من لا يستطيع إقناع نفسه بما لديه فكيف يستطيع إقناع الآخرين به؟! سؤال يحتاج إلى إجابة شفافة صادقة، إن قناعتك بما تحاول إقناع الآخرين به، وإيمانك بقضيتك، ويقينك بما تسعى لتسويقه، كل ذلك يزيدك ثقة بنفسك، ويجعلك أقدر في التأثير على الآخرين. كن صادقاً مع نفسك، وتكلم بما أنت مؤمن به، وتعلم بأن الصدق منجاة وبركة وتوفيق من الله تعالى في الدنيا والآخرة، كما أنك بالصدق تنجي نفسك من معركة شرسة تشتعل بين ما تتفوه به وبين ما بداخلك، ولو أشعلت هذه المعركة فإنك حينها ستكون أكبر الخاسرين.
يستسهل المرء الكذب حين يمزح، ظاناً أن مجال اللهو لا حظر فيه على أخبار أو اختلاق، ولكن الإسلام الذي أباح الترويح عن القلوب لم يرض وسيلة لذلك إلا في حدود الصدق، فإن في الحلال مندوحة عن الحرام، وفي الحق غناء عن الباطل.
والتزوير كذب كثيف الظلمات، فهو لا يكتم الحق فحسب، بل يمحه ليثبت مكانه الباطل، وخطره على الأفراد في القضايا الخاصة، وعلى الأمم في القضايا العامة شديد مبيد، فعلى أصحاب الحرف والصناعات أن يجعلوا من كلمتهم قانوناً مرعي الجانب، يقفون عنده ويستمسكون به، فإنه لمن المؤسف أن تكون الوعود المخلفة والحدود المائعة عادة مأثورة عن كثير من المسلمين بمختلف نشاطاتهم، مع أن دينهم جعل الوعود الكاذبة أمارة على النفاق.
سباعية إقناع الذات
اخلص لله تعالى، وأكثر من طلب الاستعانة به والتذلل اليه، فإنما الأعمال بالنيات والتوفيق بالإخلاص.
افهم ما تريد اقناع الآخرين به فهماً عميقاً، وتلمس فوائد ما تود إقناع الآخرين به، اقرأ كثيراً عما تريد اقناع الآخرين به، وصاحب المقتنعين بما ذهبت إليه، وفي الأخير اجتهد في ممارسة وتطبيق ما تود إقناع الآخرين به.