عراقيون: زين (موزين) وآسيا (سِلْ)
بغداد/المسلة: "الهاتف المطلوب مغلق او خارج منطقة التغطية يرجى الاتصال في وقت لاحق ":هذا مايقوله المجيب الالي لشركة زين لدى اتصالي بشقيقي مع انني كلمته منذ دقائق قليلة من هذا الجواب ولم يكن حينها الهاتف مغلقا ولا اخي خارج نطاق الخدمة ومثله يرد المجيب الالي لشركة اسيا سيل وان كان بصوت اكثر عذوبة "عذرا لا يمكنك اتمام هذه المكالمة". وأضحت هاتين العبارتين الاكثر تداولا بين العراقيين، والاكثر اثارة لامتعاضهم واستيائهم، وهم يتهكمون على سوء خدمة الاتصالات عبر تداول حكايات وقصص تروي المعاناة والمشاكل التي تحول دون تمتعهم بخدمة اتصال هاتفي جيد على رغم التكلفة المادية العالية لوسائل الاتصال. وبدت الهواتف النقالة مثل كماليات زائدة يتمنى عدد غير قليل رميا لو لا ان اثمانها باتت غالية. ويقول احمد حسن (موظف) ان عبارة المُجيب الالي لشركة زين، تفصح عن سوء الخدمة التي تقدمها شركات الاتصال التي تستحوذ على اموال الناس من دون الاهتمام بتقديم خدمات افضل او العمل على تطويرها وتحسينها. ويزيد في القول "الامر ذاته يردده المجيب الالي لشركة (آسيا سيل) حين يقول "عذرا لا يمكنك اتمام هذه المكالمة". ومنذ العام 2003، دخلت الى خدمة الاتصالات في العراق، العديد من الشركات ابرزها، شركة زين، آسيا سيل، اتصالنا، أمنية، وكورك تيليكوم. ويستغرب احمد ان "الشركات العالمية تتسابق على خدمة زبائنها، وتسعى الى نيل رضاهم والاستجابة لمطالبهم والأخذ باقتراحاتهم لكن في العراق يحصل العكس، اذ غالبا ما يسمع المواطنون ذات الجمل التي اعتادوا عليها". ويستأنف القول "الكثير من الناس تتذمر من سرقة الرصيد وكثرة الرسائل الوهمية التي تغري المواطنين بالفوز بجوائز ثمينة تصل الى مبالغ خيالية". وأكد احمد، في ذات الوقت، على ان "خدمات كلا من شركتي (زين) و(اسيا سيل)، ازدادت سوءا خلال الايام الماضية وبدأت تلحق أضرارا مادية كبيرة بالمشتركين". ويسوق احمد مثالا على نوع المشاكل التي تحدث فيقول "الرصيد في اغلبه خسائر من جراء سوء الخدمة خصوصا في بعض مناطق بغداد". ويؤكد مواطنون في احاديثهم الى "المسلة" ان بعض المواطنين يضطرون الى الاستغناء عن الهاتف المحمول بسبب غلاء الرصيد وتلاشيه بسرعة كبيرة. من جانبه يؤكد الصحافي محمد العزاوي ان "سوء الخدمة اضطره الى اقتناء هاتفين لشركتين مختلفتين احتياطا لأي طارئ". ويختصر العزاوي معاناته بعبارة يتداولها المواطنون "زين (موزين) وآسيا (سِلْ) "، اذ يأوّل العراقيون اسم الشركة الى مرادفها الذي يعني "المرض"، في حين تعني (موزين) باللغة العامية العراقية، (غير جيد). وبحسب أحمد علي من منطقة حي الدورة في بغداد، فان أداء خدمات شبكة (زين) كان افضل في السابق وافتقدت الى المميزات والعروض التي وعدت الناس بها. وبدت ميارعبدالله يائسة من خدمات الاتصال، اذ ادى الانقطاع المتكرر لخدمة (اسياسيل) الى الغاء خدمة اشتراكها مع الخدمة نهائيا، و لجأت الى برامج الاتصال عبر الانترنت مثل (الفايبر) و (التانكو)، لتلبية حاجاتها في التواصل. وفي مدينة بابل، جنوبي بغداد اشتكى مواطنون من رداءة خدمة الانترنت التي تقدمها شركة "أمنية" للاتصالات،وأعرب المواطنون عن استيائهم لتدني مستوى الخدمات، داعين إياها إلى تحسين خدماتها وحل المشاكل التي تعاني منها شبكتها. وشهد العام 2012، اعلان الفرع العراقي لمجموعة (زين) الكويتية للاتصالات، اكبر مشغل للهاتف النقال في العراق، استقالة رئيسه التنفيذي عماد مكية، بسبب سوء الخدمة المقدمة للمواطنين. ويعجز المواطن ضياء محمود عن تأمين اتصال تلفوني بشكل مستمر عبر خط (زين) في داخل المنزل مما يضطره الى الخروج الى الحديقة او الصعود الى سطح البيت لهذا الغرض، ناهيك عن التدفق المستمر للرسائل الاعلانية في اليوم الواحد. وتؤكد تجربة الفتاة الكردية جوان عبدالله من بغداد ان مشاكل عدة تواجهها جراء اشتراكها في خدمة (زين)، حين تجد صعوبة كبيرة في تأمين الاتصال بأهلها في اقليم كردستان. ويتحدث بعض المهندسين ان شركة زين لم تشيد ابراج كافية في المناطق الجنوبية لتأمين الاتصال للمستفيدين. وبرغم تحرك مجلس النواب العراقي، اكثر من مرة، لاجل تحريك ملف مساءلة تلك الشركات، وخصوصا شركة زين للاتصالات، ومعرفة اسباب تردي مستوى خدماتها للمواطن العراقي اضافة الى التحقيق بموضوع العقود المبرمة مع الحكومة الا ان ذلك لم يجد نفعا او يفضي الى نتيجة واضحة حتى الان. ويلفت المواطن سعد فيصل وهو منتسب في الجيش العراقي الانتباه الى وجود(تشويش) وعدم قدرة على (سماع) الصوت بشكل واضح في خدمة (آسيا سيل)، مشيرا الى ان " التشويش كان يعزى في السابق الى وجود القوات الامريكية اما الان فما هي الاعذار التي يمكن تبرر بها الشركات خدماتها الضعيفة ". يذكر ان ثلاث شركات للهاتف النقال قد فازت في شهر آب من العام 2007 بفرصة العمل في العراق وهي (زين) الكويتية ويتركز عملها في الوسط والجنوب، (آسيا سل) وهي شركة عراقية خليجية، وتعمل في معظم أنحاء العراق، وشركة (كورك) في إقليم كردستان ويملكها رجال أعمال عراقيون كرد. وتروي دينا علي (طالبة) عن معاناتها من خدمة (تحويل) الرصيد، قائلة "خط (آسيا سيل) لا يمنح الخدمة مجانا ولا تُفعّل الا بعد مضي عدة اشهر". وزادت في القول منتقدة سوء الخدمات "على الحكومة إرغام الشركات على تحسين خدماتها ومحاسبتها على التقصير بعدما أفرغت جيوب الناس غير آبهة بالشكاوى والاحتجاجات. وتوفرت خدمات الاتصال والبريد في العراق في فترة مبكرة جدا، اذ توفرت شبكة الانترنت قبل العام 2003، عن طريق مراكز الاتصال أو عن طريق مودم الهاتف والاتصالات اللاسلكية أيضا، ولم يسمح باستخدامها إلا في نطاق ضيق في مجال القيادات فقط وباستخدام هواتف الثريا المرتبطة بالأقمار الصناعية. ومنذ العام 2003 م دخل الإنترنت والاتصالات اللاسلكية للعراق وأصبحت في متناول الجميع بشكل واسع.