الناس مقالة الحسن بن علي صاحوا وا عمراه وا عمراه ، فلما رجع الحسن إلى أمير المؤمنين قال له : ما هذا الصوت ؟ فقال : يا أمير المؤمنين الناس يصيحون : وا عمراه وا عمراه ، فقال أمير المؤمنين : قل لهم صلوا .
    ثم قال الطوسي : فكان أمير المؤمنين أيضا لما أنكر ، أنكر الاجتماع ولم ينكر نفس الصلاة ، فلما رأى أن الأمر يفسد عليه ويفتتن الناس أجاز وأمرهم بالصلاة على عادتهم فكل هذا واضح بحمد الله .
    المسجد

    قال الحراني : وقال من أدام الاختلاف إلى المسجد أصاب إحدى ثمان : آية محكمة ، وأخا مستفادا ، وعلما مستطرفا ، ورحمة منتظرة ، وكلمة تدله على الهدى أو ترده عن ردى ، وترك الذنوب حياء أو خشية .
    باب الصوم فضيلة رمضان
    روى الصدوق : عن علي بن الحسن بن الفرج المؤذن ( رضي الله عنه ) ، عن محمد بن الحسن الكرخي ، قال : سمعت الحسن بن علي يقول لرجل في داره : يا أبا هارون من صام عشرة أشهر رمضان متواليات دخل الجنة .
    تحفة الصائم

    قال الصدوق : حدثنا أبي ( رضي الله عنه ) قال : حدثنا علي بن الحسين السعدآبادي ، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي ، عن محمد بن علي الكوفي ، عن محمد بن سنان ، عن عبد الله بن أيوب ، عن عبد السلام الإسكافي ، عن عمير بن مأمون وكانت ابنته تحت الحسن ، عن الحسن بن علي قال : تحفة الصائم أن يدهن لحيته وتجمر ثوبه ، وتحفة المرأة الصائمة أن تمشط رأسها وتجمر ثوبها .
    روى الطبرسي : عن عمير بن مأمون - وكانت ابنة عمير تحت الحسن - قال : قالت : دعا ابن الزبير الحسن إلى وليمة فنهض الحسن وكان صائما فقال له ابن الزبير : كن كما أنت حتى نتحفك بتحفة الصائم : فدهن لحيته وجمر ثيابه .
    وقال الحسن : وكذلك تحفة المرأة تمشط وتجمر ثوبها .
    باب الزكاة الزكاة المفروضة على الناس

    قال الفتال النيسابوري : روى إن الحسن بن على سئل عن بدو الزكاة فقال : إن الله عزوجل أوحى إلى آدم أن زك عن نفسك يا آدم قال : رب وما الزكاة ؟ قال : صل لي عشر ركعات فصلى ، ثم قال : رب هذه الزكاة علي وعلى الخلق ؟ فقال الله عزوجل : هذه الزكاة عليك في الصلاة وعلى ولدك في المال من جمع من ولدك مالا .
    قال القاضي النعمان : عن الحسن بن على صلوات الله عليه إنه قال : ما نقصت زكاة من مال قط .
    قال اليعقوبي : وكان الحسن بن علي جوادا كريما وأشبه برسول الله خلقا وخلقا وسئل الحسن : ماذا سمعت من رسول الله ؟ فقال : سمعته يقول لرجل : دع ما يريبك ، فان الشر ريبة والخير طمأنينة . وعقلت عنه أني بينا أنا أمشي معه إلى جنب جرن الضيقة ، تناولت تمرة فأدخلتها فمي .
    قال : فأدخل رسول الله إصبعه في فمي فاستخرجها ، فألقاها ، وقال : إن محمدا وآل محمد لا تحل لهم الصدقة . وعقلت عنه الصلاة الخمس .
    حدثنا محمد بن بشار ، حدثنا محمد بن جعفر ، حدثنا شعبة ، وحدثنا يوسف بن سعيد ، حدثنا حجاج بن محمد ، قال : سمعت شعبة يحدث عن بريد بن أبي مريم ، عن أبي الحوراء ، قال : قلت للحسن بن على ماذا تذكر من رسول الله ؟ قال : أذكر من رسول الله إني أخذت تمرة من تمر الصدقة ، فجعلتها في فمي ، قال : فنزعها بلعابها فجعلها في تمر الصدقة . فقيل : يا رسول الله ما كان عليك من هذه التمرة لهذا الصبي ؟ ! فقال : إنا آل محمد لا تحل لنا الصدقة .
    قال القاضي النعمان : روينا عن الحسن بن علي إنه قال : أخذ رسول الله بيدي فمشيت معه فمررنا بتمر مصبوب من تمر الصدقة وأنا يومئذ غلام ، فجمزت وتناولت تمرة فجعلتها في في فجاء رسول الله حتى أدخل إصبعه في في فأخرجها بلعابها فرمى بها في التمر ثم قال : إنا أهل البيت ، لا تحل لنا الصدقة .
    وقال أيضا : [ روى ] عن أبي جعفر محمد بن علي إنه قال : تصدق الحسين بن علي بدار فقال له الحسن بن علي : تحول عنها .
    روى الكليني : عن عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد ، عن ابن فضال ، وابن محبوب عن يونس بن يعقوب ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله قال : إن ناسا بالمدينة قالوا : ليس للحسن مال فبعث الحسن إلى رجل بالمدينة فاستقرض منه ألف درهم فأرسل بها إلى المصدق وقال : هذه صدقة مالنا فقالوا : ما بعث الحسن هذه من تلقاء نفسه إلا وعنده مال .
    روى أبو نعيم الإصفهاني : عن محمد بن علي قال : قال الحسن : إني لأستحي من ربي أن ألقاه ولم أمش إلى بيته ، فمشى عشرين مرة من المدينة على رجليه .
    الإهلال والتلبية في الحج

    قال الطبراني : حدثنا علان بن عبد الصمد ماغمة ، حدثنا عمر بن محمد بن الحسن ، حدثني أبي ، حدثنا حماد بن شعيب ، عن حبيب بن أبي ثابت ، عن الحسن بن علي قال : كلا قد فعل رسول الله قد أهل حين استوت به راحلته ، وقد أهل وهو بالبيداء بالأرض قبل أن تستوي به راحلته .
    الحجامة في الإحرام

    قال الصدوق : احتجم الحسن بن علي وهو محرم .
    بيان : هذا الحكم جائز حال الضرورة .
    باب الجهاد الحرب خدعة

    قال الدولابي : حدثنا أحمد بن يحيى - أبو جعفر الأودي - حدثنا علي بن حكيم ، وحمدان بن سعيد ، قالا : حدثنا عبد الله بن بكير ، عن حكيم بن جبير ، عن سوار بن أوس ، وقال حمدان بن سعيد : عن سوار - أبي إدريس - ، عن المسيب بن نجبة ، عن الحسن بن علي بن أبي طالب : إن رسول الله سمى الحرب خدعة .
    آثار التقية

    عن التفسير المنسوب إلى الإمام العسكري : قال الحسن بن علي : إن التقية يصلح الله بها أمة ، لصاحبها مثل ثواب أعمالهم ، وإن تركها ربما أهلك أمة ، وتاركها شريك من أهلكهم ، وإن معرفة حقوق الإخوان تحبب إلى الرحمن ، وتعظم الزلفى لدى الملك الديان ، وإن ترك قضاءها يمقت إلى الرحمن ، ويصغر الرتبة عند الكريم المنان .
    باب النكاح المشورة مع البنت للزواج

    قال الطبراني : حدثنا أبو مسلم الكشي ، حدثنا عبد الله بن عمرو الواقفي ، حدثنا شريك ، عن محمد بن يزيد ، عن معاوية بن حديج قال أرسلني معاوية بن أبي سفيان إلى الحسن ابن على رضي الله عنهم ، أخطب على يزيد بنتا له أو أختا له ، فأتيته فذكرت له يزيد ، فقال : إنا قوم لا تزوج نساءنا حتى نستأمرهن فأتيها ، فأتيتها فذكرت لها يزيد ، فقالت : والله لا يكون ذاك حتى يسير فينا صاحبك كما سار فرعون في بني إسرائيل ، يذبح أبناءهم ويستحيي نساءهم ، فرجعت إلى الحسن ، فقلت : أرسلتني إلى فلقة من الفلق تسمي أمير المؤمنين فرعون ، فقال : يا معاوية إياك وبغضنا ، فان رسول الله قال : " لا يبغضنا ولا يحسدنا أحد إلا زيد يوم القيامة بسياط من نار " .
    روى الطبرسي : من كتاب " تهذيب الأحكام " إنه جاء رجل إلى الحسن يستشيره في تزويج ابنته ؟ فقال : زوجها من رجل تقي ، فإنه إن أحبها أكرمها وإن أبغضها لم يظلمها .
    باب الطلاق

    روى ابن شهر آشوب : عن الحسن بن سعيد ، عن أبيه قال : كان تحت الحسن بن علي امرأتان تميمية وجعفية فطلقهما جميعا وبعثني إليهما ، وقال : أخبرهما فليعتدا وأخبرني بما تقولان ، ومتعهما العشرة الآلاف وكل واحدة منهما بكذا وكذا من العسل والسمن ، فأتيت الجعفية فقلت : إعتدي ، فتنفست الصعداء ثم قالت : متاع قليل من حبيب مفارق ، وأما التميمية فلم تدر ما " اعتدي " حتى قال لها النساء فسكتت ، فأخبرته بقول الجعفية فنكت في الأرض ثم قال : لو كنت مراجعا لامرأة لراجعتها .
    قال أيضا : روى " فضائل العكبري " بالإسناد عن أبي إسحاق إن الحسن بن علي تزوج جعدة بنت الأشعث بن قيس على سنة النبي وأرسل إليها ألف دينار .
    وروى " تفسير الثعلبي " و " حلية أبى نعيم " قال محمد بن سيرين : إن الحسن بن علي تزوج امرأة فبعث إليها مائة جارية مع كل جارية ألف درهم .
    وقال أيضا : في الإحياء إنه خطب الحسن بن علي إلى عبد الرحمن بن الحارث بنته فأطرق عبد الرحمن ثم رفع رأسه : فقال والله ما على وجه الأرض من يمشي عليها أعز علي منك ولكنك تعلم إن أبنتي بضعة مني وأنت مطلاق فأخاف أن تطلقها وإن فعلت خشيت أن يتغير قلبي عليك لأنك بضعة من رسول الله فإن شرطت أن لا تطلقها زوجتك فسكت الحسن وقام وخرج فسمع منه يقول : ما أراد عبد الرحمن إلا أن يجعل إبنتة طوقا في عنقي .
    قال ابن أبي الحديد : قال أبو جعفر محمد بن حبيب كان الحسن إذا أراد أن يطلق امرأة جلس إليها فقال : أيسرك أن أهب لك كذا وكذا فتقول له ما شئت أو نعم فيقول هو لك فإذا قام أرسل إليها بالطلاق وبما سمي لها .
    ولقد تعددت القصص عن زوجات الحسن وطلاقه ! والذي يبدو أنها حيكت بعده بفترة ، وإلا فطيلة حياته لم نر معاوية ولا واحدا من زبانيته عاب الحسن بذلك ولا بكته بشيء من هذا القبيل وهو الذي كان يتسقط عثرات الحسن فلم يجد فيه ما يشينه وهو ممن أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا .
    باب الإرث

