النسيان / بقلم الدكتورة كافي الجادري
- النسيان هل هو مرض عضوي او فايروسي
- وهل اسبابة نفسية او سوء تغذية
- هل النسيان نعمة او نقمة
- متى يكون نعمة ومتى يكون نقمة
يتكون دماغ الانسان من 100بليون خلية عصبية عصبون. يوجد في النصف الايسر منه، اكثر مما في النصف الايمن بـ180 مليون خلية عصبية. ويتألف الدماغ من عدة اجزاء، لكل منها تركيب خاص ووظيفة محددة، كما يلي:
اولا - قشرة الدماغ: تتألف من اربعة فصوص هي، الامامي والصدغي والقفوي والجداري.
وتأتي اهميتها من تأثيرها المسيطر على مختلف الوظائف المهمة التي يقوم بها الدماغ، كالذاكرة واللغة والتفكير والوعي والحركات الارادية والمبادرات.
ثانيا - المخيخ: يقع في مؤخرة اسفل الدماغ، ويقوم بوظيفة الحركة والتوازن والمزاج او الطبع.
ثالثا - جذع الدماغ: يقع في الاسفل الدماغ.
رابعا - تحت المهاد: وتتمثل وظيفته بالتكرار النظامي للعمليات والاحداث، وتنظيم حرارة الجسم والانفعالات والجوع والعطش.
خامسا – المهاد: ووظيفته تنسيق وتوحيد عمليات التحسس والحركات، بشكل منسق
وتجدر الاشارة الى ان تذكر الامور الحديثة والقدرة على تشكيل ذكريات جديدة، تتلف في حالة التعرض لاصابات على جانبي الدماغ.
حيث ان تلك الاصابات تؤثر على المهاد الاوسط والخلفي والتكوين الشبكي لجذع الدماغ وجهاز الاثارة بواسطة الادرنالين. كما ان هناك اسبابا اخرى لذلك تتمثل بنقص فيتامين(B1) والاورام تحت المهاد واحتباس الدم.
كما تجدر الاشارة الى ان اصابة جانبي الفص الصدغي الاوسط، ولاسيما قرن أمون، قد يؤدي الى نسيان شبه دائم. والذاكرة هي القدرة على تذكر المعلومات القديمة والحديثة، والتي سجلت في الدماغ بواسطة الحواس الخمس او الخيال والابتكار، في الوقت المناسب.
اما النسيان فهو عدم القدرة على استرجاع المعلومات التي سجلت مسبقا، في الوقت المناسب. وقد وهب العلي العليم للانسان دماغا يستطيع استيعاب معلومات هائلة جدا {صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ} لو كتبت لملأت 90 مليون مجلد ضخم، ان التذكر والنسيان، كالماء والهواء في بوتقة، لكل منهما حجم محدد. ولكن اذا زاد حجم الاول، ينقص حجم الثاني، والعكس صحيح. وهذا ما يمكن ملاحظته، عند وضع البوتقة على النار، أي عندما تعيش صدمة نفسية او مرضا في الدماغ او ضوضاء متشابكة، وثانية العكس صحيح. فالذاكرة تدل على القدرة لاستعادة المعلومات المخزونة في الذاكرة في الوقت المناسب.
اما النسيان فيدل على عكس ذلك. والنسيان ظاهرة طبيعية، ولاسيما للمعلومات القديمة، اما الحديثة فقد ينسى بعضا منها، ولكن اذا زاد ت كمية المعلومات المنسية، فإن ذلك يدل على وجود خلل ما في خلايا الذاكرة ناتج عن مرض او جرح في الدماغ او صدمة نفسية شديدة.
ويصنف النسيان الى: نسيان سلبي، وهو عدم القدرة على تذكر المعلومات المهمة المتعلقة بحياتك. والنسيان الايجابي، وهو عدم تذكر المعلومات المؤثرة،
كوفاة احد الاعزاء او موقف مشين. وتصنف الذاكرة الى ثلاثة مستويات، بناء على فترة بقائها في الذهن:
1 - ذاكرة المعلومات السريعة الزوال، حيث توضع المعلومات المنقولة الى الذهن، عن طريق الابتكار والحواس الخمس. فاذا لم يهتم بها الانسان، تزول بعد ثانية ونصف. اما اذا زاد اهتمامه بها فتدخل في مستوى الذاكرة القصيرة، مثل التجول في معرض للملابس او البضائع الاخرى.
2 - ذاكرة المعلومات لفترة قصيرة، حيث بعد وضع المعلومات في الذهن بالوسائل اعلاه، تبقى في تذكرها لفترة تتراوح ما بين نصف دقيقة الى بضعة دقائق. ولكن اذا كررتها لعدة مرات فإنها تبقى لفترة اطول.
3 - ذاكرة المعلومات لفترة طويلة، أي منذ ان وضعت في الذهن، من طفولتك الى الوقت الحاضر، عن كل ما يتعلق بك وبما يحيطك.
ومن الاسباب الاخرى لمرض النسيان فضلا عما ذكرنا من اصابات الدماغ التي يصاب بها من امرض او اورام ، كان سوء التغذية هو احد الاسباب لهذا المرض ، ولاسيما المؤدية الى نقص احماض اوميغا3، حيث تودي الى ضعف تغذية الدماغ وبالتالي ضعف الذاكرة، فضلا عن نقص الفيتامينات والاملاح المعدنية التي تغذي الدماغ وتنشط الذاكرة، مثل فيتامين (B1,B12,A,E) والبوتاسيوم والكبريت. وتجدر الاشارة الى ان معظم مرضى النسيان، يعانون من سوء التغذية وعدم اتزان المواد الغذائية المتناولة.
- البدانة، حيث يؤدي هضم المواد الغذائية الكثيرة، الى قلة كمية الدم الواصلة الى الدماغ، وبالتالي ضعف الذاكرة،
الشيخوخة، حيث يؤدي التقدم بالعمر الي زيادة صلابة شرايين الدماغ وضعف الدم، وبالتالي قلة المواد الغذائية المحمولة للدماغ، الذي ينتج عنه ضعف الذاكرة. حيث يلاحظ عند التقدم بالعمر، ظهور بعض الصعوبات في تذكر الاسماء اولا، ثم الاحداث ثانيا، وفيما بعد الاماكن. ويسمى ذلك بنسيان الشيخوخة الحميد. وهو ليس له علاقة بمرض العته او الخرف، رغم وجود بعض المظاهر المتشابهة بينهما.
تعليق /
يبدو من خلا ل دراسة مرض النسيان والوقوف على اسبابه وعلاجه ، نستنتج طرق العلاج واولها الغذاء المتكامل بعناصر الفيتامينات الاساسية وهي تشمل جميع الاعمار .
ولكن مرض النسيان اصبح في الوقت الحاضر وفي العراق تحديدًا وبعد مرور 13 سنة ظاهرة منتشرة في جميع الفئات العمرية واذا اجريت لهم فحوصات طبية عضوية تكون النتيجة ليس امراض عضوية بل امراض نفسية وليست بسبب سوء التغذية بل بسبب (الحكومة واحزابها ) الذين يبدوان قد بدأت عليها اعراض مرض النسيان وهم طبعا ليس بسبب سوء التغذية بل من تخمة التغذية خصوصاً ونحن في شهر رمضان ؟؟!!!
منذ عام 2003 واخذت المصائب والحوادث تتوالى على الشعب العراقي ولكثرتها اصبح العراقي ينسى تلك الحوادث بسرعة مذهلة مثل ما اصبح ينسى ما فقده من احبة واعزاء والسبب هي الحكومة لان الحكومة كانت توعد الشعب العراقي بانها ستقوم بألتحقيق وارسال اللجان والوقوف على الاسباب والنتائج وراء كل كارثة تحل بالعراق سواء من انفجارات او سرقات لمليارات من اموال الشعب العراقي مثل قضية وزير التجارة فلاح السوداني وغيره ، او التجاوز على ارض العراق من الغارات التركية على شمال العراق او تجوال داود اوغلو وزير خارجية تركيا في كركوك ولدخول حزب العمال الكردستاني التركي الى الاراضي العراقية ، او الحوادث الكبيرة مثل مجزرة الحويبجة ومقتل وحرق الجنود العراقين في الانبار ، وحتى ساحات الاعتصامات في المحافضات الغربية لم تعد تذكر وكأن النسيان قد طواها او حتى الوعود من تحسين البطاقة التموينية، ولكن كل العملية لا تاخذ اكثر من اسبوع وتختفي من ذاكرة الحكومة وبالتالي من ذاكرة الشعب العراقي ، اذن هل اصبح مرض النسيان مرض فايروسي ومعدي بحيث انتقل من شخص لأخر في العراق نعم في العراق اصبح المرض فايروسي انتقل من الحكومة الى الشعب الذي لم يعد يتذكر ويطالب بنتائج تلك التحقيقات واللجان او ما تفعله الحكومة والاحزاب به في الدورات السابقة ويذهب الى صناديق الانتخابات في الدورات اللا حقة وينسى كل ما مضى ، الم يكن هذا النوع من النسيان نقمة على الانسان ، بل وعاهه مستديمة له .لانه في هذه الحالة ستزيد الحكومة من تناسي حقوق الشعب عليها والتفريط في كرامته ويزداد الفساد والارهاب في العراق .
واحيانا يكون النسيان رحمة من الله في حالات فقدان عزيز او نسيان الاحقاد بين الاهل والاحبة ومحاولت نسيانها ولو اجباري لكي لا يحمل الله الانسان هموم واحزان فوق طاقته لذلك فهي نعمة ورحمة في حالة نسيانها .
مع تحيات د. كافي الجادري
بغداد 18/ تموز 2013
انتظر تعليقاتكم التحليلية .