TODAY - March 12, 2011
بعدما فشل الرجل في جعل العاصمة أجمل وأكثر نظافة
نساء عراقيات يطالبن بامرأة لمنصب "أمين بغداد"
ايلاف
وجوه نسائية بغدادية اجتماعية وأدبيةأكدت نسوة عراقيات على ضرورة أن تتبوأ أمرأة منصب (أمين بغداد)، لأن العاصمة في وضعها الحالي تحتاج يد امرأة لتجعلها أكثر نظافة وأجمل وأبهى، مشيرات الى ان تولّي رجل هذا المنصب خلال السنوات الماضية اثبت فشله في إعادة البهاء المفقود إلى بغداد، فتحولت إلى مدينة خراب تنتشر على أراضيها الأنقاض والنفايات.
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــ
قالت النسوة، وهن من النخبة والشهيرات في الأوساط الإعلامية والأدبية، ان المرأة تحرص على ان تظهر بغداد بمظهر جمالي رائع، لان العاصمة الان تعبّر عن بشاعة الذوق بشكل لا يليق باسمها، وان المرأة تنزع الى التنظيم والترتيب والنظافة والاهتمام بالمظهر الخارجي والاهتمام بالبيئة والصحة لكونها أمًّا وربة بيت.
تجيء تلك الفكرة التي حاولنا التصدي لها بعدما قدم أمين بغداد استقالته بعدما طالبت التظاهرات التي انطلقت في بغداد بذلك، في تعبير عن أن بغداد ساءت أحوالها اكثر، ولم تنل من الاهتمام ما يجعلها "جوهرة الشرق"، كما كان يحلم الحالمون بعد التغيير قبل نحو ثمان سنوات، لذلك استطلعنا آراء عدد من النساء، وطلبنا منهن توخي الحذر في (الانحياز) الى المرأة في إبداء الرأي والنظر الى المسألة من ابواب عدة، وان تكون الموضوعية هي السمة التي يمكن قراءتها مما يتم التصريح به.
الاديبة ميسلون هادي قالت "ليس امين العاصمة فقط، ليت كل مواقع المسؤولية المهمة تتولاها نساء، فالرجال على مدى تاريخهم لديهم جوع فطري الى السلطة وعطش الى القوة، يعني .. صراع الزعامة يجري في دمائهم، ويعتبرون من التباهي لرجولته ان يكون هو في الصدارة، حتى لو كان الرجل مهلهلاً في الداخل تجده يصور نفسه في الخارج عكس ذلك، وإن كان شحاذًا وزوجته في قمة الذكاء بالنتيجة هو الذي يفرض رأيه عليها، لهذا تجد العالم في حروب ومآس، على الرغم من ان بعض الحروب لضرورات تاريخية، ولكن الغالب هو هذا الهوس الرجولي.
في حين المرأة صديقة الطبيعة، صديقة الفطرة، صديقة البسطاء، واذا ما جاءت حيوانات الى الحديقة تجد انها ترعاها، واذا بقي بعض الطعام هي التي تعطيه للطيور، وهذا بفطرتها لانها تحمل الحياة فهي تديم الحياة، فلا تستطيع الا ان تكون صديقة الحياة، لهذا هي تحزن على الموت اكثر، فتبقى سنة وهي مرتديةاللون الاسود وتبكي، فيما الرجل بعد اسبوع ينسى، لانها تعرف قيمة هذه الحياة، بحسب هادي.
واضافت: المدن مثل البيوت تماما، ومثلما تهتم المرأة ببيتها ستهتم بالمدينة، الرجل لا يعلم بما يحدث في البيت، ولو ان حاجة تنكسر في البيت لو مئة شهر لا يهتم لها، فيما المرأة هي التي تنظر الى الجدران والاثاث وتجمل البيت، كذلك المدن.. تخيل لو امين بغداد امرأة لصارت بغداد جنة، لكنت ترى الحدائق المسحورة في كل مكان، لانها تعتبر المدينة بيتها وهذه حدائقها، وعلاقة المرأة مع الحديقة وثيقة جدا وهي تديمها.
