TODAY - March 13, 2011
تحكم في لوحة قيادة السيارات بحركة الإبهام
مستشعرات تميز 10 إيماءات من السائق
تتيح واجهة تفاعل إيمائية تجريبية خاصة بالسيارات للسائقين التحكم بأي جزء من لوحة القيادة من دون أن يقوم السائق برفع يديه عن المقود.
ويقول كريستيان مولر الباحث في مركز الأبحاث الألماني للذكاء الصناعي (DFKI) في ساربروكين الذي شارك في تطوير هذا النظام الجديد إن الفكرة هذه تمكن السائق من ضبط وتعديل كل الأشياء في السيارة ابتداء من التحكم بصوت «الستيريو»، إلى حرارة الجو داخل السيارة، من دون أن يرفع يديه عن مقودها، أو بصره عن الطريق.
* مستشعرات الحركة
* والنموذج الأولي من سطح التفاعل هذا يستخدم المستشعرات المتعددة لتحري حركة الإبهام الأيمن للسائق. الذي يقوم بإحداث اضطراب في مجال كهربائي. وهو يعتمد على المبدأ ذاته لآلة «ثيريمن» الموسيقية التي يمكن العزف عليها من دون ملامستها. وتقع هذه المستشعرات المغناطيسية في لوحة القيادة، وتقوم بتحري حركة إصبع اليد، شرط أن يظل السائق قابضا على عجلة القيادة في وضع عقارب الساعة، أي على رقم 10 و2، أو بعبارة أخرى عندما تشير إلى الساعة «10:10»، وهو الوضع الموصى به عادة، شرط أن يقود السائق سيارته بشكل مستقيم. وعن طريق تحري الأشكال المختلفة لإصبع السائق، وما يرسمه على الهواء، يمكن للنظام رصد وتفسير مجموعة واسعة من الأوامر، وفقا إلى مولر.
وقام مولر باختبار هذا النظام مع زملائه في البحث كريستوف إندريس وتيم شوارتز في جامعة سارلاند. وقد استخدموا لهذه الغاية مشبها. وعلق مولر بالقول: «في نموذجنا الأولي هذا قمنا بلصق الهوائيات على لوحة القيادة خلف المقود مباشرة».
وطلب من 6 أشخاص تجربة النظام الذي سمي «جيريمين». وكان قادرا بدقة 86% على تمييز 10 إيماءات، بما في ذلك أن يكون الإصبع مرفوعا إلى الأعلى، أو نازلا في الأسفل، أو أن يكون موجودا على اليسار أو اليمين، أو يرسم دوائر ومثلثات ومربعات. وجرى تقديم هذا العمل إلى المؤتمر الدولي الخاص بواجهات تفاعل الاستخدام الذكي الذي عقد أخيرا في بالو ألتو في كاليفورنيا في أميركا.
* نظام أرخص
* ويقول مولر إن بعض السيارات مزودة سلفا بأزرار للضبط مركبة على مقود السيارة، أو عمودها. لكن الأزرار هذه محددة القدرات أكثر من الإيماءات. وأضاف «في الوقت الذي تملك أزرارا خاصة ببعض المهام، أو التطبيقات القليلة المحدودة مركبة على المقود، فإن عدد الإيماءات يمكن توسيعها».
وهذا النظام هو أكثر رخصا من تركيب كاميرات لرصد ومراقبة حركات السائق، كما تفعل حاليا بعض شركات إنتاج السيارات. إذ أن كلفة كل مستشعر هي 50 سنتا، أي نصف دولار.
ويعلق بول غرين الأستاذ الباحث في «مجموعة واجهات التفاعل الخاصة بالسائقين» التابعة لمعهد أبحاث النقل في جامعة ميتشيغان بالقول: «إنها فكرة شيقة وقد تكون مفيدة أيضا». لكن مع أن الفكرة هذه تساعد السائق على الحفاظ على يديه ممسكتين بالمقود، إلا أن أي خطأ في التعرف على هذه الإيماءات قد تسبب نوعا آخر مختلفا من تشتيت الانتباه. وأضاف «إذا حصل وكانت لكل شركة منتجة للسيارات لها مجموعتها المختلفة من الإيماءات، فنحن نكون عندئذ في مشكلة حقيقية».
ويأمل الباحثون الألمان توسيع مجال هذه الإيماءات بشكل كبير، بحيث «سنقوم بدمج هذا النظام مع تقنية التعرف إلى الكلام، بغية إتاحة المجال أمام الناس لكي يملوا الرسائل النصية في السيارة» وفقا إلى مولر.
ومع ذلك هنالك عدد من الخبراء المشككين، إذ يقول أندرو هوارد رئيس قسم السلامة على الطرقات في جمعية السيارات في المملكة المتحدة إن احتمال تمكين السائقين لكي يرسلوا رسائل نصية، هو احتمال مخيف.. «فلا ينبغي علينا تشجيع الناس على القيام بأي شيء غير قيادة السيارة فقط»، كما نقلت عنه مجلة «تكنولوجي ريفيو» الأميركية. ويضيف غرين «أن إملاء الرسائل ليس أمرا ينبغي تشجيعه. وأعتقد أننا سنجد أن الإنتاجية ستكون أسرع من دون استخدام عملية إملاء النصوص».