    روى الكليني : عن محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن ابن محبوب ، عن حماد بن عيسى ، عن سوار ، عن الحسن قال : إن عليا لما هزم طلحة والزبير أقبل الناس منهزمين فمروا بامرأة حامل على الطريق ففزعت منهم فطرحت ما في بطنها حيا فاضطرب حتى مات ، ثم ماتت أمه من بعده فمر بها علي وأصحابه وهي مطروحة وولدها على الطريق فسألهم عن أمرها ، فقالوا له : إنها كانت حاملا ففزعت حين رأت القتال والهزيمة قال : فسألهم أيهما مات قبل صاحبه فقالوا : إن ابنها مات قبلها قال : فدعا بزوجها أبي الغلام الميت فورثه من ابنه ثلثي الدية ، وورث أمه ثلث الدية ، ثم الزوج من امرأته الميتة نصف ثلث الدية الذي ورثته من ابنها الميت وورث قرابة الميت الباقي . قال : ثم ورث الزوج أيضا من دية المرأة الميتة نصف الدية وهو ألفان وخمسمائة درهم وذلك أنه لم يكن لها ولد غير الذي رمت به حين فزعت قال : وأدى ذلك كله من بيت مال البصرة .
    باب القضاء قوله في كيفية قضاء أبيه

    روى عن الحسن بن علي إنه سئل فقيل له بماذا كان يحكم أمير المؤمنين ؟ قال : بكتاب الله فان لم يجد فسنة رسول الله فان لم يجد رجم فأصاب .
    الحلف في القضاء

    قال ابن شهر آشوب : ادعى رجل على الحسن بن علي ألف دينار كذبا ولم يكن له عليه فذهبا إلى شريح فقال للحسن : أتحلف ؟ قال : إن حلف خصمي أعطيه فقال شريح للرجل : قل بالله الذي لا إله إلا هو عالم الغيب والشهادة .
    فقال الحسن : لا أريد مثل هذا لكن قل : بالله إن لك علي هذا ، وخذ الألف . فقال الرجل ذلك وأخذ الدنانير فلما قام خر إلى الأرض ومات ، فسئل الحسن عن ذلك ، فقال : خشيت إنه لو تكلم بالتوحيد يغفر له يمينه ببركة التوحيد ويحجب عنه عقوبة يمينه .
    إخراج دية المقتول من بيت المال

    روى الكليني : عن علي بن إبراهيم عن أبيه قال : أخبرني بعض أصحابنا رفعه إلى أبي عبد الله قال : أتي أمير المؤمنين برجل وجد في خربة وبيده سكين ملطخ بالدم وإذا رجل مذبوح يتشحط في دمه فقال له أمير المؤمنين ما تقول ؟ قال : يا أمير المؤمنين أنا قتلته . قال : اذهبوا به فاقتلوه به فلما ذهبوا به ليقتلوه به أقبل رجل مسرعا فقال : لا تعجلوا وردوه إلى أمير المؤمنين فردوه فقال : والله يا أمير المؤمنين ما هذا صاحبه أنا قتلته فقال أمير المؤمنين للأول : ما حملك على إقرارك على نفسك ولم تفعل ؟ فقال : يا أمير المؤمنين وما كنت أستطيع أن أقول وقد شهد علي أمثال هؤلاء الرجال وأخذوني وبيدي سكين ملطخ بالدم والرجل يتشحط في دمه وأنا قائم عليه وخفت الضرب فأقررت وأنا رجل كنت ذبحت بجنب هذه الخربة شاة وأخذني البول فدخلت الخربة فرأيت الرجل يتشحط في دمه فقمت متعجبا فدخل علي هؤلاء فأخذوني فقال أمير المؤمنين : خذوا هذين فاذهبوا بهما إلى الحسن وقصوا عليه قصتهما وقولوا له : ما الحكم فيهما ، فذهبوا إلى الحسن وقصوا عليه قصتهما .
    فقال الحسن : قولوا لأمير المؤمنين إن هذا إن كان ذبح ذلك فقد أحيا هذا وقد قال الله عزوجل : ( ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا ) يخلي عنهما وتخرج دية المذبوح من بيت المال .
    الحدود لا ترد

    روى ابن شهر آشوب : وأخذ [ علي ] رجلا من بني أسد في حد فاجتمع قومه ليكلموا فيه وطلبوا إلى الحسن أن يصحبهم فقال : ائتوه وهو أعلى بكم عينا فدخلوا عليه وسألوه فقال : لا تسألوني شيئا أملك إلا أعطيتكم فخرجوا يرون أنهم قد أنجحوا فسألهم الحسن فقالوا : أتينا خير مأتي وحكوا له قوله فقال : ما كنتم فاعلين إذا جلد صاحبكم فاصغوه فأخرجه علي فحده ثم قال هذا والله لست أملكه .
    حكمه في القذف

    روى الكليني : عن علي بن إبراهيم ، عن محمد بن عيسى بن عبيد ، عن يونس ، عن بعض أصحابه رفعه قال : كان على عهد أمير المؤمنين رجلان متواخيان في الله عزوجل فمات أحدهما وأوصى إلى الأخر في حفظ بنية كانت له ، فحفظها الرجل وأنزلها منزلة ولده في اللطف والإكرام والتعاهد ثم حضره سفر فخرج وأوصى امرأته في الصبية فأطال السفر حتى إذا أدركت الصبية وكان لها جمال وكان الرجل يكتب في حفظها والتعاهد لها فلما رأت ذلك امرأته خافت أن يقدم فيراها قد بلغت مبلغ النساء فيعجبه جمالها فيتزوجها فعمدت إليها هي ونسوة معها قد كانت أعدتهن فأمسكنها لها ، ثم افترعتها بإصبعها فلما قدم الرجل من سفره وصار في منزله دعا الجارية فأبت أن تجيبه استحياء مما صارت إليه فألح عليها بالدعاء ، كل ذلك تأبى أن تجيبه فلما أكثر عليها قالت له امرأته : دعها فإنها تستحي أن تأتيك من ذنب كانت فعلته قال لها : وما هو ؟ قالت : كذا وكذا ورمتها بالفجور فاسترجع الرجل ثم قام إلى الجارية فوبخها وقال لها : ويحك أما علمت ما كنت أصنع بك من الألطاف والله ما كنت أعدك إلا لبعض ولدي أو إخواني وإن كنت لابنتي فما دعاك إلى ما صنعت فقالت الجارية : أما إذا قيل لك ما قيل فوالله ما فعلت الذي رمتني به امرأتك ولقد كذبت علي وإن القصة لكذا وكذا ، وصفت له ما صنعت بها امرأته قال : فأخذ الرجل بيد امرأته ويد الجارية فمضى بهما حتى أجلسهما بين يدي أمير المؤمنين وأخبره بالقصة كلها وأقرت المرأة بذلك قال : وكان الحسن بين يدي أبيه قال له أمير المؤمنين : اقض فيها ، فقال الحسن : نعم على المرأة الحد لقذفها الجارية وعليها القيمة لافتراعها إياها .
    قال فقال أمير المؤمنين : صدقت ثم قال : أما لو كلف الجمل الطحن لفعل .
    حد المساحقة

    روى الكليني : عن عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن عمرو بن عثمان ، عن أبيه جميعا عن هارون بن الجهم ، عن محمد بن مسلم قال سمعت أبا جعفر وأبا عبد الله يقولان : بينا الحسن بن علي في مجلس أمير المؤمنين إذ أقبل قوم فقالوا : يا أبا محمد أردنا أمير المؤمنين ، قال : وما حاجتكم ؟ قالوا : أردنا أن نسأله عن مسألة قال : وما هي تخبرونا بها ؟ فقالوا : امرأة جامعها زوجها فلما قام عنها قامت بحموتها فوقعت على جارية بكر فساحقتها فألقت النطفة فيها فحملت فما تقول في هذا ؟ فقال الحسن : معظلة وأبو الحسن لها وأقول فإن أصبت فمن الله ثم من أمير المؤمنين وإن أخطات فمن نفسي فأرجو أن لا أخطىء إن شاء الله يعمد إلى المرأة فيؤخذ منها مهر الجارية البكر في أول وهلة لان الولد لا يخرج حتى تشق فتذهب عذرتها ثم ترجم المرأة لأنها محصنة ثم ينتظر بالجارية حتى تضع ما في بطنها ويرد الولد إلى أبيه صاحب النطفة ثم تجلد الجارية الحد . قال : فأنصرف القوم من عند الحسن فلقوا أمير المؤمنين فقال : ما قلتم لأبي محمد وما قال لكم فأخبروه فقال : لو إنني المسؤول ما كان عندي فيها أكثر مما قال ابني .
    دين العبد
    قال الشيخ الطوسي : روى محمد بن علي بن محبوب ، عن علي بن محمد بن يحيى ، عن الحسن بن علي ، عن أبي إسحاق ، عن فيض ، عن أشعث ، عن الحسن في الرجل يموت وعليه دين وقد أذن لعبده في التجارة وعلى العبد دين قال : يبدأ بدين السيد .
    الأطعمة والأشربة

    روى البرقي : عن بعض أصحابنا ، رفعه إلى الحسن بن علي قال : إثنا عشر خصلة ينبغي للرجل أن يتعلمها على الطعام : أربعة منها فريضة ، وأربعة منها سنة ، وأربعة منها أدب . فأما الفريضة : فالمعرفة ، والتسمية ، والشكر ، والرضا .
    وأما السنة : فالجلوس على الرجل اليسرى ، والأكل بثلاث أصابع ، والأكل مما يليه ، ومص الأصابع . وأما الأدب : فغسل اليدين ، وتصغير اللقمة ، والمضغ الشديد ، وقلة النظر في وجوه القوم .
    قال الطبراني : حدثنا علي بن عبد العزيز ، حدثنا أبو نعيم ، حدثنا سفيان ، عن جحش ، عن معاوية بن قرة ، عن الحسن بن علي أنه سئل عن الجبن فقال : ضع السكين ، وسم وكل .
    روى ابن كثير : عن هشيم ، عن منصور ، عن ابن سيرين قال : كان الحسن بن علي لا يدعو إلى طعامه أحدا يقول : هو أهون من أن يدعى إليه أحد .
    قال أبو نعيم الإصفهاني : حدثنا محمد بن إبراهيم ، حدثنا الحسين بن حماد ، حدثنا سليمان بن سيف ، حدثنا سلم بن إبراهيم ، حدثنا قرة بن خالد قال : أكلت في بيت محمد بن سيرين طعاما ، فلما أن شبعت أخذت المنديل ورفعت يدي .
    فقال محمد : إن الحسن بن علي قال : إن الطعام أهون من أن يقسم فيه .