واعتبرت أن المرأة ستحرص على ان تظهر بغداد بمظهر جمالي، بغداد الان تعبّر عن بشاعة الذوق بشكل لا يليق باسمها، بغداد .. اسمها فقط سحر وربما هو الاسم الوحيد في العالم الذي تشتق منه الصفات عندما تقول (يتبغدد) فلا توجد عاصمة يشتق منها، الان ليس هناك تبغدد، الان خراب ومزابل وانقاض. ولكن هناك في المقابل وبعد كل هذه التضحيات هناك قمع للمرأة في الدورة الوزارية الاخيرة. وفي ختام كلامها كررت ميسلون هادي قولها: يا ليت تكون امين بغداد امرأة .. لوجدنا بغداد المسحورة، بغداد الجميلة، بغداد الجنة، وما كانت بهذا الخراب.
من جهتها قالت غادة العاملي مدير عان مؤسسة المدى اولا انا لااجد اي فرق بين امرأة ورجل، والكفاة هي المعيار، فإن كانت امرأة فمرحب بها وبالتأكيد اذا كانت هنالك فرصة لان تتبوأ هذا المنصب امرأة فسوف تكون قدر المسؤولية. اما اذا كان رجلا فالتجربة السابقة اثبتت ان الرجال ما كانوا على ذلك القدر من المسؤولية الكبيرة التي تبينت من خلال تعاملهم مع الشارع ومع قضايا الفساد ومع الحملات التي قاموا بها.
وتعتقد لو ان امرأة تكون امينا لبغداد فبالتأكيد ستكون بغداد اجمل لان النساء عادة يتحسسن القضايا الصغيرة وكل المسائل التي قد لا يتحسسها او يقدرها الرجل، وبطبيعة الحال المرأة اقرب الى الجمال من الرجل، وبالتالي ستضفي لمسات اضافية على بغداد وتجعل منها الاجمل.
في حين قالت الكاتبة والروائية عالية طالب إن "المرأة .. دائما تعرف كيف تدير الاشياء وتنظمها، بدليل انها نجحت في تدبير الاسرة التي هي البناء الاساسي للاسرة الكبيرة التي هي الوطن. واثبتت التجارب منذ الثمانينيات حتى اليوم حينما غاب الرجل ان المرأة قادرة فعلا على ادارة شؤون الحياة العملية والبيتية والاسرية والاجتماعية، ومعروف عن المرأة قدرتها على الترتيب والتنظيف والتنسيق والاناقة، فلو اصبحت فعلا امينا لبغداد امرأة فأنا اتفاءل فعلا بداخلي وأرى بغداد اجمل وانظف، يعاد تأثيثها كمدينة بطريقة منسقة وحضارية للاستفادة من تجارب شعوب بواقعية.
وأشارت إلى نقطة مهمة جدا وهي ان المرأة لا تسرق، المرأة تدخل في ملفات فساد ولكن نادرا ما تفعلها، وحتى في المخالفات، لو اجريت احصائية بسيطة على مستوى المخالفات بين الذكور والاناث لوجدت نسبة متدنية لدى المرأة في مقابل نسب تصاعدية في المخالفات العامة والخاصة للرجل، لندعو فعلا ان يكون المنصب لامرأة، وبالتأكيد سنجد بغداد اجمل وابهى واكثر نظافة.
فيما تمنت الصحافية سها الشيخلي ان يكون امين بغداد امرأة لسبب واحد انها لا بد ان تكون ربة بيت، اولا من ناحية الجهد الخدمي والنظافة، ثم تلك المشاعر، مشاعر المرأة، تجاه الارامل والايتام والشعب بصورة عامة، يعني المرأة سوف لن تكون مثلما الرجل يكون، ستكون بغداد اجمل وانظف بكثير، فالمرأة بحد ذاتها تنزع الى التنظيم والترتيب والنظافة والاهتمام بالمظهر الخارجي والاهتمام بالبيئة والصحة لكونها أما وربة بيت، لكن اعتقد انه من الضروري في مواقع اخرى ان تكون هناك امرأة مثل محافظة بغداد وامانة العاصمة.
