المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Ammar
كنت كتبت هذا الرد تعقيبا على تعليقك هذا
#36
ولكن وجدت ان هذا الموضوع انسب واكثر ملائمة
حالة بلدنا اليوم والبلاد الاسلامية بشكل عام لا ينفع معها لا جهد ولاعمل دؤوب لأصلاح الخلل بشكل جذري فحالتهم اليوم شبيهة بالسرطان الذى
تفشى فى جسد المريض ووصل إلى حالة ميئوس منها ولا يمكن استئصاله بسهولة .خاصةً وأن المريض لا يقبل النصح ولا العلاج وينكر أنه مريض ويدعى تمام الصحة والسلامة فى عجرفة وعناد وأنما مثل هذه الحالة تقتضي على الفرد أن يصلح بشكل مباشر ما حوله من عائلة واصدقاء
فأنتظاري ليس سلبي بالمعنى المعروف وانما انطلاقا من الاية الكريمة (نَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِم) لأنني اعلم ان الفرد هو نواة المجتمع ولبنته الاساسية فأنا لا أنتظر منقذا يملك عصا سحرية يلوح بها وينطق ببعض الكلمات السحرية فيتحول المجتمع الى (Utopia) فوجود قائد صالح بدون رعية صالحة ومستعدة لتغير ما بانفسها مضيعة للوقت وعبث .. ولكن حقيقة الاصلاح نجدها في قصص الرسل وألأنبياء والهداة والمصلحين في القران الكريم ..
وهناك امثلة كثيرة منها قصة موسى و بني اسرائيل عندما قالوا (فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ) يستطيع الله ان ينصر موسى وحده فقط على قرية بمعجزة ولكن هناك ناموس اراد الله ان يعلمه للبشرية في الاصلاح فعاقبهم الله بالتيه 40 سنة
بدل الله جيلا كاملا بعد 40 عاما تربوا التربية الصحيحة فانتصروا .وأسسوا مملكة
ونبينا الكريم ايضا لم يؤسس دولة الا بعد ان توفر له مجتمع اسلامي صحيح متكون من افراد مؤمنين بقوة ألأيمان في تغير المجتمع
وكما نعلم بمجرد عودة المجتمع العربي سيرته الاولى في حب الفساد انهارت الدولة الاسلامية وتولى امورها الحكام الظلمة والقتلة
أذن الخطوة ألأولى لأصلاح اي حكومة وأقامة أي دولة على أسس صحيحة هو بناء الافراد والمجتمعات على اسس وقيم اخلاقية صحيحة ...فتغيير الحاكم او نظام الحكم بلا جدوى اذا كان المجتمع صفته العامة الفساد والأفساد.اضرب لك مثالا .مدير شركة شريف ونزيه ونيته خالصة لانجاح عمل الشركة وهو على استعداد أن يعمل بدون مقابل ولكن كادر الشركة من سكرتير المدير الى ساعي الشركة فاسدين ومفسدين ولا يهمهم سوى مصلحتهم ولا يهمهم أن تبقى ابواب الشركة مفتوحة إلا ليستمروا بسرقتها .. إذن الاقتراح المنطقي الوحيد هو استبدال الكادر .ولكن هناك مشكلة فجميع المتقدمين بطلب للوظيفة لا يقلون فسادا عن سلفهم من الموظفين ..الحل اذن ان تبدء بادخال البدلاء دورة تأهيل على قيم واخلاق صحيحة .ولا أقصد المثالية بالعمل بدون مقابل بل توضح لهم ان استمرار الأستقامة يوفر لهم استمرارية العمل والمردود بل أن هناك تقاعد رائع لهم ولأطفالهم من بعدهم (الراحة والسعادة في الحياة الدنيا . والجنة في الحياة الآخرة )
ولك مثال في دولتنا العراقية وكادر حكومتها من اصغر موظف في البلدية او شرطي تصاعداً الى القاضي والمدير او حتى وزير وما فوقها من مرتبة ..كم هي نسبة من لا يقبل ان يأخذ رشوة .او يسرق من المال العام كم عدد الذين لا يقبلون الرشوة او يعطوها في افراد الشعب العراقي كله ؟ هل يمكن ان تعطيني اسم دائرة حكومية واحد فقط لا اريد اكثر من واحدة لا تقبل الرشاوي اي كانت نوعها او مجال عملها .وفكر مَن مِن هذه الدوائر التالية نزيهة ؟مراكز الشرطة ام شرطة المرور؟ دائرة الاحوال المدنية والجنسية ؟ التربية والتعليم ؟ دائرة الكهرباء ؟وزارة الصحة ؟
اختر ما شئت واذكر لي عنوان بناية واحدة تابعة لأي من هذه الاقسام في العراق لا يوجد فيها رشوة او محسوبية
إتحدى اي احد ان يقول انهم موجودين واذا كانوا موجودين يعطيني عنوان واحد .لا اقبل عبارة( لو خليت قلبت) . لاننا نريد افعال لا اقوال ونتحدث بشكل عام والاستثناء لا ينفي القاعدة العامة . .لو كان لدينا 3 اشخاص فقط من كل 100 مواطن يؤمنون بالقيم والنزاهة لما كان هذا حالنا ...لو كان لدينا 3 اشخاص من كل مئة مواطن يرفض دفع رشوة لأنجاز معاملاته لما كان هذا حالنا .وقد تتعجبون ان نسبة 3 من كل مئة قليلة جدا وانني شخص متشائم . وإن مثل هذه النسبة اكيد موجودة وربما اكثر !
ولكن على العكس 3 من 100 تعادل 3% من شعبنا يعني ما يقارب مليون شخص نزيه وشريف يا سيدي الفاضل ان كان لدينا مليون مؤمن حقيقي بقيم الشرف والنزاهة (ولن أقول ألأسلام )لكنا غيرنا وجه العالم وليس العراق
فالدولة الاسلامية أنتصرت على امبرطورية فارس والروم بأقل من مئة الف مؤمن
الخلاصة لا يمكن اصلاح بلد باصلاح حكومته وقيادته فقط المفروض التركيز على بناء ولو نصف المجتمع او 3% منه على اسس صحيحة والدعوة الى الدين المنزل من الله واشاعة فقه الوحي وليس فقه الجماعات المذاهب المتناحرة حتى تنبثق من خلالها هؤلاء النسبة القليلة ، حكومة تؤمن بالقيم الصحيحة ..وليس دين الطقوس والشعائر والحركات الجسدية فقط .. وهؤلاء هم النخبة هي التي ستقود البلد اما بقية الشعب ستتبعهم مثل الغنم التي تتبع الراعي الصالح الذي يرعى شؤونها واعتقد إن هذا امر يمكن تطبيقه على مستوى الافراد وليس سرياليا ولا مستحيل ويمكن أن يقوم به اي انسان منا