TODAY - 10 March, 2011
بنك عقول أميركي يتهم السلطات بتمويل الإسلاموفوبيا
واشنطن تنفق المليارات لتصوير الإسلام صنواً للإرهاب
اتهم بنك العقول الأميركي الحكومة الأميركية بأنها تنفق مليارات الدولارات على دورات تدريبية وسط عناصر الشرطة وحفظ الأمن تصور الإسلام على أنه دين يتخذ من العنف أكبر دعاماته الرئيسية.
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــ
تواجه الحكومة الأميركية إتهاما بأنها تضخ مليارات الدولارات في دورات تدريبية لأفراد الشرطة والجهات الأخرى المعنية بحماية الأمن والنظام "تقدم صورة مشوهة وخطيرة عن الإسلام".
الإتهام موجه من بنك العقول الأميركي "بوليتيكال ريسيرتش اسوشييتس" الذي يتخذ من مساشوستس مقرا له. وقد أصدر تقريرا بعد تحقيقات استمرت 9 أشهر في صناعة جديدة مزدهرة هي مكافحة الإرهاب. ويخلص التقرير الى أن عناصر الشرطة وغيرها "تتلقى دورات تدريبية لا تخضع للوائح التنظيمية المعتادة وتقدم الإسلام من زاوية آيدلوجية ملتوية تلخص العقيدة الإسلامية بأكملها في أنها تقوم على العنف بشكل أساسي وتدعو للإرهاب".

محاضر ضد الإسلام

وليد شعيبات في إحدى محاضراته

يقول بنك العقول - تبعا لما نقلته صحيفة "غارديان" البريطانية - إن ممثلين له حضروا مؤتمرا نظمته "رابطة ضباط مكافحة الإرهاب الدولي" التي شكّلتها عناصر شرطة نيويورك بعد هجمات التاسع من أيلول سبتمبر. وتحدث في هذا المؤتمر الفلسطيني - الأميركي وليد شعيبات الذي انشق على "منظمة التحرير الفلسطينية" واراد عن الإسلام وصار أحد أشد أعدائه. ولهذا السبب تستضيفه مؤسسات عدة مشابهة للحديث عن دينه القديم.
ووفقا للتقرير فقد قدم شعيبات محاضرة بعنوان "العقلية الجهادية وكيفية إيقاع الهزيمة بها". واتهم فيها رجال المسلمين بأنهم "يغتصبون النساء والأطفال والأولاد خصوصا.. إنهم يستغلون الأطفال جنسيا"، على حد قوله.
ومضى شعيبات قائلا: "المسلم يقطع الرؤوس بحد السيف وهو يبتسم. بمكنكم رؤية ذلك على يوتيوب وعلى شاشات التلفزيون. شاهدوا الطفل الأفغاني وهو يتلقى التدريب على قتل المسيحيين. تقولون إن الإسلام دين مسالم؟ هراء.. إنه يكره الغرب. الإسلام ثورة تريد تدمير كل الأنظمة الأخرى.. يريد الانتشار مثل النازية".

الله في أميركا
يتناول التقرير أيضا "سيكيوريتي سوليوشنز انترناشونال"، وهي شركة خاصة معنية بشؤون الأمن مقرها ميامي وظلت تعمل مع حوالي ألف من وكالات فرض الأمن والنظام منذ العام 2004. وهي تقدم محاضرات بعناوين مثل "خطر الجهاد الإسلامي" و"الجهاد 2.0" و"الله في أميركا".


خالد شيخ محمد الذي يقال إنه الرجل الثالث في «القاعدة»



وفي محاضرة لها في الآونة الأخيرة عرضت الشركة ما تقول إنه الدليل على الإرهاب الإسلامي الوحشي. وتمثّل هذا في الفيديو الذي بثته "القاعدة" عبر يوتيوب ويصور جريمة قطع رأس الصحافي الأميركي دانيال بيرل، مراسل "وول ستريت جورنال" في جنوب آسيا في شباط - فبراير 2002 بعد اختطافه في كراتشي. وأدين بالجريمة الباكستاني البريطاني خالد شيخ محمد المتهم بتدبير اعتداءات 9/11 والذي يقال إنه الرجل الثالث في القاعدة وإنه اعترف في غوانتانامو بأنه تولى شخصيا قتل الصحافي الأميركي بتلك الطريقة.

الإسلام مساوٍ للشيوعية
يأتي تقرير بنك العقول في وقت تتهيأ فيه لجنة الأمن الداخلي بمجلس النواب الأميركي لبدء تحقيق في ما تصفه بـ"انتشار التطرف وسط الجالية الإسلامية الأميركية". لكن رئيس اللجنة بيتر كينغ، يواجه اتهامات هو نفسه بأنه "يبدأ في الواقع حملة على غرار مطاردة الساحرات في أوروبا القرون الوسطى".
وثمة جهة أخرى ضالعة في البرامج التدريبية وهي "مركز مكافحة التجسس والدراسات الأمنية" في الكساندرا فيرجينيا. ويوظف هذا المركز عملاء سابقين في "مكتب التحقيقات الفيدرالي" (إف بي آي) وغيره من الوكالات الحكومية المشابهة لتدريب نحو 8 آلاف من العاملين في مجال الأمن سنويا.
ويقول بنك العقول إن هذا المركز رفض طلبه لحضور جزء من برامجه التدريبية. لكن تقريره يخلص الى القول إن تصفح موقع المركز على الإنترنت والاطّلاع على كتابات محاضريه الرئيسيين يكشفان أن الفترة التدريبية - بعنوان "خطر الجهاد العالمي"، يستخدم إطار الحرب الباردة ليصّور الإسلام باعتباره "خطرا مساويا للشيوعية".

الساعة المقدسة


الصحافي الأميركي دانيال بيرل في الأسر


في إحدى كتاباته يقول وليد فارس وهو أحد المحاضرين الرئيسيين في "مركز مكافحة التجسس والدراسات الأمنية" هذا إن الجهاديين "يتسللون الى المؤسسات الغربية تحت ستار الدفاع عن الحقوق المدنية". ويمضي قائلا إن "المهمة الكبرى التي هؤلاء على عاتقهم هي تجنيد أكبر عدد ممكن من الناس حتى يحين الوقت الذي تدق فيه الساعة المقدسة".
وكان فارس يردد صدى تحذير المارونية اللبنانية الأميركية بريجيت غابرييل (نورا سمعان)، اللاجئة أولا الى إسرائيل ثم الولايات المتحدة، من أن "الأصوليين يتغلغلون الى سائر طيّات المجتمع الأميركي والى مؤسسات الدولة العليا بما فيها وكالة الاستخبارات "سي آي ايه" ومكتب التحقيقات الفيدرالي ووزارتي الدفاع والخارجية. إنهم يعملون ليل نهار على غسل أدمغة الشباب في مدننا وبلداتنا عبر أراضي الولايات المتحدة".

مساس بحرية العبادة
لهذا كله فقد دعا توماس سينكوتا، كاتب التقرير عن بنك العقول، الكونغرس ودائرة الأمن الداخلي للبدء في تحقيق حول استخدام المال العام لأغراض تدريبية وصفها بأنها "خطيرة ومضرّة". وقال إن عناصر الشرطة والأمن التي تتلقى هذه الدورات "تخرج بانطباع راسخ مفاده أن مواطنين منصاعين لحكم القانون يبقون إرهابيين محتملين فقط لأنهم يدينون بالإسلام".
ويشير سينكوتا الى أن أنه في أعقاب هجمات 9/11 حوّلت الدولة مبالغ هائلة من أموال دافع الضرائب الى الدورات التدريبية في مكافحة الإرهاب. ويضيف أن إدارة الأمن الداخلي، على سبيل المثال، أغدقت 1.7 مليار دولار من أجل تنظيم هذه الدورات عبر الولايات المتحدة خلال العام 2010 وحده.
ويضيف قوله: "يقلقنا كثيرا أن هذه الدورات التدريبية تمس إحدى الحريات الأساسية وهي حرية العبادة. وهي في الوقت نفسه تعرض أمننا الشخصي والقومي للخطر لأنها تستعدي المسلمين علينا وتغرّبهم عنا في وقت نحتاج للعمل جميعا يدا واحدة من أجل الوطن".

يَقتلون غسلاً للشرف


مسلمات خلال تجمع مضاد لتيار «الإسلاموفوبيا» في نيويورك


لكن هنري مورغينستيرن رئيس "سيكيوريتي سوليوشنز انترناشونال"، يتهم من جهته الداعين لوقف دورات شركته التدريبية، مثل سينكوتا كاتب التقرير، بأنهم "يعرقلون الجهود الرامية لمكافحة الإرهاب، منطلقين فقط من أغراض سياسية خاصة بهم".
ويضيف "لا جدوى من محاولة تبييض وجه الإسلام والمسلمين. الحقيقة هي أن هؤلاء الناس يقطعون الرؤوس بالفعل.. هؤلاء الناس يقتلون نساءهم بدافع غسل الشرف. هذا كله صحيح، ولذا فإننا نسعى لتنبيه حماة الأمن والنظام والقانون الى نوع الناس الذين يواجهونهم".