ألسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه القصيدة للشاعر تميم البرغوثي ، وقد حمل الشاعرُ لواء القضية الفلسطينية في مجاله
ألا وهو الشعر وأضحى أمير الشعراء بلا منازع ، وهذه القصيدةُ واحدةٌ من أروع قصائده وهي بعنوان
إن سارَ أهلي فالدّهر يتّبعُ
إن ســــــــــــــار أهـــــلي فالدهر يتبعُ --- يشهد أحوالهم ويســــــــــــتمعُ
يأخذ عنهم فــــــــــــن البقاء فــــقــد --- زادوا عليه الكثير وابتــــــــدعُ
وكلـــــما هــم أن يقـــــــــــــول لهم --- بأنهــــم مـهــزومــــون ما اقـتـنعُ
يسـير إن ســاروا في مظـــــــاهرةٍ --- في الخلف فيهِ الفُضُولُ والجَزَعُ
يــكتــــبُ في دفترٍ طريــقـتـهــــــم --- لــــعله بــالـــــدروس يـنـتــــــفعُ
لو صـــــابَ فالجَمعُ الجَيشَ يقصُدُهُ --- فإنه نـحـــــــــوَ الجـيــــش يندفعُ
فـــيرجـــع الجـــــــند خطوتينِ فقط --- لـكــــــنِ الـــقصدُ أنــــــهم رجعُ
أرض أعـــــــــيدت ولــــــو لثـــانيةٍ --- والـــقومُ عزلٌ والجيشُ مـــدرعُ
ويُــصبِحُ الـــــــغـازُ فـــوقـهُم قِــطعٌ --- أو الســـما فــــــوقه هي القــطعُ
وتُـطـــــلَبُ الريــح وهــي نــــــادرةٌ --- لـــــــيست بماءٍ لـــكنها جُـــرَعُ
ثـم تـراهم مـــــن تـحتها انـتـشــروا --- كــزئــبقٍ فـــــي الـدخان يَــــلتَمِعُ
لــــكي يُـــضِـلُّ الـــرصــاص بـينهُمُ --- تــــكاد منه السقوف تَنْخـــــــــــلِعُ
حــتى تـــجلــــــت عـنهـم وأوجُـهُـهُم --- زُهْــــرٌ ووجه الـــــزمان مُـمْـتتَقعُِ
كـــأن شـــمسً أعـطت لـــهم عِـــدَةً --- أن يـــطلُعَ الصــــبحُ حـيثما طَلَـــــعُ
تــعرف أســـمائهم بـــأعــــــــيُنِــهِمْ --- تـــنكروا باللــــــــثام أو خَــلَــــــعُ
ودار مِــقْــــلاعُ الــــطفلِ فـــي يــدهِ --- دورة صـــــوفيٍ مَــــــــسَّهُ وَلَــــــعُ
يُـــعَلِّمُ الدهـــــرَ أن يـــــــدورَ على --- مــــن ضَـــــــنَّ أن الـــقويَ يمتنـــعُ
وكـــــل طفــــل فــــــي كفـهِ حــــجرٌ --- مُــلَخــصٌ فـــيه الســـهلُ والــيَفَـــعُ
جـبالهـــم فــــــي الأيـــدي مـــــفرقةٌ --- وأمـــــرُهُمْ فــــي الــجبالِ مُجْتَمِـــــعُ
يــأتــون مـــن كأأأل قريـــةٍ زُمَــــــراً --- إلــــــى طَــريــقٍ أللهِ تًرتَفِـــــــــــعُ
تــضيـــق بالـناس الــطُرْقُ إن كَـــثُروا --- وهـذه بالــــــــزِحَــامِ تَـتسِــــــــــعُ
إذا رأوهــــــــا أمـــامهـــــــم فَرِحُـــــــوا --- ولــــم يُــبَالوا بــأنــها وَجَـــــــعُ
يُــــبدونَ للـــمَــوتِ أنـــــــه عَـبَــــــثٌ --- حـتــى لَـقَدْ كـــاد المَــوتُ يَنْخـــدِعُ
