علمه
قال الطبري : قال أبو جعفر : حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد البلوي ، قال : قال عمارة بن زيد المدني ، حدثني إبراهيم بن سعد ، ومحمد بن مسعر ، كلاهما عن محمد بن إسحاق صاحب المغازي ، عن عطاء بن يسار ، عن عبد الله بن عباس ، قال : مرت بالحسن بن علي بقرة ، فقال : هذه حبلى بعجلة أنثى ، لها غرة في جبهتها ، ورأس ذنبها أبيض . فانطلقنا مع القصاب حتى ذبحها فوجدنا العجلة كما وصف على صورتها ، فقلنا له : أو ليس الله عزوجل ( ويعلم ما في الأرحام ) فكيف علمت هذا ؟ فقال : إنا نعلم المكنون المخزون المكتوم ، الذي لم يطلع عليه ملك مقرب ولا نبي مرسل غير محمد وذريته .
وقال أيضا : قال أبو جعفر : حدثنا سليمان بن إبراهيم النصيبيني ، قال : حدثنا زر بن كامل ، عن أبي نوفل محمد بن نوفل العبدي ، قال : شهدت الحسن بن علي وقد أوتي بظبية ، فقال : هي حبلى بخشفين إناث ، إحداهما في عينها عيب ، فذبحها فوجدناهما كذلك .
قال الشيرواني : روى عن الحسن بن علي بن أبي طالب إنه قال : إذا صاح القبر قال : اللهم العن مبغضي آل محمد .
روى الطوسي : عن محمد بن مسعود ، قال حدثني : جعفر بن أحمد بن أيوب قال حدثني : حمدان بن سليمان أبو الخير ، قال حدثني : أبو محمد عبد الله بن محمد اليماني ، قال حدثني : محمد بن الحسين بن أبي الخطاب الكوفي ، عن أبيه الحسين ، عن طاووس قال : كنا على مائدة ابن عباس ، ومحمد بن الحنفية حاضر ، فوقعت جرادة فأخذها محمد ، ثم قال : هل تعرفون ما هذه النقط السود في جناحها ؟ قالوا الله أعلم .
فقال : أخبرني أبي علي بن أبي طالب أنه كان مع النبي ثم قال : هل تعرف يا علي هذه النقط السود في جناح هذه الجرادة ؟ قال : قلت : الله ورسوله أعلم .
فقال : مكتوب في جناحها أنا الله رب العالمين ، خلقت الجراد جندا من جنودي أصيب به من أشاء من عبادي ، فقال ابن عباس : فما بال هؤلاء القوم يفتخرون علينا يقولون : إنهم أعلم منا ، فقال محمد : ما ولدهم إلا من ولدني .
قال : فسمع ذلك الحسن بن علي فبعث إليهما وهما في المسجد الحرام ، فقال لهما : أما أنه قد بلغني ما قلتما إذ وجدتما جرادة ، فأما أنت يا بن عباس ففيمن نزلت هذه الآية : ( لبئس المولى ولبئس العشير ) في أبي أو في أبيك ؟ وتلي عليه آيات من كتاب الله كثيرا .
ثم قال : أما والله لو لا ما نعلم لأعلمتك عاقبة أمرك ما هو وستعلمه ، ثم إنك بقولك هذا مستنقص في بدنك ، ويكون الجرموز من ولدك ، ولو أذن لي في القول لقلت : ما لو سمع عامة هذا الخلق لجحدوه وأنكروه .
قال الراوندي : [ روي ] إن الحسن [ وإخوته ] وعبد الله بن العباس كانوا على مائدة ، فجاءت جرادة ووقعت على المائدة .
فقال عبد الله للحسن : أي شيء مكتوب على جناح الجرادة ؟ فقال : مكتوب عليه : أنا الله لا إله إلا أنا ، ربما أبعث الجراد رحمة لقوم جياع ليأكلوه وربما أبعثها نقمة على قوم فتأكل أطعمتهم .
فقام عبد الله ، وقبل رأس الحسن ، وقال : هذا من مكنون العلم .
وقال أيضا : روى عن صندل ، عن أبي أسامة ، عن الصادق ، عن آبائه إن الحسن خرج إلى مكة ماشيا من المدينة ، فتورمت قدماه فقيل له : لو ركبت لسكن عنك هذا الورم .
