كان المهندس أنتوني غاودي Antoni Gaudí طالباً متوسطاً، وقد وقع أستاذه شهادة الدبلوما بقوله: “
من يدري.. أأعطينا هذه الشهاده إلى مجنون أم إلى عبقري.. الزمن كفيلٌ بإخبارنا”.
مبنى CASA BATLLÓ ..!
وسط البناء المعماري الذي تتميز به برشلونة من الطوب الدافئ والأسوار الحديدية المسننة والنوافذ المقوسة والرشقات النارية من الأزهار التي تزين الشرفات،
وسط كل هذا يقف مبنى وكأنه نبت من بذور وصمم من كروم وأوراق في بستان بدلاً من بنائه من الطوب.
مبنى Casa Batlló في 43 Passeig de Gràcia
في برشلونة، مجدٌ يتدفق من مبنى يوصف حرفياً بأنه في حالة ذوبان، مما يجعلك لا تستوعب كيف تمخض عقلٌ بشري وأنجز هذا العمل المذهل، أهي غرابة أطوار أم مخدرات، فالوقوف أمامه حابس الأنفاس هو كل ما تستطيعه.
وبإلقاء نظرة على المبنى تجد أنَّ لا شيء فيه يبدو تجميعياً أو أنه قد بني من طوب، بدلاً
من ذلك فإنه يبدو وكأن غاودي قد طرح المبنى أرضاً مثل جبل ضخم من الطين ثم حفر
حديقة جويل PARK GÜELL ..!
أصبحت برشلونة مدينة غاودي، والذي يثير السخرية أنَّ غاودي لم يكن رمزاً ثقافياً للمدينة، على العكس من ذلك ولفترة طويلة لم يكن له مؤيد حقيقي غير “الغني جداً” جويل Eusebi Güell، وفي وقت بعيد جداً أصبحت المدينة والنقاد قد بدأوا بفهم ما يقوم به من أعمال.
لم يكن الأمر سهلاً في البداية، ولحسن الحظ غامر جويل في وقت مبكر مع المهندس المعماري الغريب الأطوار “غاودي” مما أعطاه فرصة إلى واقع وتألق متزايد في ذهنه
على بعد مسافة قصيرة من مبنى Casa Batlló صعوداً على تلة الكرمل بدأ غاودي العمل على حديقة جويل Park Güell عام 1883، وتم الانتهاء منها عام 1907،
أي 24 عاماً من البناء
مجرد إلقاء نظرة على الحديقة ترى كل شيء فيها متدفقاً وكأن الخرسانة تسير متدلية باتجاه الأسفل نحو المدينة،
المقاعد هي جزء من النوافير التي هي جزء من الجدران التي هي جزء من السلالم التي هي جزء من المدرجات التي هي جزء من الأعمدة، بناء على شكل حُلمٍ معماريٍّ متواصل من عجائب برشلونة.
معبد EXPIATORI DE LA SAGRADA FAMÍLI..!
بحلول الوقت الذي بدأ فيه العمل على معبد Expiatori de la Sagrada Família كان “غاودي” يعتبر أسطورة، ولكن بعد 40 سنه من العمل في المعبد كانت كل من برشلونة وغاودي قد واجهوا أوقاتاً عصيبة، فقد أصبح “غاودي” غريب الأطوار جداً، لدرجة أن سيارات الأجرة ترفض أن تقف لنقله على افتراض انه كان متشرد.
غاودي لم يرى أبداً الكنيسة وهي منتهية، وفي الواقع لا أحد رآها، فحتى يومنا هذا ما يزال العمل قائماً عليها، فعندما توفي غاودي عام 1926،
بعد أن صدمته سيارة، كانت الكنيسة قد بدأت للتو بالظهور.
الكنيسة هي قلعة رمال بالتنقيط، برج يبلغ علوه 170 مترا، تصور غاودي أن يكون المعبد “الكاتدرائية”
مسك الختام له في أعماله، وهو مزيج مثالي من الأشكال الطبيعية مع المواد الغير العضوية. إنه لأمر مدهش أن ندرك ما فعله غاودي في مطلع القرن الماضي، لكن المذهل تماماً عندما ندرك أنه ما إذا سارت الامور كما هو مخطط لها فسيتم الانتهاء من هذه التحفة “الكاتدرائية” عام 2026، فكما قال غاودي: “موكلي ليس في عجلة من أمره.”
_________
المصدر