وأضافت "ليس لكونها امرأة، فهي ستكون بدرجة نجاح عالية ومشجعة، وليس صعبا عليها تبوأ هذا المركز، وهي التي اصبحت وزيرة وضابطة شرطة والكثير من المناصب، انا ارى ان المرأة العراقية قادرة على العطاء وولودة، ولها هذه الهمة والنشاط وتندفع لكونها تحب وطنها، وهي اكثر التصاقاً بالوطن لكونها عاطفية ولديها مشاعر امومة حتى وهي طفلة، لذلك ترى الطفلة اول ما تلعب في بداية حياتها تعلب بالدمية كأنها أما، فيما الولد يذهب للعب بالرشاشة !!.
اما القاصة ايناس البدران رئيسة منتدى نازك الملائكة فرأت أن "هذه فكرة جميلة جدا ومبتكرة، خصوصا ان الحس الجمالي عند المرأة عال وتذوقها للجمال واحساسها به كبير ايضا، نحن لا نريد ان نختلف في من يقود، ولكن لنتفق على ان الانسان المناسب في المكان المناسب، التخصص والتكنوقراط والاخلاص بالعمل وتكريس الوقت الكافي والجهد الكافي، واعطاء المسائل حقها وقيمتها دون الاهتمام بالشكليات.
واعتبرت أنه "المرأة حتى شعرا وادبا يقال اذا اردت ان تتعلم الشعر فتعلمه من المرأة، المرأة احساسسها عال بالجمال وتهتم بالتفاصيل وتحس بدقائق الامور وتتغلغل بأعماق النفس البشرية بطبيعتها هي كأنسانة تأخد عندها المشاعر والعواطف دورا كبيرا، والان ابسط مثال اذا ما دخلت الى عيادة طبيب وعيادة طبيبة فسوف تشعر بفارق كبير، عيادة الطبيب عادة ما تكون فيها الاشياء الضرورية والاساسية بغض النظر عن المسائل الجمالية واحيانا مع الاسف مسألة النظافة فيها تهمل، انا مع الانسان الذي يتحمل المسؤولية، وعنده احساس عال بالجمال، وفعلا يشعر بنبض الشارع وحاجات ابناء بلده، والمرأة اذا كانت مؤهلة بشكل حقيقي فسوف تبدع وتقدم الكثير.
وقالت كريمة هاشم مديرة معهد الفنون الجميلة للبنات جميل جدا اذا ما كانت امين بغداد امرأة، وستزهو بغداد لان المرأة قريبة جدا من الحياة، بغداد الان تحتاج الحياة، لذلك ستنتعش بغداد عندما تكون امرأة امينة لها، وانا اتمنى ان تكون صفات هذه المرأة الشجاعة الفائقة، وان تتحلى بالصبر، فهناك تحديات بهذا المنصب، وعليها ان لا تنتمي الى اي حزب ولا الى اية فئة، وان تكون عاشقة لبغداد، وان تكون قد قرأت كل الاشعار التي كتبت عن بغداد، وانا اعتقد ان هذا حلم، ولكنه قريب للتحقيق.
واضافت "ليس هنالك بيت في العراق ليست مسؤولة عنه امرأة، نادرًا ما نجد رجلاً، قد نجد رجلاً يؤدي أعمالاً بيتية، ولكن ليس مثل المرأة في ترتيبها ونظافتها، واذا ما كانت تهتم ببيتها الصغير فأيضًا ستهتم ببيتها الكبير الذي هو بغداد، وانا واثقة من هذا الأمر مليون بالمئة اذا ما تبوأت امرأة هذا المنصب.