كيف نخلــــــــــق الحيويـــــــــة في أنفسنــــــــــا ؟
كما للخمول والكسل عوامله التي تخلفه في النفس البشرية كذلك للحيوية عواملها التي تخلقها وتكرسها في نفس الإنسان وكما ينبغي للإنسان إجتناب العوامل التي تبعث الكسل في نفسه كذلك يجب عليه الالتزام بالاسباب والعوامل التي تخلق في نفسه الحيوية والنشاط وعوامل خلق الحيوية في النفس البشرية هي :
1- الشعور بالمسۆولية إنّ المسۆولية طاقة وهاجة تحرك من يشعر بها وتدفعه إماماً إلى ساحات العمل وخوض الغمرات في سبيل الرفعة والمثل .
قال تعالى: (وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ)
وقال عزّ وجلّ: (بَلِ الإنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ * وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ)
2- التفكر الدائم إنّ الحيوية نشاط وعمل والفكر نور يهدي للنشاط والعمل ، فمن ازداد من نور عقله إزداد عملاً ونشاطاً .
قال مولانا أمير المۆمنين علي (ع): "العقول أئمة الأفكار والأفكار أئمة القلوب والقلوب أئمة الحواس، والحواس أئمة الأعضاء ".
3- إطاعة الناصح: إن إطاعة الناصح توفر على الإنسان مشقة التيه في الأمور والبدء من أولياتها والتوقف عند مجالها .
جاء في الحديث: "المۆمن يحتاج إلى توفيق من الله وواعظ من نفسه وقبول ممن ينصحه".
4- التنظيم والتدبير الذاتي: إنّ الإنسان الذي لا تنظيم ولا تدبير له هو انسان لا إتقان في عمله ولا انتاج في جهده وبالتالي هو إنسان مائل شيئاً فشيئاً إلى اليأس من ثمّ الملل والضجر وبالتالي الخمول والكسل والتوقف عن العمل.
من هنا لابدّ للإنسان أن يحافظ على تنظيم وتدبير شۆونه متى أراد لنفسه الحيوية الدائمة والنشاط المستمر.
قال الامام علي (ع): "من ساء تدبيره تعجل تدميره ".
وقال مخاطباً بنيه الحسن والحسين – عليهما السلام –: "أوصيكما وجميع ولدي وأهلي ومن بلغه كتابي بتقوى الله ونظم أمركم".
- مظاهر إنعدام الحيويـــــــة :
لانعدام الحيوية مظاهر ثلاثة أساسية في الحياة حتى إذا أصابت الإنسان قعدت به عن النشاط والعمل، وهذه المظاهر الثلاثة صفات كل إنسان خمول كسول وهي:
1- التواني: ويعني التسويف والتأجيل في الأعمال والواجبات .
2- التفريط : ويعني اللامبالاة واللاإهتمام بالأعمال والواجبات وهذه الصفة ناتجة عن الصفة الأولى .
3- التضييع: وتعني تبذير الأمور وإتلافها ثمّ الندم على فقدانها، وهذه الصفة ناتجة عن الصفة الثانية .
وقد أوضح الرسول (ص) هذه المظاهر في الشخص الفاقد للحيوية بقوله: "أما علامة الكسلان فاربعة: يتوانى حتى يفرط ويفرط حتى يضيع ويضيع حتى يأثم ويضجر ".
(( الارشاد الاسري بالعتبة الحسينية ))