  5. #45
    من المشرفين القدامى
    ابو منتظر
    مواعظ الإمام الحسن (1)
    روى الحراني : . . . عن الحسن إنه قال : إعلموا أن الله لم يخلقكم عبثا وليس بتارككم سدى كتب آجالكم وقاسم بينكم معائشكم ليعرف كل ذي لب منزلته وأن ما قدر له أصابه ، وما صرف عنه فلن يصيبه ، قد كفاكم مؤونة الدنيا وفرغكم لعبادته ، وحثكم على الشكر وافترض عليكم الذكر ، وأوصاكم بالتقوى ، وجعل التقوى منتهى رضاه ، والتقوى باب كل توبة ورأس كل حكمة وشرف كل عمل ، بالتقوى فاز من فاز من المتقين . قال الله تبارك وتعالى : ( إن للمتقين مفازا ) وقال : ( وينجي الله الذين اتقوا بمفازتهم لا يمسهم السوء ولا هم يحزنون ) فاتقوا الله عباد الله واعلموا أنه من يتق الله يجعل له مخرجا من الفتن ويسدده في أمره ويهيئ له رشده ويفلجه بحجته ويبيض وجهه ويعطه رغبته ، مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا .
    وقال الحراني : وسأله [ الحسن ] رجل أن يخيله قال : إياك أن تمدحني فأنا أعلم بنفسي منك أو تكذبني فإنه لا رأي لمكذوب أو تغتاب عندي أحدا ، فقال له الرجل : إئذن لي في الانصراف ، فقال : نعم إذا شئت .
    وقال : إن من طلب العبادة تزكى لها .
    إذا أضرت النوافل بالفريضة فارفضوها ، اليقين معاذ للسلامة ، من تذكر بعد السفر إعتد ، ولا يغش العاقل من إستنصحه ، بينكم وبين الموعظة حجاب العزة ، قطع العلم عذر المتعلمين ، كل معاجل يسأل النظرة ، وكل مؤجل يتعلل بالتسويف .
    وقال : اتقوا الله عباد الله وجدوا في الطلب وتجاه الهرب ، وبادروا العمل قبل مقطعات النقمات وهادم اللذات فإن الدنيا لا يدوم نعيمها ولا تؤمن فجيعها ولا تتوقى مساويها ، غرور حائل ، وسناد مائل ، فاتعظوا عباد الله بالعبر ، واعتبروا بالأثر ، وازدجروا بالنعيم ، وانتفعوا بالمواعظ ، فكفى بالله معتصما ونصيرا ، وكفى بالكتاب حجيجا وخصيما ، وكفى بالجنة ثوابا ، وكفى بالنار عقابا ووبالا .
    وقال أيضا : أيها الناس إنه من نصح لله وأخذ قوله دليلا هدى للتي هي أقوم ووفقه الله للرشاد وسدده للحسنى فإن جار الله آمن محفوظ وعدوه خائف مخذول ، فاحترسوا من الله بكثرة الذكر ، واخشوا الله بالتقوى ، وتقربوا إلى الله بالطاعة فإنه قريب مجيب ، قال الله تبارك وتعالى : ( وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون ) فاستجيبوا لله وآمنوا به فإنه لا ينبغي لمن عرف عظمة الله أن يتعاظم ، فإن رفعة الذين يعلمون عظمة الله أن يتواضعوا و ( عز ) الذين يعرفون ما جلال الله أن يتذللوا ( له ) ، وسلامة الذين يعلمون ما قدرة الله أن يستسلموا له ، ولا ينكروا أنفسهم بعد المعرفة ، ولا يضلوا بعد الهدى ، واعلموا علما يقينا أنكم لن تعرفوا التقى حتى تعرفوا صفة الهدى ، ولن تمسكوا بميثاق الكتاب حتى تعرفوا الذي نبذه ، ولن تتلوا الكتاب حق تلاوته حتى تعرفوا الذي حرفه ، فإذا عرفتم ذلك عرفتم البدع والتكلف ورأيتم الفرية على الله والتحريف ورأيتم كيف يهوى من يهوى ، ولا يجهلنكم الذين لا يعلمون ، والتمسوا ذلك عند أهله ، فإنهم خاصة نور يستضاء بهم وأئمة يقتدى بهم ، بهم عيش العلم وموت الجهل ، وهم الذين أخبركم حلمهم عن جهلهم وحكم منطقهم عن صمتهم ، وظاهرهم عن باطنهم ، لا يخالفون الحق ولا يختلفون فيه ، وقد خلت لهم من الله سنة ومضى فيهم من الله حكم ، إن في ذلك لذكرى للذاكرين واعقلوه إذا سمعتموه عقل رعاية ولا تعقلوه عقل رواية ، فإن رواة الكتاب كثير ورعاته قليل والله المستعان .
    قال الإربلي : قال الحسن بن علي : لا أدب لمن لا عقل له ولا مروة لمن لا همة له ، ولا حياء لمن لا دين له ، ورأس العقل معاشرة الناس بالجميل ، وبالعقل تدرك الداران جميعا ، ومن حرم من العقل حرمهما جميعا .
    وقال : علم الناس علمك وتعلم علم غيرك فتكون قد أتقنت علمك وعلمت ما لم تعلم .
    وسئل عن الصمت فقال : هو ستر الغي ، وزين العرض وفاعله في راحة ، وجليسه آمن .
    وقال : هلاك الناس في ثلاث : الكبر والحرص والحسد ، فالكبر هلاك الدين وبه لعن إبليس ، والحرص عدو النفس وبه أخرج آدم من الجنة والحسد رائد السوء ومنه قتل قابيل هابيل .
    وقال : لا تأت رجلا إلا أن ترجوا نواله وتخاف يده أو يستفيد من علمه أو ترجو بركة دعائه أو تصل رحما بينك وبينه .
    وروى أيضا : قال : دخلت على أمير المؤمنين وهو يجود بنفسه لما ضربه ابن ملجم فجزعت لذلك فقال لي : أتجزع ؟ فقلت وكيف لا أجزع وأنا أراك على حالك هذه ؟ فقال : ألا أعلمك خصالا أربع إن أنت حفظتهن نلت بهن النجاة ، وإن أنت ضيعتهن فاتك الداران ، يا بني لا غنى أكبر من العقل ، ولا فقر مثل الجهل ، ولا وحشة أشد من العجب ، ولا عيش ألذ من حسن الخلق فهذه سمعت عن الحسن يرويها عن أبيه فأروها إن شئت في مناقبه أو مناقب أبيه .
    وروى أيضا : إنه قال : ما رأيت ظالما أشبه بمظلوم من حاسد وقال : اجعل ما طلبت من الدنيا فلن تظفر به بمنزلة ما لم يخطر ببالك ، واعلم أن مروة القناعة والرضا أكثر من مروة الإعطاء وتمام الصنيعة خير من إبتدائها .
    وسئل عن العقوق فقال : ان تحرمهما وتهجرهما .
    روى المجلسي : إنه قال : العقل حفظ قلبك ما استودعته ، والحزم أن تنتظر فرصتك وتعاجل ما أمكنك ، والمجد حمل المغارم وإبتناء المكارم ، والسماحة إجابة السائل وبذل النائل ، والرقة طلب اليسير ومنع الحقير ، والكلفة التمسك لمن لا يؤاتيك والنظر بما لا يعنيك ، والجهل سرعته الوثوب على الفرصة قبل الاستمكان منها ، والامتناع عن الجواب ، ونعم العون الصمت في مواطن كثيرة ، وإن كنت فصيحا .
    وقال : ما فتح الله عزوجل على أحد باب مسألة فخزن عنه باب الإجابة ولا فتح الرجل باب عمل فخزن عنه باب القبول ولا فتح لعبد باب شكر فخزن عنه باب المزيد .
    وقيل له كيف أصبحت يا بن رسول الله قال : أصبحت ولي رب فوقي ، والنار أمامي ، والموت يطلبني ، والحساب محدق بي ، وأنا مرتهن بعملي لا أجد ما أحب ، ولا أدفع ما أكره ، والأمور بيد غيري فإن شاء عذبني وإن شاء عفا عني فأي فقير أفقر مني .
    وقال المعروف ما لم يتقدمه مطل ولا يتبعه من والإعطاء قبل السؤال من أكبر السؤدد .
    وسئل عن البخل فقال : هو أن يرى الرجل ما أنفقه تلفا وما أمسكه شرفا .
    وقال : من عدد نعمه محق كرمه .
    وقال : الوحشة من الناس على قدر الفطنة بهم .
    وقال : الوعد مرض في الجود والإنجاز دواؤه .
    وقال ( عليه السلام ) : الإنجاز دواء الكرم .
    وقال : لا تعاجل الذنب بالعقوبة ، واجعل بينهما للاعتذار طريقا .
    وقال : المزاح يأكل الهيبة وقد أكثر من الهيبة الصامت .
    وقال : المسؤول حر حتى يعد ، ومسترق المسؤول حتى ينجز .
    وقال : المصائب مفاتيح الأجر .
    وقال : النعمة محنة فإن شكرت كانت نعمة ، فإن كفرت صارت نقمة .
    وقال : الفرصة سريعة الفوت بطيئة العود .
    وقال : لا يعرف الرأي إلا عند الغضب .
    وقال : من قل ذل وخير الغنى القنوع ، وشر الفقر الخضوع .
    وقال : كفاك من لسانك ما أوضح لك سبيل رشدك من غيك .
    قال ابن عساكر : أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، أنبأنا أبو الحسن رشاء بن نظيف ، أنبأنا الحسن بن إسماعيل ، أنبأنا أحمد بن مروان ، أنبأنا محمد بن موسى ، أنبأنا محمد ابن الحارث عن المدائني : قال : قال معاوية للحسن بن علي بن أبي طالب ما المروءة يا أبا محمد ؟ فقال : فقه الرجل في دينه وإصلاح معيشته وحسن مخالقته .
    قال : فما النجدة ؟ قال : الذب عن الجار والإقدام على الكريهة ، والصبر على النائبة .
    قال : فما الجود ؟ قال : التبرع بالمعروف ، والإعطاء قبل السؤال والإطعام في المحل .
    وقال أيضا : أخبرنا أبو نصر أحمد بن عبد الله بن رضوان ، أنبأنا أبو محمد الحسن بن علي ، أنبأنا أبو عمر بن حيويه ، أنبأنا محمد بن خلف بن المرزبان ، أنبأنا أحمد بن منصور - وليس بالرمادي - أنبأنا العتبي ، قال : سأل معاوية الحسن بن علي عن الكرم والمروءة ؟ ! فقال الحسن : أما الكرم فالتبرع بالمعروف ، والإعطاء قبل السؤال ، والإطعام في المحل ، وأما المروءة فحفظ الرجل دينه وإحراز نفسه من الدنس وقيامه بضيفه وأداء الحقوق وإفشاء السلام .
    وقال أيضا : أخبرنا أبو القاسم ابن السمرقندي ، أنبأنا أبو الحسين ابن النقور ، وأبو منصور ابن العطار ، قالا : أنبأنا أبو طاهر المخلص ، أنبأنا أبو محمد عبيد الله بن عبد الرحمن ، أنبأنا أبو يعلى زكريا بن يحيى ، أنبأنا الأصمعي ، أخبرني عيسى بن سليمان ، قال : سأل معاوية الحسن بن علي عن الكرم والنجدة والمروءة ؟ فقال الحسن : الكرم : التبرع بالمعروف والعطاء قبل السؤال ، وإطعام الطعام في المحل .
    وأما النجدة : فالذب عن الجار والصبر في المواطن ، والإقدام عند الكريهة . وأما المروءة : فحفظ الرجل دينه وإحراز نفسه من الدنس وقيامه بضيفه وأداء الحقوق وإفشاء السلام .
    وقال الصدوق : حدثنا أبي ( رحمه الله ) قال حدثنا سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمد ، عن علي بن حفص الجوهري ولقبه القرشي ، عن رجل من الكوفيين من أصحابنا يقال له : إبراهيم قال : سئل الحسن عن المروءة فقال : العفاف في الدين ، وحسن التقدير في المعيشة ، والصبر على النائبة .