يـــقــــولُ للـــقـومِ وَهُــــــــوَ مُعْتَـــــذِرٌ --- مـــــا بـيــدي مــا آتـــي ومـــا أدَعُ
يَــــــــظَـــلُ مُـستـغْـفِراً كـــــــذي وَرَعٍ ----- وَلَــــــمْ يكـــن مِـــن صِفاتِهِ الوَرَعُ
لـــــو كـــــان للمـــوتِ أمْــرُهُ لغَــــــدَتْ --- عــلــى سِــوانـا طِيــــــورُهُ تَقَــــــعُ
أعــــــــدائُنَا خَـــوفُهُــــــمْ لهـــم مَـــــدَدٌ --- لـــــو لــــم يـخافـــوا الأقوامَ لانقَطَــعُ
فَــخَـوفُهُـــمْ ديــنُهُــــمْ ودَيــــــدَنُهُـــــــــ مْ --- عَــــليـهِ مِــــــن قَبـــلِ يـولَدُ طُبِـــــعُ
قُــــــــل للـــعِـدى بـعــد كــــل معـركـــــــةٍ --- جُـنُـودُكُـــم بالــسـلاحِ ما صَنَــــــــعُ
لـــــقــــد عـرفنـــا الـــــغـزاةَ قـبلكــــــــــمُ --- ونُـــشْــهِـــــدُ الله فـــــــيكُمْ البِـــدَعُ
سـتـــــــون عــامــــــاً ومــــــا بـكـــم خَــجَـلٌ --- الــمـــوتُ فـيــــنا وفـيكم الفَـــــزَعُ
أخـــزاكــــــــم اللهُ فــــــي الغُــــزاةِ فَــمَــــــــا --- رأى الـــورى مِـثلـكــم ولا سَمِــــعُ
حــيـــــن الـــــــشعـــوبُ انتقـــت أعاديَهـــــا --- لــــــــم نشهدِ القُرعَةَ التي اقـتــــرَعُ
لـستُــــم بأكـــــــفائنا لـــــــــــــــنكرَهَكُـ ـــــــــمْ --- وفـــــي عَــدَاءِ الـوَضيـعِ ما يَضَـــعُ
لــــــم نَـلْــقَ مِــــــن قـبــلِكُـــــمْ وإن كَــــثـــروا --- قـــومــــاً غُــزَاتاً إذا غَزَو هَلِـــــــعُ
وَنَـــــحْــنُ مــن هــــاهـنا قــــد اخـــتلفــــتْ --- قِــــدماً عَـــليــــنا الأقــوامُ والشِـيَـــــــعُ
ســـــــيروا بــهــا وانــــــضروا مساجِدَهَـــــا --- أعـمَـامُـهَـــا أو أخْــــوالَـــهَــــا الـبِـيَـــعُ
قــــــــــومي تـرى الــــطيرَ في مَــــــنَازِلِهِـــمْ --- تَـــسِيـرُ بــالشَـــرْعَةِ التـــــي شَـــــــرَعُ
لــــــــم تُـــنْبِــــتْ الأرضُ الــقــومَ بــل نَـبَتــتْ --- مـــــنهـــم بما شَـيَّـــدُوا ومـــــــا زَرَعُ
كـــأنَّهُـــــم مـــــن غُيُــومِـــــهَـــــا إنْهَمَــــرُوا --- كـــــــأنهم مــــن كُـهُـــوفِـــهَا نَبَــــــــعُ
والــــــدهـــر لـــــــو ســـــــار الـــقــــوم يَتّبِــعُ --- يَــــشْهَــــدُ أحـــوالَهُـــمْ وَيَستَمِــــــــعُ
يــأخــــذ عــــــنهــــــم فــــــن البــــــقاء فـقـــــد --- زادوا عــــــليه الـــكَثِيــرَ وابتَــــــدَعُ
وكـــلـــــــما هـــــــم أن يقــــــــــــــــول لهــــــــم --- بـأنهـــم مهــزومـــون مـــــا اقتنــــعُ
أتمنى ان تكون قد راقت لكم
تحياتي