من المتعارف عليه أن الأكاذيب لا بد لها من نهاية مهما طال الزمن , لكن في عالم السياسة فالأمر مختلف تماما"
فهو عالم قائم على الأكاذيب التي لا تعرف النهاية , سيما فيما يتعلق بتقديم الوعود للمواطنين من توفير الخدمات والأمن فدائما" خيال المسؤول خصب من هذه الناحية وليس ببعيد عن ذلك نائب الرئيس لشؤون الطاقة الشهرستاني , الذي طالما أذهل الناس بوعوده المتجددة المبتكرة المتعلقة بالكهرباء تلك المعضلة التي عجزت الحكومة بكل قدراتها وأمكاناتها من ان تجد لها حلولا", والتي نجدها دائما" مثارا" للجدل والنقاش ,لأنها ترتبط بشكل مباشر بحياة المواطن باعتبار أن الكهرباء أحد ضروريات الحياة ,والغريب في ألامر أن الطاقة الكهربائية متوفرة وبشكل كامل في دول لا تمتلك 10%100 من ثروات وقدرات العراق ورغم ذلك نجدها تنعم بالكهرباء وخير دليل على ذلك باكستان , بينما الشعب العراقي رغم انه يعيش على أرض الخيرات فهو لايزال يعاني من مشكلة انقطاع التيار الكهربائي , والسبب في ذلك ليس نقصا" في القدرات أو التخصيصات المالية بل أن الساسة في العراق وجدوا في مسألة التلويح والوعود بإنجازات الكهرباء دعاية أنتخابية يبدئ التحضير لها بمجرد اقتراب موعد الانتخابات, سواء كانت برلمانية او أنتخابات مجالس محافظات أو أيا" كانت صفتها , فنلاحظ أن الوعود تجدد في تلك المرحلة ,وتبدء سلسلة من الاكاذيب لها بداية وليس لها نهاية, بالإضافة الى الفساد المالي والإداري المستشري في جميع وزارات الدولة والكهرباء من ضمنها أن لم تكن اكثرها, فبعد وعود بتحقيق الاكتفاء في السنوات السابقة وأن وزارة الكهرباء ستقضي على هذه المشكلة , ولم يحدث اي من ذلك طبعا, صرح السيد الشهرستاني بأنه سيجعل أصحاب المولدات الاهلية يضطرون لبيعها في سوق الخردة لأن الناس لن يعودا بحاجة لها بعد الان, ولم يحدث ذلك كالمعتاد , ثم أطلق اغرب تصريح له على الاطلاق أذ أكد أنه في مطلع عام 2013 أن العراق سيصدر الكهرباء للخارج لأنه سيتعدى مرحلة الاكتفاء وينتقل لمرحلة التصدير! وكأن الدول الأخرى تنتظر من العراق أن يصدر لها الكهرباء! نسي السيد الوزير ان فاقد الشيء لا يمنحه, ونلاحظ أن بعد كل تصريح لوزير الكهرباء يزداد واقع الكهرباء سوءا" في العراق , حتى يظن المواطن لوهلة أنه لن يصرح مرة اخرى لكنه سرعان ما يبادر بتصريح أغرب من ذي قبل, ولن يبقى أمام المواطن الا أن يتفاءل عسى ولعل أن يتحقق الوعد هذه المرة , والنتيجة يزداد واقع الكهرباء سوءا" وتتبخر الوعود مع حرارة الصيف, ومن المفترض أن ينطبق القول المأثور ( حبل الكذب قصير) على واقع الكهرباء وتصريحات الوزير, الا أن الشهرستاني أثبت العكس فعلى ما يبدوا أن حبال الكذب في وزارة الكهرباء طويلة لا تعرف النهاية