TODAY - 09 March, 2011
عثة الفراش.. ووسائل التخلص منها
خطوات وقائية لمنع تغلغلها
من النادر أن يمر يوم من دون الإعلان عن انتشار «عثة الفراش» (bedbug) في موقع ما. وتظهر هذه العثة في مواقع من شتى الأشكال، ومنها مجمعات الشقق السكنية وأقسام الطلاب الداخلية، والفنادق، إضافة إلى مباني الشركات والمتاجر والمدارس والمسارح ووسائط النقل.
وتفسر ظاهرة انتشار العثة المسماة «Cimex lectularius» بعوامل مثل: ازدياد النقل الدولي، تغير تطبيقات مكافحة الآفات، مقاومة الحشرات للمبيدات المضادة لها، وانعدام التوعية بوسائل مكافحتها.. «إلا أن هذا كله ليس سوى تكهنات»، كما يقول الدكتور ريتشارد بولاك، الباحث المتخصص في علوم الحشرات. ويضيف: «ما زلنا لا نعرف الجواب المناسب»!
* مخاوف حقيقية ووهمية
* إلا أن ما نعرفه اليوم هو أن هذه الحشرات قد عادت مجددا بعد فجوة امتدت 50 سنة تقريبا، وهو أمر يثير أعصاب السكان. فلا يرغب أي شخص أن يرى عثة الفراش تغزو منزله معرضة إياه وأطفاله لعضاتها أثناء النوم، كما أن المخاوف من انتشار عثة الفراش قد تقود إلى ظهور مشكلات أسرية وتؤثر على أنشطة الإنسان وعمله. وقد يتسبب القلق من العثة في حدوث الأرق وإلى إحداث أضرار أكبر من أضرار العثة نفسها، ومنها إساءة استخدام مبيدات الحشرات والإنفاق بلا مبرر على خدمات لرصد العثة والقضاء عليها.
ومع هذا فعلينا الحذر واليقظة، والخطوة الأولى كما يقول بولاك هي «اعرف عدوك»! ولذا فإليكم بعض المعلومات عن عثة الفراش وعن عاداتها، والوسائل اللازمة لإبعادها عن المنزل.
* عثة الفراش
* إن عثة الفراش ليست سوى حشرة صغيرة لا تطير، تقتات (عادة) على دم الأشخاص النائمين أو الحيوانات النائمة. وهي تختفي أثناء النهار في المواقع المعتمة المحمية من الفراش، وتسمح لها أجسامها المستوية بالانحشار في ثنايا واستدارات هيكل السرير وتركيباته وفي داخل باطن الفراش. كما تختفي أيضا خلف أخشاب السرير وفي الأوراق التي تغطي الجدران، وتحت حواف السجاد وبين المواد المتراكمة. وتتجمع الحشرات في مجموعات تضم الحشرات البالغة ويرقاتها مع بويضاتها وقشورها وبرازها.
وتقوم عثة الفراش بحقن الضحية بمادة مخدرة قبل امتصاصها للدم، ولذلك فإن عضة واحدة للضحية لن تقود إلى إيقاظها من النوم. وعندما يرصد الإنسان علامات للعضات فإن من الصعب عليه تحديد ما إذا كانت تلك علامات لعثة الفراش ما دامت عضاتها تشابه عضات الحشرات الأخرى مثل البعوض أو البراغيث (في بعض الأحيان تبدو العضات وكأنها صف مشبوه من النقاط التي يشار إليها بوصفها «الإفطار، والغداء، والعشاء»).
ولا يستجيب كل شخص لعضات عثة الفراش بنفس الشكل (وهي استجابة مناعية ضد لعاب العثة)، إلا أن أولئك الذين يستجيبون لها يعانون من الحكة ونقاط حمراء يمكن أن تصاب بالعدوى عند حكها. ولا تحتاج أغلب العضات إلى علاج، وتشفى تلقائيا. وتعالج ردود الفعل القوية تجاه العضات بالمواد المضادة للهستامين لوقف الأعراض، كما تستخدم مراهم الأدوية السترويدية الجلدية، وكذلك المضادات الحيوية (في حال ظهور عدوى لاحقة).
وبينما تقود عثة الفراش إلى الإزعاج فإنه لا يعرف عنها نقلها للأمراض (لأن نظامها البيولوجي يختلف قليلا عن الحشرات الماصة للدم التي تنقل الأمراض).
* تنتقل عثة الفراش بسهولة مع حقائب السفر، والحقائب اليدوية لرجال الأعمال، وللسيدات، ومع الألبسة وقطع الأثاث. وإليكم بعض الخطوات التي يمكن اتخاذها لتقليل فرص دخول عثة الفراش إلى منازلكم:
* احتياطات السفر: عند النزول في فندق، ضع حقيبة السفر على طاولة أو موقع بعيدين عن الفراش وعن أرضية الغرفة، أو ضعها في الحمام. وقد يكون مفيدا وضعها في كيس لتغليفها. لا تفرغ ملابسك ولا تضعها في درج خزانة الملابس. افحص أسلاك الفراش للكشف عن أي نقاط من براز عثة الفراش. افحص موقع السرير عند الوسائد وإطار هيكل السرير للتأكد من وجود علامات لمخلفات عثة الفراش. وإن وجدت أي شيء تشتبه فيه اتصل بإدارة الفندق للتحادث بشأنه. حافظ على شراشف الفراش لكي لا تمس الأرض.
وعندما تعود إلى منزلك فرّغ الملابس من الحقيبة مباشرة إلى غسالة الملابس (لغسلها في ماء حارّ)، ثم نشف الملابس في آلة التنشيف لنحو 20 دقيقة. كما يفيد التنظيف الجاف أيضا. وأخيرا افحص حقيبتك الفارغة واستخدم المكنسة الكهربائية لشفط أي أشياء مشبوهة منها.
* حماية المنزل. تعتبر قطع الأثاث القديم أحد مواقع عثة الفراش الكبرى. وإن قمت بشراء قطعة من أثاث قديم فعليك فحصها جيدا قبل إدخالها المنزل.