لقد بين القرآن الكريم مقام أصحاب الكساء بأن سماهم بأهل البيت ، وجعلهم أهل آية المباهلة ، وما ذلك إلا لما لهم من مقامات شريفة عالية عند الله تعالى في كل الأزمان والعوالم فهم قد خلقوا قبل خلق آدم والمخلوقات فعن رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم تسليما) قال ...لما أراد الله إن يخلقنا تكلم بكلمة خلق منها نوراً ثم تكلم بكلمة أخرى فخلق منها روحاً ثم مزج النور بالروح فخلقني وخلق علياً وفاطمة والحسن والحسين فكنا نسبحه حين لا تسبيح ونقدسه حين لا تقديس )( بحار الأنوار ج15ص10).
وبهم تاب الله على آدم كما في الرايات الكثيرة ، وبهم جرت سفينة نوح وسلمت من الغرق ، وبهم ابتلى إبراهيم ربه وغير ذلك من المقامات الإلهية.
روي عن الإمام الرضا (عليه السلام) إنه قال: (إن الإمامة خص الله بها إبراهيم الخليل عليه السلام بعد النبوة والخلة ، مرتبة ثالثة منفصلة شرفه بها وأشاد بها ذكره ...إلى أن قال ، فلم يزل في ذريته يرثها بعض عن بعض قرنا فقرن حتى ورثها النبي (صلى الله عليه واله وسلم تسليما) فقال الله عز وجل :
{إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَـذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَاللّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ } فكانت له خاصة فقلدها (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) عليا بأمر الله عز وجل على رسم ما فرضها الله عز وجل ، فصارت في ذريته الأصفياء الذين أتاهم الله إلى يوم البعث فهي في ولد علي (عليه السلام) خاصة إلى يوم القيامة إذ لا نبي بعد محمد (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) فمن أين يختار هؤلاء الجهال ؟ إن الإمامة هي منزلة الأنبياء وارث الأوصياء ، إن الإمامة خلافة الله عز وجل وخلافة الرسول ومقام أمير المؤمنين وميراث الحسن والحسين (عليهما السلام) )(عيون إخبار الرضا ج1ص196).
من ذلك يتبين لنا إن اصحاب الكساء هم ورثة مقام الإمامة الذي هو منزلة الأنبياء وارث الأوصياء أي إن أصحاب الكساء (عليهم السلام) هم ورثة الأنبياء ، إليهم تنتقل مواريث الأنبياء (صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين ).
إن هذا المقام مقام أهل البيت استحقه أصحاب الكساء وورثوه بالتنزيل ، حيث خاطبهم تعالى {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً } كما خاطب آل إبراهيم بقوله تعالى : {رَحْمَتُ اللّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَّجِيدٌ }.
وقال تعالى : {إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ ذرية بعضها من بعض }.
وروي العياشي عن الباقر (عليه السلام) إنه تلا هذه الآية فقال : (نحن منهم ونحن بقية تلك العترة) .
وفي المجالس عن الصادق (عليه السلام) قال : قال محمد بن الاشعث ابن قيس الكندي (لعنة الله عليه) للحسين (عليه السلام) : يا حسين ابن فاطمة ، أي حرمة لك من رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم تسليما ) ليست لغيرك فتلا الحسين هذه الآية ثم قال : والله إن محمدا(صلى الله عليه وآله وسلم تسليما ) لَمن آل إبراهيم وإن العترة الهادية لَمن آل محمد صلوات الله عليهم)( تفسير الصافي ج1ص328).
والمذكورين في الآية ذرية بعضها من بعض ويرث بعضهم بعضا . اذن فآل محمد الذين هم علي وفاطمة والحسن والحسين صلوات الله عليهم أجمعين هم فرع شجرة الأنبياء وهم ورثة الأنبياء
منقووول