لما بلغ يوسف (ع) أشده وهو في بيت العزيزولشدة جماله لأن وجهه مثل القمر ليلة البدر وكانت لاتنظر اليه أمرأةً الاوهوته ولارجلاًً الا أحبه ، وأن أمراة العزيز وقعت في هواه وفي ذات يوم بينما هو واقف يتأمل وهو مستغرق في التفكير إذ التقطته زليخا بنظراتها الثاقبة المملوءة بالعشق والهوى ،دون أن يلتفت اليها الصديق وأنه سلام الله عليه لم يرمقها بنظرةً واحدة طيلة وجودهِ معهم ، وكلما نظرت أليه زادت شوقها باللقاء به وتأخذ بالتأوه كيف تحتال عليه وكيف توقعه في شباكها الا أنه في ذات يوم أستفردت به (( وَرَاوَدَتْهُ هُوَ فِي بَيْتِهَا عَن نَّفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ ۚ قَالَ مَعَاذَ اللَّـهِ ۖ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ ۖ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ ﴿23﴾).
هذا الشاب الجميل الوسيم كانت له الفرصة بأن يفعل مايشاء وكان بمقدوره أن يتجاوز الحد الا أن حدود الله ماسمحت له وهو في حضرة الله تبارك وتعالى
((وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ ۖ وَهَمَّ بِهَا لَوْلَا أَن رَّأَىٰ بُرْهَانَ رَبِّهِ ۚ كَذَٰلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ ۚ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ )))
أي أن الحرارة الغريزية والدافع الجنسي الاعمى لثورة زليخا الجنسية العارمة أسقطتها بالقاضية أمام أمتناع يوسف (ع) للاستجابة أمام غريزة زليخا لأنه رأى نفسه بين يدي الله . وهذا أحرج موقف يمر به الانسان ، بعد حصول الغفلة الكاملة عن الكمال المطلق جلّ وعلا ،وهنا تفتحت أزهار ربيع النبوة في قلب الصديق وخرج من قاعة الامتحان الالهي ناجحا مفلحا رافعاً يديه للسماء مبتهلاً بتقديم آيات الشكر والعرفان المطلق لله بعد ما أعانه بالبراهين الالهية الثابتة ببراءته
(( وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِّنْ أَهْلِهَا إِن كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِن قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الْكَاذِبِينَ ﴿26﴾ وَإِن كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِن دُبُرٍ فَكَذَبَتْ وَهُوَ مِنَ الصَّادِقِينَ ﴿27﴾ فَلَمَّا رَأَىٰ قَمِيصَهُ قُدَّ مِن دُبُرٍ قَالَ إِنَّهُ مِن كَيْدِكُنَّ ۖ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ ﴿28﴾ .
وصدور البيان الملكي في حقه وجعله ملكاً على مصر بعد أن حصص الحق وأعتراف زليخا بالمراودة للصديق .
وأقول هنا أن قلب يوسف (ع) قد غلب عشق وهوى زليخا بِمْناً من الله .
وأن كثيراً من الاحوال مايغلب العشق والهوى القلب وهذا ماثبتته زليخا نفسها عندما أمرت يوسف (ع) بالخروج على النساء التي جمعتهم في قصرها وقطعن أيديهن و لم يجدنَ وجعاً أي أن عشقهم ليوسف (ع) غلب قلوبِهم .
((وَآتَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِّنْهُنَّ سِكِّينًا وَقَالَتِ اخْرُجْ عَلَيْهِنَّ ۖ فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حَاشَ لِلَّـهِ مَا هَـٰذَا بَشَرًا إِنْ هَـٰذَا إِلَّا مَلَكٌ كَرِيمٌ).
منقول