شفق نيوز/ تبنى تنظيم القاعدة بجناحه المحلي في العراق، اليوم الثلاثاء، عملية الهجوم على سجني التاجي وابو غريب في بغداد، وتهريب المئات من المعتقلين فيه. وشن مسلحون ليلة الاحد الماضي هجوماً عنيفاً على سجن ابو غريب غربي بغداد والتاجي شمالها بتوقيت واحد وبتنسيق مع نزلاء السجنين وتمكنوا من تحرير عدد من قادة تنظيم القاعدة بعد اشتباكات استخدمت فيها مختلف الاسلحة. وقال مايعرف بـ"الدولة الاسلامية في العراق وبلاد الشام"، في بيان اطلعت عليه "شفق نيوز"، إنها اختتمت ما أسمته بغزوة "هدم الاسوار" التي بدأتها قبل عام بالهجوم على سجن بغداد المركزي (أبي غريب) وسجن الحوت (التاجي). واطلقت على هذه العملية بـ"قهر الطّواغيت". وبحسب بيان "الدولة" فأن العملية بدأت في الساعة التاسعة مساءً بهجوم نفذته على البوابات الرئيسة والجدران الخارجية للسجنين بموجات من السيارات المفخّخة يقودها انتحاريون. وقالت إن عدد السيارات المفخخة التي تمّ تفجيرها 12 بمختلف الأحجام. واضافت- خلال سردها لتفاصيل العملية- أنها قطعت في بادئ الامر الطرق المؤدية لكلا السجنين وهما طريق (بغداد - أبي غريب) وطريق (بغداد - الموصل) "بعد القضاء على نقاط التفتيش المنتشرة على الطريقين وإبادة أو تشتيت عناصرها". وبينت ان ذلك ترافق مع استهداف قوات الجيش القريبة من الموقعين في مقرلواء المثنى ومعسكر التاجي بصواريخ "غراد" ورشقات متتالية من قنابر الهاون، "حيث تمّ تأمين الطرق المؤدية للموقعين بالكامل وشلّ حركة قوات الإمداد الأرضية وحركة الطيران، لتبدأ مرحلة الاقتحام (...). وقال بيان "الدولة" إن الاشتباكات استمرت مع حراس السجن وقوات الحماية داخلها وعلى الأبراج المحيطة بها لعدّة ساعات، "إلى أن تمت السيطرة على كل الأبراج وقتل وإصابة من فيها، وتمشيط الأبنية من الداخل مع المفارز التي تحررت داخل السجن والتي سبق تسليحها بالبنادق والمسدسات والأحزمة الناسفة بعد اختراق المنظومة الأمنية للسجنين في وقت سابق من قبل الجهد الأمني للدولة الإسلاميّة". وادعى البيان أنه تم "تحرير" المئات من المعتقلين بينهم اكثر من 500 "مجاهد من الخيرة". وتابع أنهم قتلوا اكثر من 120 شخصا واصابوا العشرات، مقابل إصابة عنصرين من القوة المهاجمة، بحسب ادعاء البيان. وكشفت لجنة الامن والدفاع النيابية امس عن هروب ما بين 500 وألف نزيل على الاقل من سجن ابو غريب، في رواية قريبة لبيان قاعدة العراق. وكانت معلومات استخبارية قد أشارت إلى أن 40 بالمائة من المعتقلين الفارين هم من عتاة تنظيم القاعدة، ممن كانوا بحوزة القوات الأمريكية في معتقلات بوكا بالبصرة وأبو غريب وكروبر بمطار بغداد سلموا بعدها إلى السلطات العراقية.
كما بينت المعلومات أن الفارين من سجن أبو غريب، اتجهوا إلى منطقة العامرية (غرب بغداد) وقضاء سامراء، ومنطقة إبراهيم بن علي ومنها إلى سامراء، فضلاً عن توجه آخرين إلى الفلوجة والرمادي، وهي مناطق تقع في الجانب الغربي للعراق.
وتكررت عمليات فرار السجناء من سجون البلاد على مدى السنوات الماضية، من بينهم قادة بالقاعدة ومحكومون بالاعدام. واعلنت وزارة الداخلية العراقية امس الاثنين، أن "خلية الازمة" التي شكلت للوقوف على حادثتي سجني ابو غريب والتاجي اظهرت وجود "تواطؤ" من قبل بعض الحراس مع "الارهابيين" في السجنين الواقعين في العاصمة بغداد.