فقال : كلا ولكنا إذا أتينا المنزل فانه يستقبلنا أسود معه دهن يصلح لهذا الورم ، فاشتروا منه ولا تماكسوه .
فقال له بعض مواليه : ليس أمامنا منزل فيه أحد يبيع مثل هذا الدواء ؟ فقال : بلى إنه أمامنا .
وساروا أميالا فإذا الأسود قد استقبلهم . فقال الحسن لمولاه : دونك الأسود ، فخذ الدهن منه بثمنه .
فقال الأسود : لمن تأخذ هذا الدهن ؟ قال : للحسن بن علي بن أبي طالب .
قال : انطلق بي إليه .
فصار الأسود إليه ، فقال : يا بن رسول الله إني مولاك لا آخذ له ثمنا ، ولكن ادع الله أن يرزقني ولدا سويا ذكرا يحبكم أهل البيت فإني خلفت امرأتي تمخض فقال : انطلق إلى منزلك ، فإن الله تعالى قد وهب لك ولدا سويا .
فرجع الأسود من فوره فإذا امرأته قد ولدت غلاما سويا ، ثم رجع الأسود إلى الحسن ودعا له بالخير بولادة الغلام له ، وإن الحسن قد مسح رجليه بذلك الدهن فما قام من موضعه حتى زال الورم .
روى الصفار القمي : حدثنا محمد بن الحسين ، عن النضر بن شعيب ، وعن عبد الغفار الجاري ، عن أبي عبد الله قال : إن حسنا كان معه رجلان فقال لأحدهما : فلانا بما حدثتك البارحة ، فقال الرجل الذي قال له : إنه يقول : قد كان قال : إنا لنعلم ما يجري في الليل والنهار وقال : إن الله تبارك وتعالى علم رسول الله الحلال والحرام ، و [ التنزيل ] والتأويل ، فعلم رسول الله عليا [ علمه ] كله .
قال الإربلي : قال الإمام لأبيه : إن للعرب جولة ولقد رجعت إليها عوازب أحلامها ، ولقد ضربوا إليك أكباد الإبل حتى يستخرجوك ، ولو كنت في مثل وجار الضبع .
قال ابن شهر آشوب : [ روي ] عن أبي حمزة الثمالي ، عن زين العابدين قال : كان الحسن بن علي جالسا فأتاه آت فقال : يا بن رسول الله قد احترقت دارك .
قال : لا ما احترقت .
إذ أتاه آت فقال : يا بن رسول الله : قد وقعت النار في دار إلى جنب دارك حتى ما شككنا إنها ستحرق دارك ثم إن الله صرفها عنها .
علمه بجميع اللغات
روى الكليني : عن أحمد بن محمد ؛ ومحمد بن يحيى ، عن محمد بن الحسن ، عن يعقوب بن يزيد ، عن ابن أبي عمير عن رجاله عن أبي عبد الله قال : إن الحسن قال : إن لله مدينتين إحداهما بالمشرق والأخرى بالمغرب عليهما سور من حديد وعلى كل واحد منهما ألف ألف مصراع وفيها سبعون ألف ألف لغة يتكلم كل لغة بخلاف لغة صاحبها وأنا أعرف جميع اللغات وما فيهما وما بينهما وما عليهما حجة غيري وغير الحسين أخي .
وصفه النجوم
قال المجلسي : نقلا عن كتاب " النجوم " روى ابن جمهور العمي في كتاب " الواحدة " في أوائل أخبار مولانا الحسن بن علي من خطبة له في صفة النجوم ما هذا لفظة : ثم أجرى في السماء مصابيح ضوؤها في مفتحه وحارثها بها وجال شهابها من نجومها الدراري المضيئة التي لولا ضوؤها ما أنفذت أبصار العباد في ظلم الليل المظلم بأهواله المدلهم بحنادسه وجعل فيها أدلة على منهاج السبل لما أحوج إليه الخليقة من الإنتقال والتحول والإقبال والإدبار .
علمه بالغائب وبما في النفس
روى البحراني : عن علي بن الحسين المقرئ الكوفي ، عن محمد بن حليم التمار ، عن المخول ابن إبراهيم ، عن زيد بن كثير الجمحي ، عن يونس بن ظبيان ، عن المفضل بن عمر الجعفي ، عن أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق قال : لما قدم أبو محمد الحسن ابن علي من الكوفة تلقاه أهل المدينة معزين بأمير المؤمنين ومهنين بالقدوم ودخلت عليه أزواج رسول الله فقالت عائشة : [ والله ] يا أبا محمد ما فقد جدك إلا حيث فقد أبوك ( ولقد ) قلت يوم قام عندنا ناعية قولا صدقت فيه وما كذبت .
فقال لها الحسن : عسى هو تمثلك بقول لبيد بن ربيعة حيث يقول : فبشرتها واستعجلت عن خمارها * وقد تستخف المعجلين البشائر وأخبرها الركبان أن ليس بينها * وبين قرى نجران والشام كافر وألقت عصاها واستقر بها النوى * كما قر عينا بالإياب مسافر ثم أتبعت الشعر بقولك أما إذا قتل علي فقولوا للعرب تعمل ما تشاء .
فقالت [ له ] : يا بن فاطمة حذوت حذو جدك وأبيك في علم الغيب من الذي أخبرك ( بهذا ) عني ؟ فقال لها : ما هذا غيب لإنك أظهرته وسمع منك والغيب نبشك عن جرد أخضر في وسط بيتك بلا قبس وضربت بالحديدة كفك حتى صار جرحا وإلا فاكشفي عنه وأريه من حولك من النساء ، ثم إخراجك الجرد وفيه ما جمعته من خيانة وأخذت منه أربعين دينارا عددا لا تعلمين ما وزنها وتفريقك لها في مبغضي [ معصية ] أمير المؤمنين ( من تيم وعدي شكرا لقتل أمير المؤمنين ) .
فقالت : يا حسن والله لقد كان ما قلته فالله ابن هند ، لقد شفي وأشفاني .
فقالت لها أم سلمة زوجة رسول الله : ويحك يا عائشة ما هذا منك بعجب وإني لأشهد عليك أن رسول الله قال لي وأنت حاضرة وأم أيمن وميمونة : يا أم سلمة كيف تجديني في نفسك ؟ فقلت : يا رسول الله أجده قربا ولا أبلغه وصفا .
فقال : فكيف تجدي عليا في نفسك ؟ فقلت : لا يتقدمك ( يا رسول الله ) ولا يتأخر عنك وأنتما في نفسي بالسواء .
فقال : شكرا لله لك ذلك يا أم سلمة فلو لم يكن علي في نفسك مثلي لبرأت منك في الآخرة ولم ينفعك قربي منك في الدنيا ، فقلت أنت لرسول الله وكذا كل أزواجك يا رسول الله ؟ فقال : لا ، فقلت : [ لا ] والله ما أجد لعلي في موضعا قربتنا فيه أو أبعدتنا .
فقال لك : حسبك يا عائشة . فقالت : يا أم سلمة يمضي محمد ويمضي علي ويمضي الحسن مسموما ويمضي الحسين مقتولا كما خبرك جدهما رسول الله .
فقال لها الحسن : فما أخبرك جدي رسول الله بأي موتة تموتين وإلى ما تصيرين ؟ قالت له : ما أخبرني إلا بخير .
فقال الحسن : ( والله ) لقد أخبرني جدي رسول الله تموتين بالداء والدبيلة وهي ميتة أهل النار وإنك تصيرين أنت وحزبك إلى النار .
فقالت : يا حسن ومتى ؟ فقال الحسن : حيث أخبرك بعداوتك عليا أمير المؤمنين وإنشاءك حربا تخرجين فيها عن بيتك متأمرة على جمل ممسوخ من مردة الجن يقال له بكير وأنك تسفكين دم خمسة وعشرين ألف رجل من المؤمنين الذين يظنون أنك أمهم ، قالت له : جدك أخبرك بهذا أم هذا من علم غيبك ؟ قال : لا من علم [ غيب ] الله و ( علم ) رسوله وعلم أمير المؤمنين .
[ قال : ] فأعرضت عنه بوجهها وقالت في نفسها : والله لأتصدقن بأربعين وأربعين دينارا ونهضت . فقال لها الحسن : والله لو تصدقت ( بأربعين ) قنطارا ما كان ثوابك عليها إلا النار .