استشهد المختار الثقفي ( رضي الله عنه ) في الرابع عشر من شهر رمضان 67 هـ ، بعدما
قاتل مصعب بن الزبير وجيشه أشد قتال ، حيث بعثه أخوه عبد الله بن الزبير
إلى العراق للانتقام من المختار .
.
.
كان المختار قد سئل في أمان عمر بن سعد ، فآمنه على شرط ألاّ يخرج من الكوفة ، فإن خرج منها هدر دمه .
فقال رجل لعمر بن سعد : إنّي سمعت المختار يحلف ليقتلنّ رجلاً ،
والله ما أحسبه غيرك ! فلمّا سمع ذلك خرج عمر حتّى أتى الحمّام ـ الذي
سمّي فيما بعد بحمّام عمر ـ فقيل له : أترى هذا يخفى على المختار ! فرجع
ليلاً ، ثمّ أرسل ولده حفصاً إلى المختار الذي دعا أبا عمرة وبعث معه
رجلين ، فجاءوا برأس عمر بن سعد فتأسّف حفص وتمنّى أن يكون مكان أبيه ،
فصاح المختار يا أبا عمرة ، ألحقه به ، فقتله .
فقال المختار بعد ذلك : عمر بالحسين ، وحفص بعلي بن الحسين ـ أي علي الأكبر ـ ولا سواء !
واشتدّ أمر المختار بعد قتل ابن زياد ، وأخاف الوجوه ، وكان يقول :
لا يسوغ لي طعام ولا شراب حتّى أقتل قتلة بن علي ( عليهما السلام )
وأهل بيته ، وما من ديني أترك أحداً منهم حيّاً .
وقال : أعلموني من شرك في دم الحسين وأهل بيته ( عليهم السلام )
، فلم يكن يأتونه برجل فيشهدون أنّه من قتلة الحسين أو ممّن أعان عليه ،
الا قتله