بغدادُ عذراً ومثلي كيف يعتذرُوالروم تحشد من أرضي وتأتمر؟!
جاءت جيوشهم من كل ناحيةٍيدفها الحقدُ والطغيانُ والبطرُ
وقيصر الروم يحدو الروم في جذلٍوقومي الصيد لا حسٌ ولا خبرُ ؟!
كم أمطروك بآلافٍ مدمرةٍمن القنابل لا تبقي ولا تذرُ
تجري الدماءُ على آثار قصفهمُحتى بكى نهرك الرقراقُ والشجرُ
أضحت رياضك يا بغداد مقبرةًوالأرض والماء والأجواء تستعرُ
كم ادعوا نصرةً للشعب واختلقواإفكاً تناقضه الأخبار والصورُ
أين الذين ادعوا تحريرك وغدواطلائعا للعدا من بعدما فجروا؟!
أنت الضحية يا بغداد فاصطبريهذا القضاء وما يجري به القدرُ
أمسيت وحدك يا بغداد موثقةوخانك العربُ الأعرابُ والغجرُ
الناكثون عهود الله بينهمُوالغادرون فما أبقوا ولا استتروا
لا تسألي النصرَ منهم لم يعد لهمُفي المعضلات يدٌ كلا ولا نظرُ
ولم تعد نخوة الأحرار تسعفهموليسوا ُ يغنون إن غابوا وإن حضروا
هذى القيادات يا بغداد خائنةٌمن منهل الغدر كم علوا وكم سكروا
الحاكمون وأمريكا حكومتهمفكلما أمرت أمراً لها ائتمروا
وكلما ألزمتهم خطةً قبلواخسفاً وإن حذرتهم بطشها حذروا
وكلما نزلت في العُرْبِ فاجعةٌأقيم مؤتمرٌ يتلوه مؤتمرُ
وكلما اجتمعوا حاكوا مؤامرةًوكلما أبرموا عهدا لهم غدروا
وكلما اتفقوا من بعده اختلفواوإن تعاظم أمرٌ عنده صغروا
وكلما قيل قد عادوا لرشدهمُوقيل قد آمنوا بربهم كفروا
وكلما هدأت أوطانهم عصفوابها وإن سلكوا درباً بها عثروا
وكلما هددوا بالحرب واحتشدواوقيل قد ظفروا في حربهم خسروا
فأمرهم عجبٌ وجدهم لعبٌووعدهم كذبٌ وعزمهم خَوَرُ
يا سوأة الدهر والتاريخ هل لكمأن ترحلوا حيث لا عينٌ ولا أثرُ
لن تبكي الأرض كلا والشعوب علىفقدانكم أبدا بل يفرح البشرُ
يا أيها العرب الأحرار هبوا فمايغني عن الموت لا خوفٌ ولا حذرُ
دكوا العروش التي أضحت بلا شرفٍوأشعلوا النار فيها إنها الخطرُ
يا أهل بغدادَ عذرا لم يعد عربٌولم تعد نخوةٌ فيهم ولا ظفرُ
نطأطأ الرأس يا بغداد من خجلٍإذا تباهوا بهذا العار وافتخروا
فللحرائر يوم الحرب صارخةًوللثكالى وللأيتام نعتذرُ