د.عبد المعطي الدالاتي



رجعتُ إليكَ، إلهَ الوجودِ *** فطابَ رجوعي،وطاب سجودي

رجعتُ أريدُ الخلودَ،ومالي *** سواكَ، فهبْ لي جِنانَ الخلودِ

رجعت ُوأهواءُ نفسي قيودٌ *** أعِنّي ، إلهي ، لكسرِ القيودِ

***

شردتُ وكم حيّرتْني الدروبُ! *** وقلبي يسائلُ:أين الحبيبُ؟!

فلاحتْ لقلبي معالم ُدربي *** وفي الدربِ نورٌ،وفي الدرب طيبُ

وفي الدرب هدْيُ الرسولِ يقودُ *** الحيارى،فقلتُ:أتوبُ، أتوبُ

***

أياربّ:إني مَللتُ دروبي *** وعمري اشتكى من جراحِ الذنوبِ

فذنبي كبيرٌ.. وحوبي عظيمٌ *** ويَمسحُ عفوُكَ ذنبي و حوبي

وأَعلمُ أنكَ تعفو .. ولكنْ *** يطولُ لأوزارِ عمري نحيبي

***

وأَعلمُ أنكَ تغفرُ ذنبي *** وتعلمُ أني أحبّكَ ربي

ولو كان عمري ذنوباً فإني *** سأسألُ قربي،وأعلنُ حبي

وأعلنُ أني أحبك ربي *** بدمعي.. بلحني.. بخفقةِ قلبي

***

رجعتُ إليكَ .. ودمعي جرى *** لِيسجدَ دمعيَ فوق الثرى

هجرتُ دروبَ الهوى،وعجِلتُ *** إليك لترضى، إلهَ الورى

وأظمأتُ يومي بصومي،وعفْتُ *** بظلِّ النجاوى لذيذَ الكَرى

***

رجعتُ إليكَ،أُرَجّي رضاكَ *** وماكنتُ أرجو،إلهي،سواكَ

أناجيكَ ..أدعو وكليّ رجاءٌ *** وحاشا يَخيبُ محبٌّ دعاكَ

إليكَ مآلي..وكلُّ سؤالي *** رضاكَ-إلهي-وحسبي رضاكَ

***

تلوحُ الجِنانُ فمنْ ذا اشترى؟ *** ومن ذا يهيمُ بأعلى الذُّرا ؟

وذو الشوقِ يُدلج ُعندالسُّرى *** لطيبة َيهفو ..وأمِّ القُـرى

تلوحُ لقلبي مواسمُ حُبِّ *** تلوحُ..فيا قلبُ: ماذا ترى؟!