    قال اليعقوبي : وقال معاوية للحسن : يا أبا محمد ثلاث خصال ما وجدت من يخبرني عنهن . قال : وما هن ؟ قال : المروة ، والكرم ، والنجدة . قال أما المروة فإصلاح الرجل أمر دينه ، وحسن قيامه على ماله ، ولين الكف ، وإفشاء السلام والتحبب إلى الناس ، والكرم العطية قبل السؤال ، والتبرع بالمعروف ، والإطعام في المحل ، ثم النجدة الذب عن الجار ، والمحاماة في الكريهة ، والصبر عند الشدائد .
    وقال أيضا : قال جابر : سمعت الحسن يقول : مكارم الأخلاق عشر : صدق اللسان ، وصدق البأس ، وإعطاء السائل ، وحسن الخلق ، والمكافأة بالصنائع ، وصلة الرحم ، والتذمم على الجار ، ومعرفة الحق للصاحب ، وقرى الضيف ، ورأسهن الحياء .
    قال الطبراني : حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي ، حدثنا علي بن المنذر الطريقي ، حدثنا عثمان بن سعيد الزيات ، حدثنا محمد بن عبد الله أبو رجاء الحبطي التستري ، حدثنا شعبة بن الحجاج ، عن أبي إسحاق ، عن الحارث إن عليا سأل ابنه الحسن بن علي عن أشياء من أمر المروءة فقال : يا بني ما السداد ؟ قال : يا أبه السداد دفع المنكر بالمعروف .
    قال : فما الشرف ؟ قال : اصطناع العشيرة وحمل الجريرة وموافقة الإخوان وحفظ الجيران .
    قال : فما المروءة ؟ قال : العفاف وإصلاح المال .
    قال : فما الدقة ؟ قال : النظر في اليسير ومنع الحقير .
    قال : فما اللؤم ؟ قال : إحراز المرء نفسه وبذله عرسه .
    قال : فما السماحة ؟ قال : البذل من العسير واليسير .
    قال : فما الشح ؟ قال : أن ترى ما أنفقته تلفا .
    قال : فما الإخاء ؟ قال : المواساة في الشدة والرخاء .
    قال : فما الجبن ؟ قال : الجرأة على الصديق والنكول عن العدو .
    قال : فما الغنيمة ؟ قال : الرغبة في التقوى ، والزهادة في الدنيا هي الغنيمة الباردة .
    قال : فما الحلم ؟ قال : كظم الغيظ وملك النفس .
    قال : فما الغنى ؟ قال : رضى النفس بما قسم الله تعالى لها وإن قل ، وإنما الغنى غنى النفس .
    قال : فما الفقر ؟ قال : شره النفس في كل شيء .
    قال : فما المنعة ؟ قال : شدة البأس ، ومنازعة أعزاء الناس .
    قال : فما الذل ؟ قال : الفزع عند المصدوقة [ الصدمة ] .
    قال : فما العي ؟ قال : العبث باللحية وكثرة البزق عند المخاطبة .
    قال : فما الجرأة ؟ قال : موافقة الأقران .
    قال : فما الكلفة ؟ قال : كلامك فيما لا يعنيك .
    قال : فما المجد ؟ قال : أن تعطي في الغرم وتعفو عن الجرم .
    قال : فما العقل ؟ قال : حفظ القلب كلما استوعيته .
    قال : فما الخرق ؟ قال : معاداتك إمامك ورفعك عليه كلامك .
    قال : فما حسن الثناء ؟ قال : إتيان الجميل وترك القبيح .
    قال : فما الحزم ؟ قال : طول الأناة والرفق بالولاة .
    قال : فما السفه ؟ قال : إتباع الدناءة ومصاحبة الغواة .
    قال : فما الغفلة ؟ قال : تركك المسجد ، وطاعتك المفسد .
    قال : فما الحرمان ؟ قال : تركك حظك وقد عرض عليك .
    قال : فما المفسد ؟ قال : الأحمق في ماله المتهاون في عرضه .
    قال الحراني : روى عن الإمام السبط التقي أبي محمد الحسن بن علي صلوات الله عليهما ورحمته وبركاته في طوال هذه المعاني في أجوبته عن مسائل سأله عنها أمير المؤمنين أو غيره في معان مختلفة .
    قيل له ما الزهد ؟ قال : الرغبة في التقوى والزهادة في الدنيا .
    قيل : فما الحلم ؟ قال : كظم الغيظ وملك النفس .
    قيل : ما السداد ؟ قال : دفع المنكر بالمعروف .
    قيل : فما الشرف ؟ قال : اصطناع العشيرة وحمل الجريرة .
    قيل : فما النجدة ؟ قال : الذب عن الجار والصبر في المواطن والإقدام عند الكريهة .
    قيل : فما المجد ؟ قال : أن تعطي في الغرم وأن تعفو عن الجرم .
    قيل : فما المروءة ؟ قال : حفظ الدين وإعزاز النفس ولين الكنف وتعهد الصنيعة وأداء الحقوق والتحبب إلى الناس .
    قيل : فما الكرم ؟ قال : الابتداء بالعطية قبل المسألة وإطعام في المحل .
    قيل : فما الدنيئة ؟ قال : النظر في اليسير ومنع الحقير .
    قيل : فما اللؤم ؟ قال : قلة الندى وأن ينطق بالخنى .
    قيل : فما السماح ؟ قال : البذل في السراء والضراء .
    قيل : فما الشح ؟ قال : أن ترى ما في يديك شرفا وما أنفقته تلفا .
    قيل : فما الإخاء ؟ قال : الإخاء في الشدة والرخاء .
    قيل : فما الجبن ؟ قال : الجرأة على الصديق والنكول عن العدو .
    قيل : فما الغنى ؟ قال : رضى النفس بما قسم لها وإن قل .
    قيل : فما الفقر ؟ قال : شره النفس إلى كل شيء .
    قيل : فما الجود ؟ قال : بذل المجهود . قيل : فما الكرم ؟ قال : الحفاظ في الشدة والرخاء .
    قيل : فما الجرأة ؟ قال : موافقة الأقران .
    قيل : فما المنعة ؟ قال : شدة البأس ومنازعة أعزاء الناس .
    قيل : فما الذل ؟ قال : الفرق عند المصدوقة .
    قيل : فما الخرق ؟ قال : مناوأتك أميرك ومن يقدر على ضرك .
    قيل : فما السناء ؟ قال : إتيان الجميل وترك القبيح .
    قيل : فما الحزم ؟ قال : طول الأناة والرفق بالولاة والإحتراس من جميع الناس .
    قيل : فما الشرف ؟ قال : موافقة الإخوان وحفظ الجيران .
    قيل : فما الحرمان ؟ قال : تركك حظك وقد عرض عليك .
    قيل : فما السفه ؟ قال : إتباع الدناة ومصاحبة الغواة .
    قيل : فما العي ؟ قال : العبث باللحية وكثرة التنحنح عند المنطق .
    قيل : فما الشجاعة ؟ قال : موافقة الأقران والصبر عند الطعان .
    قيل : فما الكلفة ؟ قال : كلامك فيما لا يعنيك .
    قيل : وما السفاه ؟ قال : الأحمق في ماله المتهاون بعرضه .
    قيل : فما اللؤم ؟ قال : إحراز المرء نفسه وإسلامه عرسه .
    قال الإربلي : وقال الحسن : التبرع بالمعروف والإعطاء قبل السؤال من أكبر السؤدد .
    وسئل عن البخل فقال : هو أن يرى الرجل ما أنفقه تلفا وما أمسكه شرفا ؟ .
    روى المجلسي : عن الحسن بن علي قال : المعروف ما لم يتقدمه مطل ولم يتعقبه من ، والبخل أن يرى الرجل ما أنفقه تلفا وما أمسكه شرفا وقال : من عدد نعمه محق كرمه وقال : الإنجاز دوام الكرم .
    قال الصدوق : قال أبي ( رحمه الله ) حدثنا سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن أبي عبد الله ، قال : حدثني العوني الجوهري ، عن إبراهيم الكوفي ، عن رجل من أصحابنا رفعه ، قال : سئل الحسن بن علي عن العقل فقال : التجرع للغصة ومداهنة الأعداء .
    قال الحراني : وسئل عن المروءة ؟ فقال : شح الرجل على دينه ، وإصلاحه ماله ، وقيامه بالحقوق .
    وقال : إن أبصر الأبصار ما نفذ في الخير مذهبه ، وأسمع الأسماع ما وعى التذكير وانتفع به .
    وأسلم القلوب ما طهر من الشبهات .
    قال الصدوق : حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق - ( رضي الله عنه ) - قال : حدثنا محمد بن سعيد بن يحيى البزوفري ، قال : حدثنا إبراهيم بن الهيثم [ عن أمية ] البلدي ، قال : حدثنا أبي ، عن المعافا بن عمران ، عن إسرائيل ، عن المقدام بن شريح بن هانىء ، عن أبيه شريح ، قال : سأل أمير المؤمنين ابنه الحسن بن علي فقال : يا بني ما العقل ؟ قال : حفظ قلبك ما إستودعته .
    قال : فما الحزم ؟ قال : أن تنتظر فرصتك وتعاجل ما أمكنك .
    قال : فما المجد ؟ قال : حمل المغارم وإبتناء المكارم .
    قال : فما السماحة ؟ قال : إجابة السائل وبذل النائل .
    قال : فما الشح ؟ قال : أن ترى القليل سرفا وما أنفقت تلفا .
    قال : فما الرقة ؟ قال : طلب اليسير ومنع الحقير .
    قال فما الكلفة ؟ قال التمسك بمن لا يؤمنك والنظر فيما لا يعنيك .
    قال : فما الجهل ؟ قال : سرعة الوثوب على الفرصة قبل الإستمكان منها والامتناع عن الجواب ، ونعم العون الصمت في مواطن كثيرة وإن كنت فصيحا . . .
    قال الديلمي : وروى أن الحسن بن على قال في خطبة له : إعلموا أن العقل حرز والحلم زينة والوفاء مروءة والعجلة سفه والسفه ضعف ، ومجالسة أهل الدنيا شين ، ومخالطة أهل الفسوق ريبة ، ومن استخف بإخوانه فسدت مروءته ولا يهلك إلا المرتابون وينجو المهتدون الذين لم يتهموا الله في آجالهم طرفة عين ولا في أرزاقهم فمروتهم كاملة وحياؤهم كامل يصبرون حتى يأتي لهم الله برزق ولا يبيعون شيئا من دينهم ومروءتهم بشيء من الدنيا ، ولا يطلبون منه شيئا منها بمعاصي الله ، ومن عقل المرء [ و ] مروءته أن يسرع إلى قضاء حوائج إخوانه ، وإن لم ينزلوها به والعقل أفضل ما وهبه الله تعالى للعبد إذ به نجاته في الدنيا من آفاتها وسلامته في الآخرة من عذابها .
    قال المجلسي : قال الحسن بن علي إذا سمعت أحدا يتناول أعراض الناس فاجتهد أن لا يعرفك فإن أشقى الأعراض به معارفه .
    قال الحراني : قال الحسن : ما تشاور قوم إلا هدوا إلى رشدهم .
    وقال : اللؤم أن لا تشكر النعمة .
    وقال لبعض ولده : يا بني لا تؤاخ أحدا حتى تعرف موارده ومصادره فإذا استنبطت الخبرة ورضيت العشرة فآخه على إقالة العثرة والمواساة في العسرة . وقال : لا تجاهد الطلب جهاد الغالب ولا تتكل على القدر إتكال المستسلم فإن ابتغاء الفضل من السنة ، والإجمال في الطلب من العفة وليست العفة بدافعة رزقا ولا الحرص بجالب فضلا ، فإن الرزق مقسوم واستعمال الحرص استعمال المأثم .
    وقال أيضا : قال : من اتكل على حسن الاختيار من الله له لم يتمن أنه في غير الحال التي اختارها الله له .

    وقال : العار أهون من النار .
    وقال : الخير الذي لا شر فيه : الشكر مع النعمة والصبر على النازلة .
    وقال لرجل أبل من علة : إن الله قد ذكرك فاذكره وأقالك فاشكره .
    وقال عند صلحه مع معاوية : إنا والله ما ثنانا عن أهل الشام [ شك ولا ندم إنما كنا نقاتل أهل الشام ] بالسلامة والصبر ، فسلبت السلامة بالعداوة والصبر بالجزع وكنتم في منتدبكم إلى صفين ودينكم أمام دنياكم ، وقد أصبحتم اليوم و دنياكم أمام دينكم .
    وقال : ما أعرف أحدا إلا وهو أحمق فيما بينه وبين ربه .
    قال الفتال النيسابوري : قال أبو ليلى : شيعنا الحسن بن علي فلما ذهبنا ننصرف قلنا له أوصنا قال : إتقوا الله وإياكم والطمع فإن الطمع يصير طبعا .


  6. #46
    من المشرفين القدامى
    ابو منتظر
    مواعظ الإمام الحسن 2
    السلام قبل الكلام قال الإربلي : قال : من بدأ بالكلام قبل السلام فلا تجيبوه .
    عون الظالم
    قال الديلمي : قال الحسن : لقد أصبحت أقوام كانوا ينظرون إلى الجنة ونعيمها والنار وجحيمها ، يحسبهم الجاهل مرضى وما بهم مرض ، أو قد خولطوا وإنما خالطهم أمر عظيم خوف الله ومهابته في قلوبهم ، كانوا يقولون ليس لنا في الدنيا من حاجة ، وليس لها خلقنا ولا بالسعي لها أمرنا ، أنفقوا أموالهم وبذلوا دماءهم واشتروا بذلك رضى خالقهم ، علموا أن الله اشترى منهم أموالهم وأنفسهم بالجنة فباعوه وربحت تجارتهم وعظمت سعادتهم وأفلحوا وأنجحوا ، فاقتفوا آثارهم - رحمكم الله - واقتدوا بهم ، فإن الله تعالى وصف لنبيه صفة آبائه إبراهيم وإسماعيل وذريتهما وقال : فبهداهم إقتده ، واعلموا عباد الله أنكم مأخوذون بالاقتداء بهم والإتباع لهم فجدوا واجتهدوا واحذروا أن تكونوا أعوانا للظالم فإن رسول الله قال : من مضى مع ظالم يعينه على ظلمه فقد خرج من ربقة الإسلام ، ومن حالت شفاعته دون حد من حدود الله فقد حاد الله ورسوله ، ومن أعان ظالما ليبطل حقا لمسلم فقد برئ من ذمة الإسلام وذمة الله وذمة رسوله ومن دعا لظالم بالبقاء فقد أحب أن يعصى الله ، ومن ظلم بحضرته مؤمن أو أغتيب وكان قادرا على نصره ولم ينصره فقد باء بغضب من الله ومن رسوله ، ومن نصره فقد استوجب الجنة من الله تعالى ، وإن الله تعالى أوحى إلى داود : قل لفلان الجبار إني لم أبعثك لتجمع الدنيا على الدنيا ولكن لترد عني دعوة المظلوم وتنصره ، فإني آليت على نفسي أن أنصره وأنتصر له ممن ظلم بحضرته ولم ينصره .
    المودة تقرب البعيد

    روى الكليني : عن عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن بعض أصحابه ، عن صالح بن عقبه ، عن سليمان بن زياد التميمي ، عن أبي عبد الله قال الحسن بن علي القريب من قربته المودة وإن بعد نسبه ، والبعيد من بعدته المودة وإن قرب نسبه ، لا شيء أقرب إلى شيء من يد إلى جسد وإن اليد تغل فتقطع وتقطع فتحسم .
    ثواب عيادة المريض
    روى الطوسي : عن أبيه ، عن حمويه بن علي البصري ، عن محمد بن بكر ، عن الفضل بن حباب ، عن محمد بن كثير ، عن شعبة ، عن الحكم بن عبد الله بن نافع أن أبا موسى عاد الحسن بن علي فقال الحسن : أعائدا جئت أو زائرا ؟ فقال : عائدا ، فقال : ما من رجل يعود مريضا ممسيا إلا خرج معه سبعون ألف ملك يستغفرون له حتى يصبح وكان له خريف في الجنة .
    التهنئة بالمولود

    روى الكليني : عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد ، عن بكر بن صالح عمن ذكره عن أبي عبد الله قال : هنأ رجل رجلا أصاب إبنا فقال يهنئك الفارس فقال له الحسن : ما علمك يكون فارسا أو راجلا ؟ قال : جعلت فداك فما أقول قال : تقول : شكرت الواهب وبورك لك في الموهوب وبلغ أشده ورزقك بره .
    وروى أيضا : عن علي بن محمد بن بندار ، عن إبراهيم بن إسحاق الأحمر ، عن عبد الله بن حماد ، عن أبي مريم الأنصاري ، عن أبي برزة الأسلمي قال : ولد للحسن بن علي مولود ، فأتته قريش فقالوا : يهنئك الفارس فقال : وما هذا من الكلام ؟ قولوا : شكرت الواهب وبورك لك في الموهوب وبلغ الله به أشده ورزقك بره .
    كتابه في جواب التسلية

    روى الطوسي : عن المفيد ، عن محمد بن محمد بن طاهر ، عن ابن عقدة ، عن أحمد بن يوسف ، عن الحسن بن محمد ، عن أبيه ، عن عاصم بن عمر ، عن محمد بن مسلم قال : سمعت أبا عبد الله يقول : كتب إلى الحسن بن علي قوم من أصحابه يعزونه عن ابنة له ، فكتب إليهم : أما بعد : فقد بلغني كتابكم تعزوني بفلانة ، فعند الله أحتسبها تسليما لقضاءه ، وصبرا على بلاءه ، فإن أوجعتنا المصائب ، وفجعتنا النوائب بالأحبة المألوفة التي كانت بنا حفية ، والإخوان المحبين الذين كان يسر بهم الناظرون وتقر بهم العيون .

    أضحوا قد اخترمتهم الأيام ونزل بهم الحمام ، فخلفوا الخلوف ، وأودت بهم الحتوف ، فهم صرعى في عساكر الموتى ، متجاورون في غير محلة التجاور ، ولا صلاة بينهم ولا تزاور ، ولا يتلاقون عن قرب جوارهم ، أجسامهم نائية من أهلها خالية من أربابها ، قد أخشعها إخوانها فلم أر مثل دارها دارا ، ولا مثل قرارها قرارا في بيوت موحشة ، وحلول مضجعة ، قد صارت في تلك الديار الموحشة ، وخرجت عن الدار المؤنسة ، ففارقتها من غير قلى ، فاستودعتها للبلاء ، وكانت أمة مملوكة ، سلكت سبيلا مسلوكة صار إليها الأولون ، وسيصير إليها الآخرون والسلام .
    في الاستحمام

    روى الكليني : عن محمد بن الحسن ؛ وعلي بن محمد بن بندار ، عن إبراهيم بن إسحاق النهاوندي ، عن عبد الرحمن بن حماد ، عن أبي مريم الأنصاري رفعه قال : إن الحسن بن علي خرج من الحمام فلقيه إنسان فقال : طاب استحمامك فقال : يا لكع وما تصنع بالأست ههنا فقال : طاب حميمك فقال : أما تعلم أن الحميم العرق ؟ قال : فطاب حمامك ، قال : وإذا طاب حمامي فأي شيء لي ؟ ولكن قل : طهر ما طاب منك وطاب ما طهر منك .

  7. #47
    من المشرفين القدامى
    ابو منتظر
    الإمام الحسن في أهمية العلم
    أهمية العلم قال اليعقوبي : دعا الحسن بن علي بنيه وبني أخيه ، فقال : يا بني وبني أخي ! إنكم صغار قوم ، وتوشكون أن تكونوا كبار قوم آخرين ، فتعلموا العلم ، فمن لم يستطع منكم يرويه أو يحفظه ، فليكتبه وليجعله في بيته .
    قال الإربلي : قال علم الناس وتعلم علم غيرك ، فتكون قد أتقنت علمك وعلمت ما لم تعلم .
    وقال أيضا : قال : حسن السؤال نصف العلم .


    في طلب الحاجة من أهلها
    روى الكليني : عن أبي عبد الله الأشعري : عن بعض أصحابنا ، رفعه عن هشام بن الحكم قال : قال لي أبو الحسن موسى بن جعفر في حديث : يا هشام . . . قال الحسن بن على : إذا طلبتم الحوائج فاطلبوها من أهلها قيل : يا بن رسول الله ومن أهلها ؟ قال : الذين قص الله في كتابه وذكرهم فقال : ( إنما يتذكر أولوا الألباب ) قال : هم أولوا العقول . قال اليعقوبي : وقال الحسن : فوت الحاجة خير من طلبها إلى غير أهلها ، وأشد من المصيبة سوء الخلق ، والعبادة انتظار الفرج . وقال الحسن : كان رسول الله إذا سأله أحد حاجة لم يرده إلا بها وبميسور من القول .
    فضل قضاء حاجة المؤمن

    قال ابن عساكر : أخبرنا أبو القاسم الشحامي ، أنبأنا أبو بكر البيهقي ، أنبأنا أبو بكر ابن شاذان ببغداد ، أنبأنا عبد الله بن جعفر ، أنبأنا يعقوب بن سفيان ، أنبأنا عمرو بن خالد الأسدي : أنبأنا أبو حمزة الثمالي عن علي بن الحسين قال : خرج الحسن يطوف بالكعبة فقام إليه رجل فقال : يا أبا محمد إذهب معي في حاجتي إلى فلان . فترك الطواف وذهب معه ، فلما ذهب خرج إليه رجل حاسد للرجل الذي ذهب معه ، فقال : يا أبا محمد تركت الطواف وذهبت مع فلان إلى حاجته ؟ قال : فقال له الحسن : وكيف لا أذهب معه ؟ ورسول الله قال : من ذهب في حاجة أخيه المسلم فقضيت حاجته كتبت له حجة وعمرة وإن لم تقض له كتبت له عمرة . فقد اكتسبت حجة وعمرة ورجعت إلى طوافي .
    قال الديلمي : روى ابن عباس قال : كنت مع الحسن بن علي في المسجد الحرام - وهو معتكف به ، وهو يطوف بالكعبة - فعرض له رجل من شيعته ، فقال : يا بن رسول الله ، إن علي دينا لفلان ، فإن رأيت أن تقضيه عني .
    فقال : " ورب هذه البنية ، ما أصبح عندي شيء " فقال : إن رأيت [ أن ] تستمهله عني ، فقد تهددني بالحبس . قال ابن عباس : فقطع الطواف وسعى معه ، فقلت : يا بن رسول الله أنسيت أنك معتكف ؟ فقال : " لا ولكن سمعت أبي يقول : سمعت رسول الله يقول : من قضى لأخيه المؤمن حاجة ، كان كمن عبد الله تسعة آلاف سنة ، صائما نهاره قائما ليله " .
    قال الصدوق : روى ، عن ميمون بن مهران قال : كنت جالسا عند الحسن بن علي فأتاه رجل فقال له : يا بن رسول الله إن فلانا له علي مال ويريد أن يحبسني فقال : والله ما عندي مال فأقضي عنك قال فكلمه قال : فلبس نعله فقلت له : يا بن رسول الله أنسيت اعتكافك ؟ فقال له : لم أنس ولكني سمعت أبي يحدث عن جدي رسول الله إنه قال : من سعى في حاجة أخيه المسلم فكأنما عبد الله عزوجل تسعة آلاف سنة صائما نهاره قائما ليله .
    قال ابن أبي جمهور : روى عن مولانا الحسن إنه قال : إذا تعارض الإعتكاف والاشتغال بقضاء حوائج الإخوان نرجحها عليه .
    قال اليعقوبي : وقيل للحسن : من أحسن الناس عيشا ؟ قال : من أشرك الناس في عيشه .
    وقيل من شر الناس عيشا ؟ قال : من أشرك الناس في عيشه .
    وقيل من شر الناس عيشا ؟ قال : من لا يعيش في عيشه أحد .




  8. #48
    من المشرفين القدامى
    ابو منتظر
    نهي الإمام الحسن عن حب الدنيا
    حب الدنيا قال الديلمي : وقال الحسن : من أحب الدنيا ذهب خوف الآخرة من قلبه ، ومن ازداد حرصا على الدنيا لم يزدد منها إلا بعدا وازداد هو من الله بغضا ، والحريص الجاهد ، والزاهد القانع كلاهما مستوف أكله غير منقوص من رزقه شيئا فعلام التهافت في النار والخير كله في صبر ساعة واحدة تورث راحة طويلة وسعادة كثيرة والناس طالبان : طالب يطلب الدنيا حتى إذا أدركها هلك وطالب يطلب الآخرة حتى إذا أدركها فهو ناج فائز ، واعلم أيها الرجل أنه لا يضرك ما فاتك من الدنيا وأصابك من شدائدها إذا ظفرت بالآخرة وما ينفعك ما أصبت من الدنيا إذا حرمت الآخرة .

    قال المتقي الهندي : [ روي ] عن الحسن بن علي قال : من طلب الدنيا قعدت به ، ومن زهد فيها لم يبال من أكلها ، الراغب فيها عبد لمن يملكها أدنى ما فيها يكفي ، وكلها لا تغني ، من اعتدل يومه فيها فهو مغرور ، ومن كان يومه خيرا من غده فهو مغبون ، ومن لم يتفقد النقصان عن نفسه فانه في نقصان ، ومن كان في نقصان فالموت خير له .


    كلماته عند احتضاره
    قال ابن الجوزي : وقال أبو نعيم : أنبأنا محمد بن على ، حدثنا أبو عروبة الحراني ، عن سليمان بن عمرو بن خالد ، عن ابن علية ، عن ابن عون ، عن عمير بن إسحاق ، قال : دخلت أنا ورجل على الحسن نعوده في مرض موته فقال : يا فلان سلني حاجة ، فقال : لا والله لا نسألك حتى يعافيك الله ، فقال : سلني قبل أن لا تسألني فلقد ألقيت طائفة من كبدي وإني سقيت السم مرارا فلم أسق مثل هذه المرة . قال : ثم دخلت عليه من الغد وهو يجود بنفسه والحسين عند رأسه فقال له يا أخي من تتهم ؟ قال لم لتقتله ؟ قال : نعم . قال : ان يكن الذي أظن فالله أشد بأسا وأشد تنكيلا وإن لم يكن فما أحب أن يقتل بي بري ثم قضى نحبه . وفي رواية : إنه جزع وبكى بكاء شديدا فقال له الحسين : يا أخي ما هذا الجزع وما هذا البكاء وإنما تقدم على رسول الله وعلى أبيك وعمك جعفر وفاطمة وخديجة وقد قال لك جدك : إنك سيد شاب أهل الجنة ولك سوابق كثيرة منها إنك حججت ماشيا خمس عشرة مرة وقاسمت لله مالك مرتين وفعلت وفعلت وعدد مكارمه فوالله ما زاده ذلك إلا بكاء وانتحابا ثم قال : يا أخي ألست أقدم على هول عظيم وخطب جسيم لم أقدم على مثله قط ولست أدري أتصير نفسي إلى النار فأعزيها ، أو إلى الجنة فأهنيها . وأخبرنا جدي أبو الفرج ( رحمه الله ) قال : أنبأنا محمد بن أبي منصور وعلي بن أبي عمر قال : قالا أنبأنا رزق الله وطراد بن محمد الزيني ، قال : أنبأنا علي بن بشران ، أنبأنا أبو بكر القرشي : عن إسحاق بن إسماعيل ، عن أحمد بن عبد الجبار ، عن سفيان بن عيينة ، عن رؤبة بن مصقلة قال : لما نزل بالحسن الموت قال : أخرجوا فراشي إلى صحن الدار فأخرجوه فرفع رأسه إلى السماء وقال : اللهم إني أحتسب عندك نفسي فإنها أعز الأنفس علي لم أصب بمثلها اللهم أرحم صرعتي وآنس في القبر وحدتي .
    ثم توفي .
    ولما توفي تولى أمره أخوه الحسين وأخرجه إلى المسجد وكان سعيد بن العاص أمير المدينة ، فقالت بنو هاشم لا يصلي عليه إلا الحسين فقدمه الحسين وقال لولا السنة لما قدمتك .
    وقال ابن سعد عن الواقدي : لما احتضر الحسن قال : ادفنوني عند أبي يعني رسول الله فأراد الحسين أن يدفنه في حجرة رسول الله فقامت بنو أمية ومروان بن الحكم وسعيد بن العاص وكان واليا على المدينة فمنعوه وقامت بنو هاشم لتقاتلهم فقال أبو هريرة أرأيتم لو مات ابن لموسى أما كان يدفن مع أبيه .
    قال الصدوق : حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق ، قال : أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد الكوفي ، قال : حدثنا علي بن الحسن بن علي بن فضال ، عن أبيه ، عن أبي الحسن علي بن موسى الرضا ، عن آبائه ، عن الحسين بن علي قال : لما حضرت الحسن ابن علي بن أبي طالب الوفاة بكى فقيل يا بن رسول الله أتبكي ومكانك من رسول الله الذي أنت به وقد قال فيك رسول الله ما قال وقد حججت عشرين حجة ماشيا وقد قاسمت ربك مالك ثلاث مرات حتى النعل والنعل ؟ فقال ( عليه السلام ) : إنما أبكي لخصلتين لهول المطلع وفراق الأحبة .
    قال محب الدين الطبري : قال أبو عمر روينا من وجوه إن الحسن بن على لما حضرته الوفاة قال للحسين أخيه : يا أخي إن أباك حين قبض رسول الله استشرف لهذا الأمر ورجا أن يكون صاحبه فصرفه الله عنه ووليها أبو بكر فلما حضرت أبا بكر الوفاة تشرف لها أيضا فصرفت عنه إلى عمر فلما قبض عمر جعلها شورى بين ستة هو أحدهم فلم يشك أنها [ لا تعدوه ] فصرفت عنه إلى عثمان فلما هلك عثمان بويع له ثم نوزع حتى جرد السيف وطلبها فما صفا له شيء منها وإني والله ما أرى أن يجمع الله فينا أهل البيت النبوة والخلافة فلا أعرفن ما استخفك سفهاء أهل الكوفة فأخرجوك ، وقد كنت طلبت إلى عائشة إذا مت أن أدفن في بيتها مع رسول الله فقالت نعم وإني لا أدري لعله كان ذلك منها حياء فإذا أنا مت فاطلب ذلك إليها فإن طابت نفسها فادفني في بيتها وما أظن إلا القوم سيمنعونك إذا أردت ذلك فإن فعلوا فلا تراجعهم في ذلك وادفني في بقيع الغرقد فإن لي بمن فيه أسوة .
    فلما مات الحسن أتى الحسين عائشة يطلب ذلك إليها فقالت : نعم حبا وكرامة فبلغ ذلك مروان فقال : مروان كذب وكذبت والله لا يدفن هناك أبدا منعوا عثمان من دفنه في المقبرة ويريدون دفن حسن في بيت عائشة فبلغ ذلك حسينا فدخل هو ومن معه في السلاح فبلغ ذلك مروان فاستلام في الحديد أيضا فبلغ ذلك أبا هريرة فقال : والله ما هو إلا ظلم يمنع حسن أن يدفن مع أبيه والله أنه لابن رسول الله ثم انطلق إلى حسين فكلمه وناشده الله وقال له : أليس قد قال أخوك : إن خفت أن يكون قتال فردني إلى مقبرة المسلمين ولم يزل به حتى فعل وحمله إلى البقيع ولم يشهده يومئذ من بني أمية إلا سعيد بن العاص .
    قال الراوندي : روى عن الصادق ، عن آبائه إن الحسن قال لأهل بيته : إني أموت بالسم ، كما مات رسول الله فقالوا : ومن يفعل ذلك ؟ قال : امرأتي جعدة بنت الأشعث بن قيس ، فإن معاوية يدس إليها ويأمرها بذلك . قالوا : أخرجها من منزلك وباعدها من نفسك . قال : كيف أخرجها ولم تفعل بعد شيئا ولو أخرجتها ما قتلني غيرها ، وكان لها عذر عند الناس .
    فما ذهبت الأيام حتى بعث إليها معاوية مالا جسيما ، وجعل يمنيها بأن يعطيها مائة ألف درهم أيضا ويزوجها من يزيد ، وحمل إليها شربة سم لتسقيها الحسن فانصرف إلى منزله وهو صائم فأخرجت [ له ] وقت الإفطار - وكان يوما حارا - شربة لبن وقد ألقت فيها ذلك السم ، فشربها وقال : يا عدوة الله قتلتيني قتلك الله ، والله لا تصيبن مني خلفا ولقد غرك وسخر منك ، والله يخزيك ويخزيه . فمكث يومين ، ثم مضى ، فغدر معاوية بها ، ولم يف لها بما عاهد عليه .
    قال ابن حمزة : [ روى ] عن داود الرقي ، عن أبي عبد الله ، عن آبائه ، قال : " إن الحسن بن علي قال لولده عبد الله : يا بني إذا كان في عامنا هذا يدفع إلي هذا الطاغي جارية تسمى ( أنيس ) فتسمني بسم قد جعله الطاغي تحت فص خاتمها . قال له عبد الله : فلم لا تقتلها قبل ذلك ؟ قال : يا بني جف القلم ، وأبرم الأمر فانعقد ، ولا حل لعقد الله [ المبرم ] .
    فلما كان في العام القابل أهدى إليه جارية اسمها ( أنيس ) فلما دخلت عليه ضرب بيده على منكبها ، ثم قال : يا أنيس ، دخلت النار بما تحت فص خاتمك .
    قال ابن شهر آشوب : [ روى ] عن الحسن بن أبي العلاء ، عن جعفر بن محمد ، قال الحسن بن علي لأهل بيته : إني أموت بالسم كما مات رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فقال له أهل بيته : ومن الذي يسمك ؟ قال : جاريتي أو امرأتي فقالوا له : أخرجها من ملكك عليها لعنة الله ، فقال : هيهات من إخراجها ومنيتي على يدها مالي منها محيص ولو أخرجتها ما يقتلني غيرها كان قضاء مقضيا وأمرا واجبا من الله . فما ذهبت الأيام حتى بعث معاوية إلى امرأته قال : فقال الحسن : هل عندك من شربة لبن ؟ فقالت : نعم ، وفيه ذلك السم بعث به معاوية ، فلما شربه وجد مس السم في جسده فقال : يا عدوة الله قتلتيني قاتلك الله أما والله لا تصيبين مني خلفا ولا تنالين من الفاسق عدو الله اللعين خيرا أبدا .
    قال ابن الجوزي : وقال الشعبي : إنما دس إليها معاوية فقال : سمي الحسن وأزوجك يزيد وأعطيك مائة ألف درهم .
    فلما مات الحسن بعثت إلى معاوية تطلب إنجاز الوعد ، فبعث إليها بالمال وقال : إني أحب يزيد وأرجو حياته لولا ذلك لزوجتك إياه .
    وقال الشعبي : ومصداق هذا القول ، إن الحسن كان يقول عند موته وقد بلغه ما صنع معاوية : لقد عملت شربته وبلغ أمنيته والله لا يفي بما وعد ولا يصدق فيما يقول .
    روى المجلسي : عن كتاب " الأنوار " إنه [ الحسن ] قال : سقيت السم مرتين وهذه الثالثة وقيل : إنه سقى برادة الذهب .
    قال المسعودي : وذكر إن امرأته جعدة بنت الأشعث بن قيس الكندي سقته السم ، وقد كان معاوية دس إليها : إنك إن احتلت في قتل الحسن وجهت إليك بمائة ألف درهم ، وزوجتك [ من ] يزيد ، فكان ذلك الذي بعثها على سمه ، فلما مات وفى لها معاوية بالمال وأرسل إليها : إنا نحب حياة يزيد ، ولو لا ذلك لوفينا لك بتزويجه .
    وذكر إن الحسن قال عند موته : لقد حاقت شربته ، وبلغ أمنيته والله لا وفى [ لها ] بما وعد ، ولا صدق فيما قال .
    روى الطبرسي : عن عبد الله بن إبراهيم ، عن زياد المحاربي ، قال : لما حضرت الحسن الوفاة استدعى الحسين وقال له : " يا أخي إنني مفارقك ولاحق بربي ، وقد سقيت السم ورميت بكبدي في الطشت ، وإني لعارف بمن سقاني ومن أين دهيت ، وأنا أخاصمه إلى الله عزوجل ، فبحقي عليك إن تكلمت في ذلك بشيء ، وانتظر ما يحدث الله تبارك وتعالى في ، فإذا قضيت فغسلني وكفني ، واحملني على سريري إلى قبر جدي رسول الله لأجدد به عهدا ، ثم ردني إلى قبر جدتي فاطمة فادفني هناك ، وستعلم يا بن أم إن القوم يظنون أنكم تريدون دفني عند رسول الله فيجلبون في منعكم من ذلك وبالله اقسم عليكم أن تهريق في أمري محجمة من دم " .
    قال الخزاز القمي : حدثني محمد بن وهبان البصري ، قال : حدثني داود بن الهيثم بن إسحاق النحوي ، قال : حدثني جدي إسحاق بن البهلول بن حسان ، قال : حدثني طلحة بن زيد الرقي ، عن الزبير بن عطاء ، عن عمير بن هانئ العبسي ، عن جنادة بن أبي أمية قال : دخلت على الحسن بن علي في مرضه الذي توفي فيه وبين يديه طشت يقذف فيه الدم ويخرج كبده قطعة قطعة من السم الذي أسقاه معاوية لعنه الله ، فقلت : يا مولاي مالك لا تعالج نفسك ؟ فقال : يا عبد الله بماذا أعالج الموت ؟ قلت : إنا لله وإنا إليه راجعون ، ثم التفت إلي وقال : والله إنه لعهد عهده إلينا رسول الله إن هذا الأمر يملكه إثنا عشر إماما من ولد علي وفاطمة ، ما منا ألا مسموم أو مقتول .
    ثم رفعت الطشت واتكى صلوات الله عليه فقلت : عظني يا بن رسول الله .
    قال : نعم استعد لسفرك ، وحصل زادك قبل حلول أجلك ، واعلم أنه تطلب الدنيا والموت يطلبك [ ولا كمل يومك الذي له باب على يومك ] الذي أنت فيه .
    واعلم أنك لا تكسب من المال شيئا فوق قوتك إلا كنت فيه خازنا لغيرك ، واعلم أن في حلالها حسابا وفي حرامها عقابا وفي الشبهات عتاب ، فانزل الدنيا بمنزلة الميتة ، خذ منها ما يكفيك ، فإن كان ذلك حلالا كنت قد زهدت فيها وإن كان حراما لم تكن قد أخذت من الميتة [ لم يكن فيه وزر فأخذت كما أخذت من الميتة ] وإن كان العتاب فإن العقاب [ العتاب ] يسير .
    واعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا واعمل لآخرتك كأنك تموت غدا .
    وإذا أردت عزا بلا عشيرة وهيبة بلا سلطان فأخرج من ذل معصية الله إلى عز طاعة الله عزوجل ، وإذا نازعتك إلى صحبة الرجال حاجة فاصحب من إذا صحبته زانك ، وإذا خدمته صانك وإذا أردت منه معونة أعانك ، وإن قلت صدق قولك ، وان صلت شد صولك ، وإن مددت يدك بفضل جدها [ مدها ] ، وإن بدت منك ثلمة سدها ، وإن رأى منك حسنة عدها ، وإن سألته أعطاك وإن سكت عنه ابتدأك ، وإن نزلت بك أحد الملمات واساك [ ساءك ] ، من لا يأتيك منه البوائق ولا يختلف عليك منه الطوالق [ الطرائق ] ولا يخذلك عند الحقائق ، وان تنازعتما منفسا [ منقسما ] آثرك .

    قال : ثم انقطع نفسه واصفر لونه حتى خشت عليه ، ودخل الحسين والأسود ابن أبي الأسود فانكب عليه حتى قبل رأسه وبين عينيه ، ثم قعد عنده وتسارا جميعا ، فقال أبو الأسود [ الأسود بن أبي الأسود ] : إنا لله إن الحسن قد نعيت إليه نفسه وقد أوصى إلى الحسين .
    وتوفي في يوم الخميس في آخر صفر سنة خمسين من الهجرة وله سبعة وأربعون سنة .
    قال الراوندي : [ روي ] إن الصادق قال : لما أن حضرت الحسن بن علي الوفاة بكى بكاء شديدا وقال : إني أقدم على أمر عظيم وهول لم أقدم على مثله قط .
    ثم أوصى أن يدفنوه بالبقيع ، فقال : يا أخي احملني على سريري إلى قبر جدي رسول الله لأجدد به عهدي ثم ردني إلى قبر جدتي فاطمة بنت أسد فادفني هناك ، فستعلم يا ابن أم أن القوم يظنون أنكم تريدون دفني عند رسول الله ، فيجلبون في منعكم ذلك ، وبالله أقسم عليك أن لا تهرق في أمري محجمة دم .
    فلما غسله وكفنه الحسين حمله على سريره ، وتوجه به إلى قبر جده رسول الله ليجدد به عهدا ، أتى مروان بن الحكم ومن معه من بني أمية فقال : أيدفن عثمان في أقصى المدينة ويدفن الحسن مع النبي ؟ لا يكون ذلك أبدا ولحقت عائشة على بغل وهي تقول : مالي ولكم [ يا بني هاشم ] ؟ تريدون ان تدخلوا بيتي من لا أحب .



  9. #49
    من المشرفين القدامى
    ابو منتظر
    دسيسة معاوية واغتياله الحسن
    - قال الصدوق : دس معاوية إلى عمرو بن حريث والأشعث بن قيس وإلى حجر بن الحارث وإلى شبث بن ربعي دسيسا أفرد كل واحد منهم بعين من عيونه إنك إن قتلت الحسن ابن علي فلك مائتا ألف درهم وجند من أجناد الشام وبنت من بناتي فبلغ الحسن فاستلآم ولبس درعا وكفرها وكان يحترز ولا يتقدم للصلاة بهم إلا كذلك فرماه أحدهم في الصلاة بسهم فلم يثبت فيه لما عليه من اللامة فلما صار في مظلم ساباط ضربه أحدهم بخنجر مسموم فعمل فيه الخنجر فأمر أن يعدل به إلى بطن جريحي وعليها عم المختار بن أبي عبيدة [ بن مسعود بن ] قيلة فقال المختار لعمه : تعال حتى نأخذ الحسن ونسلمه إلى معاوية فيجعل لنا العراق فبدر [ فنذر ] بذلك الشيعة من قول المختار لعمه فهموا بقتل المختار فتلطف عمه لمسألة الشيعة بالعفو عن المختار ففعلوا فقال الحسن : ويلكم والله إن معاوية لا يفي لأحد منكم بما ضمنه في قتلي وإني أظن إني إن وضعت يدي في يده فأسالمه لم يتركني أدين لدين جدي وإني أقدر أن أعبد الله عزوجل وحدي ولكني كأني أنظر إلى أبناءكم واقفين على أبواب أبنائهم يستسقونهم ويستطعمونهم بما جعله الله لهم فلا يسقون ولا يطعمون فبعدا وسحقا لما كسبته أيديكم و ( وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون ) فجعلوا يعتذرون بما لا عذر لهم فيه . - قال الطبراني : حدثنا محمود بن محمد الواسطي ، حدثنا وهب بن بقية أخبرنا خالد عن حصين عن أبي جميلة إن الحسن بن علي - حين قتل علي - استخلف ، فبينما هو يصلي بالناس إذ وثب عليه رجل ، فطعنه بخنجر في وركه ، فتمرض منها أشهرا ثم قام على المنبر يخطب فقال : يا أهل العراق اتقوا الله فينا ، فإنا أمراؤكم وضيفانكم ، ونحن أهل البيت الذي قال الله عزوجل ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) فما زال يومئذ يتكلم حتى ما يرى في المسجد إلا باكيا .
    - قال الطبرسي : [ روى ] عن زيد بن وهب الجهني ، قال : لما طعن الحسن بن علي بالمدائن أتيته وهو متوجع فقلت ما ترى يا ابن رسول الله فإن الناس متحيرون ؟ فقال : أرى والله أن معاوية خير لي من هؤلاء ، يزعمون أنهم لي شيعة ابتغوا قتلي وانتهبوا ثقلي وأخذوا مالي والله لئن آخذ من معاوية عهدا أحقن به دمي وآمن به في أهلي ، خير من أن يقتلوني فتضيع أهل بيتي وأهلي ، والله لو قاتلت معاوية لأخذوا بعنقي حتى يدفعوني إليه سلما .
    فوالله لأن أسالمه وأنا عزيز خير من أن يقتلني وأنا أسير ، أو يمن علي فتكون سبة على بني هاشم إلى آخر الدهر ومعاوية لا يزال يمن بها وعقبه على الحي منا والميت . قال : قلت تترك يا ابن رسول الله شيعتك كالغنم ليس لهم راع ؟ قال : وما أصنع يا أخا جهينة ؟ إني والله أعلم بأمر قد أدى به إلي عن ثقاته إن أمير المؤمنين قال لي - ذات يوم وقد رآني فرحا - يا حسن أتفرح كيف بك إذا رأيت أباك قتيلا ؟ ! أم كيف بك إذا ولى هذا الأمر بنو أمية وأميرها الرحب البلعوم الواسع الأعفاج يأكل ولا يشبع ، يموت وليس له في السماء ناصر ولا في الأرض عاذر ، ثم يستولي على غربها وشرقها ، تدين له العباد ويطول ملكه ، يستن بسنن البدع والضلال ويميت الحق وسنة رسول الله .

    يقسم المال في أهل ولايته ويمنعه من هو أحق به ، ويذل في ملكه المؤمن ، ويقوى في سلطانه الفاسق ، ويجعل المال بين أنصاره دولا ويتخذ عباد الله خولا . يدرس في سلطانه الحق ويظهر الباطل ، ويلعن الصالحون ، ويقتل من ناواه على الحق ، ويدين من والاه على الباطل .
    فكذلك حتى يبعث الله رجلا في آخر الزمان وكلب من الدهر وجهل من الناس ، يؤيده الله بملائكته ويعصم أنصاره وينصره بآياته ويظهره على الأرض حتى يدينوا طوعا وكرها ، يملأ الأرض عدلا وقسطا ونورا وبرهانا ، يدين له عرض البلاد وطولها حتى لا يبقى كافر إلا آمن ولا طالح إلا صلح ، وتصطلح في ملكه السباع ، وتخرج الأرض نبتها ، وتنزل السماء بركتها ، وتظهر له الكنوز ، يملك ما بين الخافقين أربعين عاما ، فطوبى لمن أدرك أيامه وسمع كلامه .

  10. #50
    من المشرفين القدامى
    ابو منتظر
    إسلام اليهودي على يده
    روى الطريحي : عن الفخري ، أن النبي خرج من المدينة غازيا وأخذ معه عليا وبقي الحسن والحسين عند أمهما لأنهما صغيران فخرج الحسين ذات يوم من دار أمه يمشي في شوارع المدينة وكان عمره يومئذ ثلاث سنين فوقع بين نخيل وبساتين حول المدينة فجعل يسير في جوانبها ويتفرج في مضاربها فمر عليه يهودي يقال له صالح بن رقعة [ زمعة ] اليهودي فأخذه إلى بيته وأخفاه عن أمه حتى بلغ النهار إلى وقت العصر والحسين لم يتبين له أثر فقاد قلب فاطمة بالهم والحزن على ولدها الحسين ( عليه السلام ) فصارت تخرج من دارها إلى باب مسجد النبي ( صلى الله عليه وآله ) سبعين مرة فلم تر أحدا تبعثه في طلب الحسين ( عليه السلام ) . ثم أقبلت إلى ولدها الحسن ( عليه السلام ) وقالت له : يا مهجة قلبي وقرة عيني قم فاطلب أخاك الحسين فإن قلبي يحترق من فراقه . فقام الحسن وخرج من المدينة وأتى إلى دور حولها نخل كثير وجعل ينادي يا حسين بن علي يا قرة عين النبي أين أنت يا أخي ؟ قال فبينما الحسن ينادي إذ بدت له غزالة في تلك الساعة فألهم الله الحسن أن يسأل الغزالة فقال : يا ظبية هل رأيت أخي حسينا ؟ فأنطق الله الغزالة ببركات رسول ‹ صفحة 32 › الله ، وقالت : يا حسن يا نور عين المصطفى وسرور قلب المرتضى ويا مهجة فؤاد الزهراء إعلم أن أخاك أخذه صالح اليهودي وأخفاه في بيته ، فسار الحسن حتى أتى دار اليهودي فناداه فخرج صالح فقال له الحسن : إلي الحسين من دارك وسلمه إلي وإلا أقول لأمي تدعو عليك في أوقات السحر وتسأل ربها حتى لا يبقى على وجه الأرض يهودي ثم أقول لأبي يضرب بحسامه لجمعكم حتى يلحقكم بدار البوار ؛ وأقول لجدي يسأل الله سبحانه أن لا يدع يهوديا إلا وقد فارق روحه . فتحير صالح اليهودي من كلام الحسن ، وقال له : يا صبي من أمك ؟ فقال : أمي الزهراء بنت محمد المصطفى ، قلادة الصفوة ودرة صدف العصمة وعزة جمال العالم [ العلم ] والحكمة وهي نقطة دائرة المناقب والمفاخر ولمعة من أنوار المحامد والمآثر ، ثمرة طينة وجودها من تفاحة من تفاح الجنة وكتب الله في صحيفتها عتق عصاة الأمة ، وهي أم السادة النجباء وسيدة النساء البتول العذراء فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) . فقال اليهودي : أما أمك فعرفتها ، فمن أبوك ؟ فقال الحسن ( عليه السلام ) : إن أبي أسد الله الغالب علي بن أبي طالب الضارب بالسيفين والطاعن بالرمحين والمصلي مع النبي في القبلتين والمفدي نفسه لسيد الثقلين أبو الحسن والحسين . فقال صالح : يا صبي قد عرفت أباك فمن جدك ؟ فقال جدي درة من صف [ صدف ] الجليل ، وثمرة من شجرة إبراهيم الخليل ، الكوكب الدري والنور المضيء من مصباح التبجيل المعلقة في عرش الجليل سيد الكونين ورسول الثقلين ونظام الدارين وفخر العالمين ومقتدى الحرمين وإمام المشرقين والمغربين وجد السبطين أنا الحسن وأخي الحسين . ‹ صفحة 33 › قال : فلما فرغ الحسن من تعداد مناقبه انجلى صداه [ صدى ] الكفر عن قلب صالح وهملت عيناه بالدموع وجعل ينظر كالمتحير متعجبا من حسن منطقه وصغر سنه وجودة فهمه . ثم قال : يا ثمرة فؤاد المصطفى ويا نور عين المرتضى ويا سرور صدر الزهراء يا حسن أخبرني من قبل أن أسلم إليك أخاك عن أحكام دين الإسلام حتى أذعن لك وأنقاد إلى الإسلام ، ثم إن الحسن عرض عليه أحكام الإسلام وعرفه الحلال والحرام فأسلم صالح وأحسن الإسلام على يد الإمام وسلمه أخاه الحسين ثم نثر على رأسيهما طبقا من الذهب والفضة وتصدق به على الفقراء والمساكين ببركة الحسن والحسين ( عليهما السلام ) . ثم إن الحسن أخذ بيد أخيه الحسين وأتيا إلى أمهما ، فلما رأتهما اطمأن قلبها وزاد سرورها بولديها . قال : فلما كان اليوم الثاني أقبل صالح ومعه سبعون رجلا من رهطه وأقاربه وقد دخلوا جميعهم في الإسلام على يد الإمام ابن الإمام أخي الإمام عليهم أفضل الصلاة والسلام . ثم تقدم صالح إلى الباب باب الزهراء رافعا صوته بالثناء للسادة الأمناء وجعل يمرغ وجهه وشيبته على عتبة دار فاطمة وهو يقول : يا بنت محمد المصطفى عملت سوءا بابنك وآذيت ولدك وأنا على فعلي نادم فاصفحي عن ذنبي فأرسلت إليه فاطمة تقول يا صالح أما أنا فقد غفرت عنك من حقي ونصيبي وصفحت عما سوءتني به لكنهما ابناي وابنا علي المرتضى فاعتذر إليه مما آذيت ابنه . ‹ صفحة 34 › ثم إن صالحا انتظر عليا ، حتى أتى من سفره وعرض عليه حاله واعترف عنده بما جرى له وبكى بين يديه واعتذر مما أساء إليه فقال له : يا صالح أما أنا فقد رضيت عنك وصفحت عن ذنبك لكن هؤلاء ابناي وريحانتا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فامض إليه واعتذر مما أسأت بولده ، قال : فأتى صالح إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) باكيا حزينا وقال : يا سيد المرسلين أنت قد أرسلت رحمة للعالمين وإني قد أسأت وأخطأت وإني قد سرقت ولدك الحسين وأدخلته داري وأخفيته عن أخيه وأمه وقد سوءتهما في ذلك وأنا الآن قد فارقت الكفر ودخلت في دين الإسلام . فقال له النبي ( صلى الله عليه وآله ) : أما أنا فقد رضيت عنك وصفحت عن جرمك لكن يجب عليك أن تعتذر إلى الله وتستغفره مما أسأت به قرة عين الرسول ومهجة فؤاد البتول حتى يعفو الله عنك سبحانه . قال : فلم يزل صالح يستغفر ربه ويتوسل إليه ويتضرع بين يديه في أسحار الليل وأوقات الصلاة حتى نزل جبرائيل على النبي بأحسن التبجيل وهو يقول : يا محمد قد صفح الله عن جرم صالح حيث دخل في دين الإسلام على يد الإمام ابن الإمام عليهم أفضل الصلاة والسلام

صفحة 5 من 6 الأولىالأولى ... 34 56 الأخيرةالأخيرة
تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال