TODAY - March 12, 2011
زلزال كبير حتى بمقاييس اليابان
يعتبر الزلزال الأخير في اليابان هائلا حتى بمقاييس الهزات التي تحدث في اليابان
جوناثان آموس المحرر العلمي_ بي بي سي نيوز
يوم آخر، زلزال آخر. ولكن هذه المرة قوة الزلزال 8.9 على مقياس ريختر أصبح هذا الحدث هو الأكثر بروزا في حياة اليابان لعام 2011، ربما ليس بسبب أعداد الضحايا بل بسبب اتساع نطاق تلك الهزة الأرضية.
هناك عادة هزة أو اثنتان على هذا المستوى كل عام بل وحتى بالنسبة لليابان التي تعرف هذا النوع من الهزات الأرضية تعتبر هذه هزة غير عادية.
وتذكر كتب التاريخ ان اليابان شهدت وقوع سبع هزات ارضية تتجاوز 8 درجات على مقياس ريختر منذ عام 1891، واعقب تلك الهزات الكبيرة توابع كثيرة.
وقد أعقب الهزة الاخيرة التي بلغت قوتها 8.9 في الساعة الثانية وستة واربعين دقيقة، بالتوقيت المحلي، سلسلة من الهزات الأخرى القوية، ست من هذه الهزات خلال ساعة وربع الساعة، كانت كلها أكبر من الهزة التي ضربت كريستشيرش في نيوزيلندا (بلغت قوتها 6.3) الشهر الماضي. وبلغت قوة أكبر الهزات التابعة التي تداعت بعد الهزة الرئيسية، 7.1 على مقياس ريختر.
وكانت بعض الصور التي خرجت من اليابان شديدة الدرامية، موظفون يجلسون في أماكنهم وراء مكاتبهم بينما كل شيء يتحكم حولهم، مباني تشتعل فيها النيران وأمواج مرتفعة عاتية تفجرت بفعل الهزة وزحفت على اليابسة وأغرقتها.
ويكتسب قياس ورصد قوة الزلازل في تلك المنطقة من العالم أهمية خاصة فهي احدى أكثر المناطق تعرضا للهزات الأرضية في العالم. وتشهد اليابان نحو 20 في المائة من الهزات الأرضية التي تقع في العالم التي تتجاوز قواتها 6 درجات. ويرصد العلماء تغيرا ما في الطبيعة الجيولوجية الكامنة في اليابان كل خمس دقائق تقريبا في المتوسط.
وتقع اليابان ضمن ما يعرف باسم "طوق النار"، وهو خط الهزات الأرضية وثورات البراكين.
وعند هذا الخط الذي يحيط بقطاع من المحيط الهاديء تنخفض الأحجار الكثيفة التي يتكون منها قاع المحيط الهاديء في تلك المنطقة وتمتد أسفل اليابان بينما يتجه الى الغرب في اتجاه أوراسيا. ويقع مركز الزلازل في منتصف البحر على بعد 130 كم من مدينة سينداي.
وقال مركز رصد الزلازل الأمريكي إن امواجا بارتفاع 7.3 متر رصدت قرب سواحل اليابان. وحتى داخل مياه المحيط العميقة رصد خبراء التسونامي ارتفاع الأمواج الى حوالي متر، وهو ما يعد أمرا استثنائيا.
وهذا يعني أن تأثيرات التسونامي الياباني قد تمتد إلى سواحل الفليبين وهاواي وربما يمكن رصدها ايضا عند سواحل أمريكا الشمالية وأمريكا الجنوبية.
وربما سيجد المراقبون وخبراء الزلازل أن من الضروري أن يبحثوا في الهزات التي سبقت وقوع التسونامي الأخير والتي بدأت يوم 9 مارس/ آذار، وبلغت قوتها 7.2 على مقياس ريختر ووقعت على بعد 40 كيلومتر فقط من الزلزال الكبير الذي وقع الجمعة، واستمرت مع وقوع ثلاث هزات أخرى تجاوزت قوتها 6